قال تعالى : ( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً )
قال ابن القيم رحمه الله :
" قوله تعالى : ( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ) ،،، فالعُسر - وإن تكرر مرتين
- فتكرر بلفظ المعرفة ، فهو واحد ، واليُسر تكرر بلفظ النكرة ، فهو يُسران ،
فالعُسر محفوف بيُسرين ، يُسر قبله ، ويُسر بعده ، فلن يغلب عُسر يُسرين " ،،، انتهى ." بدائع الفوائد " (2/155) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" قال تعالى : (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً . إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً)
قال ابن عباس عند هذه الآية : (لن يغلب عُسر يُسرين) قال أهل البلاغة :
توجيه كلامه : أن العُسر لم يُذكر إلا مرة واحدة ، ( فإن مع العُسر يُسراً )
( إن مع العُسر يُسرا ) العُسر الأول أُعيد في الثانية بأل
فأل هنا للعهد الذكري ، وأما اليُسر فإنه لم يأت مُعرفاً بل جاء مُنكراً ،
والقاعدة : أنه إذا كُرر الاسم مرتين بصيغة التنكير أن الثانية غير الأول إلا ما ندر
والعكس إذا كُرر الاسم مرتين وهو مُعرف فالثاني هو الأول إلا ما ندر
إذاً : في الآيتين الكريمتين يُسران ، وفيهما عُسر واحد ؛ لأن العُسر كُرر مرتين بصيغة التعريف .
( فإن مع العُسر يُسرا ) هذا الكلام خبر من الله عز وجل ، وخبره أكمل الأخبار صدقاً
ووعده لا يخلف ، فكلما تعسر عليك الأمر فانتظر التيسير " انتهى باختصار . " لقاءات الباب المفتوح " (لقاء رقم/80)