أوقفوا «Arab Idol» الآن
انطلقت مساء الجمعة والسبت الماضيين مرحلة العروض المباشرة من برنامج Arab Idol وامتلأت معها الصالونات العربية بصدى أصوات مشتركين أبدعوا في تقديم أصواتهم فنّاً راقياً ومادة إعلانية دسمة.
إنقسم 27 مشتركاً بين فريقي الإناث والذكور، وانطلقت المرحلة الثالثة من البرنامج مع 12 مشتركة حللن على مسرح Arab Idol من مختلف الدول العربية وأجمعن على تقديم أغانٍ تراثية وطربية وشعبية بنبرة كانت آذاننا عطشى لسماعها منذ مدّة.
لكن الجميع كان متلهّفاً، وللمرة الاولى في تاريخ هذا النوع من البرامج، لسماع ما لا يفهمه ولرؤية ما لم يعتده مع به رواس حسين القادمة من كردستان العراق، والتي تمكّنت بإحساسها أن تحطّم الحواجز الثقافية لتدخل من دون استئذان عقر كل دار، فتَحوَّل معها "الكردي" بلغته وثقافته وهويته من مجرّد غريب إلى أحد أهل البيت، وخير دليل على ذلك نِسَب المشاهدة على موقع "يوتيوب" التي كانت 10 مرات ضعف نظيراتها من المشاركات. به رواس تميّزت وحلّقت لكنها لم تكن وحيدة، فحنان رضا من البحرين قدّمت صوتها بإتقان وثقة مليئة بنفحة صوفية وهندية.
ولا تقلّ فرح يوسف السورية بجماليات صوتها الرخيم عن باقي المتسابقات، فأثبتت على خشبة مسرح Arab Idol نفسها فنانة مكتملة الصفات، وتمكنت بفضل "تكنيك" رائع من اكتساح طاولة لجنة الحكم وحماسة الحضور والمشاهدين. ولم تكن باقي المشتركات أقلّ شأناً من الأمثال المذكورة، وتميّزن جميعهن بأداء رائع.
وفي اليوم التالي من مرحلة العروض المباشرة جاء دور الشباب، وكان مسرح Arab Idol على موعد مع 15 شاباً قَدِموا لإبهار راغب علامة ونانسي عجرم وأحلام وحسن الشافعي بأدائهم، فوجدوا أنفسهم يكتسحون قلوب الحاضرين الذين لم تكلّ أياديهم من التصفيق والمشاهدين الذين تسمّروا أمام شاشاتهم طرباً.
شخصت العيون إلى أول المواهب المصري أحمد جمال الذي أعاد عقارب الساعة إلى أيام الزمن الجميل، وارتقى بدفء صوته إلى أحضان عبد الحليم حافظ فبات المستمع "موعود" بمشوار طويل معه.
وإنهالت من بعده القنابل الفنيّة على القيّمين والمتابعين والمشاهدين، فقصفنا العراقي أسامة ناجي بأدائه وبرع في تسديد وابل من النوتات المحكمة التي أصابت إحساس المستمعين ودمّرت قيود الابتذال الفنّي المستشري. ليعتلي لاحقاً اللبناني وائل سعيد الخشبة، ويعلّي بعُرَبِه "السياج" مع باقي المتسابقين قبل إنضمام اللبناني الثاني في المسابقة زياد خوري الذي قدّم أغنية "آخ يابني" وتعملق في إيصال نقاوة وعظمة اللون اللبناني الأصيل.
أمّا المغربي جمال عباد الذي سقى النوتات جمالاً وإبداعاً تميّز بشجاعة لا يتحلّى بها سوى العظماء في الغناء. وحتى الفلسطيني محمد عساف اقشعرت الأبدان لجمال صوته وقدرته الفريدة على تطويع الكلمة واللحن في قالب من الإحساس والحضور.
لكن الموهبة "الباليستية" التي دمّرت معايير التقويم الأكاديمي فجاءت بصوت إبن حلب السوري عبد الكريم حمدان الذي أخذ المستمعين في رحلة عبر شوارع مدينته المهدمة على تاريخها، وأهدى شهداءها دمعة من عين كل مشاهد اعتادت على سيل الدماء وجفّت من كثرة الموت.
مواهب Arab Idol قنابل تفجّرت على المسرح وصوت دويها صمّ آذان السامعين شجناً من كل حدب وصوب، حتى كاد الفائزون في البرامج الاخرى لا يستحقون تخطّي المرحلة الأولى في هذا البرنامج.
لقد نجحتِ يا mbc في تقديم عشرات النجوم على مدى ليلتين متتاليتين، وزيّنتِ الأرض والسماء فنّاً. فيا ليتك تبادرين إلى إيقاف Arab Idol الآن وتُغنين وطننا بكل هؤلاء النجوم إناثاً وشباباً، ولا تسمحين للتصويت بفرض ظلمه على مشتركين باتوا جميعهم في مصافي النجوم. مشتركون يخجل أمام موهبتهم غالبية الفنانين المحترفين وينحني لشجن أصواتهم دويّ المدافع وأبواق التفرقة. التعليقات
http://www.aljoumhouria.com/news/index/67202