منتـــديــآت عـــآلم بۈلـــيۈۈد - عرض مشاركة واحدة - لا تقترب من عالمي
الموضوع
:
لا تقترب من عالمي
عرض مشاركة واحدة
14 / 04 / 2013, 33 : 03 AM
#
2
مها فؤاد
روح المنتدى |●~
تاريخ التسجيل: 30 / 12 / 2008
الدولة: مصر
المشاركات: 2,911
معدل تقييم المستوى:
21474839
2- الجار الغامض
استيقظت نينا في الصباح التالي مبكرا لتكمل عملها .. استحمت و اردت ملابس سوداء كما تفعل دائما عندما تعمل و حضرت كوبا من القهوة الثقيلة لتساعدها على بدء يومها الشاق بنشاط و بينما هي تستعد لبدء العمل على تحميض صورها اذا بجرس الباب يمنعها من ذلك فتمتمت منزعجة من هذه المقاطعة :
-
يا الهي ! ماذا الان ؟ سألقن هذا المتطفل درسا لن ينساه
توجهت نحو الباب و هي تتوعد من يقف خلفه بالجحيم و لكن عندما فتحت الباب و اكتشفت هوية " المتطفل " كاد يغمى عليها و لكنها لا تعرف أمن السعادة ام المفاجاة ؟ فلم تتوقع ان يكون هو من يدق بابها في هذا الوقت المبكر من الصباح و لكن هل توقعت يوما ما اي شئ يفعله ؟ بالطبع لا فهو جارها الغامض .. بعد ان فاقت جزئيا من صدمتها قالت :
-
راج ! اهذا انت ؟
-
نعم وهل كنتي تتوقعين شخصا اخر هه ؟ اعترفي الان نينا
ضحكت من سخريته المعتادة .. فسخريته بحر تكاد تغرق فيه .. نظر اليها و اهداها ابتسامته المرحة التي تعشقها ثم قال ممازحا :
-
اعترف انني احب ردهة شقتك كثيرا و لكني لا انوي قضاء يومي هنا فمتى ستدعيني الى الداخل ؟
-
سأجيب عن سؤالك في الحال .. لن ادعك تدخل
-
ماذا ؟
-
نعم فأنا لدي الكثير من العمل و القليل من الوقت لذا اخبرني سريعا ما كنت تريد قوله .
-
انا جائع .
-
ماذا ؟ اهذا ما كنت تريد قوله ؟
-
نعم فأنا لم اتناول شيئا منذ مساء الامس و اكاد اموت جوعا لذا قررت المجئ اليكي لكي تشفقي علي و تعدي لي بعض الطعام .
قال هذه الكلمات و على وجهه كافة تعبيرات التسول فانفجرت ضاحكة و قررت ادخاله على الفور و اعداد الطعام له :
-
حسنا حسنا قبل ان تجثو على قدميك تعال الى الداخل .
سارت امامه تاركة له مهمة قفل الباب .. و فكرت انها لاتفهمه حقا فهو يظهر فجأة و يختفي فجأة ايضا كما انه لا يخبرها ابدا عن حياته فهى لا تعلم عنه شيئا سوى اسمه و انه يمتلك شركة سياحة في نيويورك يديرها صديقه بينما يدير هو فرع لندن .. و لكن اكثر مايثير حيرتها شخصيته الحقيقية فهو دائما مرحا ممازحا و لكنها دائما تشعر ان ذلك المرح جزء من شخصية معقدة لا تظهرامامها مما يزيد غموضه غموضا . توجهت الى المطبخ و بدأت في اعداد الفطار " للمتسول الغامض " اما هو فتوجه الى غرفة التحميض الخاصة بها و اخذ يتفحص صورها و كانت لمنطقة اثرية في وسط لندن فقد طلبت منها المجلة التي تعمل لحسابها مجموعة من الصور لتدعم مقال عن هذه المنطقة ستنشره المجلة في عددها القادم .. اثنى على صورها ثم خرج من غرفة التحميض عائدا الى غرفة الجلوس و جلس على اريكتها المفضلة رافعا قدمه على المنضدة امام الاريكة .. عجبا يتصرف في منزلها و كأنه منزله .. كانت دائما تتساءل كيف يصل العقل البشري الى الجنون و لكن بعد ان قابلته عرفت اجابة تساؤلها ! اعادها صوته الى الواقع بينما هي تضع الاطباق على الطاولة:
-
لماذا ليس امامك الكثير من الوقت ؟ هل تأخرتي في تجهيز صورك من اجل المقالة ؟
-
لا . لكني اريد الانتهاء من عملي سريعا لاسافر .
-
تسافري ؟ الى اين ؟
-
نيويورك .
-
نينا ! الى هذة الدرجة لا تطيقي رؤيتي ؟ ستهجرين حبيبتكي لندن لتهربي مني ؟ اجيبي نينا اجيبي !
و كانت اجابتها هي وسادة القتها في وجهه لانهاء درامته المبتذلة .
- ارجو ان تكون اجابتي مقنعة راج .
هز رأسه ايجابا و هو يضحك و ضحكت هي ايضا .. غريبة هي علاقتهما قريبة و بعيدة في ذات الوقت فهما يتصرفان و كأنهما صديقان حميمان و لكنهما ليسا كذلك في الواقع فهي تكاد تكون لا تعرف عنه شيئا و لكنها كانت تعي انها تستمتع بصحبته و بمرحه الدائم و كان هذا يكفيها .. اليس كذلك ؟ عاد يسالها بجدية :
-
اذا لماذا تسافرين ؟
-
لاحضر خطبة صديقتي .
-
و هل تحبيها لدرجة ترك حبيبتكي لندن من اجلها ؟
لم تكن اخبرته شيئا عن شالو فاذا كان هو لا يخبرها شيئا عن حياته فلماذا تخبره هي ؟ يكفي ما يعرفه عنها لذا اجابت بغموض :
-
نعم
-
و متى تسافرين ؟
-
حالما انتهي من عملي سأسافر فورا .
-
تبدين متحمسة للغاية
-
نعم . و كيف لا اكون و صديقتي حققت حلمها و التقت بشخص احبته وسترتبط به رسميا .
نظر اليها و الدهشة تعلو وجهه و كأنها قالت شيئا منافيا للعقل ثم قال :
-
و هل كان " الحب " حلمها ؟
-
نعم . الحب هو حلم كل انسان .
-
هل تعنين انني قرد مثلا ؟
شعرت و كأن احدهم القى بدلو ماء بارد فوقها و شعرت بصدمة .. ايعقل ان يكون من هؤلاء الناس الذين لا يؤمنون بالحب ؟ سألته و هي خائفة من سماع اجابته :
-
هل لا تؤمن بالحب راج ؟
-
انا لا اؤمن بما لا اراه نينا .
-
اتقصد ان لا وجود للحب في عالمنا ؟
-
لا وجود له في عالمي على ما اظن .
-
اتعني انه لا يوجد من تحبه في عالمك ؟
-
بالطبع يوجد . فأنا احب عائلتي و هم ايضا يحبونني انا لا اتحدث عن حب العائلة نينا بل اتحدث عن هذا النوع من الحب الذي يثير جنون الناس و يجعلهم يقضون عمرهم في البحث عنه و اذا وجدوه " كما يعتقدون " دمرهم في نهاية المطاف .. ربما لا تصدقيني و لكني شاهدت اناس كثيرين تتدمر حياتهم بسبب هذا الوهم و حقا لا انوي ان اكون منهم ..
ساد صمت طويل لللحظات لا تعرف نينا عددها فقد شلت الصدمة تفكيرها و كيانها و سخر منها عقلها " كنتي تريدين ان تعرفي المزيد عنه ها قد تحقق ما اردتي اليس كذلك ؟ " عادت الى عالم الاحياء على صوت رنين هاتفه و سمعته يقول :
-
اسف نينا و لكن يجب ان اغادر الان كنت اود حقا تناول الفطور معك و لكني لا استطيع ربما غدا هه؟ سأغادر الان واسف على مقاطعة عملك و تهاني لصديقتك وداعا .
غادر شقتها بهدوء و لكن هل سيغادر حياتها بهدوء ايضا ؟ هذا ما لا تعرفه حتى الان ؟
-
__________________
IAM AN SRK FAN JAB TAK HAI JAN
مها فؤاد
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كل مشاركات مها فؤاد