منتـــديــآت عـــآلم بۈلـــيۈۈد - عرض مشاركة واحدة - كُلّنــا اليَومَ فِـــدَاه | صلى الله عليه وسلم ~ متجدد
عرض مشاركة واحدة
قديم 03 / 02 / 2013, 51 : 04 AM   #8
® єзѕαя καтя!иα
ضيف
 
المشاركات: n/a
[table1="width:100%;background-image:url('http://i4joqw.bay.livefilestore.com/y1pEbeNBscT8HOXIgQqlA-_1XEohnOUyQbAAWJy2hYa1f2A6BMyXJegd_DMR9EmYLQYk6oCz kanE1g/%D9%82%D9%82%D9%82%D9%82%D9%82%D9%82%D9%82%D9%82%D 9%82%D9%82%D9%82%D9%82%D9%82.jpg');"][cell="filter:;"][align=center]




















مشاركة من الزميلة المشرفة : قلبي سالو

لقد كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو الممثل الوحيد
لتجلي صفة الرحمة والرحمانية لله تعالى في الأرض. واستعمل هذه الصفة كإكسير شاف لفتح القلوب والتربع على عروشها.
فصفة الشفقة والرأفة واللين في الإنسان هي العامل الثاني
في جذب الناس وفتح قلوبها بعد صفة الإخلاص والتجرد الحقيقي.
لقد كانت رقة وجمال العالم الداخلي للرسول صلى الله عليه وسلم
وقابليته غير الاعتيادية ورحمته وشفقته -اللتان كانتا بُعدًا آخر من أبعاد فطنته-
من عوامل نجاحه التي استعملها واستغلها، ومن دلائل نبوته كذلك.
و لقد أرسله الله تعالى رحمة للعالمين. لقد كان مرآة مجلوة تعكس رحمة الله تعالى.
كأنه كان نبعًا وسط الصحارى أو حوض كوثر تقاطر عليه الجميع وفي يد كل منهم وعاؤه،
يشرب حتى يطفئ ظمأه ويروي غلته ويملأ وعاءه.
إنه بسرّ بُعد الرحمة المتجلية فيه مثل حوض كوثر للجميع، لمن أراد واستطاع الاستفادة منه.
غير أنه بفطنته الرائعة جعل الرحمة الموجودة في فطرته شِبَاك رحمة لصيد القلوب،
فمن وجد نفسه في ذلك الجو الساحر وجد نفسه في طريق الجنة،
وفي قمة الوجد. هكذا كانت "الرحمة" في يد رسول الله صلى الله عليه وسلم مفتاحًا سحريًّا.
وبهذا المفتاح فتح مغاليق أقفال صدئة لم يكن أحد يتوقع فتحها بأي مفتاح، وأشعل شعلة الإيمان في القلوب..
أجل، لقد سلّم هذا المفتاح الذهبي إلى محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم؛
لأنه كان أليق الناس به، والله تعالى دائمًا يسلم الأمانة لمن هو أهل لها.
لذا، سلّم مفتاح القلوب التي أعطاها أمانة للناس إلى من هو أكثر أهلية له من بين كل الناس وكل البشر؛
إلى محمد صلى الله عليه وسلم. لقد أرسله الله رحمة للعالمين،
فقام صلى الله عليه وسلم بتقييم هذه الرحمة بشكل متوازن جدًّا؛ لأن التوازن شيء مهم في الرحمة.


يستطيع المؤمنون الاستفادة من الرحمة التي كان
يمثلها النبي صلى الله عليه وسلم؛ ذلك لأنه:
. {بالمؤمنين رءوف رحيم} (التوبة: 128)
ويستطيع الكافرون والمنافقون أيضًا -إلى جانب المؤمنين-
الاستفادة من هذه الرحمة كذلك. حتى إن لجبريل حصة من هذه الرحمة

انظروا وتأملوا مدى شمولية وسعة هذه الرحمة
الرحمة التي يمثلها غير مقتصرة على أناس معينين
ولا على جماعات معينة، ولم يقم أبدًا باستغلال هذه الرحمة ..



إن الرحمة الواسعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم التي ضمت الوجود كله بإخلاص؛ وجدت طريقها إلى التطبيق؛
لأنها كانت معنى منبعثًا بكل تجرد وإخلاص من قلب الوجود كله.
فمثلاً نراه يعبر عن شفقته على الحيوان بمثالين حيين:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:
"أن امرأة رأت كلبًا في يوم حارٍّ يُطِيف ببئرٍ،
قد أَدْلَعَ لسانَه من العطَش، فنَزَعَتْ له بِـمُوقِها فغُفِر لها

ثم يروي صلى الله عليه وسلم حادثة مقابلة لذلك:
"عُذِّبتْ امرأةٌ في هرّة سجنتْها حتى ماتت فدخلت فيها النارَ،
لا هي أطعمتْها ولا سقتْها إذ حبستْها، ولا هي تركتْها تأكل من خَشَاش الأرض".

كان ذروة في كل شيء



حتى فتح مكة لم يبق في يد أعدائه أيُّ وسيلة للإيذاء لم يجربوها معه ولم يوجهوها نحوه.
تأملوا معي كيف أنهم أخرجوه هو ومن يقف معه من بيوتهم إلى منطقة صحراوية معلنين عليهم المقاطعة،
ومعلقين بنود هذه المقاطعة الشريرة على جدار الكعبة،
وكانت تقضي بعدم التعامل معهم بيعًا وشراء وعدم التزوج من بناتهم أو تزويج بناتهم لهم.
وقد دامت هذه المقاطعة ثلاث سنوات بحيث اضطروا إلى أكل العشب والجذور وأوراق الأشجار،
حتى هلك منهم الأطفال والشيوخ من الجوع دون أن تهتز منهم شعرة،
أو تتحرك عندهم عاطفة رحمة. ولم يكتفوا بهذا،
بل اضطروهم لترك بيوتهم وأوطانهم والهجرة إلى أماكن أخرى بعيدة.
ولم يدعوهم في راحة هناك فبدسائسهم المختلفة سلبوا منهم طعم الراحة والاطمئنان.
وفي غزوات بدر وأُحد والخندق اشتبكوا معهم في معارك ضارية،
وحرموهم حتى من أبسط حقوقهم كزيارة الكعبة،
وأرجعوهم إلى ديارهم بعد إبرام معاهدة ذات شروط قاسية.
ولكن الله تعالى أنعم عليهم ففتحوا مكة ودخلها رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأس جيش عظيم.
فكيف كانت معاملته لأهل مكة بعد كل هذا التاريخ المملوء عداوة وبغضًا؟
لقد قال لهم: "اذهبوا فأنتم الطُلَقاء".




[/align][/cell][/table1]