[table1="width:100%;background-image:url('https://dl.dropbox.com/u/86740613/%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D8%AD%D8%AF%20%D8%A7%D9%8 4%D8%A3%D8%AD%D8%AF.jpg');"][cell="filter:;"][align=center]
قال تعالى :
{وَبَرَزُواْ للهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}
وقال عزّ وجل :
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ }
المعنى اللغوي ..
الأحد : هو اسم بُني لنفي ما يذكر معه من العدد ..
تقول : ما أتاني منهم أحد فمعناه : لا واحد أتاني ولا اثنان ..
وهو بالنفي أعم من الواحد .. ولا يجوز وصف شيء في
جانب الإثبات بأحد إلا الله الأحد فلا يقال :
رجلٌ أحد ولا ثوبٌ أحد ..
والواحد في كلام العرب له معنيآن :
أحدهما : اسم عدد فيقال : واحد .. اثنان ويمكن جعله
وصفاً لأي شيء تريده فيصح القول :
رجل واحد وثوب واحد ..
والثاني : الذي لا نظير له ولا مثيل .. يقال : فلان واحد بالعالم ..
أي لا نظير له في العالم ..
المعنى الشرعي ..
الله تبارك وتعالى هو الواحد الأحد ..
الذي توحّد بجميع الكمالات.. بحيث لا يشاركه فيها مشارك. ويجب على العبيد توحيده، عقداً، وقولاً، وعملاً، بأن يعترفوا بكماله المطلق،
وتفرّده بالوحدانية، ويفردوه بأنواع العبادة ..
والأحد يعني: الذي تفرّد بكل كمال، ومجد وجلال، وجمال وحمد،
وحكمة ورحمة، وغيرها من صفات الكمال.
فليس له فيها مثيل ولا نظير، ولا مناسب بوجه من الوجوه.
فهو الأحد في حياته وقيّوميّته، وعلمه وقدرته،
وعظمته وجلاله، وجماله وحمده، وحكمته ورحمته، وغيرها من صفاته،
موصوف بغاية الكمال ونهايته، من كل صفة من هذه الصفات.
وهو الواحد في ربوبيته فلاشريك له في ملكه ..
وهو الواحد الأحد في ألوهيته فهو الإله المعبود بحق والمتفرد
في المحبة والتعظيم وليس له ند ولا ضد ولا عديل ..
وهو الواحد الأحد الذي لم يتفرَّع عنه شيء ولا تفرّع هو
عن شيء .. وليس له مكافئ من
خلقه يساميه أو يكآفيه أو يقرب منه ..
قال تعالى :
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣)
وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (٤)}
الثمرات ..
عندما يدرك المؤمن بأحديته تعالى ..ووحدانيته في الوجود على
الإطلاق ينبغي له أن يوحد ربه تعالى في محبته وخوفه ورجائه ودعائه
وكل عباداته في ظاهره وباطنه فحاجة العبد لتوحيد الله في عبادته
أعظم من حاجة الجسد إلى الروح
والعين للنور .. فحقيقة العبد روحه وقلبه
ولا صلاح لها إلا بإلهها الذي
لا إله إلا هو ..
[/align][/cell][/table1]