هل النجاح الرياضي الصيني محض صدفة أم ناتج عن تخطيط منظم ودقيق؟
في اليوم الذي اختتمت فيه دورة الألعاب الأولمبية الـ29 في العاصمة الصينية بكين
انقسمت آراء المحللين والمتابعين والصحفيين الرياضيين في الشأن المتعلق بصدارة الصين
لجدول ميداليات دورة الألعاب الأولمبية بفارق كبير من الميداليات الذهبية
عن القوة الرياضية العالمية الأولى المتمثلة بالولايات المتحدة الأمريكي
الصين حينها أحرزت 100 ميدالية منها 51 ذهبية، فيما أحرزت الولايات المتحدة 110 ميداليات
ولكن الغالبية كانت للفضة والبرونزية في الرصيد الأمريكي، وبلغ عدد الذهبيات 38 ميدالية فقط !
الرأي الأول
كان أن الصين أحدثت طفرة رياضية عالمية وقلبت ميزان القوى لفترة مقبلة ليست بالقصيرة
وأن ما حدث في بكين 2008 سيتكرر في لندن 2012 وفي ريو دي جانيرو 2016
الرأي الثاني
كان مع الفكرة القائلة إن الصين تصدرت الجدول لأنها مستضيفة الدورة
وإن وجود الجماهير الصينية وتعاطفاً معيناً من طرف الحكام والعاملين في الدورة
كلها أسباب ساعدت بشكل كبير في التفوق الصيني
و ارأى أصحاب هذا الرأي أن الصين ستعود إلى المركز الثاني أو الثالث في الدورات المقبلة
وستعود الهيمنة الأمريكية إلى عالم الألعاب الأولمبية - أكبر تجمع رياضي على الإطلاق
وما بين نقاشات وسجالات وكلمات، بدأت دورة الألعاب الأولمبية الـ30 في لندن في الـ27 من يوليو/تموز
ووزع فيها حتى الآن 26 طقماً من الميداليات وكما يقول المثل العربي العامي: "المكتوب مبين من عنوانه" .
فالصينيون عازمون ليس فقط على تكرار رقم الدورة الماضية، بل على تحسينه وفرض هيمنتهم على عالم الرياضة
فها هم بعد مرور يومين على الألعاب يتصدرون جدول الترتيب بـ6 ذهبيات 
فضيات وبرونزيتين متقدمين بفارق مريح عن منافسيهم
الحكم مسبقاً في عالم الرياضة غير جائز بالتأكيد، ولكن كل المؤشرات تدل على أن الصين ستتصدر جدول الترتيب العام للميداليات
بعد منتصف ليلة الـ12 من أغسطس/آب الماضي - يوم اختتام الألعاب
وخاصة أن ذهبيات الغطس وكرة الطاولة كاملة مضمونة للصينين بنسبة 99 %
إضافة إلى أنهم يقدمون أداءً رائعاً في كل الأنواع التي شاهدناها حتى الآن