[table1="width:100%;background-image:url('https://dl.dropbox.com/u/86740613/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%88%D9%84.jpg');"][cell="filter:;"][align=center]
قال تعالى :
{هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ}
وقال صلى الله عليه وسلم :
" اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء .. وأنت الآخر
فليس بعدك شيء"
المعنى اللغوي :
الأول : نقيض الآخر من أبنية المبالغة على وزن (أفعل) وهو الذي يترتب على غيره ..
والأوليه أيضاً : الرجوع إلى أول الشيء .. ومبدؤه أو مصدره وأصله ..
والآخر : وهو أيضاً من أبنية المبالغة على وزن (أفعل ) وهو نقيض المتقدّم
المعنى الشرعي :
الله تبارك وتعالى هو الأول بلابداية فلم يكن شيء قبله ولا معه فهو سابق الأشياء كلها ..
بأوقات لا نهاية لها في الوجود والصفات فله التقدُّم المطلق بكمال الذات وعلوّ الشأن والفوقية ..
وهو الذي ابتدأت منه جميع البرية ..
فكلها مرجعها إلى الله تعالى بالعطاء والإيجاد والإمداد ..
والله جلّ جلاله هو الآخر بعد كل شيء بلا نهاية في الوجود والنعوت فآخريته بلا نهاية ..
في كمال ذاته وعلو شأنه وصفاته العليّة وهو الذي تنتهي إليه أمور
كل البرية الدنيوية والدينية فدلّ هذا ن الإسمان على الإحاطة الزمانية المطلقة ..
الثمرات :
إن من أعظم ثمرات هذين الإسمين أن يلحظ العبد فضل ربه وسابقته عليه في كل نعمة دينية ودنيوية ..
إذ السبب والمسبب منه كما أن الآخِر يدل على أنه تعالى هو الغاية والنهاية
الذي تصمد إليه المخلوقات
بتألهها ورغبتها وجميع مطالبها فعبوديته باسمه الأول تقتضي التجرد عن
مطالعة الأسباب والوقوف
أو الالتفات إليها وتجريد النظر إلى مجرد سبْق فضله ورحمته ..
وأنه هو المبتدئ للإحسان من غير وسيلة من العبد ..
وعبوديته باسمه الآخر تقتضي أيضاً عدم ركونه ووثوقه بالأسباب والوقوف معها
فإنها تنعدم لا محالة وتنقضي بالآخرية ويبقى الدائم الباقي بعدها ..
فهذان الاسمان يوجبان صحة الاضطرار إلى الله تعالى وحده
ودوام الفقر إليه دون كل شيء سواه ..
[/align][/cell][/table1]