[table1="width:100%;background-image:url('https://dl.dropbox.com/u/86740613/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D9%88%D8%B1.jpg');"][cell="filter:;"][align=center]
قال تعالى :
{هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ }
المعنى اللغوي :
المصوِّر هو اسم فاعل للموصوف بالتصوير وصوّر الشيء أي جعل له شكلاً معلوماً .
وصورة المخلوق : هي هيئة خلقته وتطلق على حقيقة الشيء وصفته ..
والتصوير هو التخطيط والتشكيل فالمصور الناقش كيف يشاء يعني الممثل للمخلوقات
بالعلامات المميزة وبالهيئات المتفرقة ..
المعنى الشرعي :
الله سبحانه وتعالى هو المصوِّر الذي صور خلقه كيف يشاء وصور جميع الموجودات
كل شيء منها صورة خاصة وهيئة مفردة يتميز بها على اختلافها وكثرتها ..
وقد صور سبحانه كل صورة على غير مثال يحتذي به ولا رسم ارتسمه ..
تعالى عن ذلك علواً كبيراً ..
الفرق بين الخالق والبارئ والمصور :
الخالق هو المقدِّر قبل الإيجاد والظهور لجميع المخلوقات على صفاتها على مقتضى حكمته الباهرة ..
والبارئ هو التنفيذ وإبراز ما قدره أي الموجِد من العدم على مقتضى الخلق والتقدير ..
وليس كل من قدَّر شيئاً أوجده إلا الله تعالى ..
والمصوِّر المشكِّل لكل موجود على الصورة التي أوجده عليها التي تختص به فالخالق عام
والبارئ أخص منه والمصوِّر أخص من الأخص ..
جلال المصوِّر :
أنه تعالى الذي صوَّر المخلوقات بشتى أنواع الصور الجليّة والخفية والحسية والعقلية
على كثرتها وتنوعها فلا يتماثل جنسان ولا يتساوى نوعان ..
فلكلِ صورته وصور سيرته وما يخصه ويميزه عن غيره في لونه وشكله وذاته وصفته
وإحصاؤها في نوع واحد أو حصرها في جنس واحد أمر يُعجز العقل ويُذهل الفكر ..
ومن جلاله كذلك أنه تعالى كما صوّر الأبدان فتعددت وتنوعت ..
كذلك صوّر الطابع والسلوك والمذاهب فتنوعت وتعددت ..
الثمرات :
أن التعبد باسم الله المصوِّر يقتضي أن لا يتشبه العبد بما انفرد الله تعالى به
من الخلق والربوبية ويقع في شرك التمثيل والتصوير المنافي للعبودية
قال صلى الله عليه وسلّم :
" إن أشد الناس عذاباً عند الله يوم القيامة المصوِّرون يقال لهم:
أحيوا ما خلقتم "
وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام :
" أشد الناس عذاباً يوم القيامة رجل قتل نبياً أو مصور التماثيل "
[/align][/cell][/table1]