23 / 07 / 2012, 08 : 05 PM
|
#2
|
الإدارة
تاريخ التسجيل: 12 / 03 / 2010
الدولة: فِلِسطيـــني
المشاركات: 19,012
معدل تقييم المستوى: 20
|
•● الرحمن - الرحيم ●•
[table1="width:100%;background-image:url('https://dl.dropbox.com/u/86740613/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9%8 4%D8%B1%D8%AD%D9%8A%D9%85.jpg');"][cell="filter:;"][align=center]
قال تعالى {وَإِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَـٰنُ الرَّحِيمُ }
(الرحمة) على وجه المبالغة والرحمة في اللغة : هي الرقة والشفقة والحنان والعطف والرأفة ..
المعنى الشرعي : دلّ هذان الاسمان الكريمان على سعة رحمته تعالى
وشمولها التي لاغاية بعدها في الرحمة ولا نظير لها ..
فبحار رحمته تبارك وتعالى لا شاطئ لها ولا حدود لها قد وسعت كل شيء ..
قال سبحانه {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}
فهو تعالى أرحم بنا من كل راحم ..
أرحم بنا من آبائنا وأمهاتنا وأولادنا بل ومن أنفسنا ..
الفرق بين الرحمن والرحيم ..
الأول : أن (الرحمن) أشد مبالغة من الرحيم لأن بناء فعلان في اللغة العربية أشد من فعيل ..
فهو يدل على السعة والشمول ويجمع كل معاني الرحمة ..
ولذلك لا يثنّى ولا يُجمع فدل على أنه تعالى ذو الرحمة الشاملة التي وسعت كل الخلائق في الدنيا ..
إنسهم وجنّهم مؤمنهم وكافرهم ..
فما من وجود في هذا الكون إلا وقد شملته رحمته ..
أما (الرحيم ) فهو ذو الرحمة الواسعة للمؤمنين يوم الدين فكان للمؤمنين الحظ
والنصيب الأكبر من هذين الاسمين في الدارين ..
الثاني : أن (الرحمن)دالٌّ على الصفة الذاتية التي لا تنفك عن الله تعالى و (الرحيم) دالٌّ
على الصفة الفعلية التي تتعلق بمشيئته ..
الثالث :أن (الرحمن) مختص به ولا يجوز أن يُسمّى به أحد غير الله تعالى ولا يوصف به غيره ..
قال تعالى : {قُلِ ادْعُواْ اللَّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى}
فمن الآية نجد أنه عزّ وجل عادل به لفظ الجلالة (الله)الذي لايشركه فيه غيره ..
أما(الرحيم) فيوصف به المخلوق ..
قال تعالى في وصف النبي صلى الله عليه وسلم ..
{لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ}
أنواع رحمته تعالى :
أولاً : رحمة عآمة : وهي لجميع الخلآئق فكل الخلق مرحومون برحمة الله تعالى
بإيجادهم وتربيتهم ورزقهم وإمدادهم بالنعم والعطايا وتصحيح أبدانهم
وتسخير المخلوقات والجمادات لهم وغير ذلك من النعن التي لا تُعد ولا تُحصى ..
ثانياً : رحمة خاصة : التي تكون بها سعادة الدنيا والآخرة وهي لا تكون إلا لخواصّ عباده المؤمنين
فيرحمهم تعالى في الدنيا بتوفيقهم إلى الهداية إلى الصراط المستقيم
وينصرهم على أعدائهم ويدفع عنهم الشرور والمهالك والمصائب
ويرزقهم الحياة الطيبة النافعة التي تعود عليهم بالمنافع الدنيوية والدينية
وتتجلى في الآخرة في أعلى مظاهرها وكمالها في السعادة الأبدية
في دخولهم جنات الله تعالى العليا ..
الرحمن على العرش استوى :
يقرن تبارك وتعالى استواءه على العرش بهذا الاسم الجليل كثيراً ..
قال تعالى : {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً}
وذلك أن العرش هو أعظم مخلوقات الله على الإطلاق المحيط بها من جميع الجهات
والرحمة محيطة بجميع الخلائق وسعت من في الأرض والسماوات فاستوى
على أوسع المخلوقات وهو عرشه بأوسع الصفات وهي رحمته ..
جلال الرحمن الرحيم :
من جلال رحمته تعالىأن الله خلق مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس
والبهائم والهوام فبها يتعاطفون وبها يتراحمون وأخّر الله
تسعاً وتسعين رحمة يرخم عباده بها يوم القيامة ..
ومن جلالها: أنها عمّت حتى على الكافر فإنه تعالى قرن الرحمة مع العلم في السعة والشمول ..
قال تعالى : {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا}
فكل ما بلغه علم الله تعالى وعلم الله تعالى بالغ كل شيء , بلغته رحمته
فكما يعلم تعالى الكافر .. يرحم الكافر لكن رحمته للكافر رحمة جسدية دنيوية مختصة بالدنيا من الرزق
والطعام والشراب والملبس والمسكن وغير ذلك ..
أما المؤمنون فرحمتهم أخص من هذه وأعظم لأنها رحمة ايمانية دينية دنيوية أبدية ..
ومن جلالها : أنه تعالى أوجب على نفسه الرحمة وهو إيجاب تفضل وإنعام وليس إيجاب استحقاق
قال تعالى : {كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ}
ومن جلال رحمته : أنها لا تقتصر على المؤمنين فقط بل تمتد لتشمل
ذريتهم من بعدهم تكريماً لهم ..
قال تعالى :
{وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا
صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ}
ومن جلالها : أنه كما خلق الجنة برحمته كذلك خلق النار برحمته فإنها سوطه الذي
يسوق به عباده المؤمنين إلى جنته ويطهر بها الموحدين من أدران معصيته ..
ومن جلال رحمته : أنها تتضمن أنه لا يهلك عليه أحد من المؤمنين من أهل توحيده ومحبته ..
ثمرات رحمته
أن هذين الاسمين يثمران تجريد محبة الله عزّ و جل وعبودية الرجاء والتعلق برحمة الله تعالى والتعرض للأسباب
التي تستوجب رحمته تعالى الخاصة التي من أعظمها طاعة الله تعالى ورسوله
قال تعالى :
{وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}
وتستوجب امتلاء القلب بالرحمة والعطف مع الانسان والحيوان قال صلى الله عليه وسلّم :
" الرَّاحمُونَ يَرحمُهُم الرّحمنُ ارْحَموا مَنْ في الأرض يرحمْكُم من في السَّماءِ "
وقال أيضاً ..
" ارحموا تُرحموا واغفروا يُغفر لكم "
[/align][/cell][/table1]
التعديل الأخير تم بواسطة القدس عربية ; 08 / 11 / 2012 الساعة 34 : 09 AM
|
|
|