[table1="width:100%;background-image:url('https://dl.dropbox.com/u/86740613/%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%82%D8%AA.jpg');"][cell="filter:;"][align=center]
الثآني عشر : الوقت ..
الوقت أغلى من كنوز الأرض كلها وهو العمر الحقيقي للانسان ..
ولما كان الوقت هو الحياة وأن حفظه أصل كل خير وضياعه منشأ كل شر ..
فلابد لنا من وقفة عند هذا الكنز خلال الشهر الفضيل ..
لأنه عندما نعرف قيمته سوف يعز علينا ضياعه وفواته ..
فلقد أقسم الله بالوقت في مطالع العديد من السور
وبأشكال مختلفة كما في قوله تعالى :
{وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى }
وقوله :
{وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ}
وقوله :
{وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ}
ومعروف أنه إذا أقسم الله بشيء من خلقه فيدل ذلك على أهميته وعظمته ..
وليلفت الأنظار إليه وينبه على جليل منفعته ..
بل جاءت السنة النبوية كي تؤكد هذه الأهمية ..
وتحمّل الإنسان المسؤولية يوم القيامة ..
فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعِ خِصَالٍ :
عَنْ عُمُرِهِ ، فِيمَا أَفْنَاهُ ؟ وعَنْ شَبَابِهِ ، فِيمَ أَبْلَاهُ ؟
وَعَنْ مَالِهِ ، مِنْ أَيْنَ اكتَسَبه ؟ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ ؟
وَعَنْ عِلْمِهِ ، مَاذَا عَمِلَ فِيهِ ؟ "
[رواه الترمذي وحسنه الألباني]
ويقول ابن الجوزي رحمه الله :
( ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه وقدر وقته..
فلا يضيع منه لحظة في غير قربة ويقدم فيه الأفضل فالأفضل
من القول والعمل ..
ولتكن نيته في الخير قائمة من غير فتور ..
بما لا يعجز عنه البدن من العمل )
وقال الحسن البصري رحمه الله :
( أدركت أقواماً كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصاً
على دراهمكم ودنانيركم )
والانسان لا يستطيع أن يقدم أي طاعة لله جلّ وعلا
إلا بعد معرفته لقيمة الوقت إذ أن فعلها يحتاج إلى وقت قلّ أو كثر ..
وشكر هذه النعمة العظيمة يكون باستعمالها في الطاعات ..
واستثمارها في الباقيات الصالحات ..
- يتبع -
[/align][/cell][/table1]