للوح الأزرق لـ جيلبرت سينويه
انتهيت منها وكانت جميلة جدا .
الرواية :
تجري أحداثها في زمن الاكتساح الإسباني على الأندلس ، حينما كانت غرناطة تقاوم كآخر معاقل العرب والمسلمين ، حيث كانت سيدة قشتالة هي الملكة ايزابيل زوجة فرناندو والتي فرضت ما يُسمى بمحاكم التفتيش ؛ للقبض على كل يهودي ونعته بالهرطقة ، واتهامه بالردة ، ثم تعريضه لمحاكمة لا قاضي فيها ولا محامي بل تنتهي بحرق المتهم أمام الملأ في حفل شعبي يرافقه رجم الاسبانيين على المتهمين .
في إحدى نهارات الحرق البشري في طليطلة حُرق " ابن برول" الحبر اليهودي الذي تنصّر لفترة ثم عاد لدينه ، مخلفًا ورائه سرًا عظيمًا ، ودليلاً على وجود الله ، عمل على إخفائه بحرص بالغ .
كتب رسالة مشفرة -تدل على مكان السر- لثلاث أشخاص لا يعرف أحدهما الآخر ، ولا تكتمل هذه الرسائل وتكوّن أحجية ذات قيمة عند فكها إلا عندما تجتمع هذه الرسائل مع بعض ، فهي رسائل تكميلية لبعضها ، وهي من جمعهم .
الرجال الثلاث هم : صموئيل عزرا الرجل السبعيني اليهودي والعالم بأمور القبالة ، الشيخ ابن سراج المسلم العربي والعالم في علوم القرآن ، الفرانسيسكاني رافئيل فارغاس الراهب الكاثوليكي والذي ترهب بعد قصة حب فاشلة..
(الشفرات هي قصور كما سمّاها أو مدن متفرقة في الأندلس لكل منها حدث تاريخي .)
وما يُميز الرسائل بأن كل رسالة تحتوي على ما يخص ديانة صاحبها ، فهي خليط من القرآن والانجيل والتوراة واكتمالها يحقق الهدف المرجو .
اجتمع اليهودي والمسلم و اكتملا بانضمام فارغاس الراهب لرحلتهم التي يُرشدهم فيها ابن برول إلى ما يُسمى :
اللوح الأزرق أو لوح السفير ..
تدخل لساحة الأحداث الفتاة مانويلا وهي جاسوسة صديقة للملكة وعين لمحكمة التفتيش التي تخشى ظهور هذا اللوح فينصر دينا غير النصرانية ، وكما ورد في الرواية على لسان أحد الاسبان المسيحيين المعنين بإبادة اليهود والقضاء على ماتبقى من عرب ومسلمين :«تصوّر، تصوّر للحظة واحدة أنّ هذا الكتاب موجود وتصوّر أنّه يتضمّن حقاً رسالة من الرب إلى البشرية. عندئذ سنكون أمام أصعب الخيارات على الإطلاق: إما أن تدعم تلك الرسالة تفوّق المسيحية، وإما أن تغلّب عليها الإسلام أو اليهودية. ولو صحّت الفرضية الثانية لا قدّر الرب لكان ذلك إيذاناً بهلاكنا وهلاك إسبانيا»..
كانت الأحداث مليئة بالتشويق ويظهر ملينا حوار الأديان ورغبة الروائي في وجود هذا الحوار الذي يظهر بعض الخلافات وبعض التوافق ويوصلنا لأهمية الانسانية وبأنها قد تطغى على فارق الديانة ..
رواية تستحق القراءة .