بما أن ريزوان خان كان الشخصية المهيمنة على الفيلم,فحوارات هذه الشخصية كانت ممتازة إلى ابعد الحدود,
حوارات غلب عليها طابع البساطة لطبيعة الشخصية,لكنها حملت عمقا كبيرا في تشخيص الأحداث,
فمثلا قولته في بداية الفيلم”أصلحت العديد من الأشياء,لكنني لم استطع أن أصلح والدي حين انكسر“ أو مقولته في وسط الفيلم ”
لم يعد التقسيم الميلادي هو الذي يذكر,بل صار هناك تقسيم ما قبل وما بعد 11 سبتمبر“,
وغيرها من المقولات المميزة التي رافقت هذه الشخصية طوال الفيلم,دون نسيان أن حوارات باقي الشخوص ساعدت
الإخراج في بناء صورة قوية للأحداث,خاصة تلك الجملة الرائعة التي قالتها
المدرسة المحتجبة في الفصل الدراسي ”حجابي ليس فقط جزءا من ثقافتي ومعتقداتي,حجابي هو وجودي“.الإبداع في الإخراج
ليس هذا أول فيلم أراه لهذا المخرج الهندي,فقد سابق وان شاهدت له اغلب أفلامه السابقة
,لذلك فنمطه الجمالي كان حاضرا في هذا الفيلم,من عاداته الإخراجية الواضحة
في الفيلم اذكر تكسير الزمن :الفيلم بدﺃ تقريبا من الوسط حين تعرض ريزوان
خان للتوقيف في احد المطارات بسبب اسمه المسلم,لنجد أنفسنا في طريق سبر
مذكرات رجل,نمط حكائي اعتمد من خلاله المخرج على ضمان عنصر الراوي المشارك في الأحداث,
كأن الفيلم عبارة عن قصة يرويها الراوي,لكنه لا يعرف نهايتها لأنه مشارك فيها ولان القصة تقع أكثر في الزمن الحاضر
,فلو تأملنا الزمن الكامن وراء القصة,فسنجده زمنا متنوعا بدءا بالماضي البعيد أي طفولة ريزوان خان
وما رافقها من أحداث,لنصل إلى الماضي القريب,حين التقى بزوجته في أمريكا وكيف تزوجا,
وفي نهاية المطاف نعود إلى الزمن الحاضر الذي تميز بكثافته داخل المنظور القصصي للفيلم
ما دامت أكثر من نصف الأحداث تقع فيه,عبر هذه الخطوط الثلاثة المتداخلة بتقنية سرد مميزة
تم الانتقال في الفيلم برشاقة شديدة لم تخلق أي التباس في ذهن المشاهد,مع
ضرورة ذكر أن هذا التنوع في الأزمنة رافقه تنوع آخر في الأمكنة,لذلك فطوال الفيلم
نكتشف فضاءات جديدة,سواء في الهند بأحيائها الشعبية الضيقة,أم أمريكا ببناياتها
الشاهقة ومطاراتها وفيضاناتها,فضاءات أثثت الفيلم وأعطته تنوعا رافق تنوع مضامينه...
يتبع