المُطلع على صفحات الصراع القديم بين الهند وباكستان، سوف يجد أكثر من نصف الإجابة على السؤال التالي: لماذا صورة الإسلام مشوّهة في أغلب الأفلام الهندية ؟
العلاقات بين الدولتين متوترة منذ حرب 1947 عند انفصال باكستان عن الهند، سجلهما حافلٌ بالمواجهات
السياسية، والعسكرية الدائرة في الحدود الغربية للهند مع باكستان، في إقليم “كشمير” تحديداً، المنطقة المُتنازع عليها، ويبدو بأن حلها لن يكون غداً.
خلال سنة 1947، ظهرت هجرة واسعة لمسلمي الهند نحو باكستان، وبالمقابل هاجر الهندوس من باكستان إلى
الهند، وكانت كشمير ذات غالبية مسلمة (82% من السكان مسلمون)، وحسب قانون استقلال الهند آنذاك،
والذي وضعته بريطانيا، كان من المفترض أن تنضم كشمير إلى باكستان بما أنها ذات غالبية مسلمة، لكن الهند
ضربت بهذا القانون عرض الحائط، وأرادت ضم كشمير إليها، فتمرد مسلمو المنطقة المتنازع عليها، وارتكبت في حقهم مذابح راح ضحيتها قرابة 100 ألف مسلم على عكس ما تُروج له السينما الهندية.
عرفت الدولتان فيما بعد حربين عام 1965 و1971، ولكن منذ اتفاقية 1972 التي تنصّ على أن كشمير
منطقة متنازع عليها، دخلت الهند، وباكستان في هدنة متذبذبة إلى غاية تزوير انتخابات 1987 التي كانت سبباً
رئيسياً لظهور جماعات إسلامية انفصالية مسلحة تدعو لاستقلال كشمير، ومثل كلّ التنظيمات الإسلامية المسلحة، فإن تلك الجماعات الإسلامية الكشميرية زادت من الكراهية اتجاه الإسلام، والمسلمين بالمنطقة،
وأبعدت الناس كثيرا عن رؤية الحق الواضح في قضية إقليم كشمير.
ولستُ هنا بصدد إطلاق الحكم على كلا الطرفين، أو الفصل بينهما، لكن الشيء الأكيد، أن عدد الضحايا
الذين سقطوا طيلة التاريخ الدموي المشترك بين الدولتين، خلق عداءً متبادلاً، ومستمراً بين المسلمين، والهندوس داخل الهند نفسها، وبوليوود هي أفضل انعكاس لهذا العداء في أغلب أفلامها.
يتبع