15 / 02 / 2011, 54 : 07 AM
|
#2444
|
روح المنتدى |●~
تاريخ التسجيل: 08 / 06 / 2010
الدولة: القاهرة
المشاركات: 1,759
معدل تقييم المستوى: 1732
|

من أين أبدأ و كيف أعبر ، وماذ أقول ، الأقصوصة التي خطتها أنامل المبدع " ماني راتنام " كانت رائعة بكل ما
تحمل الكلمة من معنى ، لقد تخطى السطحية المعتادة في قصص الحب الهندية ، ليقدم لنا قصة سوداوية ، صعبة
التلقي ، قلبان يجمعها حب جارف ، ولكن قساوة الحياة و ذكريات الماضي الاليمة مع نفسيات محطمة تجعل منه
حبا مستحيلا ، لايوجد أمل بإستمراره ، لقد أستطاع " ماني " أن ينقل لنا كل هذه الاحاسيس المركب و
المشاعر المعقدة بإنسيابية بسيطة ، مشهد البداية لوحده ينبأك أنك أمام فيلم عظيم :
ليلة مقمرة ، رياح هوجاء ، برد قارس ، محطة قطار شبه خالية "عمر" لوحده ينتظر القطار ، من شدة البرد
يرغب في تدخين سيجارة ، يبحث عن عود الثقاب ولكنه لا يجده ، ينظر حوله ليجد شخصا ما ملثما برداء
أسود قاتم ، قتوم الليلة نفسها ، يسأله "عمر" و أسنانه تصتك ببعضها : ياعم ، يارجل... هل معك كبريت ؟
إني أكلمك ، هل أنت حي أم ميت ؟ ... اللعنة يارجل هل أجد عندك عود ثقاب ؟... تشتد ضراوة الرياح
لتكشف النقاب عن الملثم .... عيون ملائكية تنبعث منها نظرات حائرة وخائفة ، تصيب منه مقتلا ، فلا يدري
ماذا يقول ومن أين يبدأ : أنا أسف ، لقد ظننت أنك رجل ، هل لي أن أفعل لك أي شيء .... مالذي يمكن لي
أن أقدمه لكِ ... هل ... ؟ تقطع حديثه المسترسل وتقول بنبرة خافتة : كوب شاي . لا يصدق أذنيه بأنها قد
تكلمت معه ، ويقول لها : حالا سوف أحضره لكِ ، لا تذهبي .... لدي قنبلة في حقيبتي إذا تحركتِ من هنا سوف تنفجر ، سوف أعود حالا بالشاي ، لا ترحلي !!
وما إن يعود بالشاي ، يراها قد صعدت على متن القطار و إنطلق القطار ، وبقي "عمر " وحيدا ممسكا بكوبي الشاي ، و ينظر إليها وتبادله هي النظرات مبتعدة .... مجرد نظرات صامتة ولكنها تقول الكثير .
مشهد واحد فقط يدل على أن هنالك الكثير و الكثير في هذا الفيلم العظيم ، مشهد واحد يبين معالم
الشخصيات الرئيسة بالفيلم ، مشهد واحد يدل على أن هذين الشخصين قد كتب لهما حب أبدي ... تبدأ
القصة بعد ذلك في التوغل أكثر إلى الجانب المظلم منها ، جانب الإرهاب و دوافع في الجبهة الشمالية من البلاد
، يبدأ "عمر" في بدأ سلسلة من التحقيقات حول الاحوال المعيشية و السياسية بالمنطقة ، يبدأ في الخروج للقرى
النائية و السؤال عن التغييرات التي حصلت منذ إعلان الهدنة بين الهند و باكستان ، ويبدأ في أخذ الاراء حول
ماتعنيه الذكرى السنوية لإستقال الهند ، يفاجأ بأن الحرب لا تزال قائمة بتلك القرى ، ولكنها حرب من نوع
أخر ، إنها بين الجماعات الإرهابية الباكستانية و المدنيين ، فتلك الجماعات دائما ماتشن غارات على تلك القرى ، الهدف الرئيسي منها هو التجنيد الاجباري للأطفال و الفتيان ، فبما أن تلك القرى تنتنمي للدولة الهندية ، فمعنى هذا أنها عدوة للباكستان ،
عدوة يجب ترهيبها و السيطرة عليها في سبيل الهدف الاسمى ، السيطرة على الهند و أخضاعها لحكم باكستان ،
حيث سوف تعود الامور لنصابها ، نحن لسنا بقتلة متوحشين ، نحن جنود ... ثوار ، هدفنا الرئيسي هو العدالة
يتبع
__________________
ماذا تعنى الحياه بدونك *** بدونك ليس للحياه قيمه
انت من اعيش من اجله * شاروخان *
|
|
|