مضى زمن ما منذ آخر مرة كتبت فيها شيئا يخص امبراطورنا اللامبالي بنفسه
كتبت هذه القصة قبل بضعة أيام.. هي هدية متواضعة مني لصديقتي بيرو
أرجو ان تعجبها..
اشكرك عبير، الهمتني قصة جديدة بفضل ذوقك مع الجميع
قصص سلمانية
قصة بيرو
عبير فتاة رقيقة، خلوقة، دمثة الطباع والكل يقول أنها تملك قلبا طيبا وروحا جميلة للغاية.
في المخبز الصغير تمضي عبير وقتها تصنع الخبز الشهي والفطائر اللذيذة وأنواعا وأصنافا متعددة وشهية.. يتوقف الجميع عند مخبزها الصغير فيلقون التحية عليها، بعضهم يجلس ليستمتع بالورود الجميلة هناك وبعضهم يمر ليستريح ويتناول شيئا خفيفا لذيذا كي يواصل طريقه لاحقا.
حينما يكون هناك شاب مكتئب يمر في الطريق فإن الكل يلتفت له: يا صاح، عليك بالذهاب لمخبز بيرو، ستجد هناك مايريح قلبك، بيرو رائعة، تجيد الحوار مع الآخرين وتملك أسلوبا جميلا، إنها لا تحب أن تؤذي أحدا بكلامها أو تجرح أحدا أو تسخر منه.. سترتاح هناك كثيرا..
الفتيات يجدن فيها أختا تحدثهن عن اهتماماتهن ويتبادلن الخبرات بشأن مايهم الفتيات دوما كما أنهن يرتحن لأحاديثها كثيرا..
يرى فيها كبار السن ابنة لهم ويراها الشباب كالأخت دوما لذلك لا يشعر احدهم بالحرج حينما يناديها بيرو أو يربت على رأسها إعجابا بعملها..
لذلك لم يمكن غريبا مطلقا أن يتم ترشيحها لدخول المسابقة الخاصة بصنع الفطائر.. لكن أحد الحكام كان له رأي آخر تماما في فطائرها ومخبوزاتها..
أ هذا ما تدعونه بالشهي اللذيذ؟ سأل غاضبا ساخرا.. طعمه مر وليس حلوا.. أطالب بإعادة التذوق.. هكذا تم عرض الأطعمة من جديد على الحكام وكانت النتيجة النهائية أنها لم تربح.. عادت إلى مخبزها حزينة تفكر.. كيف يمكن حدوث ذلك؟ الكل قال أنها تصنع الخبز جيدا ولا احد يجاريها في الفطائر ما بال ذاك الحكم إذن؟؟
انتبهت على صوت جرس الباب الرقيق، أحدهم قادم.. مسحت دموعها وخرجت تستقبل من أتى وترى طلباته.. ياللهول! إنه الحكم ذاته.. الآن تراه بشكل جيد.. عينين بنيتين آسرتين حقا، شعر تتفاوت فيه درجات اللون البني.. وجه مريح الملامح ينم عن رجولة وطفولة في آن واحد.. كانت تشعر أنها وقعت تحت سحر ما..
مساء الخير.. أعادها صوته المحبب للأذن إلى الواقع فردت التحية بألطف منها.. يؤسفني أنك خسرتِ المسابقة.. كله بفضلك سيدي.. قالتها وإن لم تغب نبرة الألم عن صوتها.. أنتِ تجيدين عمل الأصناف وتصميم أشكال جميلة للغاية لكنك تغفلين عن شيء مهم وهو أساسي في الطهي.. ماذا تقصد؟.. يبدو لي أن هناك ما يشغل بالك.. شيء لا يجعلك تشعرين بالاسترخاء أو الرضى.. الأمر لا يعنيك.. قالتها بحدة.. من يظن نفسه.. عفوك.. لا اقصد التدخل في شؤونك مطلقا لكني أحببت لفت نظرك لهذه القاعدة.. لن يكون طعامك لذيذا إذا كنت منشغلة البال أو قلقة.. تنعكس روح المرء على ما يقدمه.. عمل، طعام والكثير أيضا.. ألا ترى أن هذا يكفي سيدي؟ فاض الكيل بعبير ولم تعتد تحتمل.. اسمع يا سيد... سلمان.. اسمي سلمان قالها بهدوء ومد يده مصافحا..ترددت للحظات وهي ترى وجهه لكنها استدارت عنه وهي تقول: اسمع يا سيد.. كل منا يعاني من أمر ما ويقلقه.. كنت أعول الكثير على الفوز بالمسابقة.. الجائزة كانت ستفيدني كثيرا لكن الأمر لم يسر كما كنت أريد.. ليس علي الآن سوى بذل المزيد من الجهد..
تأملها قليلا، وضع بعض النقود على الطاولة واختار لنفسه بعض الأطعمة وخرج.. ما هذا الشعور الغريب الذي انتابها، تشعر بالغضب وتشعر بالغيظ لكنها أيضا نوعا ما.. تشعر بالهدوء وكأنما بحديثها قد أزاحت عن نفسها بعض العبء.. اجل كانت الجائزة ستكفي لدفع إيجار المخبز بل سيكفي لدفع قسط أيضا حينما يقبل صاحب المحل ببيعه على أقساط.. لكن الحلم كما يبدو سيحتاج وقتا طويلا ريثما يتحقق..
يوما بعد يوم يزداد ضغط العمل ويزداد التعب والإرهاق لديها.. تخرج من بين يديها أصنافا عدة بطرق متنوعة بوصفات محلية وخارجية لكن الطاقة في المقابل تتلاشي يوما بعد آخر حتى وقعت متعبة مجهدة..
تبا لحماقتكِ.. إنها تعرف هذا الصوت وإن كانت نبرة التذمر شديدة.. فتحت عينيها بصعوبة لتجد ذلك الشاب أمامها.. هبت من فراشها على عجل خائفة فقط كي تقع أرضا من شدة التعب.. هوني عليك.. لست هنا لأؤذيك.. لا تقترب مني.. كما تشائين، عديني فقط أن تعودي لفراشك كيلا اضطر للاقتراب فحملك.. لكنها مجهدة حقا.. أنفاسها تتلاحق والظلمة أمام عينيها تشتد.. هل يقترب.. ذلك الـ.. هل يقترب منها حقا.. لماذا تشعر الآن بفراغ تحتها؟ كيف ارتفعت عن الأرض؟ ازدادت الظلمة أمامها وأعنت عينيها عن رفضها للبقاء مفتوحة..
أرقدها في فراشها وشد عليها الغطاء ونزل للأسفل يتأمل المخبز.. حينما وصل صاحب المحل.. مرحبا سيد سلمان.. أهلا بك سيد توفيق.. ما الذي تفعله هنا؟.. أتأمل الموقع.. إنه جيد ويمكن استغلاله في شيء ما.. مثل ماذا سيدي؟ أشياء كثيرة.. هل المحل معروض للبيع؟ سمعت أن المخبز مؤجر للآنسة عبير.. هو كذلك لقد أجرتها المحل ولكنها لم تدفع الإيجار منذ فترة وقد سئمت الأمر.. لمعت عينا سلمان بسرور وهو يقول: حسنا.. أرغب بشرائه ومستعد لدفع المبلغ نقدا.. على أن يبقى الأمر سرا بيننا حتى تستعيد الآنسة عافيتها، علمت أنها متعبة.. سر سرور السيد توفيق كثيرا فهو يعلم مدى ثراء هذا الشاب.. لك ما تريد سيدي..
كيف يمكنني أن أخدمك سيد..لا أكرر كلماتي، أخبرتك باسمي مسبقا.. كيف يمكنني أن أخدمك.. أريد أن أرى طريقتك لصنع إحدى الفطائر.. عفوا؟ أنا لا اكرر طلباتي ولا أوامري.. أوامرك؟ اعتبريه أمرا إلا إذا أحببت التباسط معي واعتباره طلبا.. أشارت إليه أن يتبعها لداخل المخبز حيث تبدأ العمل.. ارتدت قبعتها وغسلت يديها وبعد ذكر اسم الله بدأت العمل وهو يتابعها في كل خطوة وينتقد بعض الخطوات وهي تدعو لنفسها بالصبر كيلا تنفجر في وجهه هكذا حتى تم إدخال الفطائر للفرن.. خرجت بشكل جميل ولون حلو كانت مغرية حقا.. أعد كوبين من الشاي وطلب منها البقاء لتتناول معه ما أعدته.. لكن أنا.. اجلسي بحق الله، انك متعبة لم تستردي عافيتك بعد مع ذلك نهضتِ للعمل أما كان بالإمكان تأجيل العمل؟ كلا سيدي، الكثير من السكان اتصلوا بي يسألونني عن إقفال المحل بالأمس.. الكل قلق وخائف ولم أشأ أن أزيد قلقهم.. أنا آمرك بالراحة لبضعة أيام ريثما تستعيدي قوتكِ.. تأمرني؟؟ مهلا يا سيد لقد تجاوزت حدك حقا.. بأي صفة تأمرني؟ من تظن نفسك؟ المالك الجديد للمحل آنستي.. هذا يعني أن عليك التقيد بأوامري.. صدمة كبيرة هي.. أنت اشتريت المحل؟ أجل قبل بضعة أيام.. أخبرني المالك السابق أنك لم تدفعي الإيجار وقد سئم التأخير، عرضت عليه الشراء فباع.. اغرورقت عينا عبير الجميلتين بالدموع وقد شعرت كما لو أن صاعقة محرقة أصابتها.. وقفت تحدق غير مصدقة وتتمنى أن ذلك مجرد كابوس.. على فكرة فطائرك غير شهية بالمرة.. ابذلي جهدا أفضل.. حياها وانصرف تاركا إياها في حيرة تضرب أخماسا في أسداس..
كان يأتي يوميا للمخبز يطلب منها أن تعد صنفا معينا و أثناء ذلك يتحدث معها، شيئا فشيئا يبدو أن الجليد يذوب بينهما لأنني أرى ابتسامة مشرقة جميلة خجولة على وجه عبير.. كانت الابتسامات تسود الجو فالضحكات.. حتى اخبرها أن هناك مسابقة جديدة ستجري ولن يكون هو حكما فيها وطلب منها المشاركة..
وقفت عبير خائفة، عينيها على لجنة التحكيم حتى رأت لافتة التقدير ترتفع وسمعت التصفيق يدوي في الأرجاء واسمها هو الفائز..
تتأمل الجائزة وتتأمل شهادة التقدير وغيرها حينما تناهى إلى مسامعها صوت جرس الباب.. إنه هو.. مبروك آنستي.. مرحبا بفتى البريد، بارك الله فيك شكرا.. أرسل أحدهم هذا الطرد لك.. شكرا لك.. خيبة أمل حقا.. ظنته هو.. فتحت الطرد لتجد تمثالا رقيقا لفتاة تخبز وحولها طيور وورود.. كم هو جميل ذلك التمثال، مغلف صغير أزرق اللون فيه عقد فضي يحمل وردة بيضاء ورسالة..
أميرتي عبير
يذكرك الكثيرون بكل خير، أحببت دوما الالتقاء بك وتوفرت الفرصة في تلك المسابقة.. كان خبزك شهيا لكني عمدا جعلتك تخسرين لأنني أردت تطوير موهبتك وصقل مهارتك.. والدتي كانت طاهية ماهرة وقد تعلمت الكثير منها لذلك أحببت مشاركتك ما عرفته وما تعلمته.. تقول والدتي أن المرء يعكس نفسه وروحه حينما يطهو شيئا.. كنت تطهين و أنت منشغلة وقلقة لذلك كان جزء من الطعام يبدو غير مستساغ.. حتى أنت التي صنعته لم تكملي تناولك لقطع الخبز بسبب مزاجك السيئ آنذاك. حينما بدأتِ تبتسمين وتضحكين كانت أطعمتك ألذ وأشهى.. هكذا اقترحت عليكِ المشاركة وكنت اعلم انك ستفوزين فقد وصلتِ للمستوى المطلوب.
تهانينا أميرتي، كم أنا سعيد حقا لأجلك.. قد نلتقي ثانية، لا أعلم أين لكني بالتأكيد سأعود لأتناول قطعة من الفطائر من مخبزك الشهي..
أرجو ألا أكون قد تسببت نوعا ما في تعكير مزاجك، تذكري حينما يتعكر المزاج ستصبح مخبوزاتك سيئة للغاية لا تقولي حينها أنني لم أحذركِ
كوني بخير واسلمي لي..
سلمان
ملاحظة: في المغلف الأبيض شيء يهمك.. أرجو أن ينال إعجابك
فتحت المغلف الأبيض لتجد عقد شراء المحل.. لقد اشترى سلمان المخبز الصغير باسمها ودفع النقود، هكذا أصبحت هي مالكة المحل الآن ولم تعد هناك حاجة للقلق على الإيجار وتوفير المواد وغيره..
كم أنت أحمق سلمان.. مغفل.. بكت عبير بحرقة وهي تتأمل الطرد بمحتوياته..
ترى هل ستلتقيه مجددا يوما ما؟
يارب تعجبكم
بجد بجد بجد ايه الجمال ده يا تيا القصه ديه ليه انتي بجد مش معقوله
ايه الابداع ده انتي اللي بتشكوريني يا حبي برضه
انا اللي اشكرك ع احلي هديه وانتي وووحشتيني جدااااااا
والله انتي كلك ذوق يا قمري واكيد هقابل سالو تاني يا تيا
ونتجوز ونعيش في تبات ونبات ونجيب صبيان وبنات امين يارب العالمين
وبجد سالو ده يجننن شفتم ازاي خلاني اتقن الحاجه صح المفروض اي
حاجه الانسان بيعملها يكون
زهنه صافي علشان تطلع في احسن حاجه