[zam4444]

بسم الله الرحمن الرحيم
---------------
أخواتي صديقاتي العزيزات ..
مع أنني أنهيت الثانوية منذ حوالي سنة وشهور إلا أنني اضطررت للدخول إلى هذا الموضوع والرد ..
أنا كنت مثلكم في الثانوية .. كنت أعشق الآداب بشكل هستيري جنوني .. لدرجة أن كان بوسعي حل بعض الامتحانات للمواد الأدبية حتى دون مذاكرة لأن الأدب بالنسبة لي كان هواية محببة وليس فقط دراسة صماء جامدة .. لكنني اضطررت للانضمام للقسم العلمي تحقيقا لرغبة والدتي ولم أكن أطيق العلوم على الإطلاق .. كنت أمقت الرياضيات والكيمياء بشكل خاص لدرجة أنني أشعر بكابوس لمارد أخطبوطي أسود يجثم على أنفاسي أثناء حصص الرياضيات اللعينة ذات المسائل الطحلبية اللزجة القذرة، ونبضي يكاد يخترق حاجز الصوت والضوء وحتى الزمن..عندها كنت أهيم في أودية الشرود البعيدة وأردد في أعماقي أبيات قصيدة رقيقة كنت أحفظها فأهدأ.. لكن المدرسة اللعينة التي كانت أشبه بغولة سوداء برؤوس تسعة جرباء كانت تقبض علي متلبسة بالشرود فتتعمد إهانتي وتصغير شأني أمام زميلاتي..
والآن تخرجت من الثانوية .. وأدرس أحد تخصصات العلوم الطبية .. لكنني لست سعيدة جدا .. أنا أتمنى أن أحظى بفرصة يومض بها الحظ لأكون أديبة عظيمة ..
خلاصة القول .. أنصح جميع الأصدقاء والصديقات بالتفكير ملايين المرات وسؤال أنفسهن بصدق وأمانة عن ميولهن الحقيقية ولا يكتفين بالتباع هذيان القطيع وما تثرثر به زميلاتهن من أن هذا القسم أفضل من ذاك أو أن مستقبله أكثر إشراقا .. موهبة الإنسان هي التي تصنع مستقبله بالفعل ومهما حاول الحياد عن طريق رغباته وطموحاته يجد أن ثمة أمر مجهول يدفعه للمصير المسطور له في صحف القدر السماوية ..
صدقوني.. صدقنني .. إن الطالب الذي لا ينضم إلى القسم الذي يوافق ميوله يعض بنان الندم والحسرة إن لم يكن في السنة الأولى ففي السنة الثانية لا محالة .. لأنه سيرى ما لم يكن يتوقعه على الإطلاق ..
والمؤكد أن ليس هناك طلاب قسم أفضل من طلاب القسم الآخر .. حتى طلاب القسم الأدبي يتعبون أيضا ..
وكل ميسر لما خلق له .. هناك مشاهير وعظماء كانت دراستهم في القسم الأدبي عندما كانوا صغارا .. وهناك الكثير من الناس المغمورين المهمشين على قارعة الحياة هم ممن كانوا يتفاخرون بدراستهم في القسم العلمي عندما كانوا صغارا..
تمنياتي الخالصة بالتوفيق للجميع..