[آإرجُوآنِهٌ]

اليوم _ جازان

ساعد التنوع الثقافي والجغرافي في جازان على فرز العديد من الأنماط والتعبيرات الخاصة في فنونها الشعبية المتنوعة لكل ناحية فيها خاصة وأنها تضم العديد من المناطق الجبلية والساحلية وكل ناحية منها تتمايز وتنفرد بلون خاص يعبر عن ثقافتها من خلال اللغة الجسدية الخاصة والإيقاعات المميزة والتي تميز الفنون الشعبية في جازان عن بقية المناطق في المملكة ورغم هذا التنوع الا أن كافة الألوان الشعبية في جازان تشترك وترتبط بخيط واحد وهناك نغمة مشتركة بينها تجمعها مع بعضها البعض في إطار مشترك .

السيف والعرضة
من ابرز الفنون الشعبية في جازان فن رقصة السيف والعرضة وهذا اللون الشعبي يعتبر رقصة تؤدى من خلال القيام بالعديد من الحركات السريعة المنسجمة مع بعضها البعض وتعتمد هذه الرقصة على إيقاعات الطبول بشكل اساسي ومن الملاحظ بانها لا حاجة الى مكان واسع لاداء هذا اللون الشعبي حيث من الممكن ان تؤدى الرقصة في الساحة الموجودة داخل البيت وذلك لكونها تؤدى بطريقة المقابلة بين شخصين لفترة قصيرة، ثم يتقابل غيرهما، وهكذا حتى تنتهي المدة المحددة لهذه الرقصة، وهي لا تتعدى الساعة إلا ربع على الأكثر ورقصة السيف تؤدى في حركات صامتة أي بدون أي أناشيد او أبيات شعرية يتم ترديدها خلال ممارسة هذه الرقصة ومن المزايا التي تعتمد عليها هذه الرقصة بان المجتمعين للمشاهدة والاستمتاع بادائها لابد ان يكونون على شكل صفوف نصف دائرية وفي منتصف الصف أو الصفوف يقف العازفون «المطبلون» يقرعون الطبول ويقوم اللاعبون بتشكيل صف أو صفين وبأيديهم السيوف أو» الجنابي» ثم يبدأون في الرقص مع تناقل الأقدام وهم سائرون إلى الأمام في مسيرة منتظمة ويتقدمهم أحد المهرة في اللعبة لتوجيههم بالحركات المطلوبة. وهذه الرقصة عادة ما تقدم بعد صلاة العصر.
رقصة الشباب
من بين ابرز الفنون في جازان ايضا فن «العزاوي» ويعتبر هذا الفن ايضا من الفنون الراقصة التي تعتمد في أدائها على الرشاقة والحركة السريعة وهو فن خاص بفئة الشباب خاصة فيما دون الثلاثين سنة لأنها تعتمد على مرونة عصب الشاب وقدرته على الرقص، ولأنها تؤدى على إيقاعات الطبول في صور مختلفة ومتعددة الأنماط والأشكال حيث يمارس الشاب الرقص في هذا الفن وهو قائم ويرقص ايضا وهو منحنى الظهر وكذلك يرقص وهو جالس على قدميه، والأطفال فيما دون الخامسة عشرة يقومون باداء هذه الرقصة في رشاقة فائقة أما الكبار الذين تجاوزوا مرحلة الشباب فقد يقومون بممارسة هذه الرقصة بدون رشاقة وهذا يتضح من خلال التكلف في ادائهم لها ومن المعروف بان رقصة العزاوي لا أناشيد فيها.
شعر وموال
ومن بين الفنون الشعبية في جازان فن الطارق وهو فن يجمع بين الشعر و الموال و اللحن في تمازج جميل يجعل هذا الفن مختلفا عن بقية الألوان التراثية في جازان ولحن المزمار في الطارق يسمى لدى بعض ابناء جازان (المغنمية ) ، وطارق خمسة ، والطارق من الغزل العفيف و المحافظ ، ويتميز بالصور البلاغية الجميلة و اللحن و الموال اللذين يضيفان للشعر صورا جميلة وعن طريقهما يمكن ايصال العديد من الرسائل ومن يقوم باداء هذا الفن يسمى المطرق وهذا الشخص لابد ان تتوفر فيه العديد من الصفات والتي من بينها ان يكون صوته ذو خامة تؤهله للغناء الى جانب ضرورة ان يكون محبا لهذا اللون وملما باسرار هذا الفن والابيات والحوارات التي تتم خلاله . ومن الملاحظ بان لابد من اداء هذا اللون غالباً في أيام الربيع و المراعي و الأمطار و السيول وكذلك في ليالي موسم الحصاد وجمع المحاصيل الزراعية ويكثر اداؤه في المناطق الجبلية على وجه الخصوص ومن أجمل أوقات تأديته في الليالي المقمرة خاصة لدى الفلاحين والمنشغلين في الزراعة وذلك للتخفيف من معاناتهم الشاقة واليومية ويعرف بان الطارق يتم اداؤه في التجمعات الشبابية حيث يشاركون المؤدي في الأهازيج و الموال ولا يخلو هذا اللون من ترديد بعض القصص والاقاويل التي تدور حول العشق والعاطفة .
خارج المدينة
ومن بين الفنون ايضا فن الزيفة وهي رقصة تؤدى في مكان فسيح خارج المدينة أو القرية، ووقتها بعد صلاة العشاء إلى قبل الفجر، وتتكون من صفين متقابلين يتوسطهما أصحاب الطبول، ويقوم الشاعر الشعبي بالانتقال بين الصفين ليملي على اللاعبين شعره لينشدوه بصوت مرتفع، كل صف على حده.