[sallu iloveu]

هو متجر صغير لكنه يملك سحره الخاص
سحره يكمن في وروده
سحره يكمن في ازهاره
سحره يكمن فيها هي
هي من تمنح المكان رونقه وبريقه وجماله

زبائن كثيرون يأتون ويذهبون
يلقون التحية بلطف
يبتسمون لها فترد التحية بألطف وتبتسم
البعض يشتري الورود
البعض يُلقي نظرة سريعة ثم يبتسم وينصرف

كلها يأتون ويذهبون ولا يتوقفون عن الحركة مطلقا كما لو أن الشياطين تلاحقهم او كأن العالم دنت نهايته

عدا شاب واحد
شاب وسيم، ذو ابتسامة خجولة آسرة
حين تراه يبتسم لا تملك إلا ان تبتسم أنت ايضا لأن ابتسامته تخترق اعماقك فتنعش روحك وترطب نفسك
شاب ساحر الملامح وحين تراه لا تود أن تُزيح عينيك عنه مطلقا لأنك تود تأمله مطولا

لماذا تشعر بألفة شديدة نحوه؟
إنها لم تتكلم معه مطلقا ولم يتبادلا اي حوار عدا هز الرأس كتحية دخول ثم هزة أخرى كتحية خروج
لطالما أولعت بالصامتين واحترمتهم لأن معظمهم يكن لديه من الأفكار والفلسفة مالا يتوقعه احد

كان يدخل بهدوء ويلقي التحية الصامتة ثم يداعب الورود ويتأملها ويسجل شيئا ما في دفتره الصغير الأزرق الذي يحمل رسمة وردة بيضاء في جانبه الأيمن
يجلس بهدوء على الطاولة الصغيرة خارج المحل وعينيه البنيتين الداكنتين تتحركان وتتنقلان برشاقة من وردة لأخرى وابتسامته تتنوع بين وردة وأخرى

شيء ما في وجهه جعلها تنجذب إليه وتهيم بصمته وابتسامته، فقط لو تتمكن من مد جسر ما بينها وبينه؟

بعد طول تردد وارتباك قررت محادثته وحين دنت مسلمة رد تحيتها بكل لطف ومودة، احست بالهدوء يغمرها بعد اضطرابها فبدأت تسأله عن سر حبه للورود وهو يجيب بهدوء ساحر حقا ثم أخذ يعلمها بعض الفروقات الخفيفة بين وردة وأخرى

لقد تشعبت روحها بكلماته فطلبت منه أن يعلمها عن عالم الورود أكثر مما تعلم، إنها تريد ان تجعل المتجر مكانا جميلا يقصده الجميع إن لم يكن للشراء فلأجل الجلوس بهدوء والاسترخاء وقد وافق بكل سرور على طلبها الجميل

يوما بعد آخر يأتي ليعلمها ويحدثها ويفتح امامها ابوابا جميلة كلها تخص عالم الورود والأزهار
لقد علمها لغة الأزهار، لغة الورود، لغة الألوان ولغة المداعبة ولغات شتى لا يتسع المجال لذكرها
ومع كل لغة تتقنها كان ذلك ينعكس إيجابيا عليها وعلى عملها فأصبح الزبائن كثيرون بين من يشتري وبين من يطلب الاسترخاء في متجرها الذي توسع واضحى مكانا حلوا راقيا للغاية

في ذلك اليوم كانت تحاول صنع بعض القلائد من الورود فشكتها الورود وجرحتها.. كان ذلك حينما وصل فاسرع لتطهير الجرح وغسله عن الدم.. كانت تتأمل يدها بين يديه، تتأمل كيف يعالج تلك الخدوش والجروح.. قلبها بالكاد سيطر على نفسه فلم يرتفع صوت نبضاته.. كانت مطرقة برأسها حياء منه وخجلا لأنها لا تستطيع مواجهة عينيه الجميلتين حينما احست بأصابعه تداعب ذقنها وترفعه للأعلى.

الآن ترى عينيه بدقة للمرة الأولى، كان يتأملها بلطف كبير وحنان لا مثيل له ثم ابتسم فأضاءت الابتسامة وجهه واضفت عليه من الجمال مالا حد له

قادها نحو الطاولة الصغيرة وبدأ يعلمها كيف تصنع قلادة جميلة من الورود.. هكذا مضى الوقت وهي تصنع وتخطئ حينا فيوجهها او تصيب فيبتسم مشجعا

علقت القلادة على رقبته حينما انتهت وقد سرها انه أُعجب بعملها..
قبل يدها بمودة وانصرف متمنيا لها ليلة طيبة


في اليوم الثاني تأخرت كثيرا في الاستيقاظ لأن احلامها كانت مشوشة عن ذلك الشاب ومتداخلة وكما لو ان الحلم أبى إلا ان يضمه في عالمه معها
لكنها حين استيقظت كانت سعيدة..
دخلت للمتجر لتجد طوقا من الورود البيضاء تتوسطه وردة زرقاء وبالقرب منه ارتمت وردة عباد شمس..

لقد كانت هدية الوداع منه لها، فالأبيض هو عنوان الصفاء والنقاء والأزرق عنوان الندرة والتفرد أما عباد الشمس فيعني: ابتهجي
رسالة واضحة ولا تحتاج لأي تفسير وبكلمات مختصرة ناسبت طبعه الصموت الخجول


لاتزال مس سالو تحتفظ بتاج الورد ووردة عباد الشمس بعد تجفيفهم فوق وسادة زرقاء حريرية... سيعود يوما للمتجر وستراه بالتأكيد وحينها ستصنع له تاجا جميلا من الورد الأزرق.. كم تحبه حقا.





كيوت كيوت موت ياتيا
حلو قوي جو الورد والرومانسية
والمعاني كمان روووعة
ابداع كالعادة