بالأفلام.. مسلمو الهند يواجهون "جنون" 11 سبتمبر
إسلام أون لاين.نت - صحف
ملصق فيلم اسمي خان الذي أثار جدلا في الهند
بوليوود – "معاناة ومحاولات لتصحيح الصورة".. هذه هي خلاصة الجهود التي قام بها عدد من فناني بوليوود (مدينة صناعة السينما الهندية) المسلمين في مجال إنتاج عدد من الأفلام السينمائية التي تركز على طبيعة المعاناة التي تواجه المسلمين في الولايات المتحدة، خصوصا المهاجرين منهم بعد أحداث 11/9، بحسب واشنطن بوست.
وقالت الصحيفة الأمريكية في عددها الصادر الأحد 7-3-2010: إن الممثل الهندي شاه روخ خان وزميلته كاجول ديفجان، وهما من أبرز الأسماء في عالم السينما الهندية، شاركا في عدد من الأفلام السينمائية التي تتناول التضييقات الأمنية ومظاهر التمييز العنصري؛ بسبب الانتماء الديني، بعد أحداث سبتمبر 2001.
ومن بين المشاهد التي تعرضها هذه الأفلام بعض المضايقات التي يتعرض لها المسلمون في المطارات الأمريكية، مثل تفتيش أمتعتهم وتفتيشهم ذاتيا بما يتضمنه ذلك من ممارسات "مهينة" مثل خلع الأحذية والسترات عند نقاط التفتيش.
وتقول البوست الأمريكية إن أشهر هذه الأفلام فيلم "اسمي خان"، ويناقش انتهاكات حقوق الإنسان التي يتعرض لها المسلمون في الولايات المتحدة، وكذلك طبيعة الأحوال النفسية للمهاجرين في الولايات المتحدة في هذا الإطار.
وفي الفيلم مشهد أخير يحمل الرسالة التي يقصد أن تصل بها هذه النوعية من الأفلام والأعمال الفنية بها إلى صانع القرار الأمريكي في هذا الإطار؛ حيث يظهر خان وهو يقدم رسالة باليد إلى الرئيس الأمريكي، ويخاطبه بالقول: "اسمي خان، وأنا لست إرهابيا".
وأشارت البوست أيضا إلى أنه في الأشهر الثلاثة الأخيرة تم إنتاج العديد من المواد الفنية الأخرى التي تصب في ذات الاتجاه، وفي ذلك بعض الأغاني.
اختلاف ديمقراطي!
وفي تفسيره لهذه الظاهرة، بحسب وصف الصحيفة، قال شيف فيسفاناثان، وهو أستاذ في الأنثروبولوجي في بعض الجامعات الهندية: إن هذه النوعية من الأعمال الفنية التي تعرض في الهند في الوقت الحالي تبرز "التباين القائم ما بين الديمقراطيتين الهندية والأمريكية في شأن كيفية التعامل مع المسلمين".
وأوضح أنه في الوقت الذي ينتقد فيه المسلمون الهنود سوء المعاملة التي يلقاها المسلمون في الولايات المتحدة على خلفية أحداث سبتمبر فإن هذا الوضع "لم يحدث في الهند ضد المسلمين بعد أحداث مومباي"، وأضاف أن أحداث مومباي نفسها لم يتم تناولها بذات الكثافة في الأعمال السينمائية الهندية.
وفي أواخر نوفمبر وأوائل ديسمبر 2008، تعرضت مدينة مومباي الهندية لهجمات منسقة من عدد من المسلحين، شملت فنادق كبرى ومحطة للسكك الحديدية وأهداف أخرى رئيسية، واستمرت ثلاثة أيام، وأدت إلى سقوط 174 قتيلا، من بينهم منفذو الهجوم، عدا شخص واحد يدعى أكمل قصاب، وهو مسلم اتهمته الهند بالضلوع في الهجمات.
واتهمت الهند أطرافا في باكستان بالتورط في هذه الهجمات، التي قالت الحكومة الهندية إن جماعة "عسكر طيبة" الإسلامية التي تنشط في باكستان وكشمير هي التي قامت بها، وأدت هذه الأحداث إلى توتر بين الهند وباكستان، ووضع البلدين على حافة الحرب؛ حيث أعلن كل منهما التعبئة الجزئية في قواتهما المسلحة.
مخاوف سياسية
إلا أن بعض المخرجين قالوا إنه لا يتم تناول أحداث مومباي في الأفلام السينمائية لاعتبارات سياسية؛ "حيث إنه الأكثر أمانا تناول قضايا سياسية خارج عن الحدود، عن تلك الداخلية".
وقال كاران جوهر مخرج فيلم "اسمي خان": "نحن بلد مضطرب وضعيف داخليا، ولذلك علينا التعامل بحرص شديد فيما يخص مثل هذه القضايا"، وأضاف: "إن الهند بلد ديمقراطي، ولكن هناك بعض الأمور التي يشعر الناس هنا بحساسية بالغة إزائها".
ويشير جوهر في هذا المقام إلى بعض المتاعب التي تواجهها الأعمال الفنية لفنانين مسلمين في الهند، والتي تكون ذات صبغة سياسية، ومن بينها ما تعرضت له دور سينما ومسرح في مومباي مؤخرا من اعتداءات لعرضها فيلم "اسمي خان"، من جانب أنصار حزب "شيف سينا" الهندوسي المتطرف، والذي ينتشر أتباعه في مدينة مومباي.
ويقول منتقدون هنود لهذه النوعية من الأفلام والأعمال الفنية التي يقوم مسلمون بإنتاجها وتمثيلها، ومن بينهم نانديني رامناث وهو كاتب سيناريو فيلم "انتهى الوقت مومباي"، إنه من الأفضل تناول مشكلات الداخل "بما في ذلك الأصولية الإسلامية في الهند وجنوب آسيا، عن تناول قضايا ذات بعد عالمي مثل أوضاع المسلمين في الولايات المتحدة بعد أحداث سبتمبر".
ويبلغ تعداد المسلمين في الهند حوالي 150 مليون نسمة، يمثلون حوالي 13.7% من إجمالي تعداد السكان البالغين 1.1 مليار نسمة بحسب إحصائيات رسمية وأمريكية، ويمثلون أكبر أقلية مسلمة في العالم، وثالث أكبر تجمع للمسلمين بعد إندونيسيا وباكستان، ويشكون من بعض التمييز الحاصل ضدهم، وخصوصا في فرص التعليم والوظائف الحكومية.
http://www.islamonline.net/servlet/S...News/NWALayout