[ღঔ خوخة ღঔ]

آخر الكلام
My Name is Khan
أ.د. سهام الفريح




قبل أيام شاهدت الفيلم الهندي My Name is Khan بعد ان شدني الاعلان والحديث عنه عبر وسائل الاعلام المختلفة خلال وجودي في الهند في الايام الماضية، وبعد عودتي الى الكويت حرصت على مشاهدته في احدى دور السينما الكويتية، حيث تسمرت في مقعدي، ومن معي على مدى ثلاث ساعات، عدا استراحة خاطفة ثم مضت هذه الساعات وكأنها دقائق معدودة، والسبب هو ذلك الاتقان والتميز اللذين اعد بهما الفيلم في جوانبه المختلفة.. من الاخراج الى التصوير الى الموسيقى والتمثيل الذي اجاد فيها كل بطل من ابطاله ما أعد له، واولهم «خان» البطل الرئيسي الذي جسد فكرة الفيلم التي هي لب الموضوع، وهو موقف الغرب واميركا تحديداً تجاه الاسلام، بعد احداث الـ «11» من سبتمبر، ليس في الموقف الحكومي وانما تعداه الى الافراد، فقد استطاع هذا العمل الفني وفي شخص بطله «Khan» الذي اريد له ان يكون مضطرب النفسية، لكنه غير معتوه، بل انه شديد الذكاء، ذو حسٍ انساني عالٍ، لا يعرف الحقد والكراهية، انما الحب والعطاء، الذي غرسته امه في اعماقه بأن الحياة فيها الصالح، وفيها الطالح وهو انسان صالح، استطاع بهذا الشعور العالي ان يحول كل مشاعر الحقد والكراهية ورفض الآخر لدى جميع من حوله، الى حب وعطاء ونكران للذات، حتى اوصل رسالته هذه الى الرئيس الاميركي، هكذا اراده الفيلم وان كان اسمه «خان» وهو مسلم، لكنه ليس ارهابياً، وهذه هي الفكرة الاساسية التي تدور حولها احداث الفيلم الذي صور في اميركا عدا لقطات سريعة في مطلع حياته، هذه الفكرة العظيمة عن الاسلام والمسلمين جسدها الممثل الهندي القدير «شاروك خان» ونقلها الى العالم، حيث تعرضها الآن دور السينما في الولايات المتحدة الاميركية.

اين نحن من تقديم مثل هذه الاعمال؟ واين هي السينما العربية التي بدأت منذ قرن من الزمان؟ ماذا قدمت لخدمة قضايانا كعرب، وأهمها وأولها «الاسلام» الذي يتعرض في العالم الغربي الى تشويه شديد.. غير الاستنكار والصراخ؟ اين هي الاموال التي اهدرت على الهوامش ولاتزال تهدر في كل ساعة؟ لكن في وسط هذا الغياب، وفي وسط هذا القصور، يجب ألا ننسى الفيلم العربي الرائع «عمر المختار» لمبدعه العظيم امام هذا الركام «مصطفى العقاد».. لكن الايادي الآثمة المتسترة غدراً بعمامة الدين، وعباءة الاسلام اغتالت هذا المبدع باسم الاسلام.. والاسلام بعدالته وسماحته بريء من هؤلاء، ومن أعمالهم الدنيئة، التي تشوه هذا الدين وتنحرف عن قيمه ومبادئه.

لن أطيل.. لكن ادعو الى مشاهدة هذا الفيلم الذي نجح بكل طاقاته الفنية والمادية وقدرات بطله الأول «شاروك خان» في ان يقدم الصورة الحقيقية للاسلام ليس إلينا كمسلمين، وانما للعالم حين سجل احداثه في الغرب، وفي اميركا تحديداً حاملاً اليهم اسمه الاسلامي My Name is Khan .
http://www.annaharkw.com/annahar/Article.aspx?id=197867