Ảṯṯгастỉνє
20 / 12 / 2013, 12 : 04 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أما بعد
شيد رجل من المسلمين داراً كبيرة فسيحة ، فجملها وأبهاها وحسنها
وبعد برهة من الزمن تعكرت حياته في تلك الدار
فعاف حسنها ، وكره سكناها ، وتمنى كل خلاص منها
فلما عرضها للبيع بأرخص الأثمان ، وأبخس الأسعار ، وتمت البيعة بسعر زهيد
لامه الناس والعذال فأجابهم بقوله :
يلومونني أن بعت بالرخص منزلي * وما علموا جاراً هناك ينغص
فقلت لهم : كفـوا الملام فإنهـا * بجيرانها تغلو الديار وترخص
إن إكرام الجار والإحسان إليه من الإيمان ومن آكد أبواب الإحسان
فقد أوصى الله سبحانه وتعالى في كتابه بالجار، فقال:
"واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين
والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل
وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا" {النساء:36}
وأكد على هذا النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة
ففي الصحيحين عن أبي شريح العدوي قال: سمعت أذناي وأبصرت عيناي
حين تكلم النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ... "
وإكرام الجار لا يقتصر على حسن ضيافته أو التصدق عليه إن كان فقيرا وإن كان هذا مطلوبا
بل هو أعم من ذلك، فيشمل: الإحسان إليه وعدم إيذائه، وتفقد أحواله
والسلام عليه، وعيادته إذا مرض، والإهداء له ولو لم يكن محتاجا، وحسن ضيافته إذا زارك، وإقراضه إن احتاج
وكف الأذى عنه، والصبر على أذاه إن حصل، وتهنئته إن أصابه خير، ومواساته إن أصابه مكروه
بل ومن إكرام الجار ما يكون حتى بعد موته وذلك باتباع جنازته
ولقد قيل للنبي صلى الله عليه وسلم إن فلانة تقوم الليل وتصوم النهار وتنفق وتتصدق
ولكنها تؤذى جيرانها بلسانها , فقال النبي صلى الله عليه وسلم
" لا خير فيها هي من أهل النار " قالوا : وفلانة تصلى المكتوبة
وتتصدق بأثواب ، ولا تؤذى أحدا ؟ فقال رسول الله "هي من أهل الجنة "
ولقد تعلم الصحابة من الرسول صلى الله عليه وسلم حسن معاملة الجيران
فقد ذبحت لعبد الله بن عمرو بن العاص شاة ، فجعل يقول لغلامه :
أهديت لجارنا اليهودي ؟ أهديت لجارنا اليهودي ؟
فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه "
وجاء رجل إلى ابن مسعود رضي الله عنه فقال له :
إن لي جاراً يؤذيني ويشتمني ويضيق علي فقال له ابن مسعود رضي الله عنه :
" إن هو عصى الله فيك فأطع الله فيه "
وكان الحسن البصري رحمه الله تعالى يقول :
" ليس حسن الجوار كف الأذى ، ولكن حسن الجوار الصبر على الأذى "
تمت بحمد الله
الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أما بعد
شيد رجل من المسلمين داراً كبيرة فسيحة ، فجملها وأبهاها وحسنها
وبعد برهة من الزمن تعكرت حياته في تلك الدار
فعاف حسنها ، وكره سكناها ، وتمنى كل خلاص منها
فلما عرضها للبيع بأرخص الأثمان ، وأبخس الأسعار ، وتمت البيعة بسعر زهيد
لامه الناس والعذال فأجابهم بقوله :
يلومونني أن بعت بالرخص منزلي * وما علموا جاراً هناك ينغص
فقلت لهم : كفـوا الملام فإنهـا * بجيرانها تغلو الديار وترخص
إن إكرام الجار والإحسان إليه من الإيمان ومن آكد أبواب الإحسان
فقد أوصى الله سبحانه وتعالى في كتابه بالجار، فقال:
"واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين
والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل
وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا" {النساء:36}
وأكد على هذا النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة
ففي الصحيحين عن أبي شريح العدوي قال: سمعت أذناي وأبصرت عيناي
حين تكلم النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ... "
وإكرام الجار لا يقتصر على حسن ضيافته أو التصدق عليه إن كان فقيرا وإن كان هذا مطلوبا
بل هو أعم من ذلك، فيشمل: الإحسان إليه وعدم إيذائه، وتفقد أحواله
والسلام عليه، وعيادته إذا مرض، والإهداء له ولو لم يكن محتاجا، وحسن ضيافته إذا زارك، وإقراضه إن احتاج
وكف الأذى عنه، والصبر على أذاه إن حصل، وتهنئته إن أصابه خير، ومواساته إن أصابه مكروه
بل ومن إكرام الجار ما يكون حتى بعد موته وذلك باتباع جنازته
ولقد قيل للنبي صلى الله عليه وسلم إن فلانة تقوم الليل وتصوم النهار وتنفق وتتصدق
ولكنها تؤذى جيرانها بلسانها , فقال النبي صلى الله عليه وسلم
" لا خير فيها هي من أهل النار " قالوا : وفلانة تصلى المكتوبة
وتتصدق بأثواب ، ولا تؤذى أحدا ؟ فقال رسول الله "هي من أهل الجنة "
ولقد تعلم الصحابة من الرسول صلى الله عليه وسلم حسن معاملة الجيران
فقد ذبحت لعبد الله بن عمرو بن العاص شاة ، فجعل يقول لغلامه :
أهديت لجارنا اليهودي ؟ أهديت لجارنا اليهودي ؟
فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه "
وجاء رجل إلى ابن مسعود رضي الله عنه فقال له :
إن لي جاراً يؤذيني ويشتمني ويضيق علي فقال له ابن مسعود رضي الله عنه :
" إن هو عصى الله فيك فأطع الله فيه "
وكان الحسن البصري رحمه الله تعالى يقول :
" ليس حسن الجوار كف الأذى ، ولكن حسن الجوار الصبر على الأذى "
تمت بحمد الله