المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تقترب من عالمي


مها فؤاد
10 / 04 / 2013, 57 : 11 PM
هذه اول رواية لي في المنتدى .. سأقوم بتنزيل اجزائها بصورة منتظمة ان شاء الله .. ارجو ان تنال اعجابكم و بانتظار ارائكم ..



1- حققت حلمها



- استيقظي نينا حبا بالله !
- ماذا الان باميلا ؟ دعيني و شأني .
فتحت نينا عيناها على صوت باميلا المزعج الذي ظل يناديها حتى استيقظت . باميلا امراءة في الخمسين من عمرها و هي جارة نينا التي تأتي لشقتها يوميا لتعد لها الطعام و لتهتم بها فهي و "شالو " يمثلان كل عائلتها .
- ماذا تريدين ؟
- صديقتك على الهاتف و تريد محادثتك في امر عاجل
- شالو ؟
- و من غيرها ؟ اسرعي فهي ستجن اذا لم تسمع صوتك خلال دقيقة !

ضحكت نينا و قفزت من سريرها مسرعة لتتحدث الى شالو .. ترى ما هو هذا الامر العاجل ؟
- الو
- نينا .. لقد تمت خطبتي !
- ماذا ؟
ضحكت شالو و اكملت :
- حسنا .. لم تتم خطبتي رسميا و لكنه طلب مني الزواج نينا
- من ؟
- ريشاب
- حبيبك الوسيم الرائع ؟
- نعم .. اكاد اجن من السعادة
- انا حقا سعيدة من اجلك شالو ..

و كانت حقا سعيدة من اجلها فقد امضت شالو الشهور الستة الماضية تحكي لها عن ريشاب الوسيم الرائع التي وقعت في حبه من اول لقاء بينهما و لكن عندما طلبت نينا منها ارسال صورته اليها عبر البريد الالكتروني رفضت و اصرت انها يجب ان تراه شخصيا لتقدر مدى روعته ووسامته .. كل ما تعرفه نينا عنه انه رسام موهوب بالاضافة الى كونه طبعا وسيما رائعا !
اعادها صوت شالو من رحلة افكارها :

- نينا ستتم الخطبة بعد ثلاثة اسابيع ولكني اريدك ان تأتي بأسرع وقت ممكن لكي تساعديني في الترتيبات و لكي تتعرفي على أميري الوسيم الرائع ايضا .

ابتسمت نينا فشالو لا تذكر خطيبها دون ذكر هذين الوصفين و كأنهما جزء من اسمه !

- حسنا .. سأنهي ما لدي من عمل خلال اسبوع و سأتي على الفور الى نيويورك .. لا تقلقي سنقوم بكافة الترتيبات معا و سيكون حفل الخطبة اكثر من رائع اعدك .

- شكرا لكي نينا .. و انا انتظر قدومك على احر من الجمر .. قبلاتي الى ان نلتقي .. وداعا
- وداعا

اقفلت الخط و بدأت الذكريات تتدفق الى عقلها كالشلال .. كانت في الخامسة من عمرها عندما توفى والديها فى حادثة تحطم طائرة و كانوا قد طلبوا من جدتها الاعتناء بها خلال فترة سفرهم في رحلة للاحتفال بذكرى زواجهم وقد وافقت الجدة بسرور فقد كانت تعشق حفيدتها و لكن الرحلة طالت للابد و بقيت نينا مع جدتها .. اما شالو فقد تعرفت عليها في الاجازة التي سبقت المدرسة الثانوية حيث جاءت هي ووالدها للسكن في المنزل المجاور لمنزل جدة نينا و قد احبا بعضهما منذ البداية و اصبحا اعز صديقتين في غضون اسابيع رغم اختلاف شخصياتهن .. فنينا دافئة رقيقة مرهفة المشاعر اما شالو فهي مرحة ولا تفارق الابتسامة وجهها و لكن الفتاتين تتفقان في ايمانهن بوجود الحب و انتظارهن لفارس الاحلام .. و لكن يبدو ان انتظار نينا سيكون اطول من شالو .. و لكن الم ينتهي انتظارها بظهور ... ؟ ابعدت هذه الافكار السخيفة عن ذهنها و اجبرت نفسها الى العودة الى ذكرياتها مع شالو ..
ارتادت المدرسة الثانوية مع شالو و انهت الفتاتين دراستهما بتفوق و لكن سعادتهما لم تكتمل فقد توفت جدة نينا تاركة اياها وحيدة بدون عائلة و لم يتبقى لها الا شالو و لكن طرق الفتاتين افترقت فقد سافرت شالو الى نيويورك لدراسة ادارة الاعمال لتتمكن من ادارة شركة والدها في المستقبل .. اما نينا التي كانت تهوى التصوير الفتوغرافي فقد قررت السفر الى لندن للدراسة .. و هكذا بقيت الفتاتان على اتصال من خلال الهاتف او البريد الالكتروني .. ولكن ذلك انتهى الان فسوف تنهي عملها و تسافر الى نيويورك في اسرع وقت .. و لكن هل ستترك ..؟ ها قد عادت الى الافكار السخيفة مجددا يا لها من حمقاء !

و في اللحظات التالية كانت تروي لباميلا التي كانت تعد لها الغذاء ما قالته لها شالو عبر الهاتف و تلألأت عيون باميلا بدموع الفرح لهذا الخبر السعيد و وعدت نينا بحضور الخطبة لانها ترغب كثيرا في التعرف على شالو التي احبتها كثيرا من حديث نينا عنها. تركتها نينا تستكمل تحضير الغذاء و انكبت على عملها فليس امامها الكثير من الوقت عليها ان تنهي عملها بسرعة و ثم تسافر في اول طائرة لنيويورك لمقابلة الوسيم الرائع!

http://www.rewity.com/vb/images/smilies/smail/chirolp_krackr.gifhttp://www.rewity.com/vb/images/smilies/smail/chirolp_krackr.gifhttp://www.rewity.com/vb/images/smilies/smail/chirolp_krackr.gif

مها فؤاد
14 / 04 / 2013, 33 : 03 AM
2- الجار الغامض


استيقظت نينا في الصباح التالي مبكرا لتكمل عملها .. استحمت و اردت ملابس سوداء كما تفعل دائما عندما تعمل و حضرت كوبا من القهوة الثقيلة لتساعدها على بدء يومها الشاق بنشاط و بينما هي تستعد لبدء العمل على تحميض صورها اذا بجرس الباب يمنعها من ذلك فتمتمت منزعجة من هذه المقاطعة :
- يا الهي ! ماذا الان ؟ سألقن هذا المتطفل درسا لن ينساه
توجهت نحو الباب و هي تتوعد من يقف خلفه بالجحيم و لكن عندما فتحت الباب و اكتشفت هوية " المتطفل " كاد يغمى عليها و لكنها لا تعرف أمن السعادة ام المفاجاة ؟ فلم تتوقع ان يكون هو من يدق بابها في هذا الوقت المبكر من الصباح و لكن هل توقعت يوما ما اي شئ يفعله ؟ بالطبع لا فهو جارها الغامض .. بعد ان فاقت جزئيا من صدمتها قالت :
- راج ! اهذا انت ؟
- نعم وهل كنتي تتوقعين شخصا اخر هه ؟ اعترفي الان نينا
ضحكت من سخريته المعتادة .. فسخريته بحر تكاد تغرق فيه .. نظر اليها و اهداها ابتسامته المرحة التي تعشقها ثم قال ممازحا :
- اعترف انني احب ردهة شقتك كثيرا و لكني لا انوي قضاء يومي هنا فمتى ستدعيني الى الداخل ؟
- سأجيب عن سؤالك في الحال .. لن ادعك تدخل
- ماذا ؟
- نعم فأنا لدي الكثير من العمل و القليل من الوقت لذا اخبرني سريعا ما كنت تريد قوله .
- انا جائع .
- ماذا ؟ اهذا ما كنت تريد قوله ؟
- نعم فأنا لم اتناول شيئا منذ مساء الامس و اكاد اموت جوعا لذا قررت المجئ اليكي لكي تشفقي علي و تعدي لي بعض الطعام .
قال هذه الكلمات و على وجهه كافة تعبيرات التسول فانفجرت ضاحكة و قررت ادخاله على الفور و اعداد الطعام له :
- حسنا حسنا قبل ان تجثو على قدميك تعال الى الداخل .
سارت امامه تاركة له مهمة قفل الباب .. و فكرت انها لاتفهمه حقا فهو يظهر فجأة و يختفي فجأة ايضا كما انه لا يخبرها ابدا عن حياته فهى لا تعلم عنه شيئا سوى اسمه و انه يمتلك شركة سياحة في نيويورك يديرها صديقه بينما يدير هو فرع لندن .. و لكن اكثر مايثير حيرتها شخصيته الحقيقية فهو دائما مرحا ممازحا و لكنها دائما تشعر ان ذلك المرح جزء من شخصية معقدة لا تظهرامامها مما يزيد غموضه غموضا . توجهت الى المطبخ و بدأت في اعداد الفطار " للمتسول الغامض " اما هو فتوجه الى غرفة التحميض الخاصة بها و اخذ يتفحص صورها و كانت لمنطقة اثرية في وسط لندن فقد طلبت منها المجلة التي تعمل لحسابها مجموعة من الصور لتدعم مقال عن هذه المنطقة ستنشره المجلة في عددها القادم .. اثنى على صورها ثم خرج من غرفة التحميض عائدا الى غرفة الجلوس و جلس على اريكتها المفضلة رافعا قدمه على المنضدة امام الاريكة .. عجبا يتصرف في منزلها و كأنه منزله .. كانت دائما تتساءل كيف يصل العقل البشري الى الجنون و لكن بعد ان قابلته عرفت اجابة تساؤلها ! اعادها صوته الى الواقع بينما هي تضع الاطباق على الطاولة:

- لماذا ليس امامك الكثير من الوقت ؟ هل تأخرتي في تجهيز صورك من اجل المقالة ؟
- لا . لكني اريد الانتهاء من عملي سريعا لاسافر .
- تسافري ؟ الى اين ؟
- نيويورك .
- نينا ! الى هذة الدرجة لا تطيقي رؤيتي ؟ ستهجرين حبيبتكي لندن لتهربي مني ؟ اجيبي نينا اجيبي !
و كانت اجابتها هي وسادة القتها في وجهه لانهاء درامته المبتذلة .
- ارجو ان تكون اجابتي مقنعة راج .
هز رأسه ايجابا و هو يضحك و ضحكت هي ايضا .. غريبة هي علاقتهما قريبة و بعيدة في ذات الوقت فهما يتصرفان و كأنهما صديقان حميمان و لكنهما ليسا كذلك في الواقع فهي تكاد تكون لا تعرف عنه شيئا و لكنها كانت تعي انها تستمتع بصحبته و بمرحه الدائم و كان هذا يكفيها .. اليس كذلك ؟ عاد يسالها بجدية :
- اذا لماذا تسافرين ؟
- لاحضر خطبة صديقتي .
- و هل تحبيها لدرجة ترك حبيبتكي لندن من اجلها ؟
لم تكن اخبرته شيئا عن شالو فاذا كان هو لا يخبرها شيئا عن حياته فلماذا تخبره هي ؟ يكفي ما يعرفه عنها لذا اجابت بغموض :
- نعم
- و متى تسافرين ؟
- حالما انتهي من عملي سأسافر فورا .
- تبدين متحمسة للغاية
- نعم . و كيف لا اكون و صديقتي حققت حلمها و التقت بشخص احبته وسترتبط به رسميا .
نظر اليها و الدهشة تعلو وجهه و كأنها قالت شيئا منافيا للعقل ثم قال :
- و هل كان " الحب " حلمها ؟
- نعم . الحب هو حلم كل انسان .
- هل تعنين انني قرد مثلا ؟
شعرت و كأن احدهم القى بدلو ماء بارد فوقها و شعرت بصدمة .. ايعقل ان يكون من هؤلاء الناس الذين لا يؤمنون بالحب ؟ سألته و هي خائفة من سماع اجابته :
- هل لا تؤمن بالحب راج ؟
- انا لا اؤمن بما لا اراه نينا .
- اتقصد ان لا وجود للحب في عالمنا ؟
- لا وجود له في عالمي على ما اظن .
- اتعني انه لا يوجد من تحبه في عالمك ؟
- بالطبع يوجد . فأنا احب عائلتي و هم ايضا يحبونني انا لا اتحدث عن حب العائلة نينا بل اتحدث عن هذا النوع من الحب الذي يثير جنون الناس و يجعلهم يقضون عمرهم في البحث عنه و اذا وجدوه " كما يعتقدون " دمرهم في نهاية المطاف .. ربما لا تصدقيني و لكني شاهدت اناس كثيرين تتدمر حياتهم بسبب هذا الوهم و حقا لا انوي ان اكون منهم ..
ساد صمت طويل لللحظات لا تعرف نينا عددها فقد شلت الصدمة تفكيرها و كيانها و سخر منها عقلها " كنتي تريدين ان تعرفي المزيد عنه ها قد تحقق ما اردتي اليس كذلك ؟ " عادت الى عالم الاحياء على صوت رنين هاتفه و سمعته يقول :
- اسف نينا و لكن يجب ان اغادر الان كنت اود حقا تناول الفطور معك و لكني لا استطيع ربما غدا هه؟ سأغادر الان واسف على مقاطعة عملك و تهاني لصديقتك وداعا .
غادر شقتها بهدوء و لكن هل سيغادر حياتها بهدوء ايضا ؟ هذا ما لا تعرفه حتى الان ؟

:31: :31: :31::31:


-

مها فؤاد
18 / 04 / 2013, 03 : 04 AM
3– معا الى نيويورك


عادت نينا الى عملها بعد وقت قصير من خروج راج من شقتها . كانت لا تزال تشعر بصدمة ممزوجة بحزن و خيبة امل . شعرت بخيبة امل لانها ارادت بشدة ان تعرف المزيد عن راج فكان اول ما عرفته انه لا يؤمن بالحب الذي تعتبره هي طريق السعادة .. شعرت بالحزن لانها اكتشفت ان شخصيته تختلف كثيرا عن شحصيتها فالحب بالنسبة لها يعني كل شئ اما بالنسبة له فلا يعني شئ .. تذكرت رد فعله عندما اخبرته ان صديقتها حققت حلمها بأن قابلت شخصا احبته و سترتبط به فشعرت بمزيد من الاسى و الخيبة لذا قررت ان توقف افكارها هذه فمن هو راج بحق الله لكي تجعلها افكاره تشعر بكل هذا الاسى ؟ و اذا كان لا يؤمن بالحب فما شأنها هي ؟

حاولت ان تستعيد رباطة جأشها و ان تشعر بالحماسة لانها سترى شالو قريبا فهي لم ترها منذ ثمانية اشهر تقريبا منذ ان امضت شالو اجازتها السنوية الماضية معها في لندن و تذكرت مدى سعادتهن خلال هذين الاسبوعين فقد قاموا بزيارة اجمل الاماكن في لندن و تنالوا العشاء في مطاعم رائعة الجمال و ذهبوا الى السينما كما ذهبوا للتسوق ايضا و اشتروا هدايا رائعة لاصدقاء شالو في العمل و لباميلا ايضا و لكن شالو شعرت بالحزن وقتها لانها لم تقابل باميلا
فقد ذهبت باميلا لزيارة ابنها الوحيد الذي يعيش في ايطاليا مع زوجته
لذا تركت شالو هدية باميلا مع نينا و طلبت منها ايصالها اليها مع ملاحظة تشكرها فيها على اعتنائها بنينا .. شعرت نينا بشعاع من الامل يتسلل الى قلبها و يملأه بالدفء و فكرت انها محظوظة بوجود شالو معها فقد كانت دائما صمام الامان في حياتها ..
ستنسى الان كل شئ و تركز فقط على انهاء عملها و السفر الى نيويورك و تجهيزات الخطبة و لا يجب ان تنسى ايضا اهم شئ .. ستتعرف اخيرا على " الوسيم الرائع " . تحمست كثيرا للفكرة و ابتسمت لنفسها و قررت بدء العمل ..

بعد ثلاث ايام كانت نينا قد انهت تحميض صورها و قامت بتسليمها للمدير المسئول الذي اعجب بها كثيرا و شكرها على عملها الرائع و اخبرها ان صورها ستدعم المقالة و تضفي عليها رونقا و سحرا .. كما انها قامت بشراء قطعتين متطابقتين من الفلورنسا كهدية الخطبة للعروسين .. كما قامت بتنظيف شقتها و دفع فواتير الكهرباء و الماء و انهاء كافة امورها العالقة و في الليلة التي سبقت سفرها ساعدتها باميلا في تجهيز حقائبها و اعدت لها العشاء . و في الصباح اصرت باميلا على مرافقتها للمطار حيث ودعتها
قائلة :
- سأشتاق لكي كثيرا نينا .. لا اعلم ماذا سافعل في غيابك ؟
- ليتك جئتي معي الان باميلا فانا ايضا سأشتاق اليكي كثيرا .
- تعلمين انني لا استطيع فقد وعدت ابني و زوجته بزيارتهما و هما بانتظاري كما انني اشتقت اليهما كثيرا و لكنني اعدك بحضور الخطبة فأنا متشوقة للتعرف على شالو و حبيبها " الوسيم الرائع ".
- و انا ايضا اتحرق شوقا للقائه .
- هيا اذهبى الان حتى لا تتأخري على رحلتكي .. وداعا نينا .. اقضي وقتا ممتعا و ساعدي شالو في تجهيزات الخطبة ولا تنسي ان تقبليها من اجلي ..
- وداعا بام ..
عانقتا بعضهما ثم استدارت نينا و حملت حقائبها و مضت في طريقها .. استدارت مرة اخرى فرأت باميلا ناظرة اليها فلوحت لها ثم استكملت طريقها ..
استرخت نينا في مقعدها على الطائرة المتوجهة الى نيويورك و اغمضت عيناها فرأت صورته تتشكل امامها و بالطبع لم يفاجأها ذلك فهو يتسلل الى افكارها في الصباح واالى احلامها في المساء .. فهي تحبه .. ادركت هذه الحقيقة حينما اخبرها عن رأيه بالحب فقد شعرت بقلبها يذوب من الاسى وبدفئه يتبعثر في الهواء لتحل محله قطع قاسية من الجليد .. يا لها من بلهاء وقعت في حب شخص غامض لا تعرف عنه شيئا فربما كان متزوجا او مرتبطا ! و لكنها لم ترى خاتما في اصبعه . و لكن ما الفائدة فهو لم يخبرها شيئا عن نفسه و هذا يعني انه لا يهتم بها . و لكن لما كل هذا الغموض يا ترى ؟ ما هو سر غموضه هذا ؟ لماذا لا يخبر احدا عن نفسه ؟ لماذا يتصرف وكأنه عميل للمخابرات العامة ؟ تنهدت نينا عميقا و هي تتمتم :
" ذلك الاحمق "
- شكرا .
قالها صوت مألوف بالنسبة اليها من جانبها و لكنها لم تصدق ما سمعت .. يا الهي هل اصابها الجنون في عمر الخامسة والعشرون ؟ بدأت تتخيل الاشياء في عمرها هذا ؟ يا لها من مثيرة للشفقة ! يجب ان تطلب من شالو اخذها الى طبيب نفسي حتى لا تتسبب في فضيحة في حفل الخطوبة ! فتحت عينيها ببطء لتتحقق من هوية الشخص الجالس بجوارها .. انه هو .. حمدا لله فهي لم تجن بعد !
وجدت نفسها تقول :

- راج ! انت هنا ؟ و كيف عرفت ... ؟
قاطعها قائلا :
- انني الاحمق ؟ لانكي لا تعرفين احمق غيري نينا .
- وما ادراك ؟ انت لا تعرفني جيدا .
- بل اعرفكي جيدا جدا نينا باتيل .
- حقا ؟ و لكن انا لا اعرفك راج .. لماذا لا تخبرني شيئا عنك ؟ لماذا لم تخبرني انك ذاهب الى نيويورك ايضا عندما اخبرتك عن سفري ؟
- يا الهي ! اسألي سؤالا تلو الاخر نينا .. لما العجلة ؟ استرخي .. ما زال امامنا الكثير من الوقت حتى نصل .
اذا صفعته الان ستشعر باسترخاء عظيم و لكنها عدلت عن ذلك و نظرت اليه بحدة قائلة :
- و اذا سألتك هل ستجيب عن اسئلتي راج ؟
- طبعا ( ما عدا سؤالا واحد.. هذا ما قاله في نفسه )
- حسنا .. لماذا لا تخبرني اي شئ عن حياتك ؟
- لا يوجد في حياتي شيئا مميزا اتحدث عنه نينا .. فأنا اثناء وجودي في لندن اقضي معظم وقتي في العمل و عندما اذهب الى نيويورك ابقى في منزل والدي و امضي وقتي معهم او مع جاي صديقي الذي يدير فرع شركتي هناك .. لقد اخبرتك عنه من قبل اليس كذلك ؟
- نعم .. ماذا عن عائلتك ؟
- حسنا .. عائلتي هي والدي .. ابي ذهب الى نيويورك و اسس شركته عندما كنت في الثالثة من عمري و عندما كبرت تقاعد هو و طلب منى استكمال مشواره ولكنني اردت العيش في لندن لانني اعشقها مثلكي تماما فقد عشت فيها طوال فترة دراستي بالجامعة لذا قممت بتأسيس فرع جديد فيها و تركت فرع نيويورك يديره جاي ..
- اليس لديك اشقاء ؟
- لا .. و لكن لدي جاي فأنا احبه كما لو كان اخي .
مثلها هي و شالو .. هذا ما فكرت به ...
- و لماذا لم تخبرني انك ذاهب الى نيويورك راج ؟
- اردت التأكد من موعد رحلتي قبل اخبارك لكنني لم اتمكن من ذلك .. لذا قررت الذهاب معكي في نفس الرحلة ..
- شعرت بسعادة كبيرة لانه اراد الذهاب معها .. و لكن مازال هناك المزيد مما يجول في خاطرها لذا قالت :
- و لماذا انت ذاهب الى نيويورك ؟ عمل ؟
- لا .. بل لاحضر خطبة احدهم ..
- حقا ؟ من ؟ شخص قريب منك ؟
- نعم شخص قريب جدا .. ارجو ان اكون قد جاوبت عن جميع اسئلتك سيدتي ..
- هزت رأسها ايجابا و اهدته ابتسامة عذبة .. بادلها الابتسامة قائلا :
- جيد لانني اريد ان انام .. تصبحين على خير نينا باتيل .

اغمض عيناه و غرق في نوم هادئ .. اما هي فأخذت تتأمل وجهه النائم للحظات ثم توقفت خوفا من ان يشعر بها تراقبه.. استدارت و نظرت من نافذة الطائرة للكون من تحتها و اخذت تتسائل " ترى من هو هذا الشخص القريب ؟ "
:31::31::31::31::31:

مها فؤاد
26 / 04 / 2013, 59 : 10 PM
4- لا تقترب من عالمي


- يا الهي ! استيقظ راج .. استيقظ حبا بالله

استيقظ من نومه و هو يحاول ان يتذكر اين هو و ماذا يفعل و كل ما يدركه هو صوت نينا الذي يرن ناعما دافئا في اذنيه و لكنه غاضبا الى حد ما .. حسنا الى حد كبير و لكن لماذا ؟ اه تذكر اين هو ..يا الهي لقد نام نوما عميقا على الطائرة في طريقه الى نيويورك و ها هي المسكينة تحاول ايقاظه و هي لا تدري مدى صعوبة المهمة التي اوكلت اليها .. فجاي يفضل القفز الى اعماق المحيط على تولي هذه المهمة ! فاذا مات الشخص لا يمكن ايقاظه على حد تعبير جاي !!! و لكن راج يرهق نفسه في العمل فهو يعمل طوال عشر ساعات متتاليه لذا يستغرق في النوم بسرعة و لا يستطيع الجيش الهندي كاملا ايقاظه ..

عجبا كيف استطاعت نينا باتيل ايقاظه خلال دقائق معدودة و لكن نينا باتيل تجعله يقوم بأشياء لم يعتادعلى القيام بها و تكشف عن جوانب خفية من شخصيته لم يعلم بوجودها من قبل .. فهو دائما جاد و متحفظ و لا يقترب من الاخرين او يجعلهم يقتربون منه بسهولة و لكنه يتحول الى شخص ودود مرح ومنفتح على العالم عندما يكون معها .. بالاحرى يتحول الى النقيض و هو متأكد انها ستصاب بصدمة اذا رأت شخصيته
الحقيقية و لكن هل هذه هي شخصيته الحقيقية ؟ ام ان شخصيته المرحة التي تظهر امامها هي حقيقته ؟ هو نفسه لا يعرف من يكون منذ ان ظهرت نينا باتيل في عالمه .. عاد صوتها الغاضب يحثه على الاستيقاظ
ففتح عيناه و نظر اليه مبتسما :
- مرحبا نينا .. هل وصلنا ؟
- اهلا بك في عالم الاحياء .. ان ايقاظ الموتى اسهل من ايقاظك !
- يا لك من كاذبة ! الموتى لا يستيقظون ابدا فكيف يكون ايقاظهم اسهل من ايقاظي هه ؟
- يا الهي .. كف عن السخرية و دعنا نغادر الطائرة قبل ان يرمونا في الخارج فقد نزل جميع الركاب و لم يتبقى احد غيرنا ..
- حقا ؟ و لماذا تأخرتي في ايقاظي ؟ هيا هيا لقد تأخرت .. يا الهي لا فائدة منك ابدا !

مشت خلفه تتمتم ساخطة.. يا له من وقح ! هل سافر معها على نفس الرحلة ليجد من يوقظه ؟ نظرت اليه فوجدته يحمل حقائبهما ..
حمدا لله انه لم يطلب منها حمل الحقائب ايضا ..
ظل راج صامتا بعد نزوله من الطائرة و لكن ابتسامته قالت ما بداخله بوضوح فقد كان يشعر بسعادة غامرة ليس لانه سيرى جاي بعد قليل منتظره في قاعة الاستقبال بل لانه يستمتع بكل دقيقة يقضيها مع الشخص الذي يسير خلفه و يريد تحطيم وجهه الان .. اراد ان يجعلها تحمل حقائبه ليستمتع برؤية غضبها الجميل و لكنه يعلم انها لن ترحب بفكرته هذه كثيرا فعدل عنها .. سمع صوت ساخر من ورائه قائلا :

- سيدي راج ؟

حاول بصعوبة ان يكتم ضحكة عالية كان على وشك اصدارها و استدار اليها بعد ان تمالك نفسه :
- نعم ؟
- هل الحقائب ثقيلة يا سيدي ؟
- لماذا ؟ اتريدين حملها بدلا مني؟
- لا ! .. اردت التأكد انها تؤلم يداك ايها الوقح ..

كاد يقسم انها صرفت على اسنانها و هي تتكلم .. يا لها من فتاة لطيفة و فجأة حاولت اخذ حقيبتها منه فشد فبضته على الحقيبة اكثر :
- ماذا تفعلين ؟
- العب الكريكت ! ماذا تظنني فاعلة ؟ اخذ حقيبتي ..
- ولماذا ؟
- لانني لا ارغب في قضاء بقية يومي في المطار !!
- يا الهي ! و تطلب مني ان اكف عن السخرية ! من يسخر من من الان ؟ اعلم انكي تريدين الذهاب و لكن لما تريدين الذهاب وحدك ؟ سيوصلكي جاي بسيارته ثم سياخذني للمنزل ..
- و هل اتى الى المطارلاستقبالك ؟
- طبعا فهو دائما يأتي لاستقبالي عندما اصل الى نيويورك ثم يأخذني للمنزل و يقضي بقية اليوم معي هناك ..
- يبدو لي لطيفا للغاية ..
- انه كذلك حقا انتظري حتى تقابليه لتتأكدي ..

و كان هذا ما حدث حقا فبمجرد دخولهما قاعة الاستقبال بالمطار رأت شابا بهي الطلعة يتقدم نحوهما .. كان جاي طويل القامة و نحيل و وسيما للغاية و لديه غمازاتان رائعنان تضيئان ابتسامة مرحة سعيدة فهو من الاشخاص الذين تحبهم منذ النظرة الاولى .. عانق راج بسعادة بالغة ثم استدار الى نينا و مد يده اليها بكل ادب :

- جاي تالور .. تشرفت بلقائك نينا .. اتسمحين لي ان اناديكي نينا ؟ فأنا لا احب الالقاب ..
- ولا انا .. طبعا بامكانك ان تناديني نينا لانني حقا سعيدة بلقائك فقد حدثني راج عنك ..
- راج ؟ حقا ؟ ربما لم يخبركي الكثير فاذا اردت معرفة المزيد فسأكون
سعيد بخدمتك ..

ضحكت نينا فقد اعجبها مزاح جاي اللطيف و لكن يبدو ان راج لم يعجبه مزاح صديقه حيث تدخل قائلا :

- كف عن تمثيل دور امير العصور الوسطى جاي تالور .. هيا يجب ان نقوم بتوصيل نينا لمنزل صديقتها قبل عودتنا للمنزل ..
- هذا من دواعي سروري

و نظر الى نينا مبتسما و لكن نينا لم ترد الذهاب معهم .. لم تكن تعرف سبب ذلك و لكن ما كانت تعرفه انها تريد الهروب .. ربما لا تريد ان تشارك راج ذكريات جديدة و ان تقترب اكثر من عالمه .. او ربما لا تريده ان يقترب هو من عالمها او ان يعرف المزيد عنها فهي لا تدري ما ستؤول اليه علاقتهما و لا تعرف شيئا عن مشاعره نحوها .. هي تحبه و لكن ماذا عنه ؟ هل يبادلها شعورها ؟ ام يعتبرها مجرد صديقة ؟ من هي بالنسبة له ؟ عليها ان تعرف اجابة هذا السؤال قبل ان تخطو اية خطوة باتجاه عالمه المجهول و هذا يقتضي الا تقبل دعوته بايصالها .. عليها ان ترفض الذهاب معهم .. رفعت رأسها و نظرت اليه ثم استدارات مبتسمة الى جاي ثم قالت بثبات :

- شكرا لك جاي هذا لطف منك و لكني افضل الذهاب وحدي و استكشاف المدينه فهذه هي زيارتي الاولى لنيويورك و اريد الاستمتاع بلعب دور السائحة .. لقد سعدت بلقائك حقا فأنت تذكرني بشخص عزيز علي ..

" شالو " فمنذ ان وقعت عيناها عليه ادركت ان يشبه شالو كثيرا فهما الاثنان صديقان رائعان لا تفارق الابتسامة وجههما .. استدارت الى الوجه الاخر الغاضب الذي لم يفارق وجهها وقالت:

- شكرا راج على صحبتك الرائعة لي و على دعوتك ايضا .. اتمنى لك اجازة سعيدة و ان تستمتع بحضور الخطبة التي جئت من اجلها ..
- و انتي ايضا .. انتبهي على نفسك ..
- سأفعل .. وداعا

التقت عيناها بعيناه كأنها تطلب منه متوسلة " لا تقترب من عالمي "
حملت حقيبتها و استدارت مبتعدة ترفض الاقتراب من عالمه ....

:bh::bh::bh::bh::bh:

‏Đếếṕΐķầ ķђẩή
19 / 06 / 2013, 27 : 05 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فاااااااااااااه فااااااااااااااه
كيا كهاني يي يار
بهووت خوب سورت
وتقسيمك للبارتات ذكرني بروايات عبير<,~ ي شين الذكرى بس
بس ليه قطعتي ولا كملتي ي قلبي
استمري
بانتظار الاجزاء الجايه جدا جمييل الروايه
مرتبه ولغتك الفسحه بهوووووووووووووووت اتشي هي
لاتطولين علينا