Berooo
25 / 10 / 2012, 52 : 01 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طبعا المفروض انزل الموضوع قبل اسبوع او اكثر وانا فعلا نزلته بس صار عندي خلل وتخربط الموضوع كله:26:
فطلبت من اخويه اسامه يحذفه عشان انزله مضبوط
بس صارت عندي ظروف وانشغلت :11:
اسفه اذا الموضوع متأخر:wt:
طبعا الموضوع فيه عدة محاور وتفاصيل فأرجو القراءه بتمعن لفهم التفاصيل:27:
http://im17.gulfup.com/mHfb1.png
يتبادر إلى الذهن عند قراءة عنوان هذه الكلمات سؤال حول سبب الحديث عن دور المرأة بالذات؟ ولماذا في الحج خصوصاً؟
فنقول - وبالله المستعان - أن أسباب الحديث عن الموضوع تكمن في التالي:
1- أن للمرأة دور بارز منذ بداية الإسلام، وأحداث السيرة والتاريخ الإسلامي القديم منها والجديد.
2- وجود كثير من النساء في موسم الحج ممن يؤدين النسك.
3- لأن المرأة في الحج تحتاج إلى اهتمام خاص من حيث بيان الأحكام الخاصة بها، ونقاش قضاياها، والاهتمام بشؤونها.
4- لأن الحجاج - ومنهم النساء - يقبلون على الله، ويتفرغون للعبادة بانشراح صدر، وراحة بال، وطمأنينة نفس لمعرفتهم فضل الحج؛ فقد سألت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجهاد فقالت: "نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟" قال: ((لا، لكن أفضل الجهاد حج مبرور)) رواه البخاري (1520).
فضل الدعوة إلى الله:
للدعوة فضائل عديدة، وآثار حميدة لا تخفى على أدنى الناس عناية بعلوم الكتاب والسنة ومنها: (اكتساب الحسنات - محو السيئات - رفع الدرجات - انشراح الصدر - راحة البال - محبة الله - القبول في الأرض - البركة في الوقت والعمر - صلاح الأهل والأولاد).
ومن الأمور التي يمكن أن تقوم بها الحاجَّة:
1- الحرص على فقه الحج من خلال الكتاب والسنة.
2- الحرص على توعية الحاجَّات في مسائل الحج من خلال نقل فتاوى العلماء لهن، وتوزيع الكتب والأشرطة المهمة، والمدارسة معهن في بعض الأحكام في الحج.
3- الإكثار من أعمال البر والطاعات خصوصاً ما يتعدى نفعه للآخرين بين بنات جنسها مثل: إفشاء السلام، وإطعام الطعام، ونشر العلم، والوعظ والتذكير، والنصح والإرشاد، وبذل المال.
4- الحرص على أبواب العبادات، والتعاون مع الحاجَّات في ذلك مثــل: إقامة الصلوات في أوقاتها جماعة لما في ذلك من الأثر، مدارسة القرآن وتلاوته، التقليل من الكلام بلا فائدة، الاشتغال بذكر الله كثيراً.
5- ترك الجدال في مسائل الحج، ومن باب أولى ترك الجدال في مسائل الدنيا، والقضايا الشخصية، فكم قست بهذا الجدال قلوب، وضاعت بسببه أوقات، وفاتت طاعات، وسبَّب مشاحنات وقطيعات قال عز وجل: {فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ}(البقرة:197).
6- الدعوة إلى الله من خلال القدوة والسلوك الحسن؛ فإن حسن الخلق، وطيب الكلام، وإطعام الطعام، والتعاون على البر والتقوى من أفضل القربات إلى الله في مثل هذه الأوقات الفاضلة فعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بر الحج إطعام الطعام، وطيب الكلام))[1].
7- الحذر من منكرات النساء في الحج مثل: التبرج والاختلاط، والتبذير بالمال، والغيبة والنميمة، والقيل والقال، والسخرية والإزدراء للحجاج وأذيتهم، ومزاحمة الرجال.
8- الحرص على إقامة الحلقات القرآنية التي يكون فيها تصحيح التلاوة لكثير من الحاجَّات، والاهتمام بسورة الفاتحة لأن كثير من الحاجَّات لا يتقنَّها، بل قد يوجد لديهن أخطاء تخل بالمعنى، والاهتمام بحلقات الذكر، والمناصحة بين الحاجَّات.
9- أخذ مجموعة من المطويات العلمية والدعوية باللغة العربية، واللغات الأخرى لتوزعيها على الحاجَّات، ففي هذا أثر كبير على المدعوات، وهي لا تكلف كثيراً من المال، ولا تثقل في الحمل.
http://im16.gulfup.com/HSEu3.png
مِن حكمة الله تبارك وتعالى ورحمته تفضيلَ بعض الأيام على بعض, وبعض الشهور على بعض, وبعض الأماكنِ على بعض، وذلك لتوفيرِ أسباب نيلِ البركات والخيرات، وجعلها فرصاً للتزود من الطاعات, والفوز بأعلى الدرجات, فلا ينتهي موسم خير إلا وجاء بعده آخر, تجديداً للنشاط وإبعاداً للملل.
ومن أهم مواسم الخير موسم العشر الأول من ذي الحجة التي خصَّها الله بفضائل كثيرة منها:
- أن الله سبحانه جمع فيها أمهات العبادات وهي: الصلاةُ، والصيام، والحجّ، والصدقة.
- أن فيها يرفع الإنسان علم التوحيد وذلك بالتكبير والتلبية لمن كان حاجاً.
- أن العمل فيها أفضل من العمل فيما سواها لحديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما العمل في أيام العشر أفضل من العمل في هذه)) قالوا: ولا الجهاد؟ قال: ((ولا الجهاد، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء)) رواه البخاري (926)، وهذا الحديث دليل على أنها أفضل الأيام قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: "وبالجملة فهذا العُشر قد قيل إنه أفضل أيام السنة كما نطق به الحديث، وفضله كثير على عشر رمضان الأخير، لأن هذا يشرع فيه ما يشرع في ذلك من صلاة وصيام وصدقة وغيره، ويمتاز هذا باختصاصه بأداء فرض الحج فيه, وقيل: ذلك أفضل لاشتماله على ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وتوسط آخرون فقالوا: أيام هذا أفضل، وليالي ذاك أفضل، وبهذا يجتمع شمل الأدلة" أ. هـ[1].
- أن الله أقسم بها فقال تعالى: {والفجر وليال عشر} قال ابن عباس: إن الليالي العشر التي أقسم الله بها هي ليالي العشر الأول ذي الحجة[2].
- في هذه العشر أكمل الله الدين وأتم فيها النعمة حيث أنزل الله تعالى هذه الآية فيها: {قَد يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (سورة المائدة:3).
- أن فيها يوم عرفة الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم: ((صيام يوم عرفة إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والتي بعده)) رواه أبو داود (2425)، وابن ماجه (1730) من حديث أبي قتادة رضي الله عنه، وصححه الألباني انظر صحيح سنن ابن ماجه (4/230).
- فيها يوم الأضحى: وهو المسمى بيوم النحر فقد جاء عن عبد الله بن قرط رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أفضل الأيام عند الله يوم النحر، ويوم القر))[3].
ولأجل كل هذه الفضائل فإنه يسن الإتيان بعدة أعمال في هذه الأيام الفاضلة، والمحافظة عليها، ومنها ما يلي:
أولاً: المبادرة إلى الحج لمن كان مستطيعاً: وذلك لأنها أيام حج، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بفضل من حج فلم يرفث ولم يفسق كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه)) رواه البخاري (1449)،وقال: ((الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)) رواه البخاري (1683)، ومسلم (3355).
ثانياً: الإكثار من ذكر الله تعالى: من تهليل وتسبيح، وتحميد وتكبير، وقراءة للقرآن لعموم قول الله تعالى: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (سورة الجمعة:10), ولقوله تعالى: {وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ...} (سورة البقرة:203),ويشرع التكبير من أول الشهر إلى نهاية اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة؛ وهذا تكبير مطلق، أما التكبير المقيد فهو الذي يكون دبر الصلوات وهو من صبح يوم عرفة إلى عصر يوم الثالث عشر من ذي الحجة (آخر أيام التشريق)[4]، وقد قال تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ} (الحج:27) وهي أيام التشريق؛ وعن نبيشة الهذلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أيام التشريق أيام أكل وشرب)) رواه مسلم (1141)، وعند أحمد: ((أيام التشريق أيام أكل وشرب، وذكر الله عز وجل))[5] فهي أيام ذكر ودعاء، وتضرع لله تبارك وتعالى.
وثبت عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهم: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير))[6].
ثالثاً: الصيام: وذلك لأن الصيام من الأعمال الصالحة التي يُتَقرب بها إلى الله تبارك وتعالى خاصة يوم عرفة, فيوم عرفة هو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين, وصيامه يكفر سنتين جاء عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال عليه الصلاة والسلام: ((يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده، وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله)) رواه مسلم (1162), وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك)) رواه البخاري (5583)؛ ومسلم (1151).
رابعاً: الأضحية: ومن أعظم ما يتقرب به إلى الله سبحانه في يوم النحر الأضاحي، وهي سنة مؤكدة ينبغي الحرص عليها، وعدم التخلي عنها قال ابن القيم رحمه الله: "ولم يكن صلى الله عليه وسلم يدع الأضحية"[7]، والأصل في مشروعيتها الكتاب, والسنة، والإجماع فأما الكتاب فقول الله تبارك وتعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} (سورة الكوثر:2)، والمراد بالنحر كما يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله ذبح المناسك، لهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي العيد، ثم ينحر نسكه[8]، وأما من السنة فحديث أنس رضي الله عنه قال: "ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين، فرأيته واضعاً قدمه على صفاحهما، يسمي ويكبر، فذبحهما بيده" رواه البخاري (5238)؛ ومسلم (1966)، وأما الإجماع: فقد أجمع المسلمون على مشروعية الأضحية، وأنها من شعائر الدين الظاهرة[9].
خامسا: الصدقة: فقد ثبت عند الإمام مسلم قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((الصدقة برهان)) مسلم (223)، وجاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب - ولا يقبل الله إلا الطيب - وإن الله يتقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه، حتى تكون مثل الجبل)) رواه البخاري (1344) ومسلم (1014)، وعن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((كل امرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس - أو قال يحكم بين الناس - قال يزيد: "وكان أبو الخير لا يخطئه يوم إلا تصدق فيه بشيء ولو كعكة أو بصلة أو كذا"[10].
فعلى الإنسان أن يغتنم هذه الأيام، ويسارع إلى طاعة الله بجد ونشاط ليفلح ويفوز برضاه, نسأل الله تبارك وتعالى التوفيق
http://im16.gulfup.com/o9gF4.png
بالهمة العالية، والعزيمة الصادقة، والإرادة القوية يعتلي المؤمن قمم المعالي، ويمتطي المكان العالي، وينال أعظم الكرامات، وأجل المكرمات، من سعادة في الدنيا، ونعيم في الجنات، وكيف لمؤمن أن يتأخر عن كل ذلك، وقد تجلت له الفضائل الكبيرة، والجوائز الباهرة؟
إن ما يجعله الله سبحانه وتعالى من الأجور العظيمة، والثواب الجزيل مما يجازي به أولياءه، وأهل طاعته لحري بكل مؤمن صادق في إيمانه أن ينطلق إليه مهرولاً: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} (سورة آل عمران:133)، {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} (سورة الحديد:21).
ومن ذلك الفضل العظيم ما جعله الله تعالى لمن حج أو اعتمر، يوم أن يذهب ذلك الحاج وقد أثقلته الذنوب، فينتهي من حجه وهو نقي لا يحمل وزراً، طاهر لا يطوي شراً، بل يعود وقد كتب في صحائفه (كيوم ولدته أمه)..
تكفير السيئات، تكثير الحسنات، إجابة الدعوات، وغير ذلك من الخير والثواب يكتبه الله لمن شاء ممن حج أو اعتمر.
أليس من ذهب إلى الحج قد أجاب داعي الله؟ فالله تعالى يقول: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ} (سورة الحـج:27-28)، وقال جل شأنه: {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} (سورة آل عمران:97)، أليس الحج هو الذي فرضه الله عز وجل، وجعله أحد أركان الإسلام الخمسة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان)) رواه البخاري (7) بلفظه، ومسلم (21).
وقد عرف شيخ الإسلام ابن تيمية الحج فقال: "جماع معنى الحج في أصل اللغة قصد الشيء وإتيانه، ومنه سمي الطريق محجة؛ لأنه موضع الذهاب والمجيء، ويسمى ما يقصد الخصم حجة لأنه يأتمه وينتحيه، ومنه في الاشتقاق الأكبر الحاجة، وهو ما يقصد ويطلب للمنفعة به سواء قصده القاصد لمصلحته أو لمصلحة غيره... ثم غلب في الاستعمال الشرعي والعرفي على حج بيت الله سبحانه وتعالى، وإتيانه، فلا يفهم عند الإطلاق إلا هذا النوع الخاص من القصد؛ لأنه هو المشروع الموجود كثيراً"[1]، وأما العمرة فقد جاء في النهاية في غريب الأثر: "العمرة: الزيارة، يقال: اعتمر فهو معتمر: أي زار وقصد، وهو في الشرع: زيارة البيت الحرام بشروط مخصوصة مذكورة في الفقه"[2].
وللحج والعمرة فضائل عديدة مذكورة بالأدلة الصحيحة، فمن ذلك:
1- من أفضل الأعمال، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: ((إيمان بالله ورسوله))، قيل: ثم ماذا؟ قال: ((جهاد في سبيل الله))، قيل: ثم ماذا؟ قال: ((حج مبرور))"رواه البخاري (1422) بلفظه، ومسلم (118)، وقال صلى الله عليه وسلم عندما سألته عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل؛ أفلا نجاهد؟ قال: ((لا لكن أفضل الجهاد حج مبرور)) رواه البخاري (1423).
2- مغفرة الذنوب، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه)) رواه البخاري (1690)، ومسلم (2404)، وقال عليه الصلاة والسلام: ((العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما)) رواه البخاري (1650)، ومسلم (2403)، وقال صلى الله عليه وسلم لعمرو بن العاص رضي الله عنه: ((أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله)) رواه مسلم (173).
3- الجنة جزاء الحج المبرور، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)) رواه البخاري (1650)، ومسلم (2403).
4- العتق من النار، فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول ما أراد هؤلاء)) رواه مسلم (2402).
5- العمرة في رمضان تعدل الحج مع النبي صلى الله عليه وسلم، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عمرة في رمضان تقضي حجة أو حجة معي)) رواه البخاري (1730)، ومسلم (2202).
6- كما أن الحج والعمرة ينفيان الذنوب فإنهما أيضاً ينفيان الفقر، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنها قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة))[3].
7- مع محو السيئات، تكتب الحسنات، وترفع الدرجات، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما ترفع إبل الحاج رجلاً ولا تضع يداً إلا كتب الله له بها حسنة، أو محا عنه سيئة، أو رفع بها درجة))[4].
8- استجابة الدعاء، عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الغازي في سبيل الله، والحاج والمعتمر وفد الله دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم))[5]، وقال صلى الله عليه وسلم
http://im16.gulfup.com/DORG5.png
جعل الله تعالى هذا الدين الإسلامي الحنيف مبنياً على أركان خمسة لا يثبت قدم أحد حتى يؤمن بها، ويطبقها على حسب شروطها، ومن تلك الأركان العظيمة التي شُرِعَت رحمةً بالعباد ليكونوا على صلة به - تعالى - ركن حج بيت الله الحرام.
أولاً: حكمه:
اتفق العلماء على فرضية الحج مرة في العمر بالشروط التي ستأتي، وذلك بدليل الكتاب والسنة قال الله تعالى: {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً...} (آل عمران:97)، وجاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا))، فقال رجل: أكلَّ عام يا رسول الله؟ فسكت، حتى قالها ثلاثاً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لو قلت: نعم لوجبت، ولما استطعتم)) رواه مسلم (1337).
"وقد يجب الحج أكثر من مرة لعارض كنذر بأن يقول: لله علي حجة؛ لأن النذر من أسباب الوجوب في العبادات والقُرَب المقصودة، وكذلك يجب في حالة القضاء عند إفساد التطوع.
وربما يحرم الحج كالحج بمال حرام، أو يكره كالحج بلا إذن ممن يجب استئذانه كأحد أبويه المحتاج إلى خدمته، والأجداد والجدات كالأبوين عند فقدهما، وكالدائن الغريم لمدين لا مال له يقضي به، وكالكفيل لصالح الدائن، فيكره خروجه بلا إذنهم"[1]،
وهناك تفاصيل أخرى في كتب الفقه المطولة.
شروط وجوب الحج:
يشترط لوجوب الحج ما يلي:
أولاً: الإسلام: فغير المسلم لا يجب عليه الحج، بل ولا يصح منه لو حجَّ، ولا يجوز له دخوله مكة لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا} (سورة التوبة:28).
ثانياً: العقل: فالمجنون لا يجب عليه الحج، ولو كان الإنسان مجنوناً من قبل أن يبلغ حتى مات فإنه لا يجب عليه الحج ولو كان غنياً.
ثالثاً: البلوغ: فمن كان دون البلوغ فإنه لا يجب عليه، لكن لو حج فإن حجه صحيح، ولا يُجزئه عن حجة الإسلام.
رابعاً: الحرية: فالرقيق المملوك لا يجب عليه الحج؛ لأنه مملوك مشغول بسيده، فهو معذور بترك الحج لا يستطيع السبيلَ إليه.
خامساً: القدرة على الحج بالمال والبدن: وتنقسم إلى أربعة أقسام:
"الأول: أن يكون غنياً قادراً ببدنه، فهذا يلزمه الحج والعمرة بنفسه.
الثاني: أن يكون قادراً ببدنه دون ماله، فيلزمه الحج والعمرة إذا لم يتوقف أداؤهما على المال، مثل أن يكون من أهل مكة لا يشق عليه الخروج إلى المشاعر، وإن كان بعيداً عن مكة، ويقول: أستطيع أن أخدم الناس، وآكل معهم فهو قادر يلزمه الحج والعمرة.
الثالث: أن يكون قادراً بماله عاجزاً ببدنه، فيجب عليه الحج والعمرة بالإنابة.
الرابع: أن يكون عاجزاً بماله وبدنه فيسقط عنه الحج والعمرة"[2]، وألحق بعض العلماء بهذا الشرط أمن الطريق بحيث يكون الطريق آمناً لا خوف فيه[3].
وزيد للنساء شرطان:
أحدهما: أن يكون معها زوجها أو محرم لها، فإن لم يُوجد أحدهما فلا يجب عليها الحج.
الثاني: ألا تكون معتدة عن طلاق أو وفاة؛ لأن الله تعالى نهى المعتدات عن الخروج بقوله: {لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ} (الطلاق:1)؛ ولأن الحج يمكن أداؤه في وقت آخر.
التعجل إلى الحج:
ثبت عن سعيد بن جبير رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تعجلوا إلى الحج (يعنى الفريضة) فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له)) رواه أحمد (1834)، وحسنه شعيب الأرناؤوط بنفس الرقم.
http://im16.gulfup.com/D0bD6.png
الحج ركن عظيم من أركان الإسلام، فرضه الله - سبحانه - على المسلم المستطيع بقوله: ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين {آل عمران: 97}، ولا يزال الناس يحجون منذ رفع إبراهيم القواعد من البيت، وأذن في الناس بالحج كما أمره ربه - عز وجل - إلى يومنا هذا، ولا ينقطع الحج طالما على الأرض مؤمن، فإذا قبض الله أرواح المؤمنين، ولم يبق على ظهر الأرض إلا شرار الخلق الذين تدركهم الساعة وهم أحياء توقف سيل الحجيج إلى بيت الله الحرام كما سيأتي.
فضائل الحج كثيرة ومتنوعة:
1- فهو من أفضل الأعمال والقربات عند الله، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سُئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي العمل أفضل؟ قال: "إيمان بالله ورسوله". قيل: ثم ماذا؟ قال: "الجهاد في سبيل الله". قيل: "ثم ماذا؟ " قال: "حج مبرور". {البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وأحمد}.
2- والحج يعدل الجهاد في سبيل الله، وينوب عنه لمن لا يقدر عليه ومن لا يُكلف به.
عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: يا رسول الله، نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟ قال: "لا، لكن أفضل الجهاد حج مبرور". {البخاري كتاب الحج حديث رقم 1423}.
وفي رواية: قلت: يا رسول الله، ألا نغزو ونجاهد معكم؟ فقال: "لكن أحسن الجهاد وأجمله الحج، حجٌ مبرور". فقالت عائشة: فلا أدعُ الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -. {البخاري كتاب الحج حديث 1728}.
وفي رواية للنسائي: قلت: يا رسول الله، ألا نخرج فنجاهد معك، فإني لا أرى عملاً في القرآن أفضل من الجهاد. قال: "لا، ولَكُنَّ أحسنُ الجهاد وأجملُه حج البيت، حجٌ مبرور".
3- والحج المبرور ليس له ثواب إلا الجنة. عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة". {متفق عليه، البخاري كتاب الحج (1650)، ومسلم (2403)}.
4- والحج المبرور سبب لغفران الذنوب. عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من حج لله فلم يرفث ولم يفسق، رجح كيوم ولدته أمه". {البخاري 1424}.
وعند مسلم: "من أتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه". {ح 2404}.
وعند الترمذي: "من حج فلم يرفث ولم يفسق غُفر له ما تقدم من ذنبه". {ح 739}.
5- والإكثار من الحج والعمرة ينفيان الفقر. قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: "تابعوا بين الحج والعمرة، فإن المتابعة بينهما تنفي الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد". {الترمذي ح738 عن ابن مسعود، وابن ماجه ح2887 عن عمر، والصحيحة ح1200}.
6- والحاج وافد على الله، ومن وفد على الله أكرمه الله.
عن عمر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الغازي في سبيل الله، والحاج، والمعتمر، وفد الله، دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم". {ابن ماجه ح2893، الصحيحة 1820}. وفي رواية: "الحجاج والعمار وفد الله، إن دعوه أجابهم، وإن استغفروه غفر لهم". {ابن ماجه ح2883}.
وفريضة الحج دائمة مستمرة حتى بعد ظهور الفتن العظام: "ليحجن هذا البيت، وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج". {صحيح الجامع 5361}.
فإذا قبض الله أرواح المؤمنين في آخر الزمان ولم يبق على الأرض إلا شرار الخلق الذين تدركهم الساعة وهم أحياء توقف الحج، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت". {صحيح الجامع 7419}.
ولهذا وجب على كل مسلم مستطيع أن يتعجل الحج، فقد يأتي يومٌ يَعْجَزُ فيه عن الحج: "من أراد الحج فليتعجل، فإنه قد يمرض المريض، وتضل الضالة، وتعرض الحاجة". {صحيح الجامع}.
بشرى لمن عجز عن الحج:
وللمسلم أن يغتنم مثل أجر الحاج؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من صلى الفجر في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة، تامة، تامة". {الترمذي عن أنس، صحيح الجامع 7346}.
المصالح المرعية في الحج:
أولاً: تعظيم البيت فإنه من شعائر الله وتعظيمه لله، قال - تعالى -: إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين (96) فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا {آل عمران: 96، 97}.
وقال - تعالى -: {ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب} {الحج: 32}.
ثانيًا: تحقيق الألفة والوحدة، فيجتمع المسلمون على اختلاف ألسنتهم وألوانهم وأوطانهم في صعيد واحد، يدعون ربًا واحدًا، ويتوجهون لبيت واحد، فتتوحد الأهداف والغايات، وتصبح الأمة على قلب رجل واحد؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر". {مسلم: 20/8}. وقال - صلى الله عليه وسلم -: "المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يدٌ على من سواهم". {صحيح ابن ماجه (ح2181)}. فالحج يعرض لمظاهر قوة المسلمين وشوكتهم واجتماع جندهم وإظهار شريعتهم: وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا.
ثالثًا: موافقة ما توارثه الناس عن إمام الحنفاء إبراهيم وولده إسماعيل، ودعا إليه محمد - صلى الله عليه وسلم -، وتذكُّر هذه المواقف والمقامات: وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم (127) ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم (128) ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم {البقرة: 127- 129}.
وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول للناس في حجة الوداع: "قفوا على مشاعركم فإنكم على إرث من إرث أبيكم إبراهيم". {صحيح أبي داود (ح1702)}. ويقول: "خذوا عني مناسككم لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا". {مسلم}.
رابعًا: إعلان التوحيد الذي بعث الله به رسله وإظهاره في الأقوال والأفعال.
ففي التلبية يقول الحاج: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك.
وقد كان أهل الجاهلية يلبون بالشرك فيقولون: إلا شريكًا هو لك تملكه وما ملك.
وفي سائر المواقف والمشاعر يتجرد العبد في توحيده وطاعته لله - عز وجل - ومبايعته للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فيسير ويقف حيث أمره الله، ويحلق شعره، وينحر أو يذبح هديه حيث أمره الله وشرع له، ويتابع في ذلك كله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
اللهم ارزقنا حج بيتك، ووفقنا لما تحب وترضى.وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
http://www.hajjmabror.com/sites/default/themes/hajj_1430/images/contact-us.gifhttp://www.hajjmabror.com/sites/default/themes/hajj_1430/images/close_s.gif
http://www.hajjmabror.com/sites/default/themes/hajj_1430/images/support-us.gifhttp://www.hajjmabror.com/sites/default/themes/hajj_1430/images/close_s.gif
http://www.hajjmabror.com/files/support-banners/1.gif
http://www.hajjmabror.com/files/support-banners/2.gif
http://www.hajjmabror.com/files/support-banners/3.gif
http://www.hajjmabror.com/sites/default/themes/hajj_1430/images/search.gif
http://www.hajjmabror.com/sites/default/themes/hajj_1430/images/prayer.gifhttp://www.hajjmabror.com/sites/default/themes/hajj_1430/images/close_s.gif
http://www.hajjmabror.com/sites/default/themes/hajj_1430/images/prayer-display.gif
يتبع......
http://www.hajjmabror.com/sites/default/themes/hajj_1430/images/contact-us.gifhttp://www.hajjmabror.com/sites/default/themes/hajj_1430/images/close_s.gif
http://www.hajjmabror.com/sites/default/themes/hajj_1430/images/support-us.gifhttp://www.hajjmabror.com/sites/default/themes/hajj_1430/images/close_s.gif
http://www.hajjmabror.com/files/support-banners/1.gif
http://www.hajjmabror.com/files/support-banners/2.gif
http://www.hajjmabror.com/files/support-banners/3.gif
x
http://www.hajjmabror.com/sites/default/themes/hajj_1430/images/search.gif
http://www.hajjmabror.com/sites/default/themes/hajj_1430/images/prayer.gifhttp://www.hajjmabror.com/sites/default/themes/hajj_1430/images/close_s.gif
http://www.hajjmabror.com/sites/default/themes/hajj_1430/images/prayer-display.gif
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طبعا المفروض انزل الموضوع قبل اسبوع او اكثر وانا فعلا نزلته بس صار عندي خلل وتخربط الموضوع كله:26:
فطلبت من اخويه اسامه يحذفه عشان انزله مضبوط
بس صارت عندي ظروف وانشغلت :11:
اسفه اذا الموضوع متأخر:wt:
طبعا الموضوع فيه عدة محاور وتفاصيل فأرجو القراءه بتمعن لفهم التفاصيل:27:
http://im17.gulfup.com/mHfb1.png
يتبادر إلى الذهن عند قراءة عنوان هذه الكلمات سؤال حول سبب الحديث عن دور المرأة بالذات؟ ولماذا في الحج خصوصاً؟
فنقول - وبالله المستعان - أن أسباب الحديث عن الموضوع تكمن في التالي:
1- أن للمرأة دور بارز منذ بداية الإسلام، وأحداث السيرة والتاريخ الإسلامي القديم منها والجديد.
2- وجود كثير من النساء في موسم الحج ممن يؤدين النسك.
3- لأن المرأة في الحج تحتاج إلى اهتمام خاص من حيث بيان الأحكام الخاصة بها، ونقاش قضاياها، والاهتمام بشؤونها.
4- لأن الحجاج - ومنهم النساء - يقبلون على الله، ويتفرغون للعبادة بانشراح صدر، وراحة بال، وطمأنينة نفس لمعرفتهم فضل الحج؛ فقد سألت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجهاد فقالت: "نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟" قال: ((لا، لكن أفضل الجهاد حج مبرور)) رواه البخاري (1520).
فضل الدعوة إلى الله:
للدعوة فضائل عديدة، وآثار حميدة لا تخفى على أدنى الناس عناية بعلوم الكتاب والسنة ومنها: (اكتساب الحسنات - محو السيئات - رفع الدرجات - انشراح الصدر - راحة البال - محبة الله - القبول في الأرض - البركة في الوقت والعمر - صلاح الأهل والأولاد).
ومن الأمور التي يمكن أن تقوم بها الحاجَّة:
1- الحرص على فقه الحج من خلال الكتاب والسنة.
2- الحرص على توعية الحاجَّات في مسائل الحج من خلال نقل فتاوى العلماء لهن، وتوزيع الكتب والأشرطة المهمة، والمدارسة معهن في بعض الأحكام في الحج.
3- الإكثار من أعمال البر والطاعات خصوصاً ما يتعدى نفعه للآخرين بين بنات جنسها مثل: إفشاء السلام، وإطعام الطعام، ونشر العلم، والوعظ والتذكير، والنصح والإرشاد، وبذل المال.
4- الحرص على أبواب العبادات، والتعاون مع الحاجَّات في ذلك مثــل: إقامة الصلوات في أوقاتها جماعة لما في ذلك من الأثر، مدارسة القرآن وتلاوته، التقليل من الكلام بلا فائدة، الاشتغال بذكر الله كثيراً.
5- ترك الجدال في مسائل الحج، ومن باب أولى ترك الجدال في مسائل الدنيا، والقضايا الشخصية، فكم قست بهذا الجدال قلوب، وضاعت بسببه أوقات، وفاتت طاعات، وسبَّب مشاحنات وقطيعات قال عز وجل: {فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ}(البقرة:197).
6- الدعوة إلى الله من خلال القدوة والسلوك الحسن؛ فإن حسن الخلق، وطيب الكلام، وإطعام الطعام، والتعاون على البر والتقوى من أفضل القربات إلى الله في مثل هذه الأوقات الفاضلة فعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بر الحج إطعام الطعام، وطيب الكلام))[1].
7- الحذر من منكرات النساء في الحج مثل: التبرج والاختلاط، والتبذير بالمال، والغيبة والنميمة، والقيل والقال، والسخرية والإزدراء للحجاج وأذيتهم، ومزاحمة الرجال.
8- الحرص على إقامة الحلقات القرآنية التي يكون فيها تصحيح التلاوة لكثير من الحاجَّات، والاهتمام بسورة الفاتحة لأن كثير من الحاجَّات لا يتقنَّها، بل قد يوجد لديهن أخطاء تخل بالمعنى، والاهتمام بحلقات الذكر، والمناصحة بين الحاجَّات.
9- أخذ مجموعة من المطويات العلمية والدعوية باللغة العربية، واللغات الأخرى لتوزعيها على الحاجَّات، ففي هذا أثر كبير على المدعوات، وهي لا تكلف كثيراً من المال، ولا تثقل في الحمل.
http://im16.gulfup.com/HSEu3.png
مِن حكمة الله تبارك وتعالى ورحمته تفضيلَ بعض الأيام على بعض, وبعض الشهور على بعض, وبعض الأماكنِ على بعض، وذلك لتوفيرِ أسباب نيلِ البركات والخيرات، وجعلها فرصاً للتزود من الطاعات, والفوز بأعلى الدرجات, فلا ينتهي موسم خير إلا وجاء بعده آخر, تجديداً للنشاط وإبعاداً للملل.
ومن أهم مواسم الخير موسم العشر الأول من ذي الحجة التي خصَّها الله بفضائل كثيرة منها:
- أن الله سبحانه جمع فيها أمهات العبادات وهي: الصلاةُ، والصيام، والحجّ، والصدقة.
- أن فيها يرفع الإنسان علم التوحيد وذلك بالتكبير والتلبية لمن كان حاجاً.
- أن العمل فيها أفضل من العمل فيما سواها لحديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما العمل في أيام العشر أفضل من العمل في هذه)) قالوا: ولا الجهاد؟ قال: ((ولا الجهاد، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء)) رواه البخاري (926)، وهذا الحديث دليل على أنها أفضل الأيام قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: "وبالجملة فهذا العُشر قد قيل إنه أفضل أيام السنة كما نطق به الحديث، وفضله كثير على عشر رمضان الأخير، لأن هذا يشرع فيه ما يشرع في ذلك من صلاة وصيام وصدقة وغيره، ويمتاز هذا باختصاصه بأداء فرض الحج فيه, وقيل: ذلك أفضل لاشتماله على ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وتوسط آخرون فقالوا: أيام هذا أفضل، وليالي ذاك أفضل، وبهذا يجتمع شمل الأدلة" أ. هـ[1].
- أن الله أقسم بها فقال تعالى: {والفجر وليال عشر} قال ابن عباس: إن الليالي العشر التي أقسم الله بها هي ليالي العشر الأول ذي الحجة[2].
- في هذه العشر أكمل الله الدين وأتم فيها النعمة حيث أنزل الله تعالى هذه الآية فيها: {قَد يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (سورة المائدة:3).
- أن فيها يوم عرفة الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم: ((صيام يوم عرفة إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والتي بعده)) رواه أبو داود (2425)، وابن ماجه (1730) من حديث أبي قتادة رضي الله عنه، وصححه الألباني انظر صحيح سنن ابن ماجه (4/230).
- فيها يوم الأضحى: وهو المسمى بيوم النحر فقد جاء عن عبد الله بن قرط رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أفضل الأيام عند الله يوم النحر، ويوم القر))[3].
ولأجل كل هذه الفضائل فإنه يسن الإتيان بعدة أعمال في هذه الأيام الفاضلة، والمحافظة عليها، ومنها ما يلي:
أولاً: المبادرة إلى الحج لمن كان مستطيعاً: وذلك لأنها أيام حج، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بفضل من حج فلم يرفث ولم يفسق كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه)) رواه البخاري (1449)،وقال: ((الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)) رواه البخاري (1683)، ومسلم (3355).
ثانياً: الإكثار من ذكر الله تعالى: من تهليل وتسبيح، وتحميد وتكبير، وقراءة للقرآن لعموم قول الله تعالى: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (سورة الجمعة:10), ولقوله تعالى: {وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ...} (سورة البقرة:203),ويشرع التكبير من أول الشهر إلى نهاية اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة؛ وهذا تكبير مطلق، أما التكبير المقيد فهو الذي يكون دبر الصلوات وهو من صبح يوم عرفة إلى عصر يوم الثالث عشر من ذي الحجة (آخر أيام التشريق)[4]، وقد قال تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ} (الحج:27) وهي أيام التشريق؛ وعن نبيشة الهذلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أيام التشريق أيام أكل وشرب)) رواه مسلم (1141)، وعند أحمد: ((أيام التشريق أيام أكل وشرب، وذكر الله عز وجل))[5] فهي أيام ذكر ودعاء، وتضرع لله تبارك وتعالى.
وثبت عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهم: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير))[6].
ثالثاً: الصيام: وذلك لأن الصيام من الأعمال الصالحة التي يُتَقرب بها إلى الله تبارك وتعالى خاصة يوم عرفة, فيوم عرفة هو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين, وصيامه يكفر سنتين جاء عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال عليه الصلاة والسلام: ((يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده، وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله)) رواه مسلم (1162), وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك)) رواه البخاري (5583)؛ ومسلم (1151).
رابعاً: الأضحية: ومن أعظم ما يتقرب به إلى الله سبحانه في يوم النحر الأضاحي، وهي سنة مؤكدة ينبغي الحرص عليها، وعدم التخلي عنها قال ابن القيم رحمه الله: "ولم يكن صلى الله عليه وسلم يدع الأضحية"[7]، والأصل في مشروعيتها الكتاب, والسنة، والإجماع فأما الكتاب فقول الله تبارك وتعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} (سورة الكوثر:2)، والمراد بالنحر كما يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله ذبح المناسك، لهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي العيد، ثم ينحر نسكه[8]، وأما من السنة فحديث أنس رضي الله عنه قال: "ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين، فرأيته واضعاً قدمه على صفاحهما، يسمي ويكبر، فذبحهما بيده" رواه البخاري (5238)؛ ومسلم (1966)، وأما الإجماع: فقد أجمع المسلمون على مشروعية الأضحية، وأنها من شعائر الدين الظاهرة[9].
خامسا: الصدقة: فقد ثبت عند الإمام مسلم قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((الصدقة برهان)) مسلم (223)، وجاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب - ولا يقبل الله إلا الطيب - وإن الله يتقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه، حتى تكون مثل الجبل)) رواه البخاري (1344) ومسلم (1014)، وعن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((كل امرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس - أو قال يحكم بين الناس - قال يزيد: "وكان أبو الخير لا يخطئه يوم إلا تصدق فيه بشيء ولو كعكة أو بصلة أو كذا"[10].
فعلى الإنسان أن يغتنم هذه الأيام، ويسارع إلى طاعة الله بجد ونشاط ليفلح ويفوز برضاه, نسأل الله تبارك وتعالى التوفيق
http://im16.gulfup.com/o9gF4.png
بالهمة العالية، والعزيمة الصادقة، والإرادة القوية يعتلي المؤمن قمم المعالي، ويمتطي المكان العالي، وينال أعظم الكرامات، وأجل المكرمات، من سعادة في الدنيا، ونعيم في الجنات، وكيف لمؤمن أن يتأخر عن كل ذلك، وقد تجلت له الفضائل الكبيرة، والجوائز الباهرة؟
إن ما يجعله الله سبحانه وتعالى من الأجور العظيمة، والثواب الجزيل مما يجازي به أولياءه، وأهل طاعته لحري بكل مؤمن صادق في إيمانه أن ينطلق إليه مهرولاً: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} (سورة آل عمران:133)، {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} (سورة الحديد:21).
ومن ذلك الفضل العظيم ما جعله الله تعالى لمن حج أو اعتمر، يوم أن يذهب ذلك الحاج وقد أثقلته الذنوب، فينتهي من حجه وهو نقي لا يحمل وزراً، طاهر لا يطوي شراً، بل يعود وقد كتب في صحائفه (كيوم ولدته أمه)..
تكفير السيئات، تكثير الحسنات، إجابة الدعوات، وغير ذلك من الخير والثواب يكتبه الله لمن شاء ممن حج أو اعتمر.
أليس من ذهب إلى الحج قد أجاب داعي الله؟ فالله تعالى يقول: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ} (سورة الحـج:27-28)، وقال جل شأنه: {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} (سورة آل عمران:97)، أليس الحج هو الذي فرضه الله عز وجل، وجعله أحد أركان الإسلام الخمسة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان)) رواه البخاري (7) بلفظه، ومسلم (21).
وقد عرف شيخ الإسلام ابن تيمية الحج فقال: "جماع معنى الحج في أصل اللغة قصد الشيء وإتيانه، ومنه سمي الطريق محجة؛ لأنه موضع الذهاب والمجيء، ويسمى ما يقصد الخصم حجة لأنه يأتمه وينتحيه، ومنه في الاشتقاق الأكبر الحاجة، وهو ما يقصد ويطلب للمنفعة به سواء قصده القاصد لمصلحته أو لمصلحة غيره... ثم غلب في الاستعمال الشرعي والعرفي على حج بيت الله سبحانه وتعالى، وإتيانه، فلا يفهم عند الإطلاق إلا هذا النوع الخاص من القصد؛ لأنه هو المشروع الموجود كثيراً"[1]، وأما العمرة فقد جاء في النهاية في غريب الأثر: "العمرة: الزيارة، يقال: اعتمر فهو معتمر: أي زار وقصد، وهو في الشرع: زيارة البيت الحرام بشروط مخصوصة مذكورة في الفقه"[2].
وللحج والعمرة فضائل عديدة مذكورة بالأدلة الصحيحة، فمن ذلك:
1- من أفضل الأعمال، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: ((إيمان بالله ورسوله))، قيل: ثم ماذا؟ قال: ((جهاد في سبيل الله))، قيل: ثم ماذا؟ قال: ((حج مبرور))"رواه البخاري (1422) بلفظه، ومسلم (118)، وقال صلى الله عليه وسلم عندما سألته عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل؛ أفلا نجاهد؟ قال: ((لا لكن أفضل الجهاد حج مبرور)) رواه البخاري (1423).
2- مغفرة الذنوب، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه)) رواه البخاري (1690)، ومسلم (2404)، وقال عليه الصلاة والسلام: ((العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما)) رواه البخاري (1650)، ومسلم (2403)، وقال صلى الله عليه وسلم لعمرو بن العاص رضي الله عنه: ((أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله)) رواه مسلم (173).
3- الجنة جزاء الحج المبرور، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)) رواه البخاري (1650)، ومسلم (2403).
4- العتق من النار، فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول ما أراد هؤلاء)) رواه مسلم (2402).
5- العمرة في رمضان تعدل الحج مع النبي صلى الله عليه وسلم، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عمرة في رمضان تقضي حجة أو حجة معي)) رواه البخاري (1730)، ومسلم (2202).
6- كما أن الحج والعمرة ينفيان الذنوب فإنهما أيضاً ينفيان الفقر، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنها قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة))[3].
7- مع محو السيئات، تكتب الحسنات، وترفع الدرجات، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما ترفع إبل الحاج رجلاً ولا تضع يداً إلا كتب الله له بها حسنة، أو محا عنه سيئة، أو رفع بها درجة))[4].
8- استجابة الدعاء، عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الغازي في سبيل الله، والحاج والمعتمر وفد الله دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم))[5]، وقال صلى الله عليه وسلم
http://im16.gulfup.com/DORG5.png
جعل الله تعالى هذا الدين الإسلامي الحنيف مبنياً على أركان خمسة لا يثبت قدم أحد حتى يؤمن بها، ويطبقها على حسب شروطها، ومن تلك الأركان العظيمة التي شُرِعَت رحمةً بالعباد ليكونوا على صلة به - تعالى - ركن حج بيت الله الحرام.
أولاً: حكمه:
اتفق العلماء على فرضية الحج مرة في العمر بالشروط التي ستأتي، وذلك بدليل الكتاب والسنة قال الله تعالى: {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً...} (آل عمران:97)، وجاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا))، فقال رجل: أكلَّ عام يا رسول الله؟ فسكت، حتى قالها ثلاثاً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لو قلت: نعم لوجبت، ولما استطعتم)) رواه مسلم (1337).
"وقد يجب الحج أكثر من مرة لعارض كنذر بأن يقول: لله علي حجة؛ لأن النذر من أسباب الوجوب في العبادات والقُرَب المقصودة، وكذلك يجب في حالة القضاء عند إفساد التطوع.
وربما يحرم الحج كالحج بمال حرام، أو يكره كالحج بلا إذن ممن يجب استئذانه كأحد أبويه المحتاج إلى خدمته، والأجداد والجدات كالأبوين عند فقدهما، وكالدائن الغريم لمدين لا مال له يقضي به، وكالكفيل لصالح الدائن، فيكره خروجه بلا إذنهم"[1]،
وهناك تفاصيل أخرى في كتب الفقه المطولة.
شروط وجوب الحج:
يشترط لوجوب الحج ما يلي:
أولاً: الإسلام: فغير المسلم لا يجب عليه الحج، بل ولا يصح منه لو حجَّ، ولا يجوز له دخوله مكة لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا} (سورة التوبة:28).
ثانياً: العقل: فالمجنون لا يجب عليه الحج، ولو كان الإنسان مجنوناً من قبل أن يبلغ حتى مات فإنه لا يجب عليه الحج ولو كان غنياً.
ثالثاً: البلوغ: فمن كان دون البلوغ فإنه لا يجب عليه، لكن لو حج فإن حجه صحيح، ولا يُجزئه عن حجة الإسلام.
رابعاً: الحرية: فالرقيق المملوك لا يجب عليه الحج؛ لأنه مملوك مشغول بسيده، فهو معذور بترك الحج لا يستطيع السبيلَ إليه.
خامساً: القدرة على الحج بالمال والبدن: وتنقسم إلى أربعة أقسام:
"الأول: أن يكون غنياً قادراً ببدنه، فهذا يلزمه الحج والعمرة بنفسه.
الثاني: أن يكون قادراً ببدنه دون ماله، فيلزمه الحج والعمرة إذا لم يتوقف أداؤهما على المال، مثل أن يكون من أهل مكة لا يشق عليه الخروج إلى المشاعر، وإن كان بعيداً عن مكة، ويقول: أستطيع أن أخدم الناس، وآكل معهم فهو قادر يلزمه الحج والعمرة.
الثالث: أن يكون قادراً بماله عاجزاً ببدنه، فيجب عليه الحج والعمرة بالإنابة.
الرابع: أن يكون عاجزاً بماله وبدنه فيسقط عنه الحج والعمرة"[2]، وألحق بعض العلماء بهذا الشرط أمن الطريق بحيث يكون الطريق آمناً لا خوف فيه[3].
وزيد للنساء شرطان:
أحدهما: أن يكون معها زوجها أو محرم لها، فإن لم يُوجد أحدهما فلا يجب عليها الحج.
الثاني: ألا تكون معتدة عن طلاق أو وفاة؛ لأن الله تعالى نهى المعتدات عن الخروج بقوله: {لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ} (الطلاق:1)؛ ولأن الحج يمكن أداؤه في وقت آخر.
التعجل إلى الحج:
ثبت عن سعيد بن جبير رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تعجلوا إلى الحج (يعنى الفريضة) فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له)) رواه أحمد (1834)، وحسنه شعيب الأرناؤوط بنفس الرقم.
http://im16.gulfup.com/D0bD6.png
الحج ركن عظيم من أركان الإسلام، فرضه الله - سبحانه - على المسلم المستطيع بقوله: ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين {آل عمران: 97}، ولا يزال الناس يحجون منذ رفع إبراهيم القواعد من البيت، وأذن في الناس بالحج كما أمره ربه - عز وجل - إلى يومنا هذا، ولا ينقطع الحج طالما على الأرض مؤمن، فإذا قبض الله أرواح المؤمنين، ولم يبق على ظهر الأرض إلا شرار الخلق الذين تدركهم الساعة وهم أحياء توقف سيل الحجيج إلى بيت الله الحرام كما سيأتي.
فضائل الحج كثيرة ومتنوعة:
1- فهو من أفضل الأعمال والقربات عند الله، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سُئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي العمل أفضل؟ قال: "إيمان بالله ورسوله". قيل: ثم ماذا؟ قال: "الجهاد في سبيل الله". قيل: "ثم ماذا؟ " قال: "حج مبرور". {البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وأحمد}.
2- والحج يعدل الجهاد في سبيل الله، وينوب عنه لمن لا يقدر عليه ومن لا يُكلف به.
عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: يا رسول الله، نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟ قال: "لا، لكن أفضل الجهاد حج مبرور". {البخاري كتاب الحج حديث رقم 1423}.
وفي رواية: قلت: يا رسول الله، ألا نغزو ونجاهد معكم؟ فقال: "لكن أحسن الجهاد وأجمله الحج، حجٌ مبرور". فقالت عائشة: فلا أدعُ الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -. {البخاري كتاب الحج حديث 1728}.
وفي رواية للنسائي: قلت: يا رسول الله، ألا نخرج فنجاهد معك، فإني لا أرى عملاً في القرآن أفضل من الجهاد. قال: "لا، ولَكُنَّ أحسنُ الجهاد وأجملُه حج البيت، حجٌ مبرور".
3- والحج المبرور ليس له ثواب إلا الجنة. عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة". {متفق عليه، البخاري كتاب الحج (1650)، ومسلم (2403)}.
4- والحج المبرور سبب لغفران الذنوب. عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من حج لله فلم يرفث ولم يفسق، رجح كيوم ولدته أمه". {البخاري 1424}.
وعند مسلم: "من أتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه". {ح 2404}.
وعند الترمذي: "من حج فلم يرفث ولم يفسق غُفر له ما تقدم من ذنبه". {ح 739}.
5- والإكثار من الحج والعمرة ينفيان الفقر. قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: "تابعوا بين الحج والعمرة، فإن المتابعة بينهما تنفي الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد". {الترمذي ح738 عن ابن مسعود، وابن ماجه ح2887 عن عمر، والصحيحة ح1200}.
6- والحاج وافد على الله، ومن وفد على الله أكرمه الله.
عن عمر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الغازي في سبيل الله، والحاج، والمعتمر، وفد الله، دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم". {ابن ماجه ح2893، الصحيحة 1820}. وفي رواية: "الحجاج والعمار وفد الله، إن دعوه أجابهم، وإن استغفروه غفر لهم". {ابن ماجه ح2883}.
وفريضة الحج دائمة مستمرة حتى بعد ظهور الفتن العظام: "ليحجن هذا البيت، وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج". {صحيح الجامع 5361}.
فإذا قبض الله أرواح المؤمنين في آخر الزمان ولم يبق على الأرض إلا شرار الخلق الذين تدركهم الساعة وهم أحياء توقف الحج، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت". {صحيح الجامع 7419}.
ولهذا وجب على كل مسلم مستطيع أن يتعجل الحج، فقد يأتي يومٌ يَعْجَزُ فيه عن الحج: "من أراد الحج فليتعجل، فإنه قد يمرض المريض، وتضل الضالة، وتعرض الحاجة". {صحيح الجامع}.
بشرى لمن عجز عن الحج:
وللمسلم أن يغتنم مثل أجر الحاج؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من صلى الفجر في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة، تامة، تامة". {الترمذي عن أنس، صحيح الجامع 7346}.
المصالح المرعية في الحج:
أولاً: تعظيم البيت فإنه من شعائر الله وتعظيمه لله، قال - تعالى -: إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين (96) فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا {آل عمران: 96، 97}.
وقال - تعالى -: {ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب} {الحج: 32}.
ثانيًا: تحقيق الألفة والوحدة، فيجتمع المسلمون على اختلاف ألسنتهم وألوانهم وأوطانهم في صعيد واحد، يدعون ربًا واحدًا، ويتوجهون لبيت واحد، فتتوحد الأهداف والغايات، وتصبح الأمة على قلب رجل واحد؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر". {مسلم: 20/8}. وقال - صلى الله عليه وسلم -: "المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يدٌ على من سواهم". {صحيح ابن ماجه (ح2181)}. فالحج يعرض لمظاهر قوة المسلمين وشوكتهم واجتماع جندهم وإظهار شريعتهم: وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا.
ثالثًا: موافقة ما توارثه الناس عن إمام الحنفاء إبراهيم وولده إسماعيل، ودعا إليه محمد - صلى الله عليه وسلم -، وتذكُّر هذه المواقف والمقامات: وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم (127) ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم (128) ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم {البقرة: 127- 129}.
وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول للناس في حجة الوداع: "قفوا على مشاعركم فإنكم على إرث من إرث أبيكم إبراهيم". {صحيح أبي داود (ح1702)}. ويقول: "خذوا عني مناسككم لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا". {مسلم}.
رابعًا: إعلان التوحيد الذي بعث الله به رسله وإظهاره في الأقوال والأفعال.
ففي التلبية يقول الحاج: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك.
وقد كان أهل الجاهلية يلبون بالشرك فيقولون: إلا شريكًا هو لك تملكه وما ملك.
وفي سائر المواقف والمشاعر يتجرد العبد في توحيده وطاعته لله - عز وجل - ومبايعته للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فيسير ويقف حيث أمره الله، ويحلق شعره، وينحر أو يذبح هديه حيث أمره الله وشرع له، ويتابع في ذلك كله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
اللهم ارزقنا حج بيتك، ووفقنا لما تحب وترضى.وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
http://www.hajjmabror.com/sites/default/themes/hajj_1430/images/contact-us.gifhttp://www.hajjmabror.com/sites/default/themes/hajj_1430/images/close_s.gif
http://www.hajjmabror.com/sites/default/themes/hajj_1430/images/support-us.gifhttp://www.hajjmabror.com/sites/default/themes/hajj_1430/images/close_s.gif
http://www.hajjmabror.com/files/support-banners/1.gif
http://www.hajjmabror.com/files/support-banners/2.gif
http://www.hajjmabror.com/files/support-banners/3.gif
http://www.hajjmabror.com/sites/default/themes/hajj_1430/images/search.gif
http://www.hajjmabror.com/sites/default/themes/hajj_1430/images/prayer.gifhttp://www.hajjmabror.com/sites/default/themes/hajj_1430/images/close_s.gif
http://www.hajjmabror.com/sites/default/themes/hajj_1430/images/prayer-display.gif
يتبع......
http://www.hajjmabror.com/sites/default/themes/hajj_1430/images/contact-us.gifhttp://www.hajjmabror.com/sites/default/themes/hajj_1430/images/close_s.gif
http://www.hajjmabror.com/sites/default/themes/hajj_1430/images/support-us.gifhttp://www.hajjmabror.com/sites/default/themes/hajj_1430/images/close_s.gif
http://www.hajjmabror.com/files/support-banners/1.gif
http://www.hajjmabror.com/files/support-banners/2.gif
http://www.hajjmabror.com/files/support-banners/3.gif
x
http://www.hajjmabror.com/sites/default/themes/hajj_1430/images/search.gif
http://www.hajjmabror.com/sites/default/themes/hajj_1430/images/prayer.gifhttp://www.hajjmabror.com/sites/default/themes/hajj_1430/images/close_s.gif
http://www.hajjmabror.com/sites/default/themes/hajj_1430/images/prayer-display.gif