المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : واذن في الناس بالحج


Berooo
25 / 10 / 2012, 52 : 01 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

طبعا المفروض انزل الموضوع قبل اسبوع او اكثر وانا فعلا نزلته بس صار عندي خلل وتخربط الموضوع كله:26:
فطلبت من اخويه اسامه يحذفه عشان انزله مضبوط
بس صارت عندي ظروف وانشغلت :11:
اسفه اذا الموضوع متأخر:wt:

طبعا الموضوع فيه عدة محاور وتفاصيل فأرجو القراءه بتمعن لفهم التفاصيل:27:



http://im17.gulfup.com/mHfb1.png

يتبادر إلى الذهن عند قراءة عنوان هذه الكلمات سؤال حول سبب الحديث عن دور المرأة بالذات؟ ولماذا في الحج خصوصاً؟
فنقول - وبالله المستعان - أن أسباب الحديث عن الموضوع تكمن في التالي:
1- أن للمرأة دور بارز منذ بداية الإسلام، وأحداث السيرة والتاريخ الإسلامي القديم منها والجديد.
2- وجود كثير من النساء في موسم الحج ممن يؤدين النسك.
3- لأن المرأة في الحج تحتاج إلى اهتمام خاص من حيث بيان الأحكام الخاصة بها، ونقاش قضاياها، والاهتمام بشؤونها.
4- لأن الحجاج - ومنهم النساء - يقبلون على الله، ويتفرغون للعبادة بانشراح صدر، وراحة بال، وطمأنينة نفس لمعرفتهم فضل الحج؛ فقد سألت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجهاد فقالت: "نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟" قال: ((لا، لكن أفضل الجهاد حج مبرور)) رواه البخاري (1520).
فضل الدعوة إلى الله:
للدعوة فضائل عديدة، وآثار حميدة لا تخفى على أدنى الناس عناية بعلوم الكتاب والسنة ومنها: (اكتساب الحسنات - محو السيئات - رفع الدرجات - انشراح الصدر - راحة البال - محبة الله - القبول في الأرض - البركة في الوقت والعمر - صلاح الأهل والأولاد).
ومن الأمور التي يمكن أن تقوم بها الحاجَّة:
1- الحرص على فقه الحج من خلال الكتاب والسنة.
2- الحرص على توعية الحاجَّات في مسائل الحج من خلال نقل فتاوى العلماء لهن، وتوزيع الكتب والأشرطة المهمة، والمدارسة معهن في بعض الأحكام في الحج.
3- الإكثار من أعمال البر والطاعات خصوصاً ما يتعدى نفعه للآخرين بين بنات جنسها مثل: إفشاء السلام، وإطعام الطعام، ونشر العلم، والوعظ والتذكير، والنصح والإرشاد، وبذل المال.
4- الحرص على أبواب العبادات، والتعاون مع الحاجَّات في ذلك مثــل: إقامة الصلوات في أوقاتها جماعة لما في ذلك من الأثر، مدارسة القرآن وتلاوته، التقليل من الكلام بلا فائدة، الاشتغال بذكر الله كثيراً.
5- ترك الجدال في مسائل الحج، ومن باب أولى ترك الجدال في مسائل الدنيا، والقضايا الشخصية، فكم قست بهذا الجدال قلوب، وضاعت بسببه أوقات، وفاتت طاعات، وسبَّب مشاحنات وقطيعات قال عز وجل: {فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ}(البقرة:197).
6- الدعوة إلى الله من خلال القدوة والسلوك الحسن؛ فإن حسن الخلق، وطيب الكلام، وإطعام الطعام، والتعاون على البر والتقوى من أفضل القربات إلى الله في مثل هذه الأوقات الفاضلة فعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بر الحج إطعام الطعام، وطيب الكلام))[1].
7- الحذر من منكرات النساء في الحج مثل: التبرج والاختلاط، والتبذير بالمال، والغيبة والنميمة، والقيل والقال، والسخرية والإزدراء للحجاج وأذيتهم، ومزاحمة الرجال.
8- الحرص على إقامة الحلقات القرآنية التي يكون فيها تصحيح التلاوة لكثير من الحاجَّات، والاهتمام بسورة الفاتحة لأن كثير من الحاجَّات لا يتقنَّها، بل قد يوجد لديهن أخطاء تخل بالمعنى، والاهتمام بحلقات الذكر، والمناصحة بين الحاجَّات.
9- أخذ مجموعة من المطويات العلمية والدعوية باللغة العربية، واللغات الأخرى لتوزعيها على الحاجَّات، ففي هذا أثر كبير على المدعوات، وهي لا تكلف كثيراً من المال، ولا تثقل في الحمل.













http://im16.gulfup.com/HSEu3.png



مِن حكمة الله تبارك وتعالى ورحمته تفضيلَ بعض الأيام على بعض, وبعض الشهور على بعض, وبعض الأماكنِ على بعض، وذلك لتوفيرِ أسباب نيلِ البركات والخيرات، وجعلها فرصاً للتزود من الطاعات, والفوز بأعلى الدرجات, فلا ينتهي موسم خير إلا وجاء بعده آخر, تجديداً للنشاط وإبعاداً للملل.
ومن أهم مواسم الخير موسم العشر الأول من ذي الحجة التي خصَّها الله بفضائل كثيرة منها:
- أن الله سبحانه جمع فيها أمهات العبادات وهي: الصلاةُ، والصيام، والحجّ، والصدقة.
- أن فيها يرفع الإنسان علم التوحيد وذلك بالتكبير والتلبية لمن كان حاجاً.
- أن العمل فيها أفضل من العمل فيما سواها لحديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما العمل في أيام العشر أفضل من العمل في هذه)) قالوا: ولا الجهاد؟ قال: ((ولا الجهاد، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء)) رواه البخاري (926)، وهذا الحديث دليل على أنها أفضل الأيام قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: "وبالجملة فهذا العُشر قد قيل إنه أفضل أيام السنة كما نطق به الحديث، وفضله كثير على عشر رمضان الأخير، لأن هذا يشرع فيه ما يشرع في ذلك من صلاة وصيام وصدقة وغيره، ويمتاز هذا باختصاصه بأداء فرض الحج فيه, وقيل: ذلك أفضل لاشتماله على ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وتوسط آخرون فقالوا: أيام هذا أفضل، وليالي ذاك أفضل، وبهذا يجتمع شمل الأدلة" أ. هـ[1].
- أن الله أقسم بها فقال تعالى: {والفجر وليال عشر} قال ابن عباس: إن الليالي العشر التي أقسم الله بها هي ليالي العشر الأول ذي الحجة[2].
- في هذه العشر أكمل الله الدين وأتم فيها النعمة حيث أنزل الله تعالى هذه الآية فيها: {قَد يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (سورة المائدة:3).
- أن فيها يوم عرفة الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم: ((صيام يوم عرفة إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والتي بعده)) رواه أبو داود (2425)، وابن ماجه (1730) من حديث أبي قتادة رضي الله عنه، وصححه الألباني انظر صحيح سنن ابن ماجه (4/230).
- فيها يوم الأضحى: وهو المسمى بيوم النحر فقد جاء عن عبد الله بن قرط رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أفضل الأيام عند الله يوم النحر، ويوم القر))[3].
ولأجل كل هذه الفضائل فإنه يسن الإتيان بعدة أعمال في هذه الأيام الفاضلة، والمحافظة عليها، ومنها ما يلي:
أولاً: المبادرة إلى الحج لمن كان مستطيعاً: وذلك لأنها أيام حج، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بفضل من حج فلم يرفث ولم يفسق كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه)) رواه البخاري (1449)،وقال: ((الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)) رواه البخاري (1683)، ومسلم (3355).
ثانياً: الإكثار من ذكر الله تعالى: من تهليل وتسبيح، وتحميد وتكبير، وقراءة للقرآن لعموم قول الله تعالى: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (سورة الجمعة:10), ولقوله تعالى: {وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ...} (سورة البقرة:203),ويشرع التكبير من أول الشهر إلى نهاية اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة؛ وهذا تكبير مطلق، أما التكبير المقيد فهو الذي يكون دبر الصلوات وهو من صبح يوم عرفة إلى عصر يوم الثالث عشر من ذي الحجة (آخر أيام التشريق)[4]، وقد قال تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ} (الحج:27) وهي أيام التشريق؛ وعن نبيشة الهذلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أيام التشريق أيام أكل وشرب)) رواه مسلم (1141)، وعند أحمد: ((أيام التشريق أيام أكل وشرب، وذكر الله عز وجل))[5] فهي أيام ذكر ودعاء، وتضرع لله تبارك وتعالى.
وثبت عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهم: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير))[6].
ثالثاً: الصيام: وذلك لأن الصيام من الأعمال الصالحة التي يُتَقرب بها إلى الله تبارك وتعالى خاصة يوم عرفة, فيوم عرفة هو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين, وصيامه يكفر سنتين جاء عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال عليه الصلاة والسلام: ((يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده، وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله)) رواه مسلم (1162), وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك)) رواه البخاري (5583)؛ ومسلم (1151).
رابعاً: الأضحية: ومن أعظم ما يتقرب به إلى الله سبحانه في يوم النحر الأضاحي، وهي سنة مؤكدة ينبغي الحرص عليها، وعدم التخلي عنها قال ابن القيم رحمه الله: "ولم يكن صلى الله عليه وسلم يدع الأضحية"[7]، والأصل في مشروعيتها الكتاب, والسنة، والإجماع فأما الكتاب فقول الله تبارك وتعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} (سورة الكوثر:2)، والمراد بالنحر كما يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله ذبح المناسك، لهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي العيد، ثم ينحر نسكه[8]، وأما من السنة فحديث أنس رضي الله عنه قال: "ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين، فرأيته واضعاً قدمه على صفاحهما، يسمي ويكبر، فذبحهما بيده" رواه البخاري (5238)؛ ومسلم (1966)، وأما الإجماع: فقد أجمع المسلمون على مشروعية الأضحية، وأنها من شعائر الدين الظاهرة[9].

خامسا: الصدقة: فقد ثبت عند الإمام مسلم قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((الصدقة برهان)) مسلم (223)، وجاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب - ولا يقبل الله إلا الطيب - وإن الله يتقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه، حتى تكون مثل الجبل)) رواه البخاري (1344) ومسلم (1014)، وعن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((كل امرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس - أو قال يحكم بين الناس - قال يزيد: "وكان أبو الخير لا يخطئه يوم إلا تصدق فيه بشيء ولو كعكة أو بصلة أو كذا"[10].
فعلى الإنسان أن يغتنم هذه الأيام، ويسارع إلى طاعة الله بجد ونشاط ليفلح ويفوز برضاه, نسأل الله تبارك وتعالى التوفيق



http://im16.gulfup.com/o9gF4.png


بالهمة العالية، والعزيمة الصادقة، والإرادة القوية يعتلي المؤمن قمم المعالي، ويمتطي المكان العالي، وينال أعظم الكرامات، وأجل المكرمات، من سعادة في الدنيا، ونعيم في الجنات، وكيف لمؤمن أن يتأخر عن كل ذلك، وقد تجلت له الفضائل الكبيرة، والجوائز الباهرة؟
إن ما يجعله الله سبحانه وتعالى من الأجور العظيمة، والثواب الجزيل مما يجازي به أولياءه، وأهل طاعته لحري بكل مؤمن صادق في إيمانه أن ينطلق إليه مهرولاً: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} (سورة آل عمران:133)، {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} (سورة الحديد:21).
ومن ذلك الفضل العظيم ما جعله الله تعالى لمن حج أو اعتمر، يوم أن يذهب ذلك الحاج وقد أثقلته الذنوب، فينتهي من حجه وهو نقي لا يحمل وزراً، طاهر لا يطوي شراً، بل يعود وقد كتب في صحائفه (كيوم ولدته أمه)..
تكفير السيئات، تكثير الحسنات، إجابة الدعوات، وغير ذلك من الخير والثواب يكتبه الله لمن شاء ممن حج أو اعتمر.
أليس من ذهب إلى الحج قد أجاب داعي الله؟ فالله تعالى يقول: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ} (سورة الحـج:27-28)، وقال جل شأنه: {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} (سورة آل عمران:97)، أليس الحج هو الذي فرضه الله عز وجل، وجعله أحد أركان الإسلام الخمسة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان)) رواه البخاري (7) بلفظه، ومسلم (21).
وقد عرف شيخ الإسلام ابن تيمية الحج فقال: "جماع معنى الحج في أصل اللغة قصد الشيء وإتيانه، ومنه سمي الطريق محجة؛ لأنه موضع الذهاب والمجيء، ويسمى ما يقصد الخصم حجة لأنه يأتمه وينتحيه، ومنه في الاشتقاق الأكبر الحاجة، وهو ما يقصد ويطلب للمنفعة به سواء قصده القاصد لمصلحته أو لمصلحة غيره... ثم غلب في الاستعمال الشرعي والعرفي على حج بيت الله سبحانه وتعالى، وإتيانه، فلا يفهم عند الإطلاق إلا هذا النوع الخاص من القصد؛ لأنه هو المشروع الموجود كثيراً"[1]، وأما العمرة فقد جاء في النهاية في غريب الأثر: "العمرة: الزيارة، يقال: اعتمر فهو معتمر: أي زار وقصد، وهو في الشرع: زيارة البيت الحرام بشروط مخصوصة مذكورة في الفقه"[2].
وللحج والعمرة فضائل عديدة مذكورة بالأدلة الصحيحة، فمن ذلك:
1- من أفضل الأعمال، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: ((إيمان بالله ورسوله))، قيل: ثم ماذا؟ قال: ((جهاد في سبيل الله))، قيل: ثم ماذا؟ قال: ((حج مبرور))"رواه البخاري (1422) بلفظه، ومسلم (118)، وقال صلى الله عليه وسلم عندما سألته عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل؛ أفلا نجاهد؟ قال: ((لا لكن أفضل الجهاد حج مبرور)) رواه البخاري (1423).
2- مغفرة الذنوب، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه)) رواه البخاري (1690)، ومسلم (2404)، وقال عليه الصلاة والسلام: ((العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما)) رواه البخاري (1650)، ومسلم (2403)، وقال صلى الله عليه وسلم لعمرو بن العاص رضي الله عنه: ((أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله)) رواه مسلم (173).
3- الجنة جزاء الحج المبرور، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)) رواه البخاري (1650)، ومسلم (2403).
4- العتق من النار، فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول ما أراد هؤلاء)) رواه مسلم (2402).
5- العمرة في رمضان تعدل الحج مع النبي صلى الله عليه وسلم، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عمرة في رمضان تقضي حجة أو حجة معي)) رواه البخاري (1730)، ومسلم (2202).
6- كما أن الحج والعمرة ينفيان الذنوب فإنهما أيضاً ينفيان الفقر، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنها قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة))[3].
7- مع محو السيئات، تكتب الحسنات، وترفع الدرجات، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما ترفع إبل الحاج رجلاً ولا تضع يداً إلا كتب الله له بها حسنة، أو محا عنه سيئة، أو رفع بها درجة))[4].
8- استجابة الدعاء، عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الغازي في سبيل الله، والحاج والمعتمر وفد الله دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم))[5]، وقال صلى الله عليه وسلم


http://im16.gulfup.com/DORG5.png


جعل الله تعالى هذا الدين الإسلامي الحنيف مبنياً على أركان خمسة لا يثبت قدم أحد حتى يؤمن بها، ويطبقها على حسب شروطها، ومن تلك الأركان العظيمة التي شُرِعَت رحمةً بالعباد ليكونوا على صلة به - تعالى - ركن حج بيت الله الحرام.
أولاً: حكمه:
اتفق العلماء على فرضية الحج مرة في العمر بالشروط التي ستأتي، وذلك بدليل الكتاب والسنة قال الله تعالى: {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً...} (آل عمران:97)، وجاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا))، فقال رجل: أكلَّ عام يا رسول الله؟ فسكت، حتى قالها ثلاثاً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لو قلت: نعم لوجبت، ولما استطعتم)) رواه مسلم (1337).
"وقد يجب الحج أكثر من مرة لعارض كنذر بأن يقول: لله علي حجة؛ لأن النذر من أسباب الوجوب في العبادات والقُرَب المقصودة، وكذلك يجب في حالة القضاء عند إفساد التطوع.
وربما يحرم الحج كالحج بمال حرام، أو يكره كالحج بلا إذن ممن يجب استئذانه كأحد أبويه المحتاج إلى خدمته، والأجداد والجدات كالأبوين عند فقدهما، وكالدائن الغريم لمدين لا مال له يقضي به، وكالكفيل لصالح الدائن، فيكره خروجه بلا إذنهم"[1]،
وهناك تفاصيل أخرى في كتب الفقه المطولة.

شروط وجوب الحج:
يشترط لوجوب الحج ما يلي:
أولاً: الإسلام: فغير المسلم لا يجب عليه الحج، بل ولا يصح منه لو حجَّ، ولا يجوز له دخوله مكة لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا} (سورة التوبة:28).
ثانياً: العقل: فالمجنون لا يجب عليه الحج، ولو كان الإنسان مجنوناً من قبل أن يبلغ حتى مات فإنه لا يجب عليه الحج ولو كان غنياً.
ثالثاً: البلوغ: فمن كان دون البلوغ فإنه لا يجب عليه، لكن لو حج فإن حجه صحيح، ولا يُجزئه عن حجة الإسلام.
رابعاً: الحرية: فالرقيق المملوك لا يجب عليه الحج؛ لأنه مملوك مشغول بسيده، فهو معذور بترك الحج لا يستطيع السبيلَ إليه.
خامساً: القدرة على الحج بالمال والبدن: وتنقسم إلى أربعة أقسام:
"الأول: أن يكون غنياً قادراً ببدنه، فهذا يلزمه الحج والعمرة بنفسه.
الثاني: أن يكون قادراً ببدنه دون ماله، فيلزمه الحج والعمرة إذا لم يتوقف أداؤهما على المال، مثل أن يكون من أهل مكة لا يشق عليه الخروج إلى المشاعر، وإن كان بعيداً عن مكة، ويقول: أستطيع أن أخدم الناس، وآكل معهم فهو قادر يلزمه الحج والعمرة.
الثالث: أن يكون قادراً بماله عاجزاً ببدنه، فيجب عليه الحج والعمرة بالإنابة.
الرابع: أن يكون عاجزاً بماله وبدنه فيسقط عنه الحج والعمرة"[2]، وألحق بعض العلماء بهذا الشرط أمن الطريق بحيث يكون الطريق آمناً لا خوف فيه[3].
وزيد للنساء شرطان:
أحدهما: أن يكون معها زوجها أو محرم لها، فإن لم يُوجد أحدهما فلا يجب عليها الحج.
الثاني: ألا تكون معتدة عن طلاق أو وفاة؛ لأن الله تعالى نهى المعتدات عن الخروج بقوله: {لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ} (الطلاق:1)؛ ولأن الحج يمكن أداؤه في وقت آخر.
التعجل إلى الحج:
ثبت عن سعيد بن جبير رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تعجلوا إلى الحج (يعنى الفريضة) فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له)) رواه أحمد (1834)، وحسنه شعيب الأرناؤوط بنفس الرقم.






http://im16.gulfup.com/D0bD6.png
الحج ركن عظيم من أركان الإسلام، فرضه الله - سبحانه - على المسلم المستطيع بقوله: ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين {آل عمران: 97}، ولا يزال الناس يحجون منذ رفع إبراهيم القواعد من البيت، وأذن في الناس بالحج كما أمره ربه - عز وجل - إلى يومنا هذا، ولا ينقطع الحج طالما على الأرض مؤمن، فإذا قبض الله أرواح المؤمنين، ولم يبق على ظهر الأرض إلا شرار الخلق الذين تدركهم الساعة وهم أحياء توقف سيل الحجيج إلى بيت الله الحرام كما سيأتي.



فضائل الحج كثيرة ومتنوعة:
1- فهو من أفضل الأعمال والقربات عند الله، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سُئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي العمل أفضل؟ قال: "إيمان بالله ورسوله". قيل: ثم ماذا؟ قال: "الجهاد في سبيل الله". قيل: "ثم ماذا؟ " قال: "حج مبرور". {البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وأحمد}.

2- والحج يعدل الجهاد في سبيل الله، وينوب عنه لمن لا يقدر عليه ومن لا يُكلف به.

عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: يا رسول الله، نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟ قال: "لا، لكن أفضل الجهاد حج مبرور". {البخاري كتاب الحج حديث رقم 1423}.

وفي رواية: قلت: يا رسول الله، ألا نغزو ونجاهد معكم؟ فقال: "لكن أحسن الجهاد وأجمله الحج، حجٌ مبرور". فقالت عائشة: فلا أدعُ الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -. {البخاري كتاب الحج حديث 1728}.

وفي رواية للنسائي: قلت: يا رسول الله، ألا نخرج فنجاهد معك، فإني لا أرى عملاً في القرآن أفضل من الجهاد. قال: "لا، ولَكُنَّ أحسنُ الجهاد وأجملُه حج البيت، حجٌ مبرور".

3- والحج المبرور ليس له ثواب إلا الجنة. عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة". {متفق عليه، البخاري كتاب الحج (1650)، ومسلم (2403)}.

4- والحج المبرور سبب لغفران الذنوب. عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من حج لله فلم يرفث ولم يفسق، رجح كيوم ولدته أمه". {البخاري 1424}.

وعند مسلم: "من أتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه". {ح 2404}.

وعند الترمذي: "من حج فلم يرفث ولم يفسق غُفر له ما تقدم من ذنبه". {ح 739}.

5- والإكثار من الحج والعمرة ينفيان الفقر. قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: "تابعوا بين الحج والعمرة، فإن المتابعة بينهما تنفي الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد". {الترمذي ح738 عن ابن مسعود، وابن ماجه ح2887 عن عمر، والصحيحة ح1200}.

6- والحاج وافد على الله، ومن وفد على الله أكرمه الله.

عن عمر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الغازي في سبيل الله، والحاج، والمعتمر، وفد الله، دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم". {ابن ماجه ح2893، الصحيحة 1820}. وفي رواية: "الحجاج والعمار وفد الله، إن دعوه أجابهم، وإن استغفروه غفر لهم". {ابن ماجه ح2883}.

وفريضة الحج دائمة مستمرة حتى بعد ظهور الفتن العظام: "ليحجن هذا البيت، وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج". {صحيح الجامع 5361}.

فإذا قبض الله أرواح المؤمنين في آخر الزمان ولم يبق على الأرض إلا شرار الخلق الذين تدركهم الساعة وهم أحياء توقف الحج، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت". {صحيح الجامع 7419}.

ولهذا وجب على كل مسلم مستطيع أن يتعجل الحج، فقد يأتي يومٌ يَعْجَزُ فيه عن الحج: "من أراد الحج فليتعجل، فإنه قد يمرض المريض، وتضل الضالة، وتعرض الحاجة". {صحيح الجامع}.


بشرى لمن عجز عن الحج:
وللمسلم أن يغتنم مثل أجر الحاج؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من صلى الفجر في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة، تامة، تامة". {الترمذي عن أنس، صحيح الجامع 7346}.


المصالح المرعية في الحج:
أولاً: تعظيم البيت فإنه من شعائر الله وتعظيمه لله، قال - تعالى -: إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين (96) فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا {آل عمران: 96، 97}.

وقال - تعالى -: {ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب} {الحج: 32}.

ثانيًا: تحقيق الألفة والوحدة، فيجتمع المسلمون على اختلاف ألسنتهم وألوانهم وأوطانهم في صعيد واحد، يدعون ربًا واحدًا، ويتوجهون لبيت واحد، فتتوحد الأهداف والغايات، وتصبح الأمة على قلب رجل واحد؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر". {مسلم: 20/8}. وقال - صلى الله عليه وسلم -: "المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يدٌ على من سواهم". {صحيح ابن ماجه (ح2181)}. فالحج يعرض لمظاهر قوة المسلمين وشوكتهم واجتماع جندهم وإظهار شريعتهم: وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا.

ثالثًا: موافقة ما توارثه الناس عن إمام الحنفاء إبراهيم وولده إسماعيل، ودعا إليه محمد - صلى الله عليه وسلم -، وتذكُّر هذه المواقف والمقامات: وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم (127) ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم (128) ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم {البقرة: 127- 129}.

وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول للناس في حجة الوداع: "قفوا على مشاعركم فإنكم على إرث من إرث أبيكم إبراهيم". {صحيح أبي داود (ح1702)}. ويقول: "خذوا عني مناسككم لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا". {مسلم}.

رابعًا: إعلان التوحيد الذي بعث الله به رسله وإظهاره في الأقوال والأفعال.

ففي التلبية يقول الحاج: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك.

وقد كان أهل الجاهلية يلبون بالشرك فيقولون: إلا شريكًا هو لك تملكه وما ملك.

وفي سائر المواقف والمشاعر يتجرد العبد في توحيده وطاعته لله - عز وجل - ومبايعته للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فيسير ويقف حيث أمره الله، ويحلق شعره، وينحر أو يذبح هديه حيث أمره الله وشرع له، ويتابع في ذلك كله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

اللهم ارزقنا حج بيتك، ووفقنا لما تحب وترضى.وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.



http://www.hajjmabror.com/sites/default/themes/hajj_1430/images/contact-us.gifhttp://www.hajjmabror.com/sites/default/themes/hajj_1430/images/close_s.gif




http://www.hajjmabror.com/sites/default/themes/hajj_1430/images/support-us.gifhttp://www.hajjmabror.com/sites/default/themes/hajj_1430/images/close_s.gif
http://www.hajjmabror.com/files/support-banners/1.gif


http://www.hajjmabror.com/files/support-banners/2.gif



http://www.hajjmabror.com/files/support-banners/3.gif







http://www.hajjmabror.com/sites/default/themes/hajj_1430/images/search.gif


http://www.hajjmabror.com/sites/default/themes/hajj_1430/images/prayer.gifhttp://www.hajjmabror.com/sites/default/themes/hajj_1430/images/close_s.gif

http://www.hajjmabror.com/sites/default/themes/hajj_1430/images/prayer-display.gif







يتبع......

http://www.hajjmabror.com/sites/default/themes/hajj_1430/images/contact-us.gifhttp://www.hajjmabror.com/sites/default/themes/hajj_1430/images/close_s.gif





http://www.hajjmabror.com/sites/default/themes/hajj_1430/images/support-us.gifhttp://www.hajjmabror.com/sites/default/themes/hajj_1430/images/close_s.gif
http://www.hajjmabror.com/files/support-banners/1.gif


http://www.hajjmabror.com/files/support-banners/2.gif



http://www.hajjmabror.com/files/support-banners/3.gif




x


http://www.hajjmabror.com/sites/default/themes/hajj_1430/images/search.gif


http://www.hajjmabror.com/sites/default/themes/hajj_1430/images/prayer.gifhttp://www.hajjmabror.com/sites/default/themes/hajj_1430/images/close_s.gif

http://www.hajjmabror.com/sites/default/themes/hajj_1430/images/prayer-display.gif

Berooo
25 / 10 / 2012, 30 : 02 AM
http://im16.gulfup.com/YQMA7.png


لقد ثبتت فرضية الحج في الكتاب، والسنة، وإجماع الأمة. - أما الكتاب ففي قوله تعالى: {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} (سورة آل عمران:97).
- وأما السنة: فقوله صلى الله عليه وسلم: ((بني الإسلام على خمس: على أن يعبد الله ويكفر بما دونه، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان)) رواه البخاري برقم (8)، ومسلم برقم (122)، واللفظ له.
- وأما الإجماع: فلأن الأمة أجمعت على فرضية الحج[1].
لهذا يجب على كل مسلم ومسلمة توفرت فيه الشروط الشرعية المعروفة أن يتعجل لأداء هذه الفريضة والركن العظيم؛ حيث لا يدري ما قد يعرض له من أمور تعيقه عن أدائه.
زد على هذا أنه قد جاء في بعض الأحاديث النبوية الصحيحة الأمر بالتعجل إلى الحج كما جاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا))، فقال رجل: أكلَّ عام يا رسول الله؟ فسكت، حتى قالها ثلاثاً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لو قلت: نعم لوجبت، ولما استطعتم)) رواه مسلم برقم (1337).
وجاء عن سعيد بن جبير رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تعجلوا إلى الحج (يعنى الفريضة) فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له)) رواه أحمد برقم (1834)، وحسنه شعيب الأرناؤوط بنفس الرقم.



من أجل هذا تكلم العلماء عن مسألة: هل الحج يجب على الفور أم التراخي؟
وللعلماء في ذلك اتجاهان:
- قال أبو حنيفة وأبو يوسف والمالكية في أرجح القولين والحنابلة: يجب الحج بعد توافر الاستطاعة، وبقية الشروط الآتية على الفور في العام الأول، أي في أول أوقات الإمكان.
- وقال الشافعية ومحمد من الحنفية: وجوب الحج على التراخي، وليس معناه تعين التأخير، بل بمعنى عدم لزوم الفور، ويُسَنُّ لمن وجب عليه الحج أو العمرة بنفسه أو بغيره ألا يؤخر ذلك عن سَنَةِ الإمكان، مبادرة إلى براءة ذمته، ومسارعة إلى الطاعات لقوله تعالى: {فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ} (البقرة:148)؛ ولأنه إذا أخره عرّضه للفوات، ولحوادث الزمان"[2].
ورجح ابن تيمية رحمه الله فوريته فقال: "والحج واجب على الفور عند أكثر العلماء"[3].
وقد وجه سؤال برقم (41881) لموقع "الإسلام سؤال وجواب"[4]: هل يؤجل الحج من أجل الاختبارات؟
يقول صاحبه: من المعلوم أن اختبارات بعض الجامعات بعد الحج مباشرة، فهل يجوز تأجيل الحج إلى العام القادم من أجل الاختبارات؟

فكان الجواب:
"الحمد لله.
القول الراجح من أقوال أهل العلم: أن الحج واجب على الفور، وأنه لا يجوز للإنسان أن يؤخره إلا بعذر شرعي، لأن الإنسان لا يدري ما يعرض له، فقد يؤخر الحج هذه السنة ثم يموت، ويبقى الحج ديناً في ذمته، ولكن إذا كان حجه يؤثر عليه في الامتحان فله أن يؤخره إلى السنة القادمة، ولكني أشير عليه أن يأخذ دروسه معه ويحج، هذا إن كان يسافر إلى الحج مبكراً، ويمكنه أن يؤخر سفره إلى الحج، ثم يتعجل في أيام الرمي، وبهذا لا يستغرق الحج إلا أياماً يسيرة لا تضره إن شاء الله.
فالإنسان الحريص يمكنه أن يحج ولا يؤثر ذلك عليه شيئاً، كما أن الإنسان إذا اعتمد على الله، وتوكل عليه، وأتى بالحج واثقاً بالله عز وجل؛ فإن الله سييسر له الأمر" انتهى "فتاوى ابن عثيمين" (21/63) بتصرف"[5].




http://im16.gulfup.com/q5jo4.png



تعبد الله تعالى عباده بالأحكام الشرعية من أوامر ونواهي، ثم رخص في بعضها رخصاً لهم رحمة بهم، ولم يترك خيراً إلا دل عليه، ولا شراً إلا حذر منه، رأفة منه بعباده.
ومن تلك الأحكام التي تعبدنا الله بها ما يعرض للإنسان في حال حضره وسفره من مسائل يحتاج المسلم إلى تعلمها ومعرفة ما فيها من الرخص والعزائم، إذ كثيراً ما تعرِضُ للمسلم مسائل يحار فيها أثناء سفره، فإن لم يكن لديه من العلم ما يكفيه ليتحرى الصواب والحق؛ فإنه يخطئ ويجانب الصواب، لذا فهو مطالب بتعلمها، وسؤال أهل العلم عنها، وبذل الوسع في معرفة الحق والصواب، والسؤال عما يشكل عليه، وألا يستهين بعباداته وأمور معاده.
ومن تلك المسائل التي يكثر السؤال عنها:
قصر الصلاة للمسافر:
وهو ثابت بالكتاب والسنة والإجماع:
- أما دليله من الكتاب فقوله تعالى: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا}(سورة النساء:101).
- ومن السنة حديث عائشة رضي الله عنها قالت: ((فرض الله الصلاة حين فرضها ركعتين ركعتين في الحضر والسفر, فأُقرَّت صلاة السفر، وزيد في صلاة الحضر)) رواه البخاري برقم (350)، وفي لفظ للبخاري: ((فُرضت الصلاة ركعتين, ثم هاجر النبي صلى الله عليه وسلم ففرضت أربعاً، وتُركت صلاة السفر على الأولى)) رواه البخاري برقم (3935).

- قال الإمام ابن قدامة رحمه الله: "أجمع أهل العلم على أن من سافر سفراً تقصر في مثله الصلاة في حج أو عمرة أو جهاد أن له أن يقصر الرباعية فيصليها ركعتين" المغني (2/ 87).
والقصر في السفر أفضل من الإتمام لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يحب أن تؤتَى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته))[1], وفي رواية: (( إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه))[2]، ومن أتم صلاته بدون قصر فلا شيء عليه؛ غير أنه خالف الأفضل.
- والمسافة التي تُقصَرُ فيها الصلاة كما ذكر الجمهور من أهل العلم أربعة بُرُد, والبريد مسيرة نصف يوم وهو أربعة فراسخ, والفرسخ ثلاثة أميال, فإذا كانت مسافة سفر الإنسان ستة عشر فرسخاً، أو ثمانية وأربعين ميلاً؛ فله أن يقصر عند الجمهور.
والميل المعروف ألف وستمائة متر, فتكون الأربعة برد 76.8 كيلو تقريباً, وقيل :80.64 كيلومتر, وقيل: 72, قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: والميل المعروف كيلو وستين في المائة[3].
الجمع بين الصلاتين في السفر:
اختلف العلماء في مسألة جمع الصلاة في السفر إلى خمسة أقوال:
- القول الأول: وهم القائلون بجواز الجمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء بعذر السفر جمع تقديم في وقت الأولى منهما، وجمع تأخير في وقت الثانية منهما، وبه قال المالكية والشافعية وأحمد في المشهور عنه، وهو قول الجمهور.
- القول الثاني: قالوا بأنه لا يجوز الجمع مطلقاً إلا بعرفة ومزدلفة، قال بهذا القول أبي حنيفة والحسن والنخعي وصاحبيه، وأجابوا بأن الجمع الذي ورد في الأخبار أنما هو جمعٌ صوري حيث أخر المغرب إلى آخر وقتها، وصلى العشاء في أول وقتها.
- القول الثالث: أن الجمع بين الصلاتين في السفر يختص بمن جدَّ به السير، وبه قال الليث وهو المشهور عن مالك.
- القول الرابع: أن الجمع بين الصلاتين في السفر خاص بأهل الأعذار، وبه قال عمر بن عبد العزيز، والحسن، والأوزاعي.
- القول الخامس: أن الجمع بين الصلاتين في السفر يجوز في جمع التأخير دون جمع التقديم، وهو مروي عن الإمام مالك، ورواية عن أحمد، واختاره الإمام ابن حزم الظاهري.
الجمع بين الصلاتين قبل السفر:
س: إذا أردت السفر بالطائرة، وكان وقت الإقلاع قبل دخول وقت صلاة العصر، وكانت الطائرة ستهبط في مطار آخر، ووقت إقلاع الرحلة الثانية بعد الوصول مباشرة، فهل يجوز أن أجمع وأقصر صلاة العصر مع صلاة الظهر في مدينتي؟ وما الحكم إذا فعلت ذلك؟ وما هو العمل الصحيح؟
ج: الحمد لله، يجوز للمقيم أن يجمع بين الصلاتين إن كان هناك حرج من أداء الصلاة الثانية في وقتها، والجمع أوسع من القصر، فلا قصر إلا لمسافر، والجمع يجوز للمسافر والمقيم؛ حيث يوجد الحرج من أداء الصلاة الثانية سواء في وقتها أو في جماعة.
وعليه فيجوز لك أن تقدِّم العصر فتصليها مع الظهر في مدينتك إن غلب على ظنك أنك لن تقدر على أدائها في وقتها بسبب سفرك، وإذا كان المطار خارج قريتك أو مدينتك فإنك تقصر الصلاة كذلك، وإن كنت من سكان المطار فتتم من غير قصر؛ قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: مسألة: إذا كان في القصيم إذا خرج الإنسان إلى المطار هل يقصر في المطار؟
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: مسألة: إذا كان في القصيم إذا خرج الإنسان إلى المطار هل يقصر في المطار؟ الجواب : نعم يقصر؛ لأنه فارق عامر قريته، فجميع القرى التي حول المطار منفصلة عنه، أما من كان من سكان المطار فإنه لا يقصر في المطار؛ لأنه لم يفارق عامر قريته"[4].
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: ((صلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر جميعاً بالمدينة في غير خوف ولا سفر))، قال أبو الزبير: فسألت سعيداً (أي: ابن جبير): لم فعل ذلك؟ فقال: سألت ابن عباس كما سألتني فقال: أراد أن لا يحرج أحداً من أمَّته" رواه مسلم برقم (705)؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "والقصر سببه السفر خاصة لا يجوز في غير السفر، وأما الجمع فسببه الحاجة والعذر، فإذا احتاج إليه جمع في السفر القصير والطويل، وكذلك الجمع للمطر ونحوه وللمرض ونحوه، ولغير ذلك من الأسباب؛ فإن المقصود به رفع الحرج عن الأمة[5]"[6].

الصلاة في السيارة والطائرة:
س: أنا امرأة أسكن في إحدى المدن، وأذهب مع زوجي إلى مدينة أخرى لعمل ما، أو بغرض أن نتمشى أو نتسوق، وتدركنا صلاة المغرب أو العشاء فنذهب للبحث عن مسجد فيه مصلى نساء، أحياناً لا نجد، فيصلي زوجي في المسجد، وأنا لا أجد مكاناً أصلي فيه، والله يعلم أننا نبحث وبشكل جدي ولكن للأسف كما قلت أحياناً لا نوفق، فأضطر أن أصلي في السيارة وأنا جالسة.
السؤال: هل تصح صلاتي بهذه الطريقة علماً أنني فعلت هكذا أكثر من مرة. أفيدوني؟
الحمد لله، عملك هذا أيتها الأخت غير صحيح، لأن القيام مع القدرة ركن من أركان الصلاة، فيمكنك أن تصلي في المسجد (قسم الرجال) بعد خروج الرجال منه، فإن لم تجدي مسجداً فإنك تصلين على الأرض في أي مكان، والصلاة في السيارة أو الطائرة، أو القطار أو غيرها من المراكب؛ إذا كان المصلي لا يستطيع استقبال القبلة، والصلاة قائماً؛ لا تجوز في الفريضة إلا بشرطين:
1- أن يخشى خروج وقت الفريضة قبل وصوله، أما إن كان سينزل قبل خروج الوقت فإنه ينتظر حتى ينزل ثم يصلي.
2- ألا يستطيع النزول للصلاة على الأرض، فإن استطاع النزول وجب عليه ذلك.
فإذا وجد الشرطان جاز له الصلاة في هذه المراكب، والدليل على جواز الصلاة على هذه الحال عموم قوله تعالى:
{لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} (سورة البقرة:286)، وقوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} (سورة التغابن:16)، وقوله تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} (سورة الحـج:78). فإن قيل: إذا جاز لي الصلاة على هذه المراكب فهل أستقبل القبلة، وهل أصلي جالساً مع القدرة على الصلاة قائماً؟
فالجواب: إن استطعت أن تستقبل القبلة في جميع الصلاة وجب فعل ذلك؛ لأنه شرط في صحة صلاة الفريضة في السفر والحضر ، وإن كان لا يستطيع استقبال القبلة في جميع الصلاة فليتق الله ما استطاع؛ لما سبق من الأدلة.
وأما صلاة الفريضة جالساً مع القدرة على القيام فإنها لا تجوز لعموم قوله تعالى: {وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ} (سورة البقرة:238)، وحديث عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ((صلِّ قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب)) رواه البخاري برقم (1117)، وبالله التوفيق .. فتاوى اللجنة الدائمة 8/126"[7].
الصوم في السفر:
أيهما أفضل: الفطر في السفر أم الصوم؟
"س: من سافر في رمضان وهو صائم فهل الأفضل له الفطر أم متابعة الصيام؟
الحمد لله: ذَهَبَ الْأَئِمَّةُ الْأَرْبَعَةُ, وَجَمَاهِيرُ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ إلَى أَنَّ الصَّوْمَ فِي السَّفَرِ جَائِزٌ صَحِيحٌ مُنْعَقِدٌ, وَإِذَا صَامَ وَقَعَ صِيَامُهُ وَأَجْزَأَهُ (أنظر الموسوعة الفقهية ج28 ص73).
وأما الأفضلية فعلى التفصيل التالي:
الحال الأولى: إذا كان الصوم والفطر سواء، بمعنى أن الصوم لا يؤثر عليه، ففي هذه الحالة يكون الصوم أفضل للأدلة التالية:
أ/ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فِي حَرٍّ شَدِيدٍ حَتَّى إِنْ كَانَ أَحَدُنَا لَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ، وَمَا فِينَا صَائِمٌ إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ" رواه البخاري برقم (1945) ومسلم برقم (1122).
ب/ أنه أسرع في إبراء الذمة؛ لأن القضاء يتأخر، والأداء وهو صيام رمضان يقدم.
ج/ أنه أسهل على المكلف غالباً؛ لأن الصوم والفطر مع الناس أسهل من أن يستأنف الصوم.
د/ أنه يدرك الزمن الفاضل وهو رمضان، فإن رمضان أفضل من غيره لأنه محل الوجوب، فلهذه الأدلة يترجح ما ذهب إليه الشافعي رحمه الله من أن الصوم أفضل في حق من يكون الصوم والفطر عنده سواء.
الحال الثانية: أن يكون الفطر أرفق به، فهنا نقول: إن الفطر أفضل، وإذا شق عليه بعض الشيء صار الصوم في حقه مكروهاً؛ لأن ارتكاب المشقة مع وجود الرخصة يشعر بالعدول عن رخصة الله عز وجل.
الحال الثالثة: أن يشق عليه مشقة شديدة غير محتملة؛ فهنا يكون الصوم في حقه حراماً، والدليل على ذلك ما رواه مسلم عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَامَ الْفَتْحِ إِلَى مَكَّةَ فِي رَمَضَانَ فَصَامَ حَتَّى بَلَغَ كُرَاعَ الْغَمِيمِ فَصَامَ النَّاسُ، ثُمَّ دَعَا بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ فَرَفَعَهُ حَتَّى نَظَرَ النَّاسُ، إِلَيْهِ ثُمَّ شَرِبَ فَقِيلَ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ: إِنَّ بَعْضَ النَّاسِ قَدْ صَامَ؟ فَقَالَ: أُولَئِكَ الْعُصَاةُ، أُولَئِكَ الْعُصَاةُ"، وفي رواية: "فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ النَّاسَ قَدْ شَقَّ عَلَيْهِمْ الصِّيَامُ، وَإِنَّمَا يَنْظُرُونَ فِيمَا فَعَلْتَ، فَدَعَا بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ بَعْدَ الْعَصْرِ" رواه مسلم برقم (1114)، فوصف من صام مع المشقة الشديدة بالعصاة. (أنظر الشرح الممتع للشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله ج6 ص355).
"قَالَ النَّوَوِيُّ وَالْكَمَالُ بْنُ الْهُمَامِ: إنَّ الْأَحَادِيثَ الَّتِي تَدُلُّ عَلَى أَفْضَلِيَّةِ الْفِطْرِ مَحْمُولَةٌ عَلَى مَنْ يَتَضَرَّرُ بِالصَّوْمِ, وَفِي بَعْضِهَا التَّصْرِيحُ بِذَلِكَ, وَلَا بُدَّ مِنْ هَذَا التَّأْوِيلِ لِيَجْمَعَ بَيْنَ الْأَحَادِيثِ, وَذَلِكَ أَوْلَى مِنْ إهْمَالِ بَعْضِهَا, أَوْ ادِّعَاءِ النَّسْخِ مِنْ غَيْرِ دَلِيلٍ قَاطِعٍ، وَاَلَّذِينَ سَوَّوْا بَيْنَ الصَّوْمِ وَبَيْنَ الْفِطْرِ اسْتَدَلُّوا بِحَدِيثِ عَائِشَةَ رضي الله عنها: ((أَنَّ حَمْزَةَ بْنَ عَمْرٍو الْأَسْلَمِيَّ رضي الله تعالى عنه قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَأَصُومُ فِي السَّفَرِ؟ وَكَانَ كَثِيرَ الصِّيَامِ، فَقَالَ: إنْ شِئْت فَصُمْ, وَإِنْ شِئْت فَأَفْطِرْ)) متفق عليه. (الموسوعة الفقهية ج28 ص73)"[8].




http://im16.gulfup.com/Un3L9.png

أولاً: الآداب العامة
أ/ قبل الانطلاقة:
- المشاورة: فيستحب أن يشاور العبد من يثق بدينه وخبرته وعلمه فيما يتعلق باختيار الطريق، والحملة الموثوقة، والوقت، وحجه لذلك العام عملاً بقوله تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} (سورة آل عمران:159).
- الاستخارة: فينبغي إذا عزم على الحج أو غيره أن يستخير الله تعالى، ويأتي بدعاء الاستخارة إن تردد، فعن جابر رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها ، كالسورة من القرآن : ( إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين ، ثم يقول : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : في عاجل أمري وآجله - فاقدره لي ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : في عاجل أمري وآجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم رضني به ، ويسمي حاجته ) رواه البخاري
- التوبة ورد المظالم والديون إذا استقر عزمه على السفر، ويطلب المسامحة ممن كان يعامله أو يصاحبه، ويكتب وصيته، ويُشهد عليها، ويوكل من يقضي عنه ديونه إذا لم يتمكن من وفائها، ويترك لأهله ما يحتاجونه من نفقة، فالسفر موطن هلكة، ومظنة تلف.
- إرضاء الوالدين ومن يتوجب عليك بره وطاعته، فأنت لا تدري ما قُدِّر لك. عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: "جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستأذنه في الجهاد، فقال: أحي والداك؟ قال: نعم! قال: ففيهما فجاهد" رواه البخاري ومسلم . قال الإمام الحافظ ابن حجر رحمه الله: "ويحرم السفر بغير إذنهما، لأن الجهاد إذا منع مع فضله فالسفر المباح أولى".
- الاستكثار من الزاد الطيب والنفقة ليواسي المرء منه المحتاجين قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ} (البقرة: 267)، والمراد بالطيب هنا: الجيد، والخبيث: الرديء, ويكون طيب النفس بما ينفقه؛ ليكون أقرب إلى قبوله.
- اختيار الرفيق المؤاتي الموافق، الراغب في الخير، الكاره للشر، الذي يذكرك بالله إذا نسيت ، ويعينك إذا ذكرت ، ويرفق بك
في سيرك ، وما سمي السفر سفراً إلا لأنه يسفر عن أخلاق الرجال ومعادنهم وطباعهم. وألا يسافر المرء وحده. ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( الراكب شيطان ، والراكبان شيطانان ، والثلاثة ركب ). رواه أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه الألباني. - توديع الأهل والإخوان والجيران والأحباب، بأن يقول كل واحد لصاحبه: "أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك" رواه أبو داود برقم (2602) وصححه الألباني. والتماس الوصية والدعاء من أهل الصلاح والفضل، عن أنس بن مالك رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني أريد سفراً فزودني، قال: ((زودك الله التقوى))، قال: زدني، قال: ((وغفر ذنبك)) قال: زدني بأبي أنت وأمي، قال: ((ويسر لك الخير حيثما كنت)) . رواه الترمذي ، وقال الألباني في صحيح الترمذي "حسن صحيح"

ب/ بعد الانطلاقة:
- مرافقة الجماعة في السفر لحديث ((لَوْ يعلم النَّاسَ ما في الْوَحْدَةِ مَا أَعْلَمُ مَا سَارَ رَاكْبٌ بِلَيْلٍ وَحْدَهُ)) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ برقم (2836).
- اختيار أمير للجماعة التي يرافقها في سفره لقَوله صلى الله عليه وسلم: ((إذَا خَرَجَ ثَلاثَةٌ فِي سَفَرٍ فَلْيُؤَمِّرُوا أَحَدَهُمْ)) (رواه أبو داود برقم (2610)، وصححه الألباني، ويفضل أن يكون الأجود رأياً؛ ليكون أجمع لشملهم, وأدعى لاتفاقهم, وأقوى لتحصيل غرضهم.
- استحباب السفر يوم الخميس يقول كعب رضي الله عنه: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يخرج يوم الخميس" رواه البخاري برقم (2790).
- التبكير أول النهار لحديث صخر الغامدي وابن عمر وجمع من الصحابة رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( اللهم بارك لأمتي في بكورها وكان إذا بعث سرية أو جيشا ، بعثهم أول النهار . وكان صخر رجلا تاجرا . وكان إذا بعث تجارة بعثهم أول النهار ، فأثرى وكثر ماله " رواه ابن ماجه والترمذي وأبو داود وصححه الألباني
- لا تنس الأدعية المأثورة في سفرك:
فعند الخروج من البيت: ((اللهم إني أعوذ بك من أن أَضِلَّ أو أُضَلَّ، أو أَزِلَّ أو أُزَلَّ، أو أَظلِمَ أو أُظلَمَ، أو أَجْهَلَ أو يُجهَلَ عليَّ)) رواه أبو داود (5096)، وصححه الألباني.
وعند الركوب ((بسم الله)))
وإذا استوى على دابته قال: ((الحمد لله، سبحان الذي سخَّر لنا هذا، وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون)) رواه مسلم برقم (1342).
وحال الخروج من بلده ((اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما تحب وترضى، اللهم هوَّن علينا سفرنا واطو عنَّا بُعْده، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل والمال،. اللهم إنا نعوذ بك من وَعْثاء السفر، وكآبة المنقلب، وسوء المنظر في الأهل والمال والولد)) رواه مسلم برقم (1342).
وإذا أشرف على قرية أو نزل فيها ((اللهم رب السموات وما أظللن، ورب الأرضين وما أقللن، ورب الشياطين وما أضللن، ورب الرياح وما ذرين، أسألك خير هذه القرية وخير أهلها، وأعوذ بك من شرها وشر أهلها، وشر ما فيها)) رواه الطبراني برقم (18337).
ويستحب له أن يقول في السحر إذا بدا له الفجر: ((سمع سامع بحمد الله وحسن بلائه علينا، ربنا صاحبنا، وأفضل علينا عائذاً بالله من النار)) رواه مسلم برقم (2718).
وحين نزول منزل رواه مسلم برقم (2708) ...إلخ.
- نزول المنزل مجتمعين، ويُكره تفرقهم في الشعاب لِأمر الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه بذلك. فقد روى أبو ثعلبة الخشني قال: كان الناس إذا نزلوا منزلاً تفرقوا في الشعاب والأودية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن تفرقكم في هذه الشعاب والأودية إنما ذلكم من الشيطان ))، "فلم ينزل بعد ذلك منزلاً إلا انضم بعضهم إلى بعض حتى يقال لو بسط عيهم ثوب لعمهم " (رواه أبو داود، وصححه الألباني)
- التباعد عن الطريق إذا نزل للنوم والراحة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حظها من الأرض، وإذا سافرتم في السنَة فبادروا بها نقيها، وإذا عرستم المعرس: الذي يسير نهاره ويعرس أي ينزل أول الليل، وقيل: التعريس النزول في آخر الليل فاجتنبوا الطريق، فإنها طرق الدواب ومأوى الهوام بالليل )) رواه مسلم . قال النووي في شرح مسلم ( وهذا أدب من آداب السير والنزول أرشد إليه صلى الله عليه وسلم ، لأن الحشرات ودواب الأرض من ذوات السموم والسباع تمشي في الليل على الطرق لسهولتها، ولأنها تلتقط منها ما يسقط من مأكول ونحوه، وتجد فيها من رمة ونحوها، فإذا عرس الإنسان في الطريق ربما مر منها ما يؤذيه، فينبغي أن يتباعد عن الطريق ) - يغتنم السفر في الليل فقد ثبت في حديث أنس أن الأرض تطوى بالليل (رواه أبو داود برقم 2573، وصححه الألباني).
- التكبير عند العلو، والتسبيح عند الهبوط في واد ونحوه، بدون رفع الصوت كما روى ذلك جابر بن عبد الله.
- كثرة الدعاء في السفر؛ فقد ثبت أن للمسافر دعوة مستجابة.
- ينبغي المحافظة على الطهارة والصلاة في أوقاتها واتخاذ الأسباب المعينة عليها, وقد يسر الله ذلك بما جوزه من التيمم، والجمع، والقصر. عن نافع بن جبير عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في سفر له ((من يكلؤنا الليلة لا نرقد عن صلاة الصبح)) قال بلال أنا ... الحديث ) رواه النسائي وسنده صحيح. وعن أبي قتادة النصاري رضي الله عنه قال : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان في سفر ، فعرس بليل ، اضطجع على يمينه . وإذا عرس قبيل الصبح ، نصب ذراعه ، ووضع رأسه على كفه ) رواه مسلم
ثانياً: ما يخص قاصد البيت (الحاج والمعتمر)::
أ/ الآداب الواجبة:
- يجب على الحاج أن يقصد بحجه وعمرته وجه الله عز وجل والدار الآخرة، والتقرب إلى الله بما يرضيه من الأقوال والأعمال في تلك المواضع الشريفة، ويحذر كل الحذر من الرياء والسمعة لقوله سبحانه: {{وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} (سورة البينة:5).
- على الحاج والمعتمر أن ينتخب النفقة الحلال الخالصة من الشبهة، فقد ذهب الجمهور إلى أنَّ من حجَّ بمالٍ فيه شبهة، أو بمال مغصوب؛ صح حجه، لكنه ليس حجاً مبروراً، وقال أحمد: لا يجزيه الحج بمال حرام.
- أن يتعلم القاصد كيفية الحج وما يحتاجه في طريقه لأداء المناسك يقول صلى الله عليه وسلم: ((من يرد الله به خيراً يفقه في الدين)) رواه البخاري برقم (71)، ومسلم برقم (1037)، ويستحب أن يستصحب معه كتاباً في مناسك الحج يستعين به في تأديته المشاعر وفق روح الشريعة، وهدي النبي صلى الله عليه وسلم.
- عليه أن يبتعد عن جميع المعاصي، ويصون لسانه عن السباب والغيبة والنميمة لقوله تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ} (سورة البقرة: 197)، ولا شك أن حجه يبدأ من حين عقد نيته إلى الحج، وانطلق براحلته.
ب/ الآداب المستحبة:
- التفرغ للعبادة، لكن إن اتجر مع ذلك صح حجه لقوله تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلا مِنْ رَبِّكُمْ} (سورة البقرة:198).
- ينبغي أن يصحب في سفره رفيقاً عالماً مستفيداً، يبصره دينه، ويفقهه مناسك الحج، ويمنعه بعلمه وعمله من سوء ما يطرأ على المسافر من مساوئ الأخلاق والضجر، ويعينه على مكارم الأخلاق، ويحثُّه عليها.
- اختيار وسيلة المواصلات المريحة في الحج، وقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حج راكباً، وكانت راحلته زاملته، والزاملة: البعير الذي يُحمل عليه الطعام والمتاع.
ثالثاً: آداب رجوع الحاج من سفره:
- أن يتعجل في العودة، ولا يطيل المكث لغير حاجة; لقوله صلى الله عليه وسلم: ((السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه، فإذا قضى أحدكم نهمته فليعجل إلى أهله)) رواه البخاري برقم (1710)، ومسلم برقم (1927). قال ابن حجر رحمه الله في الفتح : " في الحديث كراهة التغرب عن الأهل لغير حاجة، واستحباب استعجال الرجوع، ولاسيما من يخشى عليهم الضيعة بالغيبة، ولما في الإقامة في الأهل من الراحة المعينة على صلاح الدين والدنيا، ولما في الإقامة من تحصيل الجماعات والقوة على العبادة " .
- يستحب أن يقول أثناء رجوعه من سفره ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا قفل من غزو أو حج أو عمرة يكبر على شرف من الأرض ثلاث تكبيرات، ثم يقول: ((لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، آيبون تائبون، عابدون ساجدون، لربنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده)) رواه البخاري برقم (1703).
- لا يطرق أهله في الليل بل يدخل البلدة غدوة، أو آخر النهار؛ ففي الحديث عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا أطال أحدكم الغيبة فلا يطرق أهله ليلا )) رواه البخاري ، وعنه رضي الله عنه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة . فلما قدمنا المدينة ذهبنا لندخل . فقال (( أمهلوا حتى ندخل ليلاً )) أي عشاء ، كي تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة ) رواه البخاري ومسلم ، وعنه أيضاً قال : (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلاً . يتخونهم أو يلتمس عثراتهم ) رواه مسلم . وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يطرق أهله، كان لا يدخل إلا غدوة أو عشية" رواه البخاري ومسلم قال النووي رحمه الله في شرح مسلم (ومعنى هذه الروايات كلها أنه يكره لمن طال سفره أن يقدم على امرأته ليلاً بغتة، فأما من كان سفره قريباً تتوقع امرأته إتيانه ليلاً فلا بأس كما قال في إحدى هذه الروايات: ((إذا أطال الرجل الغيبة)) .
- أن يبتدئ بالمسجد فيصلي فيه ركعتين لفعل النبي صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر ، فعن كعب بن مالك رضي الله عنه : " أن رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم كان لا يقدم من سفر إلا نهارا ، في الضحى . فإذا قدم ، بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين . ثم جلس فيه " رواه مسلم
- يستحب أن يقول إذا دخل بيته ما كان يقوله النبي صلى الله عليه وسلم: ((توباً توباً، لربنا أوباً، لا يغادر حوباً)) رواه أحمد برقم (2311) وحسنه الأرناؤوط، و"توباً": أي نسألك توبة كاملة، و"لا يغادر حوباً" أي لا يترك إثماً.
- إذا قدم المسافر إلى بلده استحبت المعانقة؛ لما ثبت عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كما قال أنس رضي الله عنه أنهم كانوا إذا تلاقوا تصافحوا، وإذا قدموا من سفر تعانقوا. رواه الطبراني برقم (97) وحسنه الألباني.
- يستحب جمع الأصحاب وإطعامهم عند القدوم من السفر; لفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
- تستحبّ الهدية؛ لما فيها من تطييب القلوب، وإزالة الشحناء قال صلى الله عليه وسلم: ((تهادوا تحابّوا)) رواه البخاري في الأدب المفرد برقم (594)، وحسنه الألباني، وقد ذُكِرَ أن أحد الحجاج عاد إلى أهله فلم يقدِّم لهم شيئًا؛ فغضب واحد منهم وأنشد شعراً:
كأن الحجيج الآن لم يقربوا منى ولم يحمـلوا منها سواكًا ولا نعلاً
أتونا فما جادوا بعود أراكــة ولا وضعوا في كف طفل لنا نقلاً1
ومن أجمل الهدايا ماء زمزم لأنها مباركة قال صلى الله عليه وسلم: ((إنها مباركة، إنها طعام طعم)) رواه مسلم برقم (2473).
ولابن عثيمين رحمه الله كلام نفيس في آداب سفر الحج يجدر الإشارة إليه في ختام هذه الآداب حيث يقول رحمه الله:
"آداب سفر الحج تنقسم إلى قسمين:
آداب واجبة، وآداب مستحبة.
فأما الآداب الواجبة: فهي أن يقوم الإنسان بواجبات الحج وأركانه، وأن يتجنب محظورات الإحرام الخاصة، والمحظورات العامة، الممنوعة في الإحرام، وفي غير الإحرام؛ لقوله تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} (سورة البقرة :197).
وأما الآداب المستحبة في سفر الحج: أن يقوم الإنسان بكل ما ينبغي له أن يقوم به من الكرم بالنفس والمال والجاه، وخدمة إخوانه، وتحمل أذاهم، والكف عن مساوئهم، والإحسان إليهم سواء كان ذلك بعد تلبسه الإحرام، أو قبل تلبسه بالإحرام؛ لأن هذه الآداب عالية فاضلة، تطلب من كل مؤمن في كل زمان ومكان، وكذلك الآداب المستحبة في نفس فعل العبادة كأن يأتي الإنسان بالحج على الوجه الأكمل، فيحرص على تكميله بالآداب القولية والفعلية" 2
أيها الحاج: هذه بعض الآداب موجزة مختصرة، اخترنا منها ما يناسب المقام، وانتقيناها من كتب أهل العلم بتصرف يسير لا ندعي استيفاءها، فلتصحبك في سفرك إلى الحج، ولا تتوانَ في الإتيان بها، والله يرعاك.


http://im16.gulfup.com/0bp710.png

أمر الله عباده بالذكر والدعاء، ووعدهم بالمزيد والعطاء فقال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } سورة غافر (60)، وقال سبحانه: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ} سورة البقرة (152).
وقد دلَّت النصوص القرآنية والأحاديث النبوية على فضل الدعاء والذكر لما فيه من رفع البلاء قبل نزوله، ورفعه بعد نزوله.
فالدعاء سبب من أسباب انشراح الصدر، وذهاب الهم والغم، وتفريج الكرب
وإني لأدعـو اللهَ والأمـرُ ضيقٌ عليَّ فما ينفك أن يتفرّجــا
وربَّ فتىً ضاقتْ عليه وجوهُـهُ أصاب له في دعوة الله مَخْرَجا
ولما كان الحج إلى بيت الله الحرام سفراً، وكان السفر من مواطن إجابة الدعاء، والمسافر مستجاب الدعوة كما جاء عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الغازي في سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله، دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم))[1]، لأجل ذلك شرع لنا الشارع الحنيف جملة من الأذكار والأدعية حال السفر ومن جملتها:
- ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي به من عزم على السفر من أصحابه بقوله: ((من أراد سفراً فليقل لمن يخلِّف: أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه))[2].
- وكان النبي صلى الله عليه وسلم يودِّع أصحابه إذا أراد أحدهم سفراً فيقول: ((أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك))[3], وعن أنس رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني أريد سفراً
فزودني، قال: ((زودك الله التقوى)) قال: زدني، قال: ((وغفر ذنبك)) قال: زدني بأبي أنت وأمي، قال: ((ويسر لك الخير حيثما كنت[4]. - واستُحِبَّ للمسافر أن يدعو بدعاء الخروج من المنزل عند خروجه: ((بسم الله، توكلت على الله, ولا حول ولا قوة إلا باللهه[5]، اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل, أو أزل أو أزل, أو أظلم أو أظلم, أو أجهل أو يجهل عليَّ[6].
- وإذا استوى المسافر على دابته أو راحلته أو سياراته أو على الطائرة فيسن له أن يدعو بدعاء السفر فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استوى على بعيره خارجاً إلى سفر كبَّر ثلاثاً، ثم قال: ((سبحان الذي سخر لنا هذا، وما كنا له مقرنين، وإنَّا إلى ربنا لمنقلبون، اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هوِّن علينا سفرنا هذا، واطو عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنظر، وسوء المنقلب في المال والأهل)) وإذا رجع قالهن وزاد فيهن: ((آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون)) رواه مسلم (3339).
- ومن الأدعية المأثورة والأذكار الواردة للمسافر أن يكبر الله تعالى على المرتفعات، ويسبِّحه في الهبوط والمنخفضات عملاً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم فقد روى الإمام البخاري في صحيحه وأحمد في مسنده من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: ((كنا نسافر مع النبي صلى الله عليه وسلم فإذا صعدنا كبَّرنا، وإذا هبطنا سبَّحناا[

- ويندب للمسافر إذا رأى قرية وأراد دخولها أن يتأسى بالنبي صلى الله عليه وسلم كما ورد عن صهيب رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه و سلم لم ير قرية يريد دخولها إلا قال حين يراها: ((اللهم رب السموات السبع وما أظللن، ورب الأرضين السبع وما أقللن، ورب الشياطين السبع وما أضللن، ورب الرياح وما ذرين، أسألك خير هذه القرية، وخير أهلها، وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها، وشر أهلها، وشر ما فيها))[8].
- ويستحب للمسافر إذا نزل منزلاً أن يدعو بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: ((أعوذ بكلمات الله ا لتامات من شر ما خلق، فإنه إذا قال ذلك لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلكك[9].
- ومما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان في سفر وأسحر أنه يقول: ((سمع سامع بحمد الله ونعمته وحسن بلائه علينا، اللهم صاحبنا فأفضل علينا، عائذاً بالله من النار)) صحيح مسلم (7075).




http://im16.gulfup.com/rn9U3.png


من أهم ما يميز الإسلام أنه دين قائم على اليسر والسهولة، ويتضح ذلك جلياً في تعاليمه وأحكامه وشرائعه، كما تدل عليه نصوص الكتاب والسنة؛ ومن هذه النصوص قوله تعالى: {يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} (سورة البقرة:185)، وقوله: {يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا} (سورة النساء:28)، و {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} (سورة الحج:78)، وجاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه)) رواه البخاري (38)، وغير ذلك من الأحاديث المؤكدة على هذه المسألة.
ومن اليسر الذي تميز به الإسلام وشريعته الغراء رفع المشقة على معتنقيه؛ حيث أسقط عنهم بعض التكاليف، وخفف عنهم بعضها، ورخَّص لهم في ترك بعضها، ومن ذلك ما أجاز للمسافر أن يترك بعض الواجبات، وأسقط عنه المندوبات، وخفف عنه بعض التكاليف؛ رحمة به، ودفعاً للمشقة عنه.
أخي المسلم: يا من يسَّر الله لك السفر إلى بيته الحرام؛ وهيأ لك أسباب ذلك لأداء شعيرة من شعائر الإسلام، وركن من أركانه العظام وهو حج بيته الحرام؛ اعلم أن الله سبحانه قد رخَّص لك في ترك بعض الأمور التي لا ينبغي لك تركها في حال إقامتك، وأجاز لك فعل بعض الأمور التي قد لا يجوز لك فعلها في حال إقامتك، ومن هذه الرخص ما يلي:
أولاً: قصر الصلاة الرباعية إلى ركعتين حيث يقول الله تعالى: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} (سورة النساء:101)، وعن يعلي بن أُمَيَّةَ قال: قلت لِعُمَرَ بن الْخَطَّابِ: {فليس عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا من الصَّلَاةِ إن خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمْ الَّذِينَ كَفَرُوا} فَقَدْ أَمِنَ الناس، فقال: عجبت مما عجبت منه، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال: ((صدقة تصدق الله بها عليكم، فاقبلوا صدقته)) رواه مسلم (1108).
ثانياً: الجمع بين الصلاتين؛ إذ يسن للمسافر إذا جدَّ به السير أن يجمع بين الظهر والعصر، وكذا المغرب والعشاء جمع تقديم أو تأخير يفعل الأيسر عليه لحديث عبد اللَّهِ بن عُمَرَ رضي الله عنهما قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أعجله السير في السفر يؤخر المغرب حتى يجمع بينها وبين العشاء، قال سالم: وكان عبد الله يفعله إذا أعجله السير" رواه البخاري (1029) ومسلم (1142)، وعن أَنَسِ بن مَالِكٍ رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخَّر الظهر إلى وقت العصر، ثم يجمع بينهما، وإذا زاغت صلى الظهر ثم ركب" رواه البخاري (1044).
وعن مُعَاذٍ رضي الله عنه قال: "خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فكان يصلي الظهر والعصر جميعاً، والمغرب والعشاء جميعاً" رواه مسلم (1149).
ثالثا: زيادة مدة المسح على الخفين فعن شُرَيْحِ بن هَانِئٍ قال: "أتيت عائشة رضي الله عنها أسألها عن المسح على الخفين فقالت: عليك بابن أبي طالب فسله، فإنه كان يسافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألناه، فقال: جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر، ويوماً وليلة للمقيم" رواه مسلم (414).
رابعاً: سقوط الجمعة على المسافر؛ لأن من شروط وجوب الجمعة الإقامة، والمسافر ليس مقيماً، ولم يكن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي الجمعة في سفره قال ابن عمر رضي الله عنهما: "ليس للمسافر جمعة"[1].
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (17/480): "ولا صلَّى بهم (يعني النبي ­صلى الله عليه وسلم) في أسفاره صلاة جمعة يخطب ثم يصلي ركعتين، بل كان يصلي يوم الجمعة في السفر ركعتين كما يصلي في سائر الأيام، وكذلك لما صلَّى بهم الظهر و العصر بعرفة صلَّى ركعتين كصلاته في سائر الأيام، ولم ينقل أحد أنه جهر بالقراءة يوم الجمعة في السفر لا بعرفة ولا بغيرها، ولا أنه خطب بغير عرفة يوم الجمعة في السفر، فعلم أن الصواب ما عليه سلف الأمة وجماهيرها من الأئمة الأربعة وغيرهم من أنَّ المسافر لا يصلي جمعة" انتهى كلامه.
خامساً: ومن رخص المسافر التنفل على الراحلة؛ فيجوز للمسافر أن يصلي قيام الليل، والوتر، وصلاة الضحى وغيرها من النوافل داخل السيارة، وهي تسير به أينما اتجهت لحديث سَعِيدِ بن يَسَارٍ قال: كنت أسير مع عبد الله بن عمر بطريق مكة، فقال سعيد: فلما خشيت الصبح نزلت فأوترت، ثم لحقته، فقال عبد الله بن عمر: أين كنت؟ فقلت: خشيت الصبح فنزلت فأوترت، فقال عبد الله: أليس لك في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة؟ فقلت: بلى والله، قال: فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر على البعير" رواه البخاري (944)، ومسلم (1133)، وعن ابن عُمَرَ رضي الله عنهما قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في السفر على راحلته حيث توجهت به، يومئ إيماء صلاة الليل إلا الفرائض، ويوتر على راحلته" رواه البخاري (945).
سادساً: ترك السنن الرواتب عدا سنة الفجر؛ فعن حَفْصِ بن عَاصِمِ بن عُمَرَ بن الْخَطَّابِ قال: صحبت ابن عمر في طريق مكة قال: فصلى لنا الظهر ركعتين، ثم أقبل وأقبلنا معه، حتى جاء رحله، وجلس وجلسنا معه، فحانت منه التفاتة نحو حيث صلَّى، فرأى ناساً قياماً، فقال: ما يصنع هؤلاء؟ قلت: يسبحون (أي يصلون نافلة)، قال: لو كنت مسبحاً لأتممت صلاتي، يا ابن أخي إني صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله، وصحبت أبا بكر فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله، وصحبت عمر فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله، ثم صحبت عثمان فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله، وقد قال الله: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} (سورة الأحزاب:21)، والحديث رواه مسلم (1112).
فهذه بعض الرخص التي رخصت للمسافر، وهناك رخص أخرى للمسافر؛ لا يتسع المجال هنا لذكرها.

Berooo
25 / 10 / 2012, 58 : 02 AM
المحرم للمرأة (http://www.hajjmabror.com/view/1711) http://www.hajjmabror.com/sites/default/themes/hajj_1430/images/bullet.gif

كرَّم الإسلام المرأة، ورفع من شأنها، وحفظها وسترها بأن أمرها أن تقر في البيت، وإذا خرجت فلا تخرج متبرجة تبرج الجاهلية الأولى قال تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} (الأحزاب:من الآية33). وأمرها بالحجاب والتستر عن الأجانب، وعدم الخلوة بهم، وإذا ما أرادت السفر فلا يحل لها ذلك إلا مع ذي محرم، لكن المسألة التي نريد الحديث عنها هي ماذا لو أرادت المرأة الحج الواجب وليس معها محرم، فهل لها أن تسافر بدون محرم؟
وقد اختلف العلماء في هذه المسألة على أقوال:
الأول: ما قالته الشافعية: من أنه لا يجب الحج على المرأة إلا إذا وجدت من يخرج معها للحج من محرم لها، أو زوج، أو نسوة ثقات، وإن لم يكن شيء من الثلاثة لم يلزمها الحج لأن الشرط عند الشافعية لوجوب الحج على المرأة حصول الأمن لها على نفسها، وهذا الأمن لها يحصل بمصاحبة الزوج، أو المحرم، أو النسوة الثقات، وهذا الجواز في فرضية الحج، أما في حج التطوع فلا بد لها من زوج أو محرم، ولا تكفي رفقة النساء على الصحيح من مذهب الشافعي[1].
الثاني: وقالت المالكية: يشترط لوجوب الحج على المرأة أن تجد محرماً من محارمها يسافر معها، أو يخرج معها زوجها إن كانت ذات زوج، ويقوم مقام المحرم الرفقة المأمونة في سفر الفرض فقط، والرفقة المأمونة قد تكون من النساء فقط، أو من الرجال فقط، أو من الرجال والنساء [2].

الثالث: الظاهرية: وقالوا في المرأة التي لا زوج لها، ولا ذا محرم يحج معها؛ فإنها تحج ولا شيء عليها، وإن كان لها زوج ففرض عليه أن يحج معها، وإن لم يفعل فهو عاص لله تعالى، وتحج هي دونه، وليس له منعها من حج الفرض، ولكن له منعها من حج التطوع [3]، واحتجوا بقوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} (آل عمران:من الآية97)، ففرض الحج واجب بنص هذه الآية، ومتى كانت المرأة مستطيعة لزمها هذا السفر الواجب للحج دون اشتراط وجود المحرم أو الزوج.
وقالوا: أما الأحاديث التي نهت المرأة عن السفر إلا مع زوج أو ذي رحم محرم؛ فهي عامة لكل سفر، فيجب استثناء الأسفار الواجبة منه، والحج سفر واجب استثناؤه من جملة النهي من سفر المرأة بدون زوج أو محرم، ويمكن أن يجاب عن هذا الاستدلال بأنه لا تعارض بين الأحاديث والآية الكريمة؛ لأن الأحاديث بيَّنت أن وجود المحرم أو الزوج في حق المرأة من جملة الاستطاعة التي هي شرط لوجوب الحج.
الرابع: ما قاله الأحناف: حيث اشترطوا لحج المرأة أن تكون مع زوجها أو محرم لها، فإن لم يوجد أحدهما فلا يجب عليها الحج، واحتجوا بجملة أحاديث سنذكرها فيما بعد، كما احتجوا بأن حجها بدون المحرم أو الزوج يعرضها للفتنة، وهذا ضرر بها، والضرر مرفوع شرعاً[4].
الخامس: قول الحنابلة: حيث ذهب الحنابلة أن الحج لا يجب على المرأة التي لا محرم لها ولا زوج، وقد نص على ذلك الإمام أحمد قال أبو داود: قلت لأحمد: "امرأة موسرة لم يكن لها محرم هل يجب عليها الحج؟ قال: لا"، وعن أحمد: "المحرم من شرائط
الأداء لا الوجوب"، وعلى هذا من فاتها الحج بعد إكمال شرائط الوجوب بموت لا شفاء منه أخرج من مالها ما يحج به عنها، ولكن المذهب عند الحنابلة هو الأول أي أن وجود المحرم أو الزوج من شرائط الوجوب[5]. واستدل الحنفية والحنابلة بأدلة منها:
ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يخلون رجل بامرأة، ولا تسافرن امرأة وإلا معها محرم، فقام رجل فقال: يا رسول الله اكتتبت في غزوة كذا وكذا، وخرجت امرأتي حاجة؟ قال: اذهب فحج مع امرأتك)) رواه البخاري (1862).
واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((...لا تسافر امرأة مسيرة يومين ليس معها زوجها أو ذو محرم ...)) رواه البخاري (1864).
وبحديث أبى سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تسافر امرأة فوق ثلاث ليال إلا مع ذي محرم)) رواه مسلم (827).
وبحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تسافر امرأة مسيرة يوم وليلة إلا ومعها ذو محرم)) رواه الترمذي (1170)، وصححه الألباني.
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: "قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم)) يعمُّ سفر الحج وغيره، وليس على المرأة حج إذا لم تجد محرماً يسافر معها، وقد رخص بعض العلماء في ذلك إذا كانت مع جماعة من النساء بصحبة رجال مأمونين، ولكن ليس عليه دليل، والصواب خلافه للحديث المذكور"[6].
وذكر أهل العلم أن المحرم الذي يكون للمرأة هو زوجها، أو من تحرم عليه على التأبيد بنسب، أو سبب مباح؛ كأبيها، وابنها،واخيها من نسب او رضاع.




http://im16.gulfup.com/nBxz2.png

وإن أعظم المنكرات، وأخطر الجرائم؛ هو الشرك بالله سبحانه: وهو صرف العبادة أو بعضها لغيره سبحانه لقول الله عز وجل: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} (النساء:48)، وقوله سبحانه مخاطباً نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (الزمر:65).
حجاج بيت الله الحرام: إن نبينا صلى الله عليه وسلم لم يحج بعد هجرته إلى المدينة إلا حجة واحدة وهي حجة الوداع وذلك في آخر حياته صلى الله عليه وسلم، وقد علم الناس فيها مناسكهم بقوله وفعله، وقال لهم صلى الله عليه وسلم: ((خذوا عني مناسككم))[1].
فالواجب على المسلمين جميعاً أن يتأسوا به في ذلك، وأن يؤدُّوا مناسكهم على الوجه الذي شرعه لهم؛ لأنه صلى الله عليه وسلم هو المعلم المرشد، وقد بعثه الله رحمة للعالمين، وحجة على العباد أجمعين، وأمر الله عباده بأن يطيعوه، وبيَّن أن أتباعه هو سبب دخول الجنة، والنجاة من النار، وأنه الدليل على صدق حب العبد لربه، وعلى حب الله للعبد كما قال الله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}(الحشر: 7)، وقال سبحانه: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (النور: 56)، وقال عز وجل: {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ} (النساء: 80)، وقال سبحانه: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (الأحزاب: 21)، وقال سبحانه: {تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ} (النساء: 13، 14)، وقال عز وجل: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (الأعراف: 158)، وقال تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} (آل عمران: 31)، والآيات في هذا المعنى كثيرة، فوصيتي لكم جميعاً، ولنفسي؛ تقوى الله في جميع الأحوال، والصدق في متابعة نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله لتفوزوا بالسعادة والنجاة في الدنيا والآخرة.
حجاج بيت الله الحرام: إن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم لما كان يوم الثامن من ذي الحجة توجَّه من مكة المكرمة إلى منى ملبياً، وأمر أصحابه رضي الله عنهم أن يهلُّوا بالحج من منازلهم، ويتوجهوا إلى منى، ولم يأمر بطواف الوداع، فدلّ ذلك على أن السنّة لمن أراد الحج من أهل مكة وغيرهم من المقيمين فيها والمحلين من عمرتهم وغيرهم من الحجاج أن يتوجهوا إلى منى في اليوم الثامن ملبِّين بالحج، وليس عليهم أن يذهبوا إلى المسجد الحرام للطواف بالكعبة طواف الوداع.
ويستحب للمسلم عند إحرامه بالحج أن يفعل ما يفعله في الميقات عند الإحرام: من الغسل، والطيب، والتنظيف، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم عائشة بذلك لما أرادت الإحرام بالحج، وكانت قد أحرمت بالعمرة، فأصابها الحيض عند دخول مكة، وتعذر عليها الطواف قبل خروجها إلى منى، فأمرها صلى الله عليه وسلم أن تغتسل، وتهلّ بالحج، ففعلت ذلك، فصارت قارنة بين الحج والعمرة.
وقد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم في منى الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، والفجر قصراً دون جمع، وهذا هو السنة تأسياً به صلى الله عليه وسلم.
ويسن للحجاج في هذه الرحلة أن يشتغلوا بالتلبية، وبذكر الله عز وجل، وقراءة القرآن وغير ذلك من وجوه الخير كالدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والإحسان إلى الفقراء.
فلما طلعت الشمس يوم عرفة توجَّه صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم إلى عرفات، منهم من يلبي، ومنهم من يكبر، فلما وصل عرفات نزل بقبة من شعر ضربت له بنمرة غربي عرفة، واستظل بها عليه الصلاة والسلام، فدل ذلك على جواز أن يستظل الحجاج بالخيام والشجر ونحوها.
فلما زالت الشمس ركب دابته عليه الصلاة والسلام، وخطب الناس وذكَّرهم، وعلَّمهم مناسك حجهم، وحذَّرهم من الربا وأعمال الجاهلية، وأخبرهم أن دماءهم وأموالهم وأعراضهم عليهم حرام، وأمرهم بالاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأخبرهم أنهم لن يضلوا ما داموا معتصمين بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
فالواجب على جميع المسلمين أن يلتزموا بهذه الوصية، وأن يستقيموا عليها أينما كانوا، ويجب على حكام المسلمين جميعاً أن يعتصموا بكتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن يحكِّموها في جميع شئونهم، وأن يُلزموا شعوبهم بالتحاكم لهما، وذلك هو طريق العزة والكرامة، والسعادة والنجاة في الدنيا والآخرة. وفق الله الجميع لذلك.
ثم إنه صلى الله عليه وسلم صلى بالناس الظهر والعصر قصراً وجمعاً جمع تقديم بأذان واحد وإقامتين بعد زوال الشمس، ولم يفصل بينهما بصلاة.
ثم توجه إلى الموقف، واستقبل القبلة، ووقف على دابته يذكر الله ويدعوه، ويرفع يديه بالدعاء حتى غابت الشمس، وكان مفطراً ذلك اليوم، فعلم بذلك أن المشروع للحجاج أن يفعلوا كفعله صلى الله عليه وسلم في عرفات، وأن يشتغلوا بذكر الله، والدعاء، والتلبية إلى غروب الشمس، وأن يرفعوا أيديهم بالدعاء، وأن يكونوا مفطرين لا صائمين.
وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما من يوم أكثر عتقاً من النار من يوم عرفة، وإنه سبحانه ليدنو فيباهي بهم ملائكته))[2]، وروي عنه صلى الله عليه وسلم أن الله يقول يوم عرفة لملائكته: ((انظروا إلى عبادي أتوني شُعثاً غبراً، يرجون رحمتي أشهدكم أني قد غفرت لهم))[3]، وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((وقفت ها هنا وعرفة كلها موقف))[4].
ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الغروب توجه ملبياً إلى مزدلفة، وصلى بها المغرب ثلاثاً والعشاء ركعتين بأذان واحد وإقامتين قبل حط الرحال، ولم يصل بينهما شيئاً، فدلَّ ذلك على أن المشروع لجميع الحجاج المبادرة بصلاة المغرب والعشاء جمعاً وقصراً بأذان واحد وإقامتين من حين وصولهم إلى مزدلفة قبل حط الرحال، ولو كان ذلك في وقت المغرب تأسياً به صلى الله عليه وسلم، وعملاً بسنته.
ثم بات بها، وصلى بها الفجر مع سنتها بأذان وإقامة، ثم أتى المشعر فذكر الله عنده وكبَّره، وهلله ودعا ورفع يديه، وقال: ((وقفت ها هنا وجمع كلها موقف)) فدلَّ ذلك على أن جميع مزدلفة موقف للحجاج يبيت كل حاج في مكانه، ويذكر الله ويستغفره في مكانه، ولا حاجة إلى أن يتوجه إلى موقف النبي صلى الله عليه وسلم، وقد رخَّص النبي صلى الله عليه وسلم ليلة مزدلفة للضعفة أن ينصرفوا إلى منى بليل، فدل ذلك على أنه لا حرج على الضعفة من النساء والمرضى والشيوخ ومن تبعهم في التوجه من مزدلفة إلى منى في النصف الأخير من الليل عملاً بالرخصة، وحذراً من مشقة الزحمة، ويجوز لهم أن يرموا الجمرة ليلاً كما ثبت ذلك عن أم سلمة وأسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهم.
وذكرت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أذن للنساء بذلك، ثم إنه صلى الله عليه وسلم بعد ما أسفر جداً دفع إلى منى ملبياً فقصد جمرة العقبة فرماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة، ثم نحر هديه، ثم حلق رأسه، ثم طيبته عائشه رضي الله عنها
ثم توجه إلى البيت فطاف به، وسُئل صلى الله عليه وسلم في يوم النحر عمن ذبح قبل أن يرمي، ومن حلق قبل أن يذبح، ومن أفاض إلى البيت قبل أن يرمي، فقال: ((لا حرج))، قال الراوي: فما سئل يومئذ عن شيء قدَّم ولا أخَّر إلا قال: ((افعل ولا حرج))[5]، فعُلم بهذا أن السنَّة للحُجاج أن يبدأوا برمي الجمرة يوم العيد، ثم ينحروا إذا كان عليهم هدي، ثم يحلقوا أو يقصروا والحلق أفضل من التقصير؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم دعا بالمغفرة والرحمة ثلاث مرات للمحلقين، ومرة واحدة للمقصرين، وبذلك يحصل للحاج التحلل الأول فيلبس المخيط، ويتطيب، ويباح له كل شيء حُرِّم عليه بالإحرام إلا النساء.
ثم يذهب إلى البيت فيطوف به في يوم العيد أو بعده، ويسعى بين الصفا والمروة إن كان متمتعاً، وبذلك يحلُّ له كل شيء حَرُمَ عليه بالإحرام حتى النساء.
أما إن كان الحاج مفرداً أو قارناً فإنه يكفيه السعي الأول الذي أتى به مع طواف القدوم، فإن لم يسع مع طواف القدوم وجب عليه أن يسعى مع طواف الإفاضة، ثم رجع صلى الله عليه وسلم إلى منى فأقام بها بقية يوم العيد، واليوم الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر يرمي الجمرات كل يوم من أيام التشريق بعد الزوال، يرمي كل جمرة بسبع حصيات، ويكبِّر مع كل حصاة، ويدعو ويرفع يديه بعد الفراغ من الجمرة الأولى والثانية، ويجعل الأولى عن يساره، والثانية عن يمينه، ولا يقف عند الثالثة، ثم دفع صلى الله عليه وسلم في اليوم الثالث عشر بعد رمي الجمرات فنزل بالأبطح، وصلى بها الظهر والعصر، والمغرب والعشاء.
ثم نزل إلى مكة في آخر الليل، وصلى الفجر بالناس عليه الصلاة والسلام، وطاف للوداع قبل الصلاة، ثم توجَّه بعد الصلاة إلى المدينة في صبيحة اليوم الرابع عشر عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم.
فعُلِم من ذلك أن السنَّة للحاج أن يفعل كفعله صلى الله عليه وسلم في أيام منى، فيرمي الجمار الثلاث بعد الزوال في كل يوم كل واحدة بسبع حصيات، ويكبِّر مع كل حصاة، ويشرع له أن يقف بعد رميه الأولى، ويستقبل القبلة، ويدعو ويرفع يديه، ويجعلها
عن يساره، ويقف بعد رمي الثانية كذلك، ويجعلها عن يمينه، وهذا مستحب وليس بواجب، ولا يقف بعد رمي الثالثة، فإن لم يتيسر له الرمي بعد الزوال وقبل غروب الشمس رمى في الليل عن اليوم الذي غابت شمسه إلى آخر الليل في أصح قولي العلماء رحمة من الله سبحانه بعباده، وتوسعة عليهم، ومن شاء أن يتعجل في اليوم الثاني عشر بعد رمي الجمار فلا بأس، ومن أحب أن يتأخر حتى يرمي الجمار في اليوم الثالث عشر فهو أفضل؛ لكونه موافقاً لفعل النبي صلى الله عليه وسلم، والسنَّة للحاج أن يبيت في منى ليلة الحادي عشر والثاني عشر، وهذا المبيت واجب عند كثير من أهل العلم، ويكفي أكثر الليل إذا تيسر ذلك، ومن كان له عذر شرعي كالسقاة والرعاة ونحوهم فلا مبيت عليه، أما ليلة الثالث عشر فلا يجب على الحجاج أن يبيتوها بمنى إذا تعجلوا ونفروا من منى قبل الغروب في اليوم الثاني عشر، أما من أدركه المبيت بمنى فإنه يبيت ليلة الثالث عشر، ويرمي الجمار بعد الزوال ثم ينفر، وليس على أحد رمي بعد الثالث عشر ولو أقام بمنى. ومتى أراد الحاج السفر إلى بلاده وجب عليه أن يطوف بالبيت للوداع سبعة أشواط؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا ينفرن أحد منكم حتى يكون آخر عهده بالبيت))[6] إلا الحائض والنفساء فلا وداع عليهما لما ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: ((أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت إلا أنه خفف عن المرأة الحائض))[7] متفق على صحته، والنفساء مثلها.
ومن أخَّر طواف الإفاضة فطاف عند السفر أجزأه عن الوداع لعموم الحديثين المذكورين، وأسال الله أن يوفق الجميع لما يرضيه، وأن يتقبل منا ومنكم، ويجعلنا وإياكم من العتقاء من النار، إنه ولي ذلك، والقادر عليه، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.


http://im16.gulfup.com/R3ND3.png

أمر الله نبيه وخليله إبراهيم عليه السلام أن يهتف ويؤذن بالحج داعياً البشرية، وحاثاً لهم أن يسارعوا للحج إلى بيت الله الحرام فقال تعالى: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} (سورة الحـج:27) قال العلامة ابن سعدي رحمه الله: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ} "أي: أعلمهم به، وادعهم إليه، وبلِّغ دانيهم وقاصيهم فرضه وفضيلته، فإنك إذا دعوتهم أتوك حجاجاً وعماراً، { رِجَالًا }أي: مشاة على أرجلهم من الشوق" تفسير السعدي (1/536).
وروي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: "لما فرغ إبراهيم عليه السلام من بناء البيت قيل له: أذِّن في الناس بالحج، قال: رب وما يبلغ صوتي؟ قال: أذِّن وعليَّ البلاغ، قال: فنادى إبراهيم: يا أيها الناس كتب عليكم الحج إلى البيت العتيق، فسمعه مَن بين السماء والأرض، أفلا ترون أن الناس يجيئون من أقصى الأرض يلبون"[1]، ومن طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس وفيه: "فأجابوه بالتلبية في أصلاب الرجال، وأرحام النساء، وأول من أجابه أهل اليمن، فليس حاج يحج من يومئذ إلى أن تقوم الساعة إلا من كان أجاب إبراهيم يومئذ"[2].
ومذ ذلك الوقت والزمان لم تزل جموع الحجيج تتلاحق جيلاً بعد جيل؛ قاصدين هذا البيت العتيق؛ يدخلون حرم الله باكين خاشعين، ذليلين متوجهين إلى الله بقلوبهم وأبدانهم، يترقبون في تلك المشاعر العظيمة من الطواف بالبيت، والسعي بين الصفا و المروة، والوقوف بعرفة ، والمبيت بمزدلفة ومنى، ورمي الجمار، وذبح الهدي على اسم الله، والحلق أو التقصير، وغيرها من أعمال الحج إلى أن يُودّعوا البيت، كل ذلك بقلوبٍ خاشعة، وأعينٍ دامعة، وألسنةٍ مكبرة مهللة، ملبية داعية.
فيالها من مواقف عظيمة، تُسكب فيها العبرات، ويُتاب فيها من السيئات، ويُكثر فيها من الصالحات؛ وتقال فيها العثرات، وتُغفر الخطيئات، وتُستر الزلات بعفو الله ولطفه.
في هذه الأيام تشرئب الأعناق، وترنوا الأبصار، وتنجذب القلوب، وتتجه الأنظار، وتهوي الأفئدة، وتتطلع النفوس المسلمة إلى بيت الله الحرام، وهذه البقاع المباركة التي هيأها الله لعباده لتكون عرصاتها محلاً للمناسك، فتراهم يتوافدون إليها من كل فجٍ عميق، يقطعون القارات والأجواء والقفار، ويأتون إليها من بلدان ما وراء البحار {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ } (سورة الحـج:27).




http://im16.gulfup.com/2Efe4.png

إن الله تعالى شرع الحج لأمور عظيمة، ومن أجل هذه الأمور هو ما نسمعه من تكبير وتلبية، وتعظيم لله عز وجل في تلك المشاعر المقدسة، التي لا يدعى فيها إلا الله، ولا ينادى فيها إلا الله، ولا يرجى إلا الله، تعود الخلائق إلى بارئها، وتلهج الألسنة بذكر خالقها ومبدئها، فيبين ذلك الله جل في علاه في كتابه، وأن ذكره وشكره من أبرز وظائف الحاج، يقول سبحانه: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ} (سورة الحـج:27-28)، وذكر الله تعالى يعيشه الحجيج في مواطن الحج المختلفة، فيبدأ إحرامه بالذكر، ويطوف ذاكراً، ويسعى ذاكراً، ويقف في عرفة ذاكراً، ويرمي ذاكراً، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنما جعل الطواف بالكعبة، وبين الصفا والمروة، ورمي الجمار لإقامة ذكر الله عز وجل))[1]، وللتلبية والتكبير في الحج شأن آخر فهما الرفيق الملازم للحاج، وينال الحاج بهما فضلاً كبيراً، وأولَ أعمال الحج تبدأُ بإعلان التوحيد الذي يشملُه الإهلالُ بالتلبية، فمن أجل تحقيق التوحيد لله وحده، والكفر بالطاغوت، شُرع للحاج أن يستهل حجه بالتلبية. جاء في التكبير عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما أهل مهل قط إلا بُشر، ولا كبر مكبر قط إلا بشر))، قيل: يا رسول الله بالجنة؟ قال: ((نعم))[2]، وفي التلبية عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من ملب يلبي إلا لبى ما عن يمينه وشماله من حجر، أو شجر، أو مدر حتى تنقطع الأرض من هاهنا وهاهنا))[3].
قال المطلب بن عبد الله : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفعون أصواتهم بالتلبية حتى تبح أصواتهم.

وقال أيوب: رأيت سعيد بن جبير يوقظ ناساً من أهل اليمن في المسجد ويقول : قوموا لبوا ، فإن زينة الحج التلبية.

ولفظ التلبية هو: ما جاء عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يهل ملبياً يقول: ((لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك)) لا يزيد على هؤلاء الكلمات"، وزاد مسلم: "وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقول: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يهل بإهلال رسول الله صلى الله عليه وسلم من هؤلاء الكلمات، ويقول: لبيك اللهم لبيك، لبيك وسعديك، والخير في يديك لبيك، والرغباء إليك والعمل" رواه البخاري (5460)، ومسلم (2031).
وعند ابن ماجه: عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في تلبيته: ((لبيك إله الحق لبيك))[4].
ولفظ ابن عمر رضي الله عنهما كما في الصحيحين عند ذكر صيغة التلبية قال: "يهل" ومعناه كما قال الإمام النووي رحمه الله: "قال العلماء: الإهلال رفع الصوت بالتلبية عند الدخول في الإحرام، وأصل الإهلال في اللغة رفع الصوت، ومنه استهل المولود، أي صاح، ومنه قوله تعالى: {وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ} (سورة البقرة:173) أي رفع الصوت عند ذبحه بغير ذكر الله تعالى، وسمي الهلال هلالاً لرفعهم الصوت عند رؤيته"[5]، فمن هذا نعلم استحباب رفع الصوت بالتلبية، وهذا معنى الحديث الذي رواه ابن ماجه عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: أي الأعمال أفضل؟ قال: ((العج والثج))[6]، و"العج بالعين المهملة رفع الصوت بالتلبية"[7]، وهذا خاص بالرجال، وأما النساء فلا يرفعن أصواتهن بالتلبية خشية الفتنة، قال ابن عبد البر رحمه الله: "وأجمع أهل العلم أن السنة في المرأة أن لا ترفع صوتها، وإنما عليها أن تسمع نفسها،
فخرجت من جملة ظاهر الحديث، وخصت بذلك، وبقي الحديث في الرجال"[8]. ومواطن التكبير والتلبية هي كالتالي:
1- تستحب التلبية حينما يركب المحرم دابته (أو ما ينقله) من عند الميقات، فيلبي بنسكه، فيقول القارن: لبيك عمرة وحجة، ويقول المفرد بالحج: لبيك حجًّا، ويقول المتمتع والمعتمر: لبيك عمرة؛ فعن أنس رضي الله عنه قال: "سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أَهل بهما جميعًا، لبيك عمرة وحجاً، لبيك عمرة وحجاً" رواه البخاري (1467)، ومسلم بلفظه (2194)، وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: "قدمنا مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلم ونحن نقول لبيك اللهم لبيك بالحج" رواه البخاري (1468)، ويمسك عن التلبية إذا دخل حدود الحرم، فعن نافع قال: "كان ابن عمر: إذا دخل أدنى الحرم أمسك عن التلبية، ثم يبيت بذي طوى، ثم يصلي به الصبح ويغتسل، ويحدث أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك" رواه البخاري (1470)، والمتمتِّع يعود للتلبية إذا أحرم بالحج، وكذلك المفرِد والقارن حين التوجُّه للمشاعر وفيها.
2- التكبير عند الحجر الأسود في بداية الطواف في أول كل شوط يستحب أن يقول: الله أكبر؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طاف بالبيت وهو على بعير، كلما أتى على الركن أشار إليه بشيء في يده وكبر" رواه البخاري (1525)، وقد زاد ابن عمر رضي الله عنهما مع التكبير البسملة فعن نافع: "أن ابن عمر كان إذا استلم الركن، قال: بسم الله والله أكبر"[9].
3- التكبير إذا رقى على الصفا عند السعي بين الصفا والمروة فإنه يستقبل الكعبة، ويكبر ثلاثاً، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا وقف على الصفا يكبر ثلاثا"[10]، وفي حديث جابر رضي الله عنهما: "حتى رأى البيت فاستقبل القبلة، فوحَّد الله وكبره..." رواه مسلم (2137).
- التلبية والتكبير عند الذهاب من منى إلى عرفة، فعن محمد بن أبي بكر الثقفي أنه سأل أنس بن مالك -وهما غاديان من منى إلى عرفة-: كيف كنتم تصنعون في هذا اليوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: "كان يهل منا المهل فلا ينكر عليه، ويكبر منا المكبر فلا ينكر عليه" رواه البخاري (1549) بلفظه، ومسلم (2254). 5- التلبية والتكبير حين الخروج من عرفة إلى مزدلفة، والخروج من مزدلفة إلى منى غداة النحر، حين يرمي الجمرة، فعن ابن عباس رضي الله عنهما: أن أسامة بن زيد رضي الله عنهما كان ردف النبي صلى الله عليه وسلم من عرفة إلى المزدلفة، ثم أردف الفضل من المزدلفة إلى منى، قال فكلاهما قالا: "لم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يلبي حتى رمى جمرة العقبة" رواه البخاري (1574).
- التكبير عند المشعر الحرام (المزدلفة)، حتى يسفر الصباح، قال تعالى: {فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّينَ} (سورة البقرة:198)، ويدخل في الذكر التهليل والتكبير والتلبية، يقول جابر رضي الله عنهما: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام، فاستقبل القبلة، فدعا الله وكبره، وهلله ووحده، ولم يزل واقفاً، حتى أسفر جداً" رواه مسلم (2137)، عن عكرمة قال: أفضت مع الحسين بن علي رضي الله عنهما من المزدلفة، فلم أزل أسمعه يلبى حتى رمى جمرة العقبة، فسألته، فقال: أفضت مع أبي من المزدلفة فلم أزل أسمعه يلبي حتى رمى جمرة العقبة، فسألته، فقال: أفضت مع النبي صلى الله عليه وسلم من المزدلفة فلم أزل أسمعه يلبي حتى رمى جمرة العقبة"[11]. 7- التكبير عند رمي الجمرات، فعن جابر رضي الله عنه: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى الجمرة فرماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة منها مثل حصى الخذف" رواه مسلم (2137)، عن سالم بن عبد الله عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يرمي الجمرة الدنيا بسبع حصيات يكبر على إثر كل حصاة،...، فيقول: هكذا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يفعله" رواه البخاري (1633).
8- ويذكر الله في أيَّام التشريق في مكانه الذي هو حالٌّ فيه، ومن الذكر التكبير؛ لقوله - تعالى -: {وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} (سورة البقرة:203)، وقد بوب الإمام البخاري رحمه الله: (باب التكبير أيام منى وإذا غدا إلى عرفة)،
ثم علق أثراًَ بصورة الجزم فقال: "وكان عمر رضي الله عنه يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ويكبر أهل السوق، حتى ترج منى تكبيراً، وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام، وخلف الصلوات، وعلى فراشه، وفي فسطاطه، ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعاً" صحيح البخاري (1/329).
- يشرع التكبير للحاج وغير الحاج من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق، وهو الثالث عشر من شهر ذي الحجة، قال تعالى: {وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ}، وصفته: "الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد". روى ذلك ابن أبي شيبة عن ابن مسعود، وصححه الألباني، وقال ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: «هو المنقول عن أكثر الصحابة». ويجهر الرجال به في المساجد والأسواق، والبيوت وأدبار الصلوات، إعلاناً بتعظيم الله، وإظهاراً لعبادته وشكره.
ويشرع التكبير المطلق من أول أيام ذي الحجة ، والمقيد أدبار الصلوات من فجر عرفة . فيجتمع التكبير المطلق والمقيد في أصح أقوال العلماء في خمسة أيام هي: يوم عرفة، ويوم النحر، وأيام التشريق الثلاثة .


http://im16.gulfup.com/sgkA5.png

حدث مهم في حياة الأمة الإسلامية لا بد أن تقف أمامه النفوس مشرئبة، والهمم متطلعة، والأرواح متهيبة، إذ هو حدث يتكرر كل سنة منذ آلاف السنين.
إنه الحج، الركن الخامس من أركان الإسلام التي بُني عليها قال عليه الصلاة والسلام: ((بُنيَ الإسلامُ على خمس..)) وذكر منها:.. ((..وحج البيت))[1].
وهو موسم عظيم، وعبادة جليلة؛ جمعت أصول العبادات وأنواعها؛ ففيه التعبد بالمال لنفقة الحج والصدقة، وفيه التعبد بالطواف، والصلاة عند المقام، والصوم، والتلبية التي هي الاستجابة لله وتنزيهه عن الندّ والشريك، وهو القبلة الأولى للتوحيد والتوجه إلى الله في أرضه قال ابن القيم رحمه الله: "وأما الحج فشأن آخر لا يدركه إلا الحنفاء الذين ضربوا في المحبة بسهم، وشأنه أجلُّ من أن تحيط به العبارة، وهو خاصة هذا الدين الحنيف حتى قيل في قوله تعالى: {حُنَفَاء لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينََ[2] أي حجَّاجاً، وجعل الله بيته الحرام قياماً للناس، فهو عمود العالم الذي عليه بناؤه، فلو ترك الناس كلهم الحج سنة لخرَّت السماء على الأرض، هكذا قال ترجمان القرآن ابن عباس، فالبيت الحرام قيام العالم، فلا يزال قياماً ما زال هذا البيت محجوجاً، فالحج هو خاصة الحنيفة، ومعونة الصلاة، وسر قول العبد "لا إله إلا الله"، فإنه مؤسس على التوحيد المحض، والمحبة الخالصة، وهو استزارة المحبوب لأحبابه، ودعوتهم إلى بيته، ومحل كرامته"[3].
وفي الحج تأتلف القلوب، وتتحطم الفوارق وتذوب، ويقف فيه الجميع بالمشاعر المقدسة؛ لباسهم واحدٍ، وهدفهم واحد، وشعارهم واحد: "لبيك اللهم لبيك"، إجابة محب لدعوة حبيبه إلى بيته، ولسان حاله ومقاله

أطوف به والنفس بعد مشوقة إليه وهل بعد الطواف تداني

وألثم منه الركن أطلب برد ما بقلبي من شوق ومن هيمان

فوالله ما أزداد إلا صبــابة ولا القلب إلا كثرة الخفقان

والحج كنز وموسم للدعاة إلى الله تعالى للتأسي بما كان صلى الله عليه وسلم يفعله من ترقب المواسم وتجمعات الناس ليعرض عليهم الإسلام، ولم يكن صلى الله عليه وسلم يدع فرصة تمرُّ به إلا ويسخرها في الدعوة إلى الله تعالى.
وما أحوجنا إلى اقتفاء أثره صلى الله عليه وسلم، وأحوج ما نكون اليوم إلى استغلال هذا الموسم الاستغلال الأمثل، وتعلُّم كيفية استغلال هذا الموسم في تعليم الناس الخير؟ وكيف نوجه للعالم أجمع رسالة نشرح من خلالها ما لدينا من كنوز النبوّة؟ ونقدم الإسلام للناس غضّاً طريّاً, فنمسح عنه ما علق به من غلو الغالين، وانتحال المبطلين؟
إن هذا الحدث (الحج) لجدير أن نوليه اهتمامنا على كافة المستويات، فيقام فيه سوق الدعوة إلى الله من كل صاحب طاقة، ويشتغل كل صاحب قدرة، فهو موسم المؤسسات الخيرية الدعوية، والمشايخ الدعاة وطلبة العلم، وحتى المرأة تستطيع أن تشارك من خلال التجمعات النسائية التي تتوفر في موسم الحج.
والدعوة إلى الله عز وجل ليست باباً واحداً فقط، بل هي أبواب وطرق، ووسائل مختلفة، يشارك فيها الفرد والجماعة وكل من أحب ذلك، فمن الوسائل الناجعة في الدعوة إلى الله تعالى في موسم الحج:
توزيع المواد الدعوية والتي يتم من خلالها الموعظة الحسنة، وتصحيح المفاهيم، وتعليم الجاهل. - المحاضرات والدروس التي يمكن أن تقام في أماكن تجمع الحجيج مثل منى، فالمكان مناسب جداً لذلك، وفي هذا الخير العظيم، حيث يتعرف فيه الحاضرون على المشايخ وطلبة العلم والدعاة إلى الله، ويجاب في هذه المجالس عن الاستفسارات، والتساؤلات التي يحمل الحجيج من بلدانهم سواء ما يتعلق بأحكام الحج، أو ما يتعلق بالاعتقادات، والبدع والمحدثات، إلى غير ذلك، فيحرص على ذلك أشد الحرص أهل حملات الحج، فعليهم مسؤولية كبيرة في هذا الباب.
- النصيحة الخاصة، والدعوة الفردية، وهي ما تتيسر لكثير من الحجاج من أهل العلم، إذ يرى من الآخرين شيئاً من المنكرات، أو يصادف من حاد عن الصواب في عقيدة أو سلوك، أو منهج، يقول صلى الله عليه وسلم: ((...فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النعم))[4].
- إن مما يمكن أن يفعل في هذه الأيام المباركة هو تفعيل المرأة في الأوساط النسائية بكل ما تستطيع، وما يمكن تقديمه في هذا الباب.
- تقديم المقترحات الدعوية لمنظمي الحج، وحملات الحجيج، والإسداء بكل ما يخدم هذا الجانب، فيبقى الحس الدعوي في نفس المسلم، ويبقى تفكيره الدائم في خدمة هذا الدين، وكيفية إيصال هذا الدين على كل الحجيج؟ كيف نوصله سالماً من الزيادة والنقص؟ كيف ندعو كل من كان في هذا الموسم.
- ولا ننسى أن نذكر بأن هذا المشهد العظيم الذي يراه كل العالم عبر وسائل الإعلام يمكن الاستفادة منه بذكر الفوائد والدروس التي نستفيدها من هذا الحدث العظيم، ويذكر للعالم مكانة هذا الدين، وعلو شأنه، وما جعل الله تعالى له من العظمة في النفوس والقلوب، عل ذلك أن يحرك الفطر السليمة، فيرجع البعيد، ويتوب المقصر، ويهتدي الضال.

http://im16.gulfup.com/kxyO6.png

الحج من أعظم أركان الإسلام، وفريضة عظيمةٌ بها يُهدمُ ما قبلها من الذنوب لقول الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - لعمرو بن العاص - رضي الله عنه -: ((أما علمت يا عمرو أن الإسلام يهدم ما قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأنَّ الحج يهدم ما كان قبله))1، ويبشره النبي - صلى الله عليه وسلم - أيضاً بقوله: ((الْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ))2 قَالَ اِبْن خَالَوَيْهِ: الْمَبْرُور الْمَقْبُول، وَقَالَ غَيْره: الَّذِي لَا يُخَالِطهُ شَيْء مِنْ الْإِثْم، وَرَجَّحَهُ النَّوَوِيّ، وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ: الْأَقْوَال الَّتِي ذُكِرَتْ فِي تَفْسِيره مُتَقَارِبَة الْمَعْنَى، وَهِيَ أَنَّهُ الْحَجّ الَّذِي وُفِّيَتْ أَحْكَامه، وَوَقَعَ مَوْقِعاً لِمَا طُلِبَ مِنْ الْمُكَلَّف عَلَى الْوَجْه الْأَكْمَل، وَاَللَّه أَعْلَم.3 ومما يدل على فضل الحج المبرور أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - جعل الحج للنساء جهاداً لما روى البخاري أن السيدة عائشة - رضي الله عنها - قالت: يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد؟ قال: ((لا، لكُنَّ أفضل الجهاد حجٌّ مبرور))، وقد سئل - عليه الصلاة والسلام -: أي العمل أفضل؟ فقال: ((إيمان بالله ورسوله)) قيل: ثم ماذا؟ قال: ((الجهاد في سبيل الله)) قيل: ثم ماذا؟ قال: ((حج مبرور))4، وقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "شدوا الرحال في الحج فإنه أحد الجهادين".
وكم تشتاق نفس الحاج عندما يسمع حديثَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي قال فيه: ((والحجُّ المبرور ليس له جزاء إلا الجنة))5، فيبدأ يتساءل: كيفَ يحقِّق الحجَّ المبرور؟ قال ابن عمر - رضي الله عنهما - لمجاهد حين قال: ما أكثر الحاج!! قال: "ما أقلَّهم ولكن قل: ما أكثر الركب".
لأن الحج المبرور لايتأتى لكل أحد حج البيت، بل لا بد له من وسائل لتحصيله:

أولها: الإخلاص لله، فمن خرج من بيته متطلِّعاً إلى المدح والثناء، والسمعةِ والمباهاة؛ هبط عمله، وضلَّ سعيُه قال - تعالى - في الحديث القدسي: ((من عمل عملاً أشرك فيه معيَ غيري تركتُه وشركَه))6، ولذا كان - صلى الله عليه وسلم - يحذِّر من ضدِّ ذلك فيدعو مستعيناً بربِّه قائلاً: ((اللهم حجةً لا رياء فيها ولا سمعة))7.
ثانيها: أن يكون الحاج في غايةِ الذلّ بين يدي الله، مطهّراً قلبَه من آفة العجب بالعمل، بل إنَّه يرى عملَه مهما عظُم صغيراً جداً أمام ما أنعم الله عليه من النعم.
ثالثها: تقام شعائرُ الحجِّ في مشاعر عظيمة وأماكن لها قدسيتُها، ومن برِّ الحج احترامُها فضلاً عن الفساد أو مقارفة شيء منها.
رابعها: ومن برِّ الحج الاجتهادُ في موافقته لهدي النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما قلَّ أو كثر، وعدم مخالفته لشيء من سنته - عليه الصلاة والسلام -، وقد نُقلت سنته لأمتِه في كلِّ موقف وقول، وكان - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((خذُوا عنِّي مناسككم))8، والتساهل في السنن قد يؤدِّي إلى التسَاهل في الواجبات والأركان، وقد تتوالى الأخطاءُ التي قد تفسِد الحجَّ أحياناً، والخيرُ كلُّ الخير في تعلُّم هدي الرسول - صلى الله عليه وسلم .
خامسها: ومن برِّ الحجّ التسليمُ للشارع، والانقياد لأوامر الله ورسوله، وحسن الاتباع فيما لم يُكشف عن معانيه ولو لم تُعلم الحكمة منه، فها هو الفاروق عمر - رضي الله عنه - يقبِّل الحجرَ الأسود ويقول: "أما والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أنّي رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استلمك ما استلمتك" فاستلمه.
سادسها: إن مال الحجّ المبرور يجبُ أن يكون حلالاً طيباً؛ لأنَّ النفقةَ الحرام من موانع الإجابة، وفي الطبراني مرفوعاً: ((إذا خرج الرجلُ حاجاً بنفقة طيبة، ووضع رجله في الغرز، فنادى: لبيك اللهم لبيك، ناداه مناد من السماء: لبيك وسعديك، زادُك حلال، وراحلتك حلال، وحجُّك مبرور، وإذا خرجَ بالنفقة الخبيثة، ووضع رجله في الغرز فنادى: لبيك، ناداه مناد من السماء: لا لبيك ولا وسعديك، زادُك حرام، ونفقتُك حرام، وحجّك غير مبرور))9. سابعها: وإن أيامُ الحجِّ المبرور تُحيَا بذكر الله، وتُضاء بتلاوةِ آياتِ الله، وتطهَّر بالاستغفار، وبذل المعروف، والدعوة إلى الله - عز وجل - قال - صلى الله عليه وسلم -: ((الغازي في سبيل الله، والحاجُّ والمعتمر؛ وفدُ الله، دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم))10.
ثامنها: إن ملء الأوقاتِ بالطاعات تحصّنُ الحجَّ من الآفات المهلِكة، ولصوصِ الحسنات، وتزيد الحجَّ برّاً، فالأيامُ فاضلة، وتلك البقاع مفضَّلة، وفيها تتضاعف الأجور، وقد كان سلفُنا الصالح إذا تلبَّسوا بهذه العبادة عطَّروا أوقاتَها بذكر وتسبيحٍ، وتهليل وتحميد.
تاسعها: إن سمة الحاجِّ في هذه البقاع العظيمة السكينةُ والطمأنينة، وسلوكُ أدبِ هذه الشعيرة بخفض الصوت، وعدم الإزعاج وأذية المسلمين، والهدوء في العبادة والدعاء.
عاشرها: إن التلبية في الحجِّ المبرور ذكرٌ لا ينقطع، فلها معانٍ لو استقرت في سويداء القلب فإنها تصبغ حياتَك - أيها المسلم -، وتقوِّم مسيرتَك، وتهذِّب سيرتَك، إنها إعلان العبوديةِ والطاعةِ والتذلّل: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك".



حادي عشر: إن الصحبة الطيبة في الحجّ تقوِّيك إذا ضعفت، وتذكّرك إذا نسيتَ، وتدلّك على طريق الخير، وتحذّرك من طريق الشر.
ثاني عشر: من أراد حجاً مبروراً امتثلَ قولَه - صلى الله عليه وسلم – ((من حجَّ لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدتْه أمّه))11، نعم من تطلَّع إلى حجّ مبرور أدَّب جوارحَه فلا تنظر العين نظرة فاحشة، ولا ينطِق اللسان بألفاظ طائشة، ولا تمتدّ اليد بأذى إلى أحد، ولا ينطوي القلبُ على بغضاء أو حسد.

Berooo
25 / 10 / 2012, 11 : 03 AM
تم بحمد الله
اسفه لكلل اذا شفتو شي بيه خربطه او مو مضبوط سامحوني
لاني تعبانه حيل ومن كتبت الموضوع ماادري اذا يليق او لا

ماانسى اشكر حبيبتي وصديقتي ريوم salu الي صممت الخلفيه والفواصل فديتها:31:
واشكر مشرفين القسم اسامه (اعصار كاترينا) وانوار الي شجعوني كثير لكتابتة الموضوع
ودحوم جهوده بالقسم تشجع على هذي الموضوع فلازم نشكره طبعا

وماانسى اختي القدس عربيه الي دائما تشجيعها مساندتها للاعضاء يثير الاعجاب عسى ماننحرم منها آمين

بالنهايه هذا الموضوع لوجه الله تعالى وخصوصا اني رايحه بسفر واريد يكون موضوعي بالمنتدى فيه اجر وثواب
مااريد غير دعواتكم

® єзѕαя καтя!иα
26 / 10 / 2012, 15 : 10 AM
أهلين أخت عبير ،، موضوع حلو ورائع وفي وقته الصراحة ،، والمعلومات اللي فيه تهم الكل ،،

كيف لا وهو ركن الدين الخامس ،، الله يرزقنا بحج بيته ،، ويسهل عالحجاج حجهم ويتقبل منننا ومنهم ،،

أكيد اللي ماحج له قريب أو حبيب حج ،، وهذا من باب العلم اللي يُنشر ،، الله يكتب لك ثواب الموضوع وأجره ،،

يعطيك مليون عافية عالموضوع ،، إنتي واللي ساعدوك ما قصرتوا والله :)

آنوآر
26 / 10 / 2012, 28 : 01 PM
و عليكم السلآم و الرحمه ,, حبيبتي يعطيك ألف عآفيه على موضوع زي كذآ ,,
مآ قصرتي جزآك الله خير ,, صحيح أنه طويل حيل و تعبت و أنآ أقرآ جزئيه منه بس ولو صرآحه يستحق ,,
أن شآء الله دآيم نشوفك بـ موآضيع مميزه زي كذآ و حلوه ,, و أهنيك على ألآختيآر لـ الموضوع و الوقت ,,
تقبلي مروري ,, تحيآتي ’’

بنت العراق
26 / 10 / 2012, 01 : 07 PM
وعلـــــيكم الســــلآم حبيبتي بيــآ

موضوع مميز وحلوو ومعلومات فيه كثير مفيده

وماشاء الله موضوع رائع ومتكامل

وعجبني كثير وانبسطت واني اقراه

وان شاء الله الله يكتب النه زيارة مكه الشريفه

والله يرزقنه الحجه يارب

والف مبروووك لكل الحجاج

والخلفيه كثير حلووه

والفواصل كمان حلوووه

بارك الله بيج حبيبتي على الموضوع

والله يكتبه في ميزان حسناتك

Ă й σ ʟ ά ♣
26 / 10 / 2012, 33 : 07 PM
ماشاء الله موضوع اكثر من رائع والله
استفاديت منه باشياء كثيرة وخصوصا امور العمرة لاني ما افهمها حيل
اللهم ارزقنا زيارة بيتك الحرام ياااااااااااااارب
الخلفية روعة وعاشت ايد ريوم وانوار واسامة والقدس على المساعدة
الله يوفقج حبيبتي بيوش وتوصلين بالسلامة ان شاء الله

حـريـر
26 / 10 / 2012, 11 : 08 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
موضوعج وايد حلو ومنسق
الله يجعله في موازين اعمالج
والموضوع جاي فوقته
مشكورة مشكورة

فاقد حنان
26 / 10 / 2012, 10 : 09 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاااته..

الله يعطييك الف عاافية خيتو بيا عبير عالموضووع الراائع والله يجعله في موازين حسناتك ياارب..

وانا اجمل ايام حيااتي هي الايام اللي ذهبت فيها الى الحج بصرااحة كانت ايام جمييييلة وممتعة ومستحييل انسااها ما حييت:34:..

وعجتني جدا الخلفية والتنسيق الراائع للموضوع واحب اشكر كل من ساعدك بهالموضوع اسامة وريوم وانوار ودحوم والقدس الله لايحرمكم الاجر جميعا:1:..