® єзѕαя καтя!иα
28 / 01 / 2012, 36 : 08 PM
WIDTH=1 HEIGHT=1
http://www.shy22.com/xzfile/1PU11986.png
الحمد لله على إحسانه .. والشكر له على توفيقه وامتنانه .. وأشهد ألا إله إلا الله تعظيماً لشأنه ..
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه .. صلى الله عليه .. وعلى آله وإصحابه وأعوانه
والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين
اللهم اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدةً من لساني يفقهوا قولي
اللهم ارزقني الإخلاص وتفضل عليّ بالقبول يا أكرم الأكرمين ..
أما بعد ،، فإن أعظمَ نعمةٍ منّ الله بها علينا هي أن جعلنا مسلمين
فقد أنزل إلينا خير كتبه ،، وبعث فينا أفضل رسله عليه الصلاة والسلام
وشرع لنا أفضل شرائعه .. وجعلنا أمةً وسطاً .. وخير أمةٍ أخرجت للناس ..
فله الحمد حمداً كثيراً طيبا مباركاً فيه .. كما يحب ربنا ويرضى .. حمداً يملأ السماوات والأرض ..
أهل الثناء والمجد .. أفضل ما قال العبد .. وكلنا له عبد .. سبحانه جلّ في عُلاه ..
وحيث إننا مسلمين .. فإننا لا نعتز سوى بديننا .. الذي ارتضاه الله لنا ..
فقد قال سبحانه " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً "
والذي نُقِل إلينا غضّا ً طريّاً نقيّاً صافيا من قِبَلِ ثُلة مباركة ..
هم خير البشر بعد الأنبياء .. قومٌ أعزّهم الله بالإسلام فتحولوا به من أعرابٍ متخلفين إلى سادة الدنيا في عصرهم
حوّلهم من عبادة العباد لعبادة رب العباد .. سبحانه
ولأننا مسلمين .. فيطيب لنا أن نرُدّ الفضلَ لأهله .. لأولئك الذين بذلوا المُهج والأرواحَ في سبيل نشر دين الله وإعلاء كلمته
أقرّوا بالدين وشهدوا بالرسالة .. وجاهدوا في سبيل الله لإعلاء كلمته بأموالهم وأنفسهم ..
أتتهم الدنيا بزخرفها فركلوها بأرجلهم .. لأن ثواب الله خيرٌ وأبقى ..
منهم من كان ثريّاً فسخّر أمواله لنصرة الدين .. وإعتاق المستضعفين من المؤمنين ..
ومنهم من تصدق بسبعمئة راحلةٍ بأحمالها وأقتابها في سبيل الله ..
لأنهم آمنوا بالله وصدقوا المرسلين ..
ومنهم من كان أعطر شباب قُريشٍ في حينه ليستشهد وقد غُطّي بقطعة قماش إن غطّت رأسه كُشِفَت رجلاه
وإن غطّيَتْ رجلاه كُشِفَ رأسُه ..
ومنهم من قطعت ذراعاه فحمل الراية بعضديه .. لئلّا تسقط راية الإسلام .. حتى استشهد ..
أيّة روحٍ هذه ؟ أيّ بذلٍ أو عطاء ؟ أيّ حبٍّ وفداء ..
لكنه الإيمان في أبهى صوره .. والتفاني في أنقى حالاته ..
ورضي عنهم ورضوا عنه .. الصادقون .. المفلحون .. الذين هم بالحسنى موعودون
" وكلاًّ وعد الله الحسنى " والحسنى الجنة ..
بعد أن أثنى الله عليهم غير مرة .. ألا يستحقون منّا أيضاً الثناءَ والشكر ؟
سيكون هذا بإذن الله تمهيداً لسلسلة من المواضيع التي تتحدث صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ..
راجين من خلالها ثواب الله الذي لا نبتغي وجه سواه ..
ونتحدث فيه بإذن الله عن جوانبَ مُشرقةٍ .. وصفحاتٍ مضيئة .. أضاءت لنا السبيل .. لنفخر بها جيلاً بعد جيل ..
وأشكر بدءاً بعد الله كلَّ من أثرى وسيثري هذه السلسلة .. وكل من سيقول ولو كلمة شكرٍ للصحابة ..
فكرة الموضوع أتت من الأخت بيا Sallu .. والمواضيع بإذن الله ستكون بالاتشراك مع اأخت بيا ..
http://www.b44u.com/files/96889.jpg (http://www.b44u.com/index.php?action=viewfile&id=96889)
الصحابة مصطلح تاريخي اختلف في مصداقه فقیل انه من صحبوا رسول الله محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام وآمنوا بدعوته
والصحبة في اللغة هي الملازمة والمرافقة والمعاشرة
ولقد رافق الصحابة رسول الله محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام في أغلب فترات حياته بعد الدعوة
وساعدوه على إيصال رسالة الإسلام ودافعوا عنه في مرات عدة
وبعد وفاته عليه الصلاة والسلام قام الصحابة بتولي الخلافة في الفترة التي عرفت بعهد الخلفاء الراشدين
وتفرق الصحابة في الأمصار لنشر تعاليم الإسلام والجهاد وفتح المدن والدول. وقاد الصحابة العديد من المعارك الإسلامية
في بلاد الشام وفارس ومصر وخراسان والهند وبلاد ما وراء النهر .
http://www.b44u.com/files/96890.jpg (http://www.b44u.com/index.php?action=viewfile&id=96890)
يطلق لفظ الصحابي على كل من لقي النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم وبقي على الإسلام حتى مات
تعريف الصُّحْبَة: الصحبة في اللغة الملازمة والمرافقة والمعاشرة
يُقال : صَحَبَهُ يَصْحَبُهُ صُحْبةً، وصِحابةً بالفتح وبالكسر عاشره ورافقه ولازمه ..
الصَّاحِب المرافق ومالك الشيء والقائم على الشيء، ويطلق على من اعتنق مذهباً أو رأياً
فيقال أصحاب أبي حنيفة وأصحاب الشافعي الصَّاحِبَة الزوجة، قال تعالى (وأنَّهُ تَعَإلى جَدُّ رَبِّنا ما اتَّخَذَ صَاحِبَةً ولا وَلداً)
الصَّحَابِيّ:هو من عاش مع النبي صلى الله عليه وسلم وامن به ومنهم من ولد قبل بعثة الرسول ومنهم من ولد في حياة الرسول عليه الصلاة والسلام
http://www.b44u.com/files/96891.jpg (http://www.b44u.com/index.php?action=viewfile&id=96891)
لقد رافق الصحابة رسول الله محمد بن عبد الله في أغلب فترات حياته بعد الدعوة، وساعد بعضهم على إيصال رسالة الإسلام
ودافعوا عنه في مرات عدة ، وبعد وفاته قام الصحابة بتولي الخلافة في الفترة التي عرفت بعهد الخلفاء الراشدين
أبو بكر وعمر وعفان وعلي رضي الله عنهم
وتلاهم صحابي أموي واحد هو معاوية بن أبي سفيان. وتفرق الصحابة في البلدان التي تم فتحها
وقاد الصحابة العديد من الفتوحات الإسلامية في بلاد الشام وفارس ومصر وخراسان والهند وبلاد ما وراء النهر.
http://www.b44u.com/files/96892.jpg (http://www.b44u.com/index.php?action=viewfile&id=96892)
هم الذين عرفوا من أحوال رسول الله محمد بن عبد الله ما جعلهم يهرعون إليه ويضعون مقاليدهم بين يديه ينغمسون في فيضه الذي بهر منهم الأبصار وأزال عنهم الأكدار، وصيرهم أهلاً لمجالسته ومحادثته ومرافقته ومخالطته، حتى آثروه على أنفسهم وأموالهم وأزواجهم وأولادهم، وبلغ من محبتهم له وإيثارهم الموت في سبيل دعوته للإسلام أن هان عليهم اقتحام المنية كراهة أن يجدوه في موقف مؤذ أوكربة يغض من قدره.
وإن الله ذكرهم فيما أنزل من الكتب فقال:(مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) سورة الفتح آية 29.
وذكر القرآن {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِنْ الأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنْ الآخِرِينَ (14)} سورة الواقعة آية 10-14. ثم ذكر القرآن: في سورة الواقعة أيضا {إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً (36) عُرُباً أَتْرَأباً (37) لأَصْحَابِ الْيَمِينِ (38) ثُلَّةٌ مِنْ الأَوَّلِينَ (39) وَثُلَّةٌ مِنْ الآخِرِينَ (40) }سورة الواقعة آية 35-40. ويتضح من الآيات السابقة، وما يجرى في فلكها، أن الصحابة درجات بعضها فوق بعض، فالسابقون الأولون الذين أسلموا وجوههم إلى الله، ولبوا مناديه إلى الإيمان، وكل من على سطح هذه المعمورة مخالف لهم هم كبار الصحابة الذين اصطنعهم سيدهم بنفسه، ورباهم تحت سمعه وبصره عبر ثلاث عشرة سنة قضاها رسول الله محمد بن عبد الله في مكة، وقال فيهم ورحى الحرب دائرة في بدر (اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض) في تاريخ الرسول والملوك للطبرى، تحقيق محمد أبوالفضل إبراهيم، ط دار المعارف، القاهرة 2 /477.
وقال أيضا (الله الله في أصحابي، فلوأن أحدكم تصدق بمثل أحد ذهباً ما ساوى مده ولا نصيفه)رواه البخارى في صحيحه.
يلي هؤلاء السابقين من المهاجرين،السابقون من الأنصار وهم الذين بايعوا رسول الله محمد بن عبد الله بيعة العقبة على أن يمنعوه من الأسود والأحمر، والإنس والجن. يقول القرآن { وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رضي الله عنهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100)} سورة التوبة:100. وما سوى الصحابة الكبار طبقات بعضها أفضل من بعض، فالذين أنفقوا من قبل الفتح وقاتلوا أفضل من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا، يقول القرآن {وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَأوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} سورة الحديد:10. وواضح من الآية السابقة وما يشبهها أن الله قد جعل لأصحاب النبي محمد مقياساً تقاس به أقدارهم وميزانا توزن به منازلهم ومراتبهم، فالسابقون الأولون من المهاجرين هم الكبار الذين لا يسموإليهم غيرهم، ومن عداهم من الصحابة الكرام متفاوتون تبعاً لأعمالهم في نصرة الإسلام ،وجهادهم تحت ألويته وراياته، فأفضلهم الذين شهدوا بدراً ودافعوا عن النبي محمد ودينه فيها. ويليهم من شهد غزوة أحد و، وهكذا حتى غزوة تبوك.
http://www.b44u.com/files/96893.jpg (http://www.b44u.com/index.php?action=viewfile&id=96893)
1- الصحابة كلهم عدول، لا يجوز تجريحهم ولا تعديل البعض منهم دون البعض.
2- الصحابة لم يذكرهم الله في كتابه إلا وأثنى عليهم وأجزل الأجر والمثوبة لهم، ولم يفرق بين فرد منهم وفرد ولا بين طائفة وطائفة.
وفيهم يقول النبي محمد : (خيرالقرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم) (رواه البخارى في صحيحه 6 /75). {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة100 إختلف أهل العلم فيما تثبت به الصحبة، وفي مستحق اسم الصحبة .
http://www.b44u.com/files/96894.jpg (http://www.b44u.com/index.php?action=viewfile&id=96894)
إتفق أهل السنة على أن جميع الصحابة عدول ، ولم يخالف في ذلك إلا قليل وهذه الخصيصة للصحابة بأسرهم ، ولا يسأل عن عدالة أحد منهم ، بل ذلك أمر مفروغ منه ، لكونهم على الإطلاق معدلين بتعديل الله لهم وإخباره عن طهارتهم ، واختياره لهم بنصوص القرآن
ذكر القرآن :(كُنْتُمْ خَيْرَ أمَّةٍ أخْرِجَت للنّاس ) واتفق المفسرون السنة على أن الآية واردة في أصحاب محمد ذكر القرآن :(وَكَذلِك جَعَلنَاكُم أمَّةً وَسَطا لِتَكُونوا شُهَدَاء عَلى النّاسِ ) وذكر القرآن : ( مُحَمّدٌ رسول الله والذين مَعْهُ أشِدّاءٌ على الكُفّارِ رحماء بينهم )
وفي نصوص الحديث الشاهدة بذلك كثرة ، منها:
حديث أبي سعيد المتفق على صحته : أن محمد قال -- :( الله، الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي ، فمن أحبهم فبحبي أحبهم ، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ، ومن آذاهم فقد أذاني ، ومن أذاني فقد أذى الله ، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه)
فعلي أي حال قال ابن الصلاح :(ثم إن الأمة مجمعة على تعديل جميع الصحابة ، ومن لابس الفتن منهم فكذلك ، بإجماع العلماء الذين يعتد بهم في الإجماع ، إحسانا للظن بهم ، ونظرا إلى ما تمهد لهم من المآثر ، وكأن الله سبحانه وتعالى أتاح الإجماع على ذلك لكونهم نقلة الشريعة ، وجميع ما ذكرنا يقتضي القطع بتعديلهم ، ولا يحتاجون مع تعديل الله ورسوله لهم إلى تعديل أحد من الناس.
ونقل ابن حجر عن الخطيب في " الكفاية " أنه لولم يرد من الله ورسوله فيهم شيء مما ذكرناه لأوجبت الحال التي كانوا عليها من الهجرة ، والجهاد ، ونصرة الإسلام ، وبذل المهج والأموال ، وقتل الآباء ، والأبناء ، والمناصحة في الدين ، وقوة الإيمان واليقين : القطع بتعديلهم ، والاعتقاد بنزاهتهم ، وأنهم كافة أفضل من جميع الخالفين بعدهم والمعدلين الذين يجيئون من بعدهم )
ثم قال :( هذا مذهب كافة العلماء ، ومن يعتمد قوله ، وروى بسنده إلى أبي زرعة الرازي قال :( إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب محمد فاعلم أنه زنديق )ذلك أن الرسول حق ، والقرآن حق ، وما جاء به حق ، وإنما أدى إلينا ذلك كله الصحابة ، وهؤلاء يريدون أن يجرحوا شهودنا ، ليبطلوا الكتاب والسنة ، والجرح بهم أولى ، وهم زنادقة)
إنكار صحبة من ثبتت صحبته بنص القرآن
اتفق الفقهاء السنة على تكفير من أنكر صحبة أبي بكر للنبي محمد في الغار
واختلفوا في تكفير من لم تذكر صحبته بالقرآن (حيث لا يرد تكذيب آية من القرآن هنا) ممن أنكر صحبة غيره من الخلفاء الراشدين عند السنة، كعمر ، وعثمان ، وعلي فنص الشافعية على أن من أنكر صحبة سائر الصحابة غير أبي بكر لا يكفر بهذا، وهومفهوم مذهب المالكية ، وهومقتضى قول الحنفية ، وقال الحنابلة : يكفر لتكذيبه ما صح عن محمد ولأنه يعرفها العام والخاص وانعقد الإجماع على ذلك فنافي صحبة أحدهم أوكلهم مكذب لمحمد.
عند المذهب السني سبُّ الصحابة أوواحد منهم فسق ومعصية وعلامة نفاق لقوله "لا تسبُّوا أصحابي..و"لقوله "سباب المسلم فسوق.." والصحابة هم خير من أسلم وآمن فسبُّهم أشنع وصاحبه أفسق، هذا إن نسب إليهم ما لا يقدح في عدالتهم أوفي دينهم بأن يصف بعضهم ببخل أوجبن أوقلة علم أوعدم الزهد ونحوذلك ، فلا يكفر باتفاق الفقهاء، ولكنه يعزَّر على فسوقه.
إنما يكفر بتكفير جميع الصحابة أومن ثبت إحسانهم فضلا عن إيمانهم كالخلفاء الأربعة أوالعشرة المبشرين بالجنة أوأهل بدر أوأصحاب الشجرة من أهل بيعة الرضوان، وكل من نص النبي على فضله وإيمانه من المؤمنين لأن ذلك:
1-تكذيب لما نص عليه القرآن،والسنة.
2-ولأنه يلزم منه الطعن في صحته وصحة السنة حيث طعن في الذين نقلوهما إلينا فالقرآن منقول إلينا عن طريقهم وكذلك السنة.
وقد انتزع الأمام مالك حكم كفر من سبَّهم وأبغضهم من قول الله تعالى في آخر سورة الفتح "يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار" حيث قال فمن غاظه أمر الصحابة فهوكافر.
اعتقاد عدالةِ الصحابة وفضلهم هو مذهبُ أهلِ السنة والجماعة ، وذلك لما أثنى اللهُ تعالى عليهم في كتابه ، ونطقت به السنَّةُ النبويةُ في مدحهم ، وتواتر هذه النصوص في كثير من السياقات مما يدل دلالة واضحة على أن الله تعالى حباهم من الفضائل ، وخصهم من كريم الخصال ، ما نالوا به ذلك الشرف العالي ، وتلك المنزلة الرفيعة عنده ؛ وكما أن الله تعالى يختار لرسالته المحل اللائق بها من قلوب عباده ، فإنه سبحانه يختار لوراثة النبوة من يقوم بشكر هذه النعمة ، ويليق لهذه الكرامة ؛ كما قال تعالى : ( اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ) الأنعام/ 124 .
قال ابن القيم رحمه الله : " فالله سبحانه أعلم حيث يجعل رسالاته أصلا وميراثا ؛ فهو أعلم بمن يصلح لتحمل رسالته فيؤديها إلى عباده بالأمانة والنصيحة ، وتعظيم المرسل والقيام بحقه ، والصبر على أوامره والشكر لنعمه ، والتقرب إليه ، ومن لا يصلح لذلك ، وكذلك هو سبحانه أعلم بمن يصلح من الأمم لوراثة رسله والقيام بخلافتهم ، وحمل ما بلغوه عن ربهم " طريق الهجرتين ، ص (171) .
وقال تعالى : ( وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ) الأنعام/53 .
قال الشيخ السعدي رحمه الله : " الذين يعرفون النعمة ، ويقرون بها ، ويقومون بما تقتضيه من العمل الصالح ، فيضع فضله ومنته عليهم ، دون من ليس بشاكر . فإن الله تعالى حكيم ، لا يضع فضله ، عند من ليس له أهل . "
وكما جاءت الآيات والأحاديث بفضلهم وعلو منزلتهم ، جاءت أيضا بذكر الأسباب التي استحقوا بها هذه المنازل الرفيعة ، ومن ذلك قوله تعالى :
( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ) الفتح/29
ومن أعظم موجبات رفعة مكانة الصحابة ، ما شهد الله تعالى لهم من طهارة القلوب ، وصدق الإيمان ، وتلك – والله - شهادة عظيمة من رب العباد ، لا يمكن أن ينالها بَشَر بعد انقطاع الوحي .
اسمع قوله سبحانه وتعالى : ( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً ) الفتح/18
قال ابن كثير رحمه الله في "تفسير القرآن العظيم" (4/243) :
" فعلم ما في قلوبهم : أي : من الصدق والوفاء والسمع والطاعة " انتهى .
وما أحسن ما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " من كان منكم مستنا فليستن بمن قد مات ؛ فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة ؛ أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا أفضل هذه الأمة ؛ أبرها قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا ، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه ، فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في آثارهم ، وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم ودينهم ، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم " رواه ابن عبد البر في الجامع ، رقم (1810) .
وقد وعد الله المهاجرين والأنصار بالجنات والنعيم المقيم ، وأحَلَّ عليهم رضوانه في آيات تتلى إلى يوم القيامة ، فهل يعقل أن يكون ذلك لمن لا يستحق الفضل !؟
يقول سبحانه وتعالى : ( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) التوبة/100
وقد شهد لهم بالفضل سيد البشر وإمام الرسل والأنبياء ، فقد كان شاهدا عليهم في حياته ، يرى تضحياتهم ، ويقف على صدق عزائمهم ، فأرسل صلى الله عليه وسلم كلمات باقيات في شرف أصحابه وحبه لهم .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تَسُبُّوا أَصحَابِي ؛ فَوَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَو أَنَّ أَحَدَكُم أَنفَقَ مِثلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدرَكَ مُدَّ أَحَدِهِم وَلا نَصِيفَهُ ) رواه البخاري (3673) ومسلم (2540)
وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( خَيرُ النَّاسِ قَرنِي ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم ) رواه البخاري (2652) ومسلم (2533)
يقول الخطيب البغدادي رحمه الله في "الكفاية" (49) :
" على أنه لو لم يرد من الله عز وجل ورسوله فيهم شيء ، لأوجبت الحال التي كانوا عليها من الهجرة ، والجهاد ، والنصرة ، وبذل المهج والأموال ، وقتل الآباء والأولاد ، والمناصحة في الدين ، وقوة الإيمان واليقين ، القطعَ على عدالتهم ، والاعتقاد لنزاهتهم ، وأنهم أفضل من جميع المعدلين والمزكين الذين يجيؤون من بعدهم أبد الآبدين ، هذا مذهب كافة العلماء ، ومن يعتد بقوله من الفقهاء " انتهى .
ولو ذهبنا نسرد مواقفهم التي نصروا فيها الدين ، وأعمالهم التي استحقوا بها الرفعة والمنزلة العالية ، لما كفتنا المجلدات الطوال ، فقد كانت حياتهم كلها في سبيل الله تعالى ، وأي قرطاس يسع حياة المئات من الصحابة الذين ملؤوا الدنيا بالخير والصلاح .
يقول ابن مسعود رضي الله عنه :
" إن الله نظر في قلوب العباد ، فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد ، فاصطفاه لنفسه ، فابتعثه برسالته ، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد ، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد ، فجعلهم وزراء نبيه ، يقاتلون على دينه ، فما رأى المسلمون حسنا فهو عند الله حسن ، وما رأوا سيئا فهو عند الله سيئ " انتهى
رواه أحمد في "المسند" (1/379) وقال المحققون : إسناده حسن .
وسبق التوسع أيضا في تقرير ذلك في جواب السؤال رقم (13713) (45563)
ثانيا :
لا بدَّ أن نعلم أن الصحابة رضي الله عنهم ليسوا بمعصومين ، وهذا هو مذهبُ أهل السنة والجماعة ، وإنما هم بشرٌ يجوزُ عليهم ما يجوز على غيرهم .
وما صدر من بعضهم من المعاصي أو الأخطاء ، فهو إلى جانبِ شرفِ الصحبة وفضلِها مُغْتَفَرٌ ومَعْفُوٌّ عن صاحبه ، والحسناتِ يُذْهِبْنَ السيئات ، ومقامُ أَحَدِ الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم لحظة من اللحظات في سبيل هذا الدين لا يعدلها شيء .
يقول شيخ الإسلام رحمه الله : " وأهل السنة تحسن القول فيهم وتترحم عليهم وتستغفر لهم ، لكن لا يعتقدون العصمة من الإقرار على الذنوب وعلى الخطأ في الاجتهاد إلا لرسول الله ، ومن سواه فيجوز عليه الإقرار على الذنب والخطأ ، لكن هم كما قال تعالى : ( أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ ) الاحقاف/16 الآية ، وفضائل الأعمال إنما هي بنتائجها وعواقبها لا بصورها " [ مجموع الفتاوي 4/434 ] .
وقد قرر ذلك الكتاب والسنة في أكثر من موقف :
فقد تجاوزَ الله سبحانه وتعالى عمن تولى يوم أُحُدٍ من الصحابة ، فقال سبحانه وتعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ وَلَقَدْ عَفَا اللّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ) آل عمران/155
ولما أذنب بعض الصحابة حين أخبر قريشا بمقدم النبي صلى الله عليه وسلم بالجيش عام الفتح ، وهَمَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقتله ، قال صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّهُ قَد شَهِدَ بَدرًا ، وَمَا يُدرِيكَ ؟ لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ عَلَى أَهلِ بَدرٍ فَقَالَ : اعمَلُوا مَا شِئتُم ، فَقَد غَفَرتُ لَكُم ) رواه البخاري ومسلم (2494)
وغير ذلك من المواقف التي وقع فيها بعض الصحابة بالمعصية والذنب ، ثم عفا الله تعالى عنهم ، وغفرها لهم ، مما يدل على أنهم يستحقون الفضل والشرف ، وأنه لا يقدح في ذلك شيء مما وقعوا فيه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم أو بعد وفاته ، فإن الآيات السابقة في فضلهم وتبشيرهم بالجنة ، أخبار لا ينسخها شيء .
http://www.shy22.com/xzfile/1PU11986.png
الحمد لله على إحسانه .. والشكر له على توفيقه وامتنانه .. وأشهد ألا إله إلا الله تعظيماً لشأنه ..
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه .. صلى الله عليه .. وعلى آله وإصحابه وأعوانه
والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين
اللهم اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدةً من لساني يفقهوا قولي
اللهم ارزقني الإخلاص وتفضل عليّ بالقبول يا أكرم الأكرمين ..
أما بعد ،، فإن أعظمَ نعمةٍ منّ الله بها علينا هي أن جعلنا مسلمين
فقد أنزل إلينا خير كتبه ،، وبعث فينا أفضل رسله عليه الصلاة والسلام
وشرع لنا أفضل شرائعه .. وجعلنا أمةً وسطاً .. وخير أمةٍ أخرجت للناس ..
فله الحمد حمداً كثيراً طيبا مباركاً فيه .. كما يحب ربنا ويرضى .. حمداً يملأ السماوات والأرض ..
أهل الثناء والمجد .. أفضل ما قال العبد .. وكلنا له عبد .. سبحانه جلّ في عُلاه ..
وحيث إننا مسلمين .. فإننا لا نعتز سوى بديننا .. الذي ارتضاه الله لنا ..
فقد قال سبحانه " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً "
والذي نُقِل إلينا غضّا ً طريّاً نقيّاً صافيا من قِبَلِ ثُلة مباركة ..
هم خير البشر بعد الأنبياء .. قومٌ أعزّهم الله بالإسلام فتحولوا به من أعرابٍ متخلفين إلى سادة الدنيا في عصرهم
حوّلهم من عبادة العباد لعبادة رب العباد .. سبحانه
ولأننا مسلمين .. فيطيب لنا أن نرُدّ الفضلَ لأهله .. لأولئك الذين بذلوا المُهج والأرواحَ في سبيل نشر دين الله وإعلاء كلمته
أقرّوا بالدين وشهدوا بالرسالة .. وجاهدوا في سبيل الله لإعلاء كلمته بأموالهم وأنفسهم ..
أتتهم الدنيا بزخرفها فركلوها بأرجلهم .. لأن ثواب الله خيرٌ وأبقى ..
منهم من كان ثريّاً فسخّر أمواله لنصرة الدين .. وإعتاق المستضعفين من المؤمنين ..
ومنهم من تصدق بسبعمئة راحلةٍ بأحمالها وأقتابها في سبيل الله ..
لأنهم آمنوا بالله وصدقوا المرسلين ..
ومنهم من كان أعطر شباب قُريشٍ في حينه ليستشهد وقد غُطّي بقطعة قماش إن غطّت رأسه كُشِفَت رجلاه
وإن غطّيَتْ رجلاه كُشِفَ رأسُه ..
ومنهم من قطعت ذراعاه فحمل الراية بعضديه .. لئلّا تسقط راية الإسلام .. حتى استشهد ..
أيّة روحٍ هذه ؟ أيّ بذلٍ أو عطاء ؟ أيّ حبٍّ وفداء ..
لكنه الإيمان في أبهى صوره .. والتفاني في أنقى حالاته ..
ورضي عنهم ورضوا عنه .. الصادقون .. المفلحون .. الذين هم بالحسنى موعودون
" وكلاًّ وعد الله الحسنى " والحسنى الجنة ..
بعد أن أثنى الله عليهم غير مرة .. ألا يستحقون منّا أيضاً الثناءَ والشكر ؟
سيكون هذا بإذن الله تمهيداً لسلسلة من المواضيع التي تتحدث صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ..
راجين من خلالها ثواب الله الذي لا نبتغي وجه سواه ..
ونتحدث فيه بإذن الله عن جوانبَ مُشرقةٍ .. وصفحاتٍ مضيئة .. أضاءت لنا السبيل .. لنفخر بها جيلاً بعد جيل ..
وأشكر بدءاً بعد الله كلَّ من أثرى وسيثري هذه السلسلة .. وكل من سيقول ولو كلمة شكرٍ للصحابة ..
فكرة الموضوع أتت من الأخت بيا Sallu .. والمواضيع بإذن الله ستكون بالاتشراك مع اأخت بيا ..
http://www.b44u.com/files/96889.jpg (http://www.b44u.com/index.php?action=viewfile&id=96889)
الصحابة مصطلح تاريخي اختلف في مصداقه فقیل انه من صحبوا رسول الله محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام وآمنوا بدعوته
والصحبة في اللغة هي الملازمة والمرافقة والمعاشرة
ولقد رافق الصحابة رسول الله محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام في أغلب فترات حياته بعد الدعوة
وساعدوه على إيصال رسالة الإسلام ودافعوا عنه في مرات عدة
وبعد وفاته عليه الصلاة والسلام قام الصحابة بتولي الخلافة في الفترة التي عرفت بعهد الخلفاء الراشدين
وتفرق الصحابة في الأمصار لنشر تعاليم الإسلام والجهاد وفتح المدن والدول. وقاد الصحابة العديد من المعارك الإسلامية
في بلاد الشام وفارس ومصر وخراسان والهند وبلاد ما وراء النهر .
http://www.b44u.com/files/96890.jpg (http://www.b44u.com/index.php?action=viewfile&id=96890)
يطلق لفظ الصحابي على كل من لقي النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم وبقي على الإسلام حتى مات
تعريف الصُّحْبَة: الصحبة في اللغة الملازمة والمرافقة والمعاشرة
يُقال : صَحَبَهُ يَصْحَبُهُ صُحْبةً، وصِحابةً بالفتح وبالكسر عاشره ورافقه ولازمه ..
الصَّاحِب المرافق ومالك الشيء والقائم على الشيء، ويطلق على من اعتنق مذهباً أو رأياً
فيقال أصحاب أبي حنيفة وأصحاب الشافعي الصَّاحِبَة الزوجة، قال تعالى (وأنَّهُ تَعَإلى جَدُّ رَبِّنا ما اتَّخَذَ صَاحِبَةً ولا وَلداً)
الصَّحَابِيّ:هو من عاش مع النبي صلى الله عليه وسلم وامن به ومنهم من ولد قبل بعثة الرسول ومنهم من ولد في حياة الرسول عليه الصلاة والسلام
http://www.b44u.com/files/96891.jpg (http://www.b44u.com/index.php?action=viewfile&id=96891)
لقد رافق الصحابة رسول الله محمد بن عبد الله في أغلب فترات حياته بعد الدعوة، وساعد بعضهم على إيصال رسالة الإسلام
ودافعوا عنه في مرات عدة ، وبعد وفاته قام الصحابة بتولي الخلافة في الفترة التي عرفت بعهد الخلفاء الراشدين
أبو بكر وعمر وعفان وعلي رضي الله عنهم
وتلاهم صحابي أموي واحد هو معاوية بن أبي سفيان. وتفرق الصحابة في البلدان التي تم فتحها
وقاد الصحابة العديد من الفتوحات الإسلامية في بلاد الشام وفارس ومصر وخراسان والهند وبلاد ما وراء النهر.
http://www.b44u.com/files/96892.jpg (http://www.b44u.com/index.php?action=viewfile&id=96892)
هم الذين عرفوا من أحوال رسول الله محمد بن عبد الله ما جعلهم يهرعون إليه ويضعون مقاليدهم بين يديه ينغمسون في فيضه الذي بهر منهم الأبصار وأزال عنهم الأكدار، وصيرهم أهلاً لمجالسته ومحادثته ومرافقته ومخالطته، حتى آثروه على أنفسهم وأموالهم وأزواجهم وأولادهم، وبلغ من محبتهم له وإيثارهم الموت في سبيل دعوته للإسلام أن هان عليهم اقتحام المنية كراهة أن يجدوه في موقف مؤذ أوكربة يغض من قدره.
وإن الله ذكرهم فيما أنزل من الكتب فقال:(مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) سورة الفتح آية 29.
وذكر القرآن {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِنْ الأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنْ الآخِرِينَ (14)} سورة الواقعة آية 10-14. ثم ذكر القرآن: في سورة الواقعة أيضا {إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً (36) عُرُباً أَتْرَأباً (37) لأَصْحَابِ الْيَمِينِ (38) ثُلَّةٌ مِنْ الأَوَّلِينَ (39) وَثُلَّةٌ مِنْ الآخِرِينَ (40) }سورة الواقعة آية 35-40. ويتضح من الآيات السابقة، وما يجرى في فلكها، أن الصحابة درجات بعضها فوق بعض، فالسابقون الأولون الذين أسلموا وجوههم إلى الله، ولبوا مناديه إلى الإيمان، وكل من على سطح هذه المعمورة مخالف لهم هم كبار الصحابة الذين اصطنعهم سيدهم بنفسه، ورباهم تحت سمعه وبصره عبر ثلاث عشرة سنة قضاها رسول الله محمد بن عبد الله في مكة، وقال فيهم ورحى الحرب دائرة في بدر (اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض) في تاريخ الرسول والملوك للطبرى، تحقيق محمد أبوالفضل إبراهيم، ط دار المعارف، القاهرة 2 /477.
وقال أيضا (الله الله في أصحابي، فلوأن أحدكم تصدق بمثل أحد ذهباً ما ساوى مده ولا نصيفه)رواه البخارى في صحيحه.
يلي هؤلاء السابقين من المهاجرين،السابقون من الأنصار وهم الذين بايعوا رسول الله محمد بن عبد الله بيعة العقبة على أن يمنعوه من الأسود والأحمر، والإنس والجن. يقول القرآن { وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رضي الله عنهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100)} سورة التوبة:100. وما سوى الصحابة الكبار طبقات بعضها أفضل من بعض، فالذين أنفقوا من قبل الفتح وقاتلوا أفضل من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا، يقول القرآن {وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَأوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} سورة الحديد:10. وواضح من الآية السابقة وما يشبهها أن الله قد جعل لأصحاب النبي محمد مقياساً تقاس به أقدارهم وميزانا توزن به منازلهم ومراتبهم، فالسابقون الأولون من المهاجرين هم الكبار الذين لا يسموإليهم غيرهم، ومن عداهم من الصحابة الكرام متفاوتون تبعاً لأعمالهم في نصرة الإسلام ،وجهادهم تحت ألويته وراياته، فأفضلهم الذين شهدوا بدراً ودافعوا عن النبي محمد ودينه فيها. ويليهم من شهد غزوة أحد و، وهكذا حتى غزوة تبوك.
http://www.b44u.com/files/96893.jpg (http://www.b44u.com/index.php?action=viewfile&id=96893)
1- الصحابة كلهم عدول، لا يجوز تجريحهم ولا تعديل البعض منهم دون البعض.
2- الصحابة لم يذكرهم الله في كتابه إلا وأثنى عليهم وأجزل الأجر والمثوبة لهم، ولم يفرق بين فرد منهم وفرد ولا بين طائفة وطائفة.
وفيهم يقول النبي محمد : (خيرالقرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم) (رواه البخارى في صحيحه 6 /75). {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة100 إختلف أهل العلم فيما تثبت به الصحبة، وفي مستحق اسم الصحبة .
http://www.b44u.com/files/96894.jpg (http://www.b44u.com/index.php?action=viewfile&id=96894)
إتفق أهل السنة على أن جميع الصحابة عدول ، ولم يخالف في ذلك إلا قليل وهذه الخصيصة للصحابة بأسرهم ، ولا يسأل عن عدالة أحد منهم ، بل ذلك أمر مفروغ منه ، لكونهم على الإطلاق معدلين بتعديل الله لهم وإخباره عن طهارتهم ، واختياره لهم بنصوص القرآن
ذكر القرآن :(كُنْتُمْ خَيْرَ أمَّةٍ أخْرِجَت للنّاس ) واتفق المفسرون السنة على أن الآية واردة في أصحاب محمد ذكر القرآن :(وَكَذلِك جَعَلنَاكُم أمَّةً وَسَطا لِتَكُونوا شُهَدَاء عَلى النّاسِ ) وذكر القرآن : ( مُحَمّدٌ رسول الله والذين مَعْهُ أشِدّاءٌ على الكُفّارِ رحماء بينهم )
وفي نصوص الحديث الشاهدة بذلك كثرة ، منها:
حديث أبي سعيد المتفق على صحته : أن محمد قال -- :( الله، الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي ، فمن أحبهم فبحبي أحبهم ، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ، ومن آذاهم فقد أذاني ، ومن أذاني فقد أذى الله ، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه)
فعلي أي حال قال ابن الصلاح :(ثم إن الأمة مجمعة على تعديل جميع الصحابة ، ومن لابس الفتن منهم فكذلك ، بإجماع العلماء الذين يعتد بهم في الإجماع ، إحسانا للظن بهم ، ونظرا إلى ما تمهد لهم من المآثر ، وكأن الله سبحانه وتعالى أتاح الإجماع على ذلك لكونهم نقلة الشريعة ، وجميع ما ذكرنا يقتضي القطع بتعديلهم ، ولا يحتاجون مع تعديل الله ورسوله لهم إلى تعديل أحد من الناس.
ونقل ابن حجر عن الخطيب في " الكفاية " أنه لولم يرد من الله ورسوله فيهم شيء مما ذكرناه لأوجبت الحال التي كانوا عليها من الهجرة ، والجهاد ، ونصرة الإسلام ، وبذل المهج والأموال ، وقتل الآباء ، والأبناء ، والمناصحة في الدين ، وقوة الإيمان واليقين : القطع بتعديلهم ، والاعتقاد بنزاهتهم ، وأنهم كافة أفضل من جميع الخالفين بعدهم والمعدلين الذين يجيئون من بعدهم )
ثم قال :( هذا مذهب كافة العلماء ، ومن يعتمد قوله ، وروى بسنده إلى أبي زرعة الرازي قال :( إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب محمد فاعلم أنه زنديق )ذلك أن الرسول حق ، والقرآن حق ، وما جاء به حق ، وإنما أدى إلينا ذلك كله الصحابة ، وهؤلاء يريدون أن يجرحوا شهودنا ، ليبطلوا الكتاب والسنة ، والجرح بهم أولى ، وهم زنادقة)
إنكار صحبة من ثبتت صحبته بنص القرآن
اتفق الفقهاء السنة على تكفير من أنكر صحبة أبي بكر للنبي محمد في الغار
واختلفوا في تكفير من لم تذكر صحبته بالقرآن (حيث لا يرد تكذيب آية من القرآن هنا) ممن أنكر صحبة غيره من الخلفاء الراشدين عند السنة، كعمر ، وعثمان ، وعلي فنص الشافعية على أن من أنكر صحبة سائر الصحابة غير أبي بكر لا يكفر بهذا، وهومفهوم مذهب المالكية ، وهومقتضى قول الحنفية ، وقال الحنابلة : يكفر لتكذيبه ما صح عن محمد ولأنه يعرفها العام والخاص وانعقد الإجماع على ذلك فنافي صحبة أحدهم أوكلهم مكذب لمحمد.
عند المذهب السني سبُّ الصحابة أوواحد منهم فسق ومعصية وعلامة نفاق لقوله "لا تسبُّوا أصحابي..و"لقوله "سباب المسلم فسوق.." والصحابة هم خير من أسلم وآمن فسبُّهم أشنع وصاحبه أفسق، هذا إن نسب إليهم ما لا يقدح في عدالتهم أوفي دينهم بأن يصف بعضهم ببخل أوجبن أوقلة علم أوعدم الزهد ونحوذلك ، فلا يكفر باتفاق الفقهاء، ولكنه يعزَّر على فسوقه.
إنما يكفر بتكفير جميع الصحابة أومن ثبت إحسانهم فضلا عن إيمانهم كالخلفاء الأربعة أوالعشرة المبشرين بالجنة أوأهل بدر أوأصحاب الشجرة من أهل بيعة الرضوان، وكل من نص النبي على فضله وإيمانه من المؤمنين لأن ذلك:
1-تكذيب لما نص عليه القرآن،والسنة.
2-ولأنه يلزم منه الطعن في صحته وصحة السنة حيث طعن في الذين نقلوهما إلينا فالقرآن منقول إلينا عن طريقهم وكذلك السنة.
وقد انتزع الأمام مالك حكم كفر من سبَّهم وأبغضهم من قول الله تعالى في آخر سورة الفتح "يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار" حيث قال فمن غاظه أمر الصحابة فهوكافر.
اعتقاد عدالةِ الصحابة وفضلهم هو مذهبُ أهلِ السنة والجماعة ، وذلك لما أثنى اللهُ تعالى عليهم في كتابه ، ونطقت به السنَّةُ النبويةُ في مدحهم ، وتواتر هذه النصوص في كثير من السياقات مما يدل دلالة واضحة على أن الله تعالى حباهم من الفضائل ، وخصهم من كريم الخصال ، ما نالوا به ذلك الشرف العالي ، وتلك المنزلة الرفيعة عنده ؛ وكما أن الله تعالى يختار لرسالته المحل اللائق بها من قلوب عباده ، فإنه سبحانه يختار لوراثة النبوة من يقوم بشكر هذه النعمة ، ويليق لهذه الكرامة ؛ كما قال تعالى : ( اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ) الأنعام/ 124 .
قال ابن القيم رحمه الله : " فالله سبحانه أعلم حيث يجعل رسالاته أصلا وميراثا ؛ فهو أعلم بمن يصلح لتحمل رسالته فيؤديها إلى عباده بالأمانة والنصيحة ، وتعظيم المرسل والقيام بحقه ، والصبر على أوامره والشكر لنعمه ، والتقرب إليه ، ومن لا يصلح لذلك ، وكذلك هو سبحانه أعلم بمن يصلح من الأمم لوراثة رسله والقيام بخلافتهم ، وحمل ما بلغوه عن ربهم " طريق الهجرتين ، ص (171) .
وقال تعالى : ( وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ) الأنعام/53 .
قال الشيخ السعدي رحمه الله : " الذين يعرفون النعمة ، ويقرون بها ، ويقومون بما تقتضيه من العمل الصالح ، فيضع فضله ومنته عليهم ، دون من ليس بشاكر . فإن الله تعالى حكيم ، لا يضع فضله ، عند من ليس له أهل . "
وكما جاءت الآيات والأحاديث بفضلهم وعلو منزلتهم ، جاءت أيضا بذكر الأسباب التي استحقوا بها هذه المنازل الرفيعة ، ومن ذلك قوله تعالى :
( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ) الفتح/29
ومن أعظم موجبات رفعة مكانة الصحابة ، ما شهد الله تعالى لهم من طهارة القلوب ، وصدق الإيمان ، وتلك – والله - شهادة عظيمة من رب العباد ، لا يمكن أن ينالها بَشَر بعد انقطاع الوحي .
اسمع قوله سبحانه وتعالى : ( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً ) الفتح/18
قال ابن كثير رحمه الله في "تفسير القرآن العظيم" (4/243) :
" فعلم ما في قلوبهم : أي : من الصدق والوفاء والسمع والطاعة " انتهى .
وما أحسن ما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " من كان منكم مستنا فليستن بمن قد مات ؛ فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة ؛ أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا أفضل هذه الأمة ؛ أبرها قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا ، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه ، فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في آثارهم ، وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم ودينهم ، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم " رواه ابن عبد البر في الجامع ، رقم (1810) .
وقد وعد الله المهاجرين والأنصار بالجنات والنعيم المقيم ، وأحَلَّ عليهم رضوانه في آيات تتلى إلى يوم القيامة ، فهل يعقل أن يكون ذلك لمن لا يستحق الفضل !؟
يقول سبحانه وتعالى : ( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) التوبة/100
وقد شهد لهم بالفضل سيد البشر وإمام الرسل والأنبياء ، فقد كان شاهدا عليهم في حياته ، يرى تضحياتهم ، ويقف على صدق عزائمهم ، فأرسل صلى الله عليه وسلم كلمات باقيات في شرف أصحابه وحبه لهم .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تَسُبُّوا أَصحَابِي ؛ فَوَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَو أَنَّ أَحَدَكُم أَنفَقَ مِثلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدرَكَ مُدَّ أَحَدِهِم وَلا نَصِيفَهُ ) رواه البخاري (3673) ومسلم (2540)
وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( خَيرُ النَّاسِ قَرنِي ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم ) رواه البخاري (2652) ومسلم (2533)
يقول الخطيب البغدادي رحمه الله في "الكفاية" (49) :
" على أنه لو لم يرد من الله عز وجل ورسوله فيهم شيء ، لأوجبت الحال التي كانوا عليها من الهجرة ، والجهاد ، والنصرة ، وبذل المهج والأموال ، وقتل الآباء والأولاد ، والمناصحة في الدين ، وقوة الإيمان واليقين ، القطعَ على عدالتهم ، والاعتقاد لنزاهتهم ، وأنهم أفضل من جميع المعدلين والمزكين الذين يجيؤون من بعدهم أبد الآبدين ، هذا مذهب كافة العلماء ، ومن يعتد بقوله من الفقهاء " انتهى .
ولو ذهبنا نسرد مواقفهم التي نصروا فيها الدين ، وأعمالهم التي استحقوا بها الرفعة والمنزلة العالية ، لما كفتنا المجلدات الطوال ، فقد كانت حياتهم كلها في سبيل الله تعالى ، وأي قرطاس يسع حياة المئات من الصحابة الذين ملؤوا الدنيا بالخير والصلاح .
يقول ابن مسعود رضي الله عنه :
" إن الله نظر في قلوب العباد ، فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد ، فاصطفاه لنفسه ، فابتعثه برسالته ، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد ، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد ، فجعلهم وزراء نبيه ، يقاتلون على دينه ، فما رأى المسلمون حسنا فهو عند الله حسن ، وما رأوا سيئا فهو عند الله سيئ " انتهى
رواه أحمد في "المسند" (1/379) وقال المحققون : إسناده حسن .
وسبق التوسع أيضا في تقرير ذلك في جواب السؤال رقم (13713) (45563)
ثانيا :
لا بدَّ أن نعلم أن الصحابة رضي الله عنهم ليسوا بمعصومين ، وهذا هو مذهبُ أهل السنة والجماعة ، وإنما هم بشرٌ يجوزُ عليهم ما يجوز على غيرهم .
وما صدر من بعضهم من المعاصي أو الأخطاء ، فهو إلى جانبِ شرفِ الصحبة وفضلِها مُغْتَفَرٌ ومَعْفُوٌّ عن صاحبه ، والحسناتِ يُذْهِبْنَ السيئات ، ومقامُ أَحَدِ الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم لحظة من اللحظات في سبيل هذا الدين لا يعدلها شيء .
يقول شيخ الإسلام رحمه الله : " وأهل السنة تحسن القول فيهم وتترحم عليهم وتستغفر لهم ، لكن لا يعتقدون العصمة من الإقرار على الذنوب وعلى الخطأ في الاجتهاد إلا لرسول الله ، ومن سواه فيجوز عليه الإقرار على الذنب والخطأ ، لكن هم كما قال تعالى : ( أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ ) الاحقاف/16 الآية ، وفضائل الأعمال إنما هي بنتائجها وعواقبها لا بصورها " [ مجموع الفتاوي 4/434 ] .
وقد قرر ذلك الكتاب والسنة في أكثر من موقف :
فقد تجاوزَ الله سبحانه وتعالى عمن تولى يوم أُحُدٍ من الصحابة ، فقال سبحانه وتعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ وَلَقَدْ عَفَا اللّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ) آل عمران/155
ولما أذنب بعض الصحابة حين أخبر قريشا بمقدم النبي صلى الله عليه وسلم بالجيش عام الفتح ، وهَمَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقتله ، قال صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّهُ قَد شَهِدَ بَدرًا ، وَمَا يُدرِيكَ ؟ لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ عَلَى أَهلِ بَدرٍ فَقَالَ : اعمَلُوا مَا شِئتُم ، فَقَد غَفَرتُ لَكُم ) رواه البخاري ومسلم (2494)
وغير ذلك من المواقف التي وقع فيها بعض الصحابة بالمعصية والذنب ، ثم عفا الله تعالى عنهم ، وغفرها لهم ، مما يدل على أنهم يستحقون الفضل والشرف ، وأنه لا يقدح في ذلك شيء مما وقعوا فيه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم أو بعد وفاته ، فإن الآيات السابقة في فضلهم وتبشيرهم بالجنة ، أخبار لا ينسخها شيء .