Iori
08 / 03 / 2011, 33 : 01 AM
أرق التحايا للجميع
أرجو من الله عز وجل أن يكون الجميع بخير وعافية
http://www.b44u.com/files/10961.jpg
يذكرون اسمه فيقول الجميع: أخ ليتنا نستطيع قتله
ويقول البعض: اف منه، إنه شرير حقير
بالرغم من ادائه لبعض الأدوار الخيّرة إلا ان الجميع يكرهه حقا
غريبة ان يجتمع جمهور غفير بتباين الأذواق على كراهيته واحتقاره
لا أحد يحبه وفي ذات الوقت لا ينكرون عبقريته وتجسيده الشخصية بكل جوانبها القذرة
كم تمنى البعض الانتقام منه
وتمنى الآخر ان يذيقه الويل انتقاما لمن عذبهم من الابطال في افلامه
وفرك البعض يديه تحمسا لما سيفعله به حينما يقع بين يديه
من منا يجهل جبار سينغ Gabbar Singh ومافعله بابطال فيلم Sholay؟
عن أمجد خان Amjad Khan أحد عمالقة السينما الهندية أحكي
وأرجو ان يكون حديثي مستحقا لوقتكم
عند قبره أقف واتأمل.. شاهد القبر وماكُتب عليه
أعود أدراجي وأجد رجلا عجوزا ينبئ وجهه عن خبرات وذكريات.. كان ممن عاصروا بدايات السينما الهندية فسألته أن يحدثني بما يعرف عن هذا العملاق الذي جلب على رأسه دعوات الويل وكراهية الجميع بسبب تقمصه المتقن للشخصيات التي يؤديها
http://4.bp.blogspot.com/_bHlRJ_L3-6o/TUk2po0ehxI/AAAAAAAABZA/dUb343ySHsY/s400/2dvsx03.jpg
البطاقة الشخصية
الاسم: أمجد خان Amjad Khan अमजद ख़ान
تاريخ الميلاد: 12 نوفمبر 1940 مـ
مكان الميلاد: حيدر-آباد Hyderabad، آندرا براديش Andhra Pradesh، الهند
الديانة: مسلم
لون العينين: بني
الطول: 6.1 -حوالي 185 سم-
تاريخ الوفاة: 27 يوليو 1993 مـ
مكان الوفاة: مومبي، مهاراشترا Maharashtra، الهند
المهنة: ممثل، مخرج -قدم أكثر من 130 فيلما-
العائلة: الأب: ممثل مشهور هو جايانت Jayant
الأخوة: امتياز خان Imtiaz Khan
عناية خان Inayat Khan
الزوجة: شيلا خان Sheila Khan
الأبناء: ولدين: شاداب خان Shadaab Khan -مثل في بعض الأفلام-
سيماب خان Seemaab Khan - آخر العنقود-
ابنة: أحلام خان Ahlam Khan
أشهر مقولاته التي يرددها عشاقه: Arre O' Sambha, Kitne Aadmi the؟
وتعني -كما يعرف الجميع-: كم رجلا كان هناك ياسامبا؟
حكاية أمجد خان كما رواها الرجل العجوز، فلنصغ معا:
ولد أمجد لأبوين مسلمين من Ghazni في افغانستان، بدأ بالتمثيل منذ أن كان مراهقا في سن السابعة عشرة في فيلم Ab Dili Dur Nahin
أتم دراسته الثانوية في مدرسة St Theresa وانضم لكلية R D National College في بندرا وعُين في منصب السكرتير العام للكلية وهو أعلى منصب لا يناله إلا الطلبة المنتخبين بعناية من قبل مجلس الطلبة -كان رئيس مجلس الطلبة بالمناسبة- وكان قد اكتسب سمعة حسنة لها وزنها وكان الكل يلقبه dada وكان محط احترام من الجميع وخوف من البعض..
كان يعشق المسرح ورغب ان ينضم لعالم المسرح ليصبح ممثلا مسرحيا لكن خط السير تغير بشكل غير متوقع ليحط رحاله في عالم صناعة الأفلام الهندية وليحلق كنسر واثق من نفسه في سماءها بكل قوة فانطلق اولا مع فيلم Ab Dili Dur Nahin عام 1957 مـ
بعدها رافق كي. آصف K.Asif - مخرج ومنتج بارع- في فيلم Love and God في اواخر الستينات على ان هذا الفيلم وبعض الأفلام الأخرى التي تعاونا فيها لم تظهر لعدم اكتمالها بعد موت المخرج عام 1971 مـ لكن فيلم Love and God تم إطلاقه عام 1986 مـ بعد ان ظل حبيس الأدراج..
حلق بعدها أمجد مع فيلم Hindustan Ki Kasam عام 1973 مـ وأخيرا يسكن النسر في مكانه المتوقع عاليا فوق الجبل العظيم حينما لعب دور جبار سينغ Gabbar Singh في الفيلم الشهير شولاي -الشعلة- Sholay الذي كتبه الاستاذ المبدع سليم خان Salim Khan بالتعاون مع المبدع جافيد أختر Javed Akhtar
لقد تمت تهيئة أمجد بشكل مذهل للدور فقد مُنح كتاب Abhishapth Chambal وهو كتاب عن حياة اللصوص وطباعهم وما إلى ذلك قام بتأليفه تارون كومار بادوري Taroon Kumar Bhaduri -والد الممثلة جايا بادوري Jaya Bhaduri- هذا الفيلم كان بحق تثبيتا لنجوميته وعبقريته واعتبره الكثيرون حتى اليوم الشر المطلق الذي تم تصويره لأول مرة ببراعة مشتركة بين الممثل والكاتبين.. لقد صور أمجد بكل إتقان الشر الخام دون اي لون آخر ودون اي مشاعر قد تختلط.. إنه الشر المخيف والذي يقتل بمجرد ظهوره.. أمجد حاز شرف السبق في تصوير هذه الشخصية العبقرية الشريرة حتى ان جميع النقاد قالوا: ان أشرار السينما الهندية كلهم خرجوا من تحت عباءة أمجد لكنهم أقل منه برغم توحشهم.. إنه الشر الذي لا يبرر شروره ولا غطرسته ولا افعاله.. شر نقي يمشي ويقتل ويخيف.. أصبح أمجد ولنقل شخصية جبار شخصية حقيقية بنظر الجميع، لها افعالها وسلوكها الخاص، طريقة نظرتها للأمور، تفكيرها، سخريتها ومن ذلك الوقت بدأ الكتاب يضعون في الشخصيات الشريرة هذا المزيج لكنه لم يظهر ابدا بتلك الصورة الآسرة كما ظهر بها أمجد..
شولاي أصبح فيلما مطلوبا بقوة وحاز لقب blockbuster وصعد بجميع ابطاله للقمة لكن أمجد وحده من حاز الأضواء والشهرة أكثر من غيره مهما قال الآخرون فحوله فقط يتحلق اكثر الصحفيين وحوله فقط تدور الأنظار برغم من ظهوره مع ابطال الفيلم الآخرين فإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على عبقريته المطلقة وادائه المبهر وكان الجميع يستغرب لباقته وهدوءه وحواره العالي واختياره الجيد لكلماته ووزنه لما يقول مما يتعارض مع شخصيته الطاغية في الفيلم الشهير، الكل يناديه باسمه في الفيلم وأصبح الاسم علامة تجارية فارقة خاصة به..
وربما يكن من الغريب ان نعلم أن هناك إعلانا تجاريا حقق ارباحا هائلة باستخدام الشرير لأول مرة في إعلان ما عن بسكويت Britannia Glucose Biscuits، حمل الإعلان جملة شهيرة يقولها أمجد: Gabbar Ki Asli Pasand، لقد جن جنون الجماهير بهذا الرجل برغم كل شيء..
بعد هذا الفيلم الأسطوري، أمجد أصبح علامة لا يُستهان بها ووجوده يعني ان شرير الفيلم لن يكون سهلا ومغفلا ويُهزم بسهولة كما جرت العادة بل هو شرير خبيث، ماكر، ذكي، لعوب وداهية.. هكذا قدم أمجد الأدوار الشريرة في الأفلام التالية لشولاي وكلها جسدها ببراعة في الفترة بين السبعينات والثمانينات وبداية التسعينات قبل موته.. وقد تباينت الشخصيات الشريرة بين عم حقود ورئيس عصابة ولص محترف مختص بالبنوك وما إلى ذلك.. كلها ضمت أفكارا مذهلة في وضع الخطط وخداع الشرطة واللعب باعصابهم وغالبا مايكون بطل الافلام هو أمتياب حيث يمثل الخير دوما وأمجد يوازن الكفة بل يزيد الكفة الأخرى ثقلا بلعبه دور الشرير..
بعيدا عن الشر المجسد الذي قدمه أمجد فإنه قدم أدوارا غير متوقعة كالرجل التائب بعد استهتاره واعترافه بابنه الذي انجبه من علاقة في فيلم Laawaris ، وفيلم Shatranj Ke Khiladi الذي نال عليه ثناء طيبا ونقدا بناء حيث قام بلعب دور الحاكم اليائس السائر خلف الأوهام فحسب حتى تقع مملكته تحت تهديد الاحتلال من دولة بريطانيا..
وكان له دورا رائعا آخر في فيلم Yaarana حيث كان الصديق الحميم لأميتاب وظهر ايضا بدور مذهل في فيلم Utsav حيث جسد شخصية Vatsayana كاتب الـ Kama Sutra.. بعدها رأيناه في فيلم The Perfect Murder بشخصية الدون الرهيب..
لدهشة الجميع وجدوه بدور كوميدي وشخصية مضحكة في مجموعة أفلام منها: Qurbani، Love Story واخيرا Chameli Ki Shaadi وفي كلها كان كعادته متألقا مبدعا كما عرفه جمهوره وكي يُدهش الجميع ويثير حيرتهم قام بإعادة دوره الشهير جبار سينغ في فيلم ساخر ومحاكي لفيلم شولاي بعنوان Ramgarh Ke Sholay الذي ضم رجلين شبيهين للغاية بأميتاب وديف اناند..
بعدها قاد مغامرة التمثيل ليحط في خط الإخراج وغامر بإخراج بعض الأفلام في الثمانينات ومثل في بعضها مثل فيلم Chor Police الناجح وفيلم Ameer Aadmi Gareeb Aadmi ولو تأملنا العنوان مليا لمر بذاكرتنا ثيم مماثل للقصة التي تبادل فيها فتى فقير وفتى غني الأماكن لشدة الشبه بينهما رغبة من كليهما باكتشاف حياة الآخر.. لكن للأسف لم يُحقق الفيلم نجاحا كبيرا كما توقع له الجميع..
شريرنا لم يكن عاديا مطلقا فقد نال منصب رئيس نقابة الممثلين بكل جدارة وكان محط الثقة والإحترام من جميع العاملين في مجال صناعة الأفلام الهندية وكان يتدخل لفض النزاعات والإختلافات ويُصلح بين الاطراف المتخاصمة بكل لباقة وأدب وإن كانت هناك حادثة يذكرها الجميع فهي ولا شك حادثة الممثلة دمبل كاباديا Dimple Kapadia التي وافقت على لعب دور الأم في أحد الأفلام ثم انسحبت فقط ليقاطعها الجميع ويرفضوا تقديم أي عرض لها، أمجد وحده كان اول من وقف بصفها وأعاد لها حقوقها واحترامها وأثبت للكل ان عالم صناعة الأفلام لا يعني المصالح فحسب فالممثل انسان قبل كل شي يتعرض لضغوط ومصاعب عديدة تجبره احيانا على مالايريد فعله وعلى الكل التضامن معه وفهم ظروفه بدلا من نفيه والإعراض عنه..
يبدو ان قصة الشرير في طريقها للنهاية، عام 1986 كاد أمجد ان يلقى حتفه في حادث مؤلم حينما كان يحاول تلافي الاصطدام بشاحنة فقط ليجد نفسه مصطدما بالأشجار..
ولأنه -كما يبدو- كان يتعالج من إدمان مخدرات -كما قيل عنه- تسببت له الأدوية بزيادة ملحوظة وقاسية في وزنه وأصبح العلاج متأخرا ولم يعرف الأطباء كيف يمكنهم تخفيف وزنه او استبدال الأدوية بأخرى لا تضره كما فعلت هذه..
استقر أمجد في المستشفى ولفظ انفاسه الأخيرة كي تعود الروح لبارئها بعد صراع عنيف مع قلبه الذي لم يحتمل ما ألم بذاك الجسد، كان عمره آنذاك 51 عاما..
بعد موته نعاه جمهوره الغفير وتحلق الكل حول المستشفى ومنزله ليتم تشييعه لمنزله الأخير حسب التقاليد الاسلامية وقد سار موكب الجنازة عابرا بمنزل النجم في تلة بالي Pali Hill وحتى مقبرة المسلمين في شرق بندرا.. حضر جنازته جميع العاملين في صناعة الافلام الهندية وكان حدثا حزينا بحق.. فلن ير الجمهور بعد اليوم الشرير المتغطرس جبار سينغ.. وكتكريم له من قبل زملاء المهنة قام الكل بتقديم الأفلام التي أكمل تمثيلها قبل موته للجمهور ليلقوا النظرة الأخيرة على الشرير الذي احبوه وكرهوه في آن معا وليشهد الجميع بعبقريته دوما..
هكذا انتهت حكاية الرجل العجوز عن أمجد بحق، لقد ابكاني بحق، فما تخيلت أن هذا العبقري الشرير يحمل معه الآما وأحزانا، لقد فاتني أن الحظ ماقاله لرفاقه وللعالم أجمع ان الممثل هو انسان لديه مصاعب ومتاعب ايضا
كم أنا آسفة وحزينة بحق
انتهت حكاية الرجل العجوز ومعه انتهى موضوعي
آمل ألا تضيع دقائق القراءة عبثا
حقوق الموضوع والترجمة محفوظة لـ.. إيوري
المصدر وللإطلاع على قائمة الأفلام (http://en.wikipedia.org/wiki/Amjad_Khan)
المصدر الآخر (http://www.flixster.com/actor/amjad-khan)
دمتم بألف خير
أرجو من الله عز وجل أن يكون الجميع بخير وعافية
http://www.b44u.com/files/10961.jpg
يذكرون اسمه فيقول الجميع: أخ ليتنا نستطيع قتله
ويقول البعض: اف منه، إنه شرير حقير
بالرغم من ادائه لبعض الأدوار الخيّرة إلا ان الجميع يكرهه حقا
غريبة ان يجتمع جمهور غفير بتباين الأذواق على كراهيته واحتقاره
لا أحد يحبه وفي ذات الوقت لا ينكرون عبقريته وتجسيده الشخصية بكل جوانبها القذرة
كم تمنى البعض الانتقام منه
وتمنى الآخر ان يذيقه الويل انتقاما لمن عذبهم من الابطال في افلامه
وفرك البعض يديه تحمسا لما سيفعله به حينما يقع بين يديه
من منا يجهل جبار سينغ Gabbar Singh ومافعله بابطال فيلم Sholay؟
عن أمجد خان Amjad Khan أحد عمالقة السينما الهندية أحكي
وأرجو ان يكون حديثي مستحقا لوقتكم
عند قبره أقف واتأمل.. شاهد القبر وماكُتب عليه
أعود أدراجي وأجد رجلا عجوزا ينبئ وجهه عن خبرات وذكريات.. كان ممن عاصروا بدايات السينما الهندية فسألته أن يحدثني بما يعرف عن هذا العملاق الذي جلب على رأسه دعوات الويل وكراهية الجميع بسبب تقمصه المتقن للشخصيات التي يؤديها
http://4.bp.blogspot.com/_bHlRJ_L3-6o/TUk2po0ehxI/AAAAAAAABZA/dUb343ySHsY/s400/2dvsx03.jpg
البطاقة الشخصية
الاسم: أمجد خان Amjad Khan अमजद ख़ान
تاريخ الميلاد: 12 نوفمبر 1940 مـ
مكان الميلاد: حيدر-آباد Hyderabad، آندرا براديش Andhra Pradesh، الهند
الديانة: مسلم
لون العينين: بني
الطول: 6.1 -حوالي 185 سم-
تاريخ الوفاة: 27 يوليو 1993 مـ
مكان الوفاة: مومبي، مهاراشترا Maharashtra، الهند
المهنة: ممثل، مخرج -قدم أكثر من 130 فيلما-
العائلة: الأب: ممثل مشهور هو جايانت Jayant
الأخوة: امتياز خان Imtiaz Khan
عناية خان Inayat Khan
الزوجة: شيلا خان Sheila Khan
الأبناء: ولدين: شاداب خان Shadaab Khan -مثل في بعض الأفلام-
سيماب خان Seemaab Khan - آخر العنقود-
ابنة: أحلام خان Ahlam Khan
أشهر مقولاته التي يرددها عشاقه: Arre O' Sambha, Kitne Aadmi the؟
وتعني -كما يعرف الجميع-: كم رجلا كان هناك ياسامبا؟
حكاية أمجد خان كما رواها الرجل العجوز، فلنصغ معا:
ولد أمجد لأبوين مسلمين من Ghazni في افغانستان، بدأ بالتمثيل منذ أن كان مراهقا في سن السابعة عشرة في فيلم Ab Dili Dur Nahin
أتم دراسته الثانوية في مدرسة St Theresa وانضم لكلية R D National College في بندرا وعُين في منصب السكرتير العام للكلية وهو أعلى منصب لا يناله إلا الطلبة المنتخبين بعناية من قبل مجلس الطلبة -كان رئيس مجلس الطلبة بالمناسبة- وكان قد اكتسب سمعة حسنة لها وزنها وكان الكل يلقبه dada وكان محط احترام من الجميع وخوف من البعض..
كان يعشق المسرح ورغب ان ينضم لعالم المسرح ليصبح ممثلا مسرحيا لكن خط السير تغير بشكل غير متوقع ليحط رحاله في عالم صناعة الأفلام الهندية وليحلق كنسر واثق من نفسه في سماءها بكل قوة فانطلق اولا مع فيلم Ab Dili Dur Nahin عام 1957 مـ
بعدها رافق كي. آصف K.Asif - مخرج ومنتج بارع- في فيلم Love and God في اواخر الستينات على ان هذا الفيلم وبعض الأفلام الأخرى التي تعاونا فيها لم تظهر لعدم اكتمالها بعد موت المخرج عام 1971 مـ لكن فيلم Love and God تم إطلاقه عام 1986 مـ بعد ان ظل حبيس الأدراج..
حلق بعدها أمجد مع فيلم Hindustan Ki Kasam عام 1973 مـ وأخيرا يسكن النسر في مكانه المتوقع عاليا فوق الجبل العظيم حينما لعب دور جبار سينغ Gabbar Singh في الفيلم الشهير شولاي -الشعلة- Sholay الذي كتبه الاستاذ المبدع سليم خان Salim Khan بالتعاون مع المبدع جافيد أختر Javed Akhtar
لقد تمت تهيئة أمجد بشكل مذهل للدور فقد مُنح كتاب Abhishapth Chambal وهو كتاب عن حياة اللصوص وطباعهم وما إلى ذلك قام بتأليفه تارون كومار بادوري Taroon Kumar Bhaduri -والد الممثلة جايا بادوري Jaya Bhaduri- هذا الفيلم كان بحق تثبيتا لنجوميته وعبقريته واعتبره الكثيرون حتى اليوم الشر المطلق الذي تم تصويره لأول مرة ببراعة مشتركة بين الممثل والكاتبين.. لقد صور أمجد بكل إتقان الشر الخام دون اي لون آخر ودون اي مشاعر قد تختلط.. إنه الشر المخيف والذي يقتل بمجرد ظهوره.. أمجد حاز شرف السبق في تصوير هذه الشخصية العبقرية الشريرة حتى ان جميع النقاد قالوا: ان أشرار السينما الهندية كلهم خرجوا من تحت عباءة أمجد لكنهم أقل منه برغم توحشهم.. إنه الشر الذي لا يبرر شروره ولا غطرسته ولا افعاله.. شر نقي يمشي ويقتل ويخيف.. أصبح أمجد ولنقل شخصية جبار شخصية حقيقية بنظر الجميع، لها افعالها وسلوكها الخاص، طريقة نظرتها للأمور، تفكيرها، سخريتها ومن ذلك الوقت بدأ الكتاب يضعون في الشخصيات الشريرة هذا المزيج لكنه لم يظهر ابدا بتلك الصورة الآسرة كما ظهر بها أمجد..
شولاي أصبح فيلما مطلوبا بقوة وحاز لقب blockbuster وصعد بجميع ابطاله للقمة لكن أمجد وحده من حاز الأضواء والشهرة أكثر من غيره مهما قال الآخرون فحوله فقط يتحلق اكثر الصحفيين وحوله فقط تدور الأنظار برغم من ظهوره مع ابطال الفيلم الآخرين فإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على عبقريته المطلقة وادائه المبهر وكان الجميع يستغرب لباقته وهدوءه وحواره العالي واختياره الجيد لكلماته ووزنه لما يقول مما يتعارض مع شخصيته الطاغية في الفيلم الشهير، الكل يناديه باسمه في الفيلم وأصبح الاسم علامة تجارية فارقة خاصة به..
وربما يكن من الغريب ان نعلم أن هناك إعلانا تجاريا حقق ارباحا هائلة باستخدام الشرير لأول مرة في إعلان ما عن بسكويت Britannia Glucose Biscuits، حمل الإعلان جملة شهيرة يقولها أمجد: Gabbar Ki Asli Pasand، لقد جن جنون الجماهير بهذا الرجل برغم كل شيء..
بعد هذا الفيلم الأسطوري، أمجد أصبح علامة لا يُستهان بها ووجوده يعني ان شرير الفيلم لن يكون سهلا ومغفلا ويُهزم بسهولة كما جرت العادة بل هو شرير خبيث، ماكر، ذكي، لعوب وداهية.. هكذا قدم أمجد الأدوار الشريرة في الأفلام التالية لشولاي وكلها جسدها ببراعة في الفترة بين السبعينات والثمانينات وبداية التسعينات قبل موته.. وقد تباينت الشخصيات الشريرة بين عم حقود ورئيس عصابة ولص محترف مختص بالبنوك وما إلى ذلك.. كلها ضمت أفكارا مذهلة في وضع الخطط وخداع الشرطة واللعب باعصابهم وغالبا مايكون بطل الافلام هو أمتياب حيث يمثل الخير دوما وأمجد يوازن الكفة بل يزيد الكفة الأخرى ثقلا بلعبه دور الشرير..
بعيدا عن الشر المجسد الذي قدمه أمجد فإنه قدم أدوارا غير متوقعة كالرجل التائب بعد استهتاره واعترافه بابنه الذي انجبه من علاقة في فيلم Laawaris ، وفيلم Shatranj Ke Khiladi الذي نال عليه ثناء طيبا ونقدا بناء حيث قام بلعب دور الحاكم اليائس السائر خلف الأوهام فحسب حتى تقع مملكته تحت تهديد الاحتلال من دولة بريطانيا..
وكان له دورا رائعا آخر في فيلم Yaarana حيث كان الصديق الحميم لأميتاب وظهر ايضا بدور مذهل في فيلم Utsav حيث جسد شخصية Vatsayana كاتب الـ Kama Sutra.. بعدها رأيناه في فيلم The Perfect Murder بشخصية الدون الرهيب..
لدهشة الجميع وجدوه بدور كوميدي وشخصية مضحكة في مجموعة أفلام منها: Qurbani، Love Story واخيرا Chameli Ki Shaadi وفي كلها كان كعادته متألقا مبدعا كما عرفه جمهوره وكي يُدهش الجميع ويثير حيرتهم قام بإعادة دوره الشهير جبار سينغ في فيلم ساخر ومحاكي لفيلم شولاي بعنوان Ramgarh Ke Sholay الذي ضم رجلين شبيهين للغاية بأميتاب وديف اناند..
بعدها قاد مغامرة التمثيل ليحط في خط الإخراج وغامر بإخراج بعض الأفلام في الثمانينات ومثل في بعضها مثل فيلم Chor Police الناجح وفيلم Ameer Aadmi Gareeb Aadmi ولو تأملنا العنوان مليا لمر بذاكرتنا ثيم مماثل للقصة التي تبادل فيها فتى فقير وفتى غني الأماكن لشدة الشبه بينهما رغبة من كليهما باكتشاف حياة الآخر.. لكن للأسف لم يُحقق الفيلم نجاحا كبيرا كما توقع له الجميع..
شريرنا لم يكن عاديا مطلقا فقد نال منصب رئيس نقابة الممثلين بكل جدارة وكان محط الثقة والإحترام من جميع العاملين في مجال صناعة الأفلام الهندية وكان يتدخل لفض النزاعات والإختلافات ويُصلح بين الاطراف المتخاصمة بكل لباقة وأدب وإن كانت هناك حادثة يذكرها الجميع فهي ولا شك حادثة الممثلة دمبل كاباديا Dimple Kapadia التي وافقت على لعب دور الأم في أحد الأفلام ثم انسحبت فقط ليقاطعها الجميع ويرفضوا تقديم أي عرض لها، أمجد وحده كان اول من وقف بصفها وأعاد لها حقوقها واحترامها وأثبت للكل ان عالم صناعة الأفلام لا يعني المصالح فحسب فالممثل انسان قبل كل شي يتعرض لضغوط ومصاعب عديدة تجبره احيانا على مالايريد فعله وعلى الكل التضامن معه وفهم ظروفه بدلا من نفيه والإعراض عنه..
يبدو ان قصة الشرير في طريقها للنهاية، عام 1986 كاد أمجد ان يلقى حتفه في حادث مؤلم حينما كان يحاول تلافي الاصطدام بشاحنة فقط ليجد نفسه مصطدما بالأشجار..
ولأنه -كما يبدو- كان يتعالج من إدمان مخدرات -كما قيل عنه- تسببت له الأدوية بزيادة ملحوظة وقاسية في وزنه وأصبح العلاج متأخرا ولم يعرف الأطباء كيف يمكنهم تخفيف وزنه او استبدال الأدوية بأخرى لا تضره كما فعلت هذه..
استقر أمجد في المستشفى ولفظ انفاسه الأخيرة كي تعود الروح لبارئها بعد صراع عنيف مع قلبه الذي لم يحتمل ما ألم بذاك الجسد، كان عمره آنذاك 51 عاما..
بعد موته نعاه جمهوره الغفير وتحلق الكل حول المستشفى ومنزله ليتم تشييعه لمنزله الأخير حسب التقاليد الاسلامية وقد سار موكب الجنازة عابرا بمنزل النجم في تلة بالي Pali Hill وحتى مقبرة المسلمين في شرق بندرا.. حضر جنازته جميع العاملين في صناعة الافلام الهندية وكان حدثا حزينا بحق.. فلن ير الجمهور بعد اليوم الشرير المتغطرس جبار سينغ.. وكتكريم له من قبل زملاء المهنة قام الكل بتقديم الأفلام التي أكمل تمثيلها قبل موته للجمهور ليلقوا النظرة الأخيرة على الشرير الذي احبوه وكرهوه في آن معا وليشهد الجميع بعبقريته دوما..
هكذا انتهت حكاية الرجل العجوز عن أمجد بحق، لقد ابكاني بحق، فما تخيلت أن هذا العبقري الشرير يحمل معه الآما وأحزانا، لقد فاتني أن الحظ ماقاله لرفاقه وللعالم أجمع ان الممثل هو انسان لديه مصاعب ومتاعب ايضا
كم أنا آسفة وحزينة بحق
انتهت حكاية الرجل العجوز ومعه انتهى موضوعي
آمل ألا تضيع دقائق القراءة عبثا
حقوق الموضوع والترجمة محفوظة لـ.. إيوري
المصدر وللإطلاع على قائمة الأفلام (http://en.wikipedia.org/wiki/Amjad_Khan)
المصدر الآخر (http://www.flixster.com/actor/amjad-khan)
دمتم بألف خير