أمير خان
23 / 08 / 2006, 08 : 02 AM
AAMIR & KAJOL
FANAA FOR YOU
http://www.up07.com/upload-9/wh_848646106.jpg
أمير خان يحضر متأخرا إلى المكان الذي خصص مسبقا لمقابلته التلفزيونية مع الممثلة الهندية التي شاركته البطولة في الفيلم الأسطوري الذي أصبح كالتحفة الخالدة – فنا – ألا و هي الفنانة و النجمة كاجول .
في لحظة دخول أمير خان و كاجول إلى الأستوديو يحصل عناق بينه و بينها من على المنصة بدلا من المصافحة بالأيدي كما هي عادة الممثلين في بولييود ، ثم يجلسان كل منهما على كرسيه متقابلان وجها لوجه في سابقة ليس لها مثيل و لأول مرة ، و تنور المكان كشافات ملونة من فوق رؤوسهم مما تعطي الجو انطباع بهيج بأهمية هذه المقابلة التاريخية التي نالت على إعجاب و اهتمام عشاق كل أمير و كاجول .
http://www.up07.com/upload-9/wh_662660584.jpg http://www.up07.com/upload-9/wh_607745552.jpg
و تحت هذه الأضواء في المسرح يعتذر أمير خان قبل بدء الحوار بينه و بين كاجول عن تأخره بالحضور عن الموعد ، ثم يبدأ النقاش الساخن و الصريح مباشرة بمبادرة أمير خان بطرح تساؤله إلى كاجول :
أمير : ما اسمك الحقيقي ؟ ( كاجل ) أم ( كاجول ) !!
كاجول : ( كاجول ) .......
أمير يستغرب ، و ذلك لأنه دائما يسمع الناس ينادونها بـــــ ( كاجل ) و ليس ( كاجول ) ، كاجول تضحك و تنفي أن يكون اسمها ( كاجل ) و تؤكد أنها تحب أن يخاطبها الناس باسم ( كاجول ) فهذا هو الأفضل و الأهم بالنسبة إليها .
ثم تستأنف المحاورة و يتحدث أمير خان و يقول :
أن الشيء الوحيد الذي جعله متحمسا للمضي قدما في العمل الفني في الآونة الأخيرة و محاولته بذل كل جهوده قدر الإمكان من أجل إخراج فيلم متكامل و متناسق مثل فيلم فنا هو وجود شخصية مميزة و بدون شك هي شخصية كاجول حيث أن وجودها بجانبه لمشاركته بطولة الفيلم منحه دفعا معنويا لا سأم معه لإنجاز هذا الفيلم بالرغم من ما يحمله مثل هذا الإنتاج من صبر و روية و تأني لا حدود لمن لديه الاستعداد لتحمل مثل هذا الثقل أو العبء .
و هنا تتدخل كاجول بمحاولة للتعليق على كلامه فيقاطعها و يستطرد أمير خان و يواصل حديثه :
أنه من وجهة نظرته الشخصية فهو لا يرى أي أحدا يمكنه أن يجسد أو بتعبير أصح أنه لا يوجد من يمكنه أن يؤدي دور ( زوني ) في فيلم فنا غير كاجول نفسها ، فإن كاجول وحدها هي من يستطيع أن يقوم بهذا الدور خير قيام فهي من يمكنها أن تجسد دور ( زوني ) بصورته الصحيحة ، فكأن فيلم فنا قد تم حبكته و رسم أدواره ليتناسب مع طبيعة دور كاجول و تصرفاتها الحقيقة مما يسمح لها أن تصب موهبتها التمثيلية مثل القالب في دور ( زوني ) بالفيلم .
http://www.up07.com/upload-9/wh_593985558.jpg
ثم يبدي أمير خان إعجابه بدور ( زوني ) و يصرح بنجاح كاجول الكاسح في أداء و تمثيل هذا الدور الصعب و تجسيده ليخرج إلى الجمهور بهذه الصورة المبهرة ، و يقول :
أن نجاح كاجول هو ما جعل الفيلم مكتملا بجميع عناصره و هذا ما أدى بالتالي إلى زيادة درجة القوة و التأثير لدى المشاهد ، كما أن ذلك هو ما يكفيه فخرا من أجل لعب دور ( ريهان ) بالفيلم .
كاجول تغض طرفها خجلا و تقول :
أشكرك على هذا المديح و الإطراء .
أمير : أنه لم يكن ليتخيل أو يتصور أن يحين له الوقت لمشاركة كاجول معه لعمل مثل هذا الفيلم الأسطوري و خاصة بعد ابتعاد كاجول عن الساحة الفنية بما يزيد عن الخمس سنوات حيث كان آخر أفلامها و الذي فعل ضربته هو ( كابي خوشي كابي غم ) ، فقد كان من غير المتوقع له أن تأتي كاجول مرة أخرى و بنفس القوة لتعمل فيلم تترك له بصمته بشهادة النقاد على النجاح الكاسح ، كما أنه من غير المترقب فانه قد تفاجأ بأن يشهد فيلم فنا أعلى حضور جماهيري بتاريخ السينما الهندية .
http://www.rreyhani.net/blog/upload/2006/05/khabi%20khushi.JPG
و هنا يعترف أمير خان بأحد أسراره التي ظل يكتمها في قلبه الدفين منذ سنين حيث يشير إلى كلام خطير :
أنه لم يكن يرغب بأن ينتج له فيلم يحكى عنه من قبل الناس و الجمهور أو يحقق أعلى الإيرادات في شباك التذاكر بدور السينما العالمية إلا مع النجمة كاجول .
http://www.up07.com/upload-9/wh_207559431.JPG
كاجول تتساءل و تستفسر منه : و لم ذلك ؟
و يكشف أمير خان سر أمنيته الدفينة هذه بقوله :
أنه قد توصل إلى هذا الاستنتاج من خلال متابعته لتاريخ الأفلام التي ظهرت فيها كاجول بدور البطولة ، و أنه من خلال ملاحظته الذاتية لها و تقييمه لدورها و تمثيلها لمختلف الأدوار و الشخصيات التي قامت بأدائها فإنه قد توصل إلى الحكم على مستوى فنها و موهبتها الفريدة و أنه قد أشاد منذ فترة بمقامها الرفيع في بولييود و مكانتها من بين الممثلات الأخريات فلم تستطع أي منهن أن تحقق مقدار ما حققته كاجول لنفسها ، فهي قد حازت على الجوائز بكل جدارة و إستحقاق كما أنها قد نالت بجهودها الفردية إعجاب الجمهور بل جميع النقاد و اكتسبت شعبية كبيرة من الناس بسبب أعمالها المتميزة و المشهودة .
كاجول : شكرا … شكرا … شكرا
أمير خان يعلن هنا بعد كل ما تحدث عنه في هذه المقابلة بأنه من دواعي سروره أن يكون له كل الشرف بمشاركة كاجول إياه في بطولة فيلم فنا و يقول :
أنني سعيد جدا و لا يمكنني أن أوصف لك مدى سعادتي لوقوفك أمامي أثناء التصوير لهذا الفيلم ، و كم شعرت للحظة بأنني قد بلغت أخيرا لتحقيق آمالي و أهدافي بالتمثيل معاك و خصوصا في فيلم متكامل من جميع الجهات و الجوانب كفيلم فنا خاصة طالما أنني دائما ما كنت أشيد بأدائك الممتاز و تمثيلك المتميز عن الآخرين .
كاجول : أشكرك كثيرا كثيرا جدا .. شكرا شكرا
http://www.up07.com/upload-9/wh_547497080.jpg
و الآن كاجول تمدح و تثني على أمير خان و على أداؤه الرائع في السينما الهندية و تتطرق في كلامها بالقول :
أنها كانت في السابق عندما تشاهد أي فيلم من أفلام أمير خان – و تؤكد بأنها أيضا من المتابعين المشغوفين بكل ما يستجد من أعمال لأمير خان بسبب شهرته العالية الصيت آنذاك – فقد كانت تلاحظ أن أمير خان – بدون مجاملة – و أعترف لك بأن أدائك كان ما يثير الدهشة بي منذ أول لقطة بظهورك في الفيلم و حتى آخر الفيلم و أؤكد لك بتعبير آخر بأن دورك كله عجيب و عجيب بكل ما تحمله الكلمة من معنى و بمعنى آخر أحب أن أبيّن لك و ألفت انتباهك إلى أن من يشاهدك في الأفلام لا ينفك أن يمل أو يشغل باله بشيء آخر من بداية الفيلم و حتى النهاية .
أمير : ممكن توضيح !! ما هو مبرر كلامك هذا ؟
كاجول : أعتقد يا أمير أن لديك عدة خواص مميزة و مهمة للممثل الناجح قلت ما وجدت في غيرك ، و أرى أنك تتصف بخاصية أولية تعتبر أساسية و هي عنصر جذبك للجمهور سواء كان من ناحية جمالك و وسامتك من جهة هذا بالإضافة إلى أسلوبك في التمثيل و التأثير على المشاهد في أدائك بمختلف الأدوار التي تلعبها من جهة أخرى و قصدي أن لديك مستوى عالي في تقمص الأدوار و إظهارها على أرض الواقع لتبدو كأنها حقيقية لا لبس فيها ، و هذا هو دليلي على أنك تجيد لعب مختلف الأدوار سواء كان تمثيلك أو أدائك كوميديا أو تراجيديا أو رومانسيا أو عاطفيا و ..... و ..... ألخ و كذلك لا أخفي عليك بأنه كثيرا ما شدتني مواقفك في الأكشن و الدراما و التي كانت في رأيي أكثر من رائعة و بمنتهى الكمال .
http://www.up07.com/upload-9/wh_800868786.jpg
أمير خان يشكر كاجول كثيرا على حسن حديثها و كلامها في حقه و الثناء عليه ، و يغيّر أمير خان مجرى الحديث فينتقل إلى طرح سؤال آخر على كاجول :
ــ في إعتقادك يا كاجول ماذا سيكون مستوى تأثير فيلم فنا على المشاهدين ؟
كاجول : ممكن توضيح أكثر ؟
أمير : ما هي الفكرة أو الخبرة التي يمكن أن نستلهمها من فيلم فنا و التي يمكن أن يستفيد منها الناس عند مشاهدتهم لفيلم من هذا النوع و هل سيؤثر ذلك على حياة المشاهدين ؟
كاجول : أود أن أعبر أولا عن شعوري تجاه الفيلم قبل أي إجابة فأقول بأن لدي الثقة الكاملة و المؤكدة بخصوص فيلم فنا و ما يمكن أن يحققه من نتائج مستقبلية إيجابية ، و أصرح بأنه لم يسبق لي من قبل أن بدأت في صنع فيلم بهذه الضخامة أو الأهمية ، و لدي إحساس عميق بأن فيلم فنا يمكنه أن يحقق إنجازات غير مسبوقة ، فان مثل هذا النوع من فيلم فنا قد تم العمل في إنتاجه لكي يخرج بإخراج متكامل جدا ، فانه من جانب التمثيل و الأداء من شأنه أن يصنع فيلما كبيرا و مؤثرا ، و هذا لأنه يضم في كادره أهم عمالقة الممثلين و النجوم في بولييود ، و إذا نظرنا إلى المنتج الذي يتمثل بشركة ياش راج شوبرا و المخرج كونال كاهيل كما لا ننسى المؤثرات الصوتية و الموسيقى و الأغاني الرومنسية و أيضا هناك المؤثرات البصرية و المشاهد و المناظر الخلابة التي تم اختيارها بكل عناية كما كانت عملية التصوير تجري بالاهتمام المطلوب و بدقة و بتركيز عالي من أجل تشويق المشاهدين ، فإذا كنا قد وضعنا هذه الأمور في الاعتبار أثناء تصوير الفيلم .. أمكننا ذلك أن نعطي صورة واقعية عما يمكنه أن يحققه ذلك كله من أهداف كثيرة كإيصال الفكرة المحورية التي تدور حولها أحداث الفيلم إلى أذهان الجمهور و كسب عواطفهم و تفاعلهم و اندماجهم مع أحداث الفيلم بكل تفاصيله و نتيجة لذلك فان الفيلم سيلاقي الترحيب و الإقبال المتزايد و بالتالي فاني أعتقد أن النجاح سيكون حليفا لجهودنا في سبيل عمل هذا الفيلم بشكله التكاملي .
أمير : ما هو أول انطباع حصل لك عندما شاهدتني معك أثناء تصوير فيلم فنا ؟
كاجول : اسمح لي ، لا يوجد هناك انطباع أول معين ، و لكن كل الذي حصل هناك هو أنني كنت أود أن أضع بصمتي في موقف العمل أو على أقل تقدير أن أصبغ المشهد بلوني الخاص و هذا لأني رغبت بأن أكافح كثيرا لكي أكون بمستواك أو على أقل تقدير عند حسن ظنك بي ، و هذا ما جعلني لكي أكون على استعداد دائما في العمل معك ليس فقط 100% بل 300% .
http://www.up07.com/upload-9/wh_740760724.jpg
هنا كل من أمير و كاجول يتبادلون الضحك لبرهة من الزمن ثم تستأنف كاجول تعليقها فتقول بابتسامة ساحرة :
ــ بالرغم من ذلك فقد كنت أشعر دائما بأن مجرد وجودك معي و بجانبي و أمامي في العمل الفني فإنني سأكون قادرة على التواصل المستمر بالتألق و بأنني أستطيع أن أبذل جهدي و نشاطي أكثر فأكثر .
أمير : الحقيقة أنا أيضا لقد تمتعت كثيرا بمشاركتك لي في العمل ، و صراحة أني قضيت أوقاتا ممتعة معك كانت من أجمل ساعاتي و لن أنساها في حياتي .
كاجول : عفوا .. العفو
أمير : لدي إيمان كبير بفيلم فنا ، فاني أؤمن بأن هذا النوع من الأفلام الذي قمنا بالعمل فيه سويا أنا و أنت هو المفضل لدى شريحة كبيرة من العامة أو الناس و جمهور المشاهدين سواء في بلدنا الأم الهند أو في خارجها من بلدان العالم .
كاجول : و ما نوع هذا الفيلم الذي صرحت لي الآن بأنه هو المفضل عند الأغلبية من المتابعين للأفلام ؟
أمير : هذه النوعية من الأفلام التي ما زلت للحين أؤكد بأنها هي المفضلة لدى الغالبية من الناس هي الأفلام التي تأتي على الشكل المتكامل أو الشامل في جميع عناصرها أو أجزاءها بحيث يجب أن لا يقتصر الفيلم الواحد على جانب واحد كالأكشن فقط أو أن يحتوي على جزء كبير من طول الفيلم على الرومانسية دون أن يتطرق في بعض أجزائه إلى الدراما أو الكوميديا ، فلابد أن نربط بين الأجزاء في تناسق بعضها البعض لكي يخرج الفيلم و هو يجمع بين كل العناصر و المشاعر التي تؤثر في النفس الإنسانية مثل الرقص و الموسيقى و التراجيديا و الأكشن و الكوميديا و غيرها .
يواصل أمير خان كلامه و كاجول تصغي إليه و هو يشير إلى :
أن هذه النوعية من الأفلام الجيدة و المتكاملة أي الشاملة بجميع عناصرها أو الهادفة مثل فيلم فنا هي التي يمكن المراهنة عليها لتحقيق أعلى الإيرادات بما يكفل لها النجاح الملموس على عكس الأفلام التجارية الأخرى غير الجادة التي يكون غرضها الوحيد هو مجرد الربح و لكنها دائما لا تحقق لأصحابها ما يطمحون إليه من الربح عن طريقها فلذلك فإنهم كثيرا ما عهدوا أن تتعرض أفلامهم إلى الفشل الذريع .
http://www.up07.com/upload-9/wh_209315130.gif
كاجول : عموما لقد تمتعت بالعمل معك ، و لن أنسى هذه التجربة الثمينة ما دمت على قيد الحياة ، و لكن ...... لكن !!
كاجول تبدي تذمرها بعد هذا النقاش الطويل الملل الذي بدأه أمير خان ، و بدت كأنها تريد أن تصب جام غضبها على أمير خان الذي أمطرها بوابل من الأسئلة السطحية السخيفة التي أضاعت وقت الحوار الهادف و الذي يهم الجمهور لمعرفته بالمقام الأول ...
أمير خان ينظر إلى كاجول بنظرة استغراب و لكن ملامح وجهه تظهر ضحكات سخرية يحاول أن يخفيها عن كاجول كأنه يستدرجها لكي تحاول هي أن تبادر إلى سؤاله بعدما كان هو السائل و هي المجيب ...
كاجول : و الله .. هناك علامة تعجب !! خلقت لي علامة استفهامية ( ؟ ) ، و أريد منك إعطائي إجابة تساعدني على كشف طلاسمها .
أمير : تفضلي . أنا حاضر ..
أمير يضحك و يسخر من كاجول بينما كاجول تبدو هادئة تحاول أن تستجمع قواها قبل أن تنبس شفاها بإطلاق آهاتها التي ستأتي على شكل تساؤلات موجهة إلى الخان الجالس مقابلها و هو يبدو واثقا من نفسه لإعطائها إجابات مقنعة تكشف همومها ...
كاجول : بربك قل لي ما الذي جعلك تصر على أنك تحطم نفسك على تحطيم نفسك فيني ؟؟
أمير يبتسم في وجه كاجول ، فالكلام مألوف لديه و قد سبق له إن سمعه و ردده أكثر من ألف قبل ما نقول مليون مرة في الفيلم ( الكلام مقتبس من أغنية chand sifarish ) ... كاجول تضحك
http://www.up07.com/upload-9/wh_860582122.jpg
أمير هنا كأنه يعلق على حالتها تلك – و لسان حاله يقول :
هذه البراءةُ ترتسمُ .... بمحيّاكِ
للحياة فابتسمي تبتسمُ .... لثناياكِ
http://www.up07.com/upload-9/wh_613928234.jpg
و كاجول تواصل من غير شعور و تقول :
ــ أنا مصدومة لأني تفاجأت بأنك رغبت أن أقوم بمشاركتك للعمل في فيلم فنا بالرغم من انقطاعي و ابتعادي عن الشاشة الفضية منذ سنوات ، فأنت كنت مصرا على أخذ موافقتي للتمثيل بدور ( زوني ) في فيلم فنا حيث أنك كنت تعلم بأن آخر فيلم لي كان ( كابي خوشي كابي غم ) منذ ما يقارب الخمس سنوات كنت فيها مشغولة بتربية ابنتي ، و كان من الصعب التكهن لفتاة بنفس حالتي أن ترجع إلى الوسط الفني بنفس المستوى و القوة مما يعني ذلك مجازفة كبيرة من قبلكم ، و بالنسبة بما يصب في مصلحة فيلم فنا فانك كنت مصرا على اختياري مهما كان الثمن غاليا هذا على الرغم من غيابي عن الساحة الفنية كما أن رفض زوجي ( أجاي ديغفان ) بشأن عودتي للفن كان يعتبر أمرا عائقا كبيرا لكم .
أمير خان يجيبها عن تساؤلها هذا المحيّر فعلا – لا تتخيلوا أنكم في فيلم هندي بل هذه هي الحقيقة سواء شئتم أو أبيتم – فأمير خان هنا يجيبها ليزيل عنها الهموم و كأنه يقول لها ( خير الكلام ما قل و دل ) و بنفس الوقت فإنه يفصح لها عن كلمة واحدة فقط و لكنها في عمقها .. تغني عن البيان ..
ترى ما هي هذه الكلمة الغامضة التي جعلتنا كلنا بلهلفة إلى سماعها و التي تشفي الغليل و العليل على حد سواء ، فكلنا نعرف جيدا
إنما أحلى المقال .. ما صدقته الفعال .. ليس حبر عالورق
حسنا .. حسنا ، آسف لأني طوّلت عليكم أيها القرّاء ، ربما ما تزالون تتساءلون مثلي عن تلك الكلمة التي أجاب بها أمير كاجول ..
أنها ..
أنها ..
تحت .. تحت
انزلوا انزلوا قليلا .. بارك الله فيكم
جواب أمير :
ــ إن كان للقمر أن يوصيني .. هذا ما كان يقوله لك .. أريد أن أسقط حجاب الحشمة .. أريد أن أعبر الخط معك
http://www.up07.com/upload-9/wh_382662911.jpg
يا سبحان الله
الآن تذكرنا جميعا أغنية ( سبحان الله ) بالفيلم
يا الله ، يا سلام ، ما شاء الله
كم أنت عبقري يا أمير خان
يا له من جواب ، يغني عن البيان
يفرّج عن المأمول ، و يكشف غم كاجول
و لكن للأسف بعدما تمتعنا بهذا السؤال الجوهري الذي طرحته كاجول على أمير خان و رأينا كيف أنه يحمل في طيّاته الكثير من الجواهر و الألغاز التي تبكي الإنسان تارة و تجعله يموت من الفرح تارة أخرى ، أي بعد برهة قصيرة جدا من الوناسة يعود أمير خان مرة أخرى ليطرح أسئلته المملة على كاجول :
يتساءل و يستفسر أمير من كاجول :
ــ كيف يمكننا أن نختار الفيلم الجيد من بين الأفلام التي تعرض علينا بين الحين و الآخر ؟
كاجول : بداية و قبل كل شي أي قبل أن أشرع بقراءة النصوص في السيناريو أو الحوار فانه يجب علي أن أنظر أو أستوعب مضمون الفكرة العامة للفيلم ، أي أنه يجب تنال القصة أولا على استحساني و إعجابي بها ثم ثانيا فانه من الأهمية بمكان و بالنسبة لي بعد ذلك أن يكون السينانور و الحوار قويا بما فيه الكفاية حتى أقبل به و إلا فاني سأعتذر دون تردد عن قبول هذا الدور ، فالمعيار الذي يجب أن يكون في الحسبان في مثل هذه الأمور التي تحصل لنا عادة بصفتنا عاملين أو متواجدين في الوسط الفني هو أن تجذبنا قصة الفيلم أولا لكي نوافق على التمثيل بهذا الفيلم .
أمير : و كيف تختاري الدور المناسب لك و الذي يتوافق و يتلاءم مع شخصيتك بعد قيامك بالموافقة على عمل بعض الأفلام ؟
كاجول : لدي الرغبة أيضا لسؤالك مثل هذا السؤال ، و ذلك لأنك على معرفة و إطلاع أكثر مني في هذا الموضوع و أود أن أعرف إجابة هذا السؤال منك .
أمير : اطمأني و أعدك بأني سأعطيك الإجابة على السؤال و لكني أريد منك لو سمحت أن تجيبي على هذا السؤال أولا ثم سأجيبك بعد أن تنتهي من ذلك ؟
كاجول : بالنسبة لي فاني غالبا ما أقوم أولا بقراءة النص جيدا أكثر من مرة حتى يمكنني أن أختار ما يناسب شخصيتي من الأدوار المختلفة ثم أقرر أن أتقمص دورا معينا ، و بعد تحديد الدور المناسب فاني أحاول قدر الامكان أن أجسد و أطبق ذلك بما يتأقلم مع شخصيتي في الأداء و لغة الجسد المناسبة لي .
http://www.up07.com/upload-9/wh_147674000.jpg
أمير خان يجيب عن كيفية اختياره للفيلم و للدور الذي يناسبه في الفيلم ، فيتحدث :
ــ بأنه أولا يبدأ بعملية اختيار المخرج القدير ثم يختار القصة المناسبة كما أنه بالاضافة لذلك فهو لا يغفل عن اختيار المنتج الصحيح للفيلم ، فهو يخضع هذه العملية وفقا لشروط و معايير خاصة لديه حيث يجب أن تنطبق هذه المعايير على المخرجين و المنتجين بل و نوعية القصة حتى يمكنه أنه يتوصل في النهاية و يقتنع بأنه يتعامل مع أناس جيدين و جديرين بحيث أنه يمكنه الاعتماد عليهم لإخراج الفيلم الذي سوف يأخذ طابع الجودة و الأصالة ، و بعد أن يتأكد بنفسه و يطمئن بأنه قد وضع القواعد الأساسية لإنتاج الفيلم فانه يواصل العمل معهم بدون كلل .
كاجول : ما الذي يجعلك دائما ما تتأخر في صناعة الأفلام على عكس النجوم الآخرين ، فلا تكاد تظهر في فيلم واحد فقط من ثلاث إلى خمس سنوات حتى تختفي مجددا و لا نجد لك أثرا يذكر و كأن الأرض قد انشقت و ابتلعتك ؟
أمير خان يبتسم قبل أن يجيب على سؤالها :
ــ هذا لأنني لا أعمل أكثر من فيلم واحد في الوقت الواحد ، كما أنني لا أحبذ فكرة أن يتم إرضائي من قبل الكتاب أو المؤلفين أو المخرجين أو المنتجين للحصول على موافقتي بالتمثيل في أي فيلم يعد من قبلهم ، فان أي فيلم يتم وضعه في قيد الإنشاء فهو لا يمكنه أن يحوز على استحساني أو قبولي إلا بعد طول تفكير و تأمل في محتوى قصته و مضمونه بجميع تفاصيله الصغيرة و الكبيرة بما يتناسب طرديا مع شخصيتي أو دوري ، و في أثناء التصوير فإنني أحاول أن أبذل كل طاقتي و جهدي و أحاول بكل ما بوسعي من قوة أن أقوم باستغلالها بأحسن وجه حتى يمكنني أن أصنع فيلما قويا بكل معنى الكلمة ، و يأتي كل ذلك بعد اختياري السليم للمنتج الجيد لصناعة الفيلم و كذلك المخرج المناسب للعمل و التمثيل تحت إشرافه .
و تتدخل كاجول مرة أخرى و تبدي إعجابها بأسلوب أمير خان و تثني على حسن تصرفه هذا و تشهد له بأن هذا الأسلوب الذي يتبعه في صناعة الأفلام قد كان له أكبر الأثر في حياته المهنية مما جعله ناجحا في جميع أعماله في سينما بولييود و هو أيضا ما رفعه إلى مصاف النجومية متربعا على عرش أشهر نجوم السينما الهندية .
كاجول تنعطف لمجرى آخر بالحديث في هذا الحوار و تبدأ بتوجيه أحد أسئلتها الجديدة نحو أمير خان فيما يتعلق بفيلم فنا فتسأله :
ــ لماذا تم إختيار بعض المشاهد و الألفاظ الأساسية في النص في حين تم تجاهل و حذف مقاطع أخرى قد تكون مهمة و مكملة للفيلم ؟
أمير : فيما يتعلق بواجبي و مسئوليتي تجاه فيلم فنا و من باب مساهمتي الفعالة في سبيل مصلحة الفيلم باعتباري من العناصر الرئيسية التي تقع على عاتقها تحمل مسئولية نجاح الفيلم فقد كنت أشاهد لقطات من الفيلم قبل اكتماله مرارا و تكرارا ، و كنت أعطي نفسي فرصة تمتد لمدة خمسة و عشرون يوما للمراجعة و التقييم ثم أبدي بعد ذلك اقتراحاتي و توصياتي إلى المخرج و المنتج بخصوص وضع مشاهد جديدة أو حذف مشاهد ربما لا تخدم الفيلم بدرجة كبيرة ، و لكن القرار النهائي يصبح بيد المخرج أو المنتج بما يرونه مناسبا ليخرج الفيلم بصورته اللائقة على حسب نظرتهم الناقدة .
http://www.up07.com/upload-9/wh_569938570.jpg
كاجول : ما هو الدافع الرئيسي الذي يوجهك لصناعة الأفلام ؟ هل هو للحصول على العمولة ( المال ) ؟ أم هو العمل من أجل حل المشكلات الاجتماعية في المجتمع ؟ أم هو السعي لتقديم فنون راقية في السينما ؟
http://www.bhopal.net/march/archives/00510020_small.JPG
أمير : لما أقوم بعمل أو صنع أي فيلم جديد فإنني إنما أفعل ذلك لعدة أسباب ، و لأتكلم بصراحة أقول :
الحقيقة أنني كثيرا ما كنت أعجب بالنص لدرجة أنني انجذب له بشدة و أتصور في خيالي كيف سيكون هذا الفيلم قويا و مؤثرا لدى المشاهدين مثل فيلم " LAGAAN " و قد نال هذا الفيلم على إعجاب و تقدير الكثير من الناس .
http://images-eu.amazon.com/images/P/B000069LG0.03.LZZZZZZZ.jpg
و يستطرد قائلا :
و هناك أفلاما أخرى كان لها الصدى الواسع الانتشار مثل فيلم : " SARFAROSH " ، " RANG DE BASANTI " ، و هي إن دلت على شي فإنما تدل على وجود المنتج الفعال الذي استطاع بفضل نظرته الثاقبة أن يظهرها إلى حيز الوجود بذلك الرونق الأخاذ لتسكن في قلوب الملايين .
http://img.indiaglitz.com/hindi/musicreviews/rang-de-basanti-1.jpg http://www.scuderiequirinale.it/resources/Mostre/India/SARFAROSH.gif
و يواصل الحديث :
و كذلك هناك " RAJA HINDUSTANI " و أذكر أنني عندما قمت بدور البطولة فيه كنت أتمنى من كل قلبي أن يراه الجميع و قد تحقق حلمي ذلك بالطبع مما انتابني شعور من السعادة البالغة , و قد كان لي اتصال مستمر مع شريحة كبيرة من المعجبين طوال مشواري و مسيرتي في العمل الفني ، و كان غرضي من إجراء هذه الاتصالات مع الناس هو من أجل معرفة آرائهم و وجهات نظرهم نحو أسلوبي في الفيلم أو طريقتي بالأداء حيث أن أدائي في الأفلام يؤثر علي بطريقة أو بأخرى في حياتي العادية فحينما أكون سعيدا أو حزينا أو غاضبا فان تأثير أدائي بالأفلام يستمر معي و يتحكم بانفعالاتي في الحياة مع الناس .
http://images-eu.amazon.com/images/P/B0000DCXXZ.02.LZZZZZZZ.jpg
و يعقب على كلامه بينما كاجول تحدق فيه بنظراتها فيقول :
ــ أنا لا أستطيع أن أقوم بالتمثيل في أي فيلم كان إلا إذا تملكتني القصة فيه بحيث يمكنني أن أغوص فيها حتى أستطيع أن أجاري أحداثها و أتماشى مع تفاعلاتها المختلفة على الأرضية التي تكون مناسبة لتفكيري بما يمكنني ذلك أن أخلفه لها أو أخلقه بفني من آثار جانبية تكون محسوسة فتحوز على رضاي و لكي تحصل لها على الزخم المادي المطلوب فلا بد لها إلى جانب التأثيرات المعنوية أن تكون مشبعة لطموحاتي و رؤياي الآنية أو المستقبلية .
كاجول : هل هذا يعني أنك يجب تعيش جميع لحظات الفيلم في حياتك العملية و الفنية ؟
أمير : أجيبك بصراحة بأنه لا يمكنني أبدا أن أختار الدور المناسب لي في أي فيلم إلا إذا أمكنني أن أعيش و أستوعب جميع لحظاته و ليس بعضها ، و دائما ما كنت أضع غايتي أمام نصب عيني و هي أنه لا بد للفيلم الذي أرغب في صنعه أن يكون جيدا و قويا بما فيه الكفاية لكي ينال على رضا و إعجاب و تقدير المشاهدين و النقاد .
كاجول تبدو مسرورة و تعلق على كلامه بابتسامة لطيفة :
ــ هذا صحيح ، لقد كنت محقا جدا في كلامك هذا .
أمير يضحك و هو يداعب كاجول بقوله :
ــ و أنا لا يمكنني أن أتخيل أبدا أو أتصور أي فنانة أخرى تستطيع أن تقوم لتؤدي دور ( زوني ) غير كاجول .
يصبح الموقف طريفا حيث تملأ المكان ضحكات أمير و كاجول في نفس الوقت ثم يأتي الرد من قبل كاجول أيضا فتقول :
ــ و كذلك دورك فاني لا أكاد أصدق كيف أمكنك أن تؤدي دور ( ريهان ) في فيلم فنا فقد كان أداؤك بصراحة ما يثير الدهشة فهو على درجة عالية الصدق و الجدية و التأثير الذي يزعزع النفس الإنسانية فكل من يشاهد دورك في هذا الفيلم فانه لا يستطيع إلا أن يشيد بموهبتك في تقمص هذا الدور ، و الحقيقة أنك بالرغم من هذا كله فقد كنت طبيعيا جدا و لم تكن متكلفا أو متصنعا ، و يمكنني أن أجزم بأن دور ( ريهان ) لم يكن من المقدور لأي فنان آخر أن يقوم بتجسيد هذا الدور بنفس القوة التي كنت عليها و الأدهى من ذلك فأنا لا أعتقد أنه يوجد أصلا فنان غيرك ليكون جديرا لتقلد هذا الدور .
أمير ينكس رأسه خجلا و كأن كاجول قد أفحمته بكلامها و تعليقها ، و كأنما هو لم يرد أن يؤيد كلامها أو ينفيه و لسان حاله يقول :
ــ لا أعرف أرد لك جميلك هذا ، لا أعرف كيف أشكرك على هذا المديح و الإطراء و الثناء الجميل !!
كاجول تفهم ما كان يدور في خاطره و يجول في أعماقه من خلال تعابير و ملامح وجهه المكشوفة و لذا فإنها تبادره قبل أن يرفع طرفه و يتكلم :
كاجول : بلى بلى .. هذا صحيح .. صدقني .. أنا لم أقل ذلك من فراغ ... و كل ما قلته لك كان نابعا من قلبي ... ثق بي .. و أؤكد لك على ذلك !!!
http://www.up07.com/upload-9/wh_810956733.jpg
أمير خان يظل صامتا و هو ينظر في عيني كاجول مما يضطر كاجول إلى كسر لحظات الصمت الرهيبة تلك ، فتبادر إلى طرح سؤال آخر عليه ، و هو سؤال جوهري و عميق كما هي عادة كاجول في اللجوء إلى الأسئلة الهادفة لإشباع شغف الجمهور بينما غالبا ما تتسم محاورات أمير خان بنوع من الفلسفة ، كاجول تكلم الخان :
ــ أود سؤالك .
أمير : ما عندي مشكلة ، و هل مانع ؟؟
أمير خان يضحك بطريقته الخاصة
كاجول : طيب ، لقد رأيتك جالسا هناك لوحدك أثناء العمل بتصوير فيلم فنا ، و لاحظت كثيرا بأنك كنت شارد الذهن و سارحا بعيدا في عالمك الخاص متخيلا و متفكرا ، و كان الأمر يبدو غريبا ليصدر منك في ذلك الموقف مما جلب لنفسي الحيرة ، و قد كنت أرغب في تلك اللحظة أن أخطو بضع خطوات لأصل إليك لكي أفهم مشاعرك و أدرك مشكلتك و لكن الجرأة لم تتملكني لأنني شعرت لوهلة بالهيبة تسري في عروقي و ظل بدني مقشعرا كلما حاولت أن أتقدم نحوك و لذا بقيت قابعة في مكاني أراقب سلوكك المثير ، و قد أخبرني آنذاك شخص ما بأنك مشغولا بالتخطيط لأحد أفلامك القادمة ، و عندما سنحت لي الفرصة لأتبادل معك أطراف الحديث ، اكتشفت بأني كم كنت مخطئة لأني كنت أظن بأنك شخص انفعالي و يمكن لأي مضايقة بسيطة أو أي فعل أن يثير غضبك بسهولة ، و قد سررت بالحديث معاك و عرفت كم أنت شخص متواضع و متفاهم و لطيف و كريم يتقبل آراء الآخرين و لا يفرض عليهم ما لا يطيقون بعصبيته .
http://www.up07.com/upload-9/wh_685180414.jpg
http://www.up07.com/upload-9/wh_363338283.jpg
و تضيف كاجول :
ــ و قد تصورت سابقا بأنني عندما أعمل معك في صنع فيلم معين فاني سأفكر من ناحية تجارية كصفقة ، في حين أن العمل معك في الوسط الفني قد غير كثيرا من مفاهيمي و أفكاري حول الأفلام لأول مرة ، و بدأت أدرك أن صناعة الأفلام هي فن قبل أن تكون نوع من الصفقات التجارية الرابحة .
أمير : و كيف حدث لك هذا التحول فجأة ؟
كاجول : صراحة من خلال عملي بجانبك و تفاعلي معك في فيلم فنا وجدت فيك خير مثال على ذلك ، فقد كنت أنت بمثابة قدوتي في احتذاء مثل هذه المبادىء الراقية الجديدة ، فقد اكتسبت منك الخبرة التي كان من شأنها أن تلعب دورا مهما لنشوء هذه الأفكار و تبنيها لدي ، كما أني قد وجدت أن مستوى تفكيرك كله كان منصبا في المقام الأول من أجل الرقي بالفن و إجادة الدور في التمثيل و لم يكن مركزا على الربح المادي أبدا مما كان لذلك أكبر الأثر في تغيير و تصحيح معلوماتي ، فقد كنت مرشدا لي بل و معلمي حقا .
أمير : و أنا مثلك كذلك ، فلست أقلل من شأنك و لا أرغب بذلك ، فاني أكن لك بالمزيد من الاحترام لفنك ، و أفيدك بأني أملك القدر الكافي من العلم فيما يتعلق بموهبتك و أخلاقك و أعلم ما هو حجم أهمية الدور الذي تتقمصين شخصيته في أفلامك الأخرى ، فأنا أعلم جيدا من هي كاجول ، و أنا أعرف من هي كاجول جيدا .
كاجول مصغية جيدا لأمير و يضيف الخان تعقيبا على كلامه :
ــ و عندما تم سؤالي إن كانت كاجول ستناسب دور ( زوني ) أم لا ! و هل أنه من اللائق أن يتم إسناد هذا الدور إليها أم لا !! فقبل الشروع أو البدء في فيلم فنا فقد كنت أعلم جيدا من هي كاجول ، و كنت أعلم أن كاجول وحدها هي من يمكنها أن تجيد دور ( زوني ) ، و لذا كنت أصر أنه لا يوجد أحدا يمكنه أن يتقلد شرف تجسيد هذا غيرك يا كاجول .
الخان يواصل القول و كاجول لا تزال مصغية لكلامه و تبدي له اهتمامها :
أمير : إن طبيعتك تعجبني كثيرا ، و لكني أحيانا لا أستطيع أن أفهمك جيدا ، فأحيانا أجدك عجولة جدا و أحيانا أخرى أراك عصبية بدون مبرر معقول و لكني لا أعير ذلك أي اهتمام ، حيث أن ما يهمني في المقام الأول هو التوفيق و النجاح في العمل الفني بأن نكون متوافقين و متجانسين دائما في فيلم فنا .
http://www.up07.com/upload-9/wh_325775442.jpg
و يتطرق أمير خان هنا إلى سؤال كاجول :
ــ ما هو أروع مشهد في فيلم فنا قد نال على إعجابك و جذبك إليه بشدة ؟
كاجول : أحب أن أوضح أولا إلى أن هناك اختلاف جوهري كبير بين المشهد الواحد عند قراءة النص و بين أداؤه ، كما أن هذا الأداء لا يكون حقيقيا أبدا بل هو مجرد تمثيل ، فانك عند قراءة النص فانك تعيش الدور في كيانك الداخلي ثم تعمل على أداؤه من خلال تقمصك لهذا الدور و تجسيدك له من خلال شعورك الخاص ، و هذا الشعور يختلف في درجة صدقه من ممثل إلى آخر وفقا لموهبة الفنان ، و لذا فانه لا بد للممثل أن يبذل جهده حتى يعجب المشاهدين ، و لذلك فان الحكم على أفضل المشاهد هو أمر متروك إلى قرار الجمهور و لكن بالنسبة لوجهة نظري الخاصة فاني أرى أن فيلم فنا ككل فهو يحتوي على العديد من المقاطع الرائعة التي قمنا بأدائها من عميق الشعور و هي جميعها تستحق المشاهدة .
أمير : و مَن مِن الممثلين قد أعجبك تمثيله ؟
كاجول : شخصية CARTOON NETWORK لأنها قد أعجبت أبنتي جدا .
كاجول تضحك على جوابها مما يدفع أمير خان للضحك أيضا ثم يواصل الخان في طرح أسئلته :
ــ و مَن هي شخصيتك المفضلة في السينما الهندية ؟
كاجول : ( سيريديفي ) فهي لديها كم كبير من المعرفة للعمل في السينما ، فهي تجيد مختلف الأدوار سواء كانت من ناحية الأداء أو التحدث أو الإقناع كما أنها لا تقتصر على مجرد الوقوف أمام الكاميرا كالممثلات العاديات بل هي قد أثبتت موهبتها في التمثيل و وجدت لها شعبيتها الكبيرة .
http://www.buikdans.be/dvd/sridevi1.jpg
أمير : و ما نوعية الأفلام التي تفضلين مشاهدتها ؟
كاجول : أحب مشاهدة الأفلام الكوميدية الخفيفة أكثر من غيرها و لدي ميول أيضا إلى أفلام الدراما و خاصة الأكشن التي أعشقها جدا .
و إلى هنا فان كاجول ترد على أمير خان لتجبره على التعبير أيضا عن هواياته و تفضيلاته لتجعل الصاع صاعين ، هيا دعونا الآن لنستمع إلى سؤالها :
ــ و أنت .... ماذا تفضل من الأفلام ؟
أمير : فبالنسبة لي فأنا أفضل عادة الأفلام التي لها طابع معين كالطابع الديني أو الطابع التاريخي أو الطابع الثقافي ، فأنا لا أشاهد أي فيلم عابر ، فمن عادتي قبل مشاهدتي لأي فيلم أن أنظر أولا إلى من هو المخرج و ما هو نوع هذا الفيلم الذي سأعكف على مشاهدته ، و بعد ذلك يمكنني أن أحكم إذا كنت سأشاهد هذا الفيلم أم لا ، و ذلك لأنني أرغب بمشاهدة الأفلام التي تجعلني أنفعل بمشاهدتها بحيث أتأثر مع مجريات أحداث الفيلم ، و هذا ما يخولني لأن أضحك في المواقف الكوميدية أو أن أحزن في مواقف الدراما التراجيدية و إذا ما استدعى الأمر فانه يمكنني أن أنهض لأصفق أيضا .
أمير خان يستحضر ذاكرته هنا على سبيل المثال فيذكر :
ــ أنه حين كان في لجنة التحكيم التي عقدت جلستها لإصدار تقييمها لأحد الأفلام حيث كان عدد الحضور لا يتجاوز السبعة أشخاص إلا أن ذلك لم يمنعهم من شدة الانفعال في سبيل تأييدهم و مساندتهم لهذا الفيلم .
كاجول : ما هي مشاريعك المستقبلية في الأشهر الستة القادمة ؟
أمير : في الوقت الحالي فإنني لا أزال معتكفا بقراءة بعض الكتب .
كاجول تبدو مستغربة أشد الاستغراب لجوابه و تستفسر منه عن ذلك بقولها :
ــ كل هذا الوقت في كل هذه المدة معتكفا في قراءة الكتب فقط !!! أخبرني عن شيء آخر تفعله !
أمير : أنا أقرأ بعض القصص و الروايات و أمارس التمارين الرياضية كما أقضي وقتا آخر مع الأطفال ، و من بين هذه القصص الكثيرة التي أقرأها بين الحين و الآخر فاني أفضل منها ثلاث روايات فقط .
http://www.telegraphindia.com/1060409/images/09aamir3.jpg
كاجول : و لماذا لا تفضل أفلام الحركة و الأكشن ؟
أمير : أنا حاليا أدرس لعمل فيلم أكشن ، و من أجل الاستعداد لذلك فانه يتطلب إجراء بعض التمارين الرياضية ، فمثلا عندما عملت فيلم MANGAL PANDEY قد تطلب مني الأمر أن أقوم بإطالة شعري لمدة سنة و نصف و ذلك لكي يناسب الدور الذي سأقوم به .
http://www1.yashrajfilms.com/images/therising/dist/mangal3.jpg
كاجول تبدي دهشتها و تقوم بالتعليق على ذلك بالقول :
ــ إذن هذا ما يجعلك متأخرا دائما عن باقي الممثلين في صناعة الأفلام كل هذه المدة الطويلة .
أمير : أوافقك الرأي ، و لكني أفعل ذلك حتى لا أفقد مصداقية الأداء أثناء عملي في الأفلام حيث أن الكثير من الأفلام تحتاج لعنصر المصداقية في إقناع الجمهور حتى يتسنى لها النجاح لمخاطبة الجمهور المستهدف من رسالة الفيلم ، فأنا أؤمن بالفكرة القائلة بوجوب التدقيق في كل شي و لزوم اتخاذ كافة التدابير قبل البدء بأي عمل سينمائي .
كاجول : حيث أنك حاليا تعمل على إنتاج ثلاثة من الأفلام ، فلماذا لا تفكر في الإخراج أيضا ؟ أما آن لك الأوان لكي تنتج و تخرج في نفس الوقت ؟
الخان يأخذ نفس عميق حتى يتمكن من الإجابة على هذا السؤال المحرج ثم يبدأ تصريحه بالقول :
ــ أود أن أكون مخرجا و لدي الرغبة و الاستعداد لذلك ، و لكن المشكلة العالقة هي أن عملي كممثل فمن أجل أن يكون أدائي عاليا و مقنعا في الوقت نفسه فان ذلك يتطلب مني بل و يحتم علي بأن أتفرع لشيء واحد فقط و أن أعطيه كل تركيزي و اهتمامي حتى لا يتشتت انتباهي مما يؤثر بالتالي بصورة سلبية على فني أو مستواي في التمثيل .
و يواصل الحديث :
ــ و كذلك فلربما لو كنت مخرجا و حالفني الحظ أن أقوم بإخراج ثلاثة أفلام فاني أعتقد بأن جمهور المشاهدين سوف يصيبه التململ من نوعية أفلامي و ربما قد لا يفضل أدائي فيها أيضا .
كاجول : و ما سبب اعتقادك هذا ؟
أمير : ذلك لأنني لو كنت مخرجا فان جل تفكيري و توجهي بالمقام الأول فانه سيتطرق دائما إلى التركيز على إخراج الأفلام الملحمية و البطولية و التاريخية التي طالما قرأت عنها و شغفت بها .
http://www.up07.com/upload-9/wh_560553147.jpg
كاجول : و بالمناسبة يجب علي أن أفيدك علما بأني قد توصلت إلى هذه الفكرة التي أقنعتني بأنك تجيد العمل الإخراجي ، و التي توصلت بها إلى أن أحكم بل و أعترف لك ببراعتك الفائقة في الإخراج ، و أنا على يقين تام بأنك تملك هذه القدرة أو الخبرة اللازمة للقيام بالأعمال الإخراجية ، حيث أن فيلم فنا يدلني على أنه قد حصل فيه موقف أثناء التصوير و قد صعب علي أداؤه و ما أمكنني أن أجتاز هذه العقبة و ما هوّن علي ذلك لو لا وقوفك بجانبي و مساعدتك و مساندتك لي من خلال تشجيعك إياي ، فبفضل توجيهاتك و إرشاداتك إلي فقد تمكنت من تجاوز هذه المشكلة بحيث استطعت أن أخرج منها بتأثير أقوى و بمستوى لم يكن ليخطر على البال أبدا .
أمير : معك حق بكلامك هذا ، فأنا أود أن أكون مخرجا ، و لكن يتملكني الخوف أحيانا ؟
كاجول : خوف من ماذا ؟
أمير : الخوف من النتيجة ، فان الإخراج يعتبر عملا يحتوي على نوع من الخطورة ، و يحتاج إلى جرأة و رباطة جأش ، و أبسط مثال على ذلك هو فيلم فنا .
كاجول : ما هو مشهدك المفضل في فيلم فنا ؟
أمير : هناك في فيلم فنا مشاهد كثيرة و متعددة و لا يمكنني حصرها و جميعها رائعة و جميلة في نظري ، و هذا هو سر الفيلم ، و هو ما يجعل من فيلم فنا فيلما ناجحا و قويا بكل ما تحمله الكلمة من معنى .
كاجول : أني أعتقد أن سبب نجاحك المنقطع النظير في فيلم فنا هو أنك تأتي أثناء التصوير إلى مكان العمل قبل ساعتين أو أكثر من ذلك بحيث يسمح لك ذلك بأن تقوم بقراءة النص أكثر من ثلاثة عشر مرة ، و مما ألفت انتباهي هو أنك لا تقرأ فقط المشهد المتعلق بك أنت فقط بل أنك تقوم أيضا بقراءة نصوص الآخرين حتى لو كان هذا الحوار لا يرتبط بأدائك لا من قريب و لا من بعيد ، و لذلك كله فأنا أعتقد بأنك حكيم و هذا ما يدل على أنك ممثل ناجح و ممتاز و هذه هي الميزة التي تميزك عن الآخرين ، و قد شعرت بأنك إنسان مختلف عندما قمت بالتمثيل معك في فيلم فنا .
ثم تطرح كاجول سؤال آخر على الخان و هو :
ــ و هل أعجبتك موسيقى و أغاني الفيلم ؟
أمير : طبعا ، و أنا فخور بمستوى أغاني الفيلم و بخاصة أغنيتي CHAND SIFARISH و MERE HATH MAIN .
http://www.up07.com/upload-9/wh_240993866.jpg
http://www.up07.com/upload-9/wh_440167208.jpg
ثم ينتقل أمير خان مباشرة إلى سؤال كاجول عن حياتها الزوجية ، عن طريق هذا السؤال :
ــ هل تعتقدين أن الزواج قد أحدث تغييرات في حياتك ؟
كاجول : ممكن أن أسألك أنت مثل هذا السؤال ؟
أمير : قبل أن أعمل في فيلم فنا فقد كنت متزوجا بزوجتي الثانية كما أني قد تزوجت أول مرة منذ فترة طويلة ، حيث أن نصف حياتي التي عشتها فقد كنت فيها متزوجا ، و لذلك فاني أعتقد أن الزواج لم يؤثر في حياتي ، فهو لم يغير أي شي بالنسبة لي .
كاجول : أما فاني على العكس حيث أعتقد أن الزواج قد غيرني بطريقة ما ، حيث كنت في السابق أنظر إلى الحياة و أرى العالم بنظرة متشائمة أو ضيقة ، و لكن بعد زواجي بدأت أدرك بعض الأمور التي كانت خافية علي كما بدأت أنظر إلى الأشياء أو الأمور بصورة أوسع فأستطيع أن أمير بين ما هو جيد و ما هو سيء ، كما يمكنني أن أعلم من هو معي و من هو ضدي .
كاجول تبادر هي أيضا إلى سؤال أمير خان عن أمور زواجه ، فتسأله :
ــ كم كان عمرك حين تزوجت أول مرة ؟
أمير : كان عمري 21 سنة ، و لكنني سعيد بذلك و لست نادما ، فزوجتي انسانة طيبة و متفهمة لظروفي و عملي ، و قد تعلمت منها كثيرا من الأمور أو الخبرات المفيدة ، كما أنني ما زلت أتذكر منها حتى هذه اللحظة ما جرى بيننا من ذكريات جميلة و عاطفية مع بعضننا البعض و لا يمكنني نسيانها .
كاجول : لِمَ فكرت في الزواج في وقت مبكر ؟ فمن يدري ؟ فلربما كنت اخترتك أنت لتكون زوجا لي من قبل ؟
و من هنا تعلو الضحكات و الابتسامات بين كل من أمير و كاجول على مداعبة كاجول لأمير و لكن بالرغم من ذلك فان كاجول كانت صادقة جدا و محقة بكلامها فلو لم يكن أمير متزوجا لكانت قد اختارته فعلا زوجا لها ، حيث أن كلامها هذا كان نابعا من قلبها .. و لكنه القدر .. هكذا شاء القدر ..
http://www.up07.com/upload-9/wh_500123418.jpg
و قبل ختام الحوار في هذه المقابلة التاريخية تتقدم كاجول إلى أمير خان بطلب حيث تقول له :
ــ قل لي ما هو الشيء الطيب و ما هو الشيء السيئ بصفاتي الشخصية ، و لكني أرجو منك مراعاتي فلا تطعني في كبريائي و لا تجرحني ، أريد منك أن توجز صفاتي السيئة قدر الامكان ، أما بالنسبة لصفاتي الايجابية التي تراها فأطلب منك شرح كامل بتفصيلها .
أمير : الشيء السيئ هو أنك انسانة عجولة و متسرعة و هذا ما يؤثر عليك سلبا ، أما الشيء الايجابي فهو أنك ذات مشاعر و أحاسيس طيبة نحو الناس و هذا ما يعجبني كثيرا في شخصيتك .
كاجول : أما أنت فان الشيء الجيد في شخصيتك هو أنك إنسان متواضع و تتقبل آراء الآخرين بروح رحبة ، أما الشيء السيئ أو السلبي الذي أنتقدك فيه هو التردد ، و عدم قبولك أو اقتناعك بالشيء إلا إذا وجدت فيه صفة الكمال .
و أخيرا تسألوني ماذا تعني كلمة فنا ؟
و أجيبكم بأن هذه الكلمة تحمل عدة معاني ، و من معانيها :
أولا : ما دل عليها اللفظ أي :
الفناء
http://www.up07.com/upload-9/wh_778989225.jpg
ثانيا : نعرف معناها من خلال اسم الفيلم أي :
الدمار
ثالثا : من خلال أغنية أصر على تحطيم نفسي أي :
الحطام
http://www.up07.com/upload-9/wh_543535818.jpg
رابعا : ما أطلقناه في عنوان هذه المقالة أي:
التحفة الخالدة
و أخيرا : ما توصلنا في ختام هذه الصفحة أي :
الـــــنـــــهـــــــــــ ـــــــــــــايــــــــة
http://www.up07.com/upload-9/wh_394590096.gif
FANAA FOR YOU
http://www.up07.com/upload-9/wh_848646106.jpg
أمير خان يحضر متأخرا إلى المكان الذي خصص مسبقا لمقابلته التلفزيونية مع الممثلة الهندية التي شاركته البطولة في الفيلم الأسطوري الذي أصبح كالتحفة الخالدة – فنا – ألا و هي الفنانة و النجمة كاجول .
في لحظة دخول أمير خان و كاجول إلى الأستوديو يحصل عناق بينه و بينها من على المنصة بدلا من المصافحة بالأيدي كما هي عادة الممثلين في بولييود ، ثم يجلسان كل منهما على كرسيه متقابلان وجها لوجه في سابقة ليس لها مثيل و لأول مرة ، و تنور المكان كشافات ملونة من فوق رؤوسهم مما تعطي الجو انطباع بهيج بأهمية هذه المقابلة التاريخية التي نالت على إعجاب و اهتمام عشاق كل أمير و كاجول .
http://www.up07.com/upload-9/wh_662660584.jpg http://www.up07.com/upload-9/wh_607745552.jpg
و تحت هذه الأضواء في المسرح يعتذر أمير خان قبل بدء الحوار بينه و بين كاجول عن تأخره بالحضور عن الموعد ، ثم يبدأ النقاش الساخن و الصريح مباشرة بمبادرة أمير خان بطرح تساؤله إلى كاجول :
أمير : ما اسمك الحقيقي ؟ ( كاجل ) أم ( كاجول ) !!
كاجول : ( كاجول ) .......
أمير يستغرب ، و ذلك لأنه دائما يسمع الناس ينادونها بـــــ ( كاجل ) و ليس ( كاجول ) ، كاجول تضحك و تنفي أن يكون اسمها ( كاجل ) و تؤكد أنها تحب أن يخاطبها الناس باسم ( كاجول ) فهذا هو الأفضل و الأهم بالنسبة إليها .
ثم تستأنف المحاورة و يتحدث أمير خان و يقول :
أن الشيء الوحيد الذي جعله متحمسا للمضي قدما في العمل الفني في الآونة الأخيرة و محاولته بذل كل جهوده قدر الإمكان من أجل إخراج فيلم متكامل و متناسق مثل فيلم فنا هو وجود شخصية مميزة و بدون شك هي شخصية كاجول حيث أن وجودها بجانبه لمشاركته بطولة الفيلم منحه دفعا معنويا لا سأم معه لإنجاز هذا الفيلم بالرغم من ما يحمله مثل هذا الإنتاج من صبر و روية و تأني لا حدود لمن لديه الاستعداد لتحمل مثل هذا الثقل أو العبء .
و هنا تتدخل كاجول بمحاولة للتعليق على كلامه فيقاطعها و يستطرد أمير خان و يواصل حديثه :
أنه من وجهة نظرته الشخصية فهو لا يرى أي أحدا يمكنه أن يجسد أو بتعبير أصح أنه لا يوجد من يمكنه أن يؤدي دور ( زوني ) في فيلم فنا غير كاجول نفسها ، فإن كاجول وحدها هي من يستطيع أن يقوم بهذا الدور خير قيام فهي من يمكنها أن تجسد دور ( زوني ) بصورته الصحيحة ، فكأن فيلم فنا قد تم حبكته و رسم أدواره ليتناسب مع طبيعة دور كاجول و تصرفاتها الحقيقة مما يسمح لها أن تصب موهبتها التمثيلية مثل القالب في دور ( زوني ) بالفيلم .
http://www.up07.com/upload-9/wh_593985558.jpg
ثم يبدي أمير خان إعجابه بدور ( زوني ) و يصرح بنجاح كاجول الكاسح في أداء و تمثيل هذا الدور الصعب و تجسيده ليخرج إلى الجمهور بهذه الصورة المبهرة ، و يقول :
أن نجاح كاجول هو ما جعل الفيلم مكتملا بجميع عناصره و هذا ما أدى بالتالي إلى زيادة درجة القوة و التأثير لدى المشاهد ، كما أن ذلك هو ما يكفيه فخرا من أجل لعب دور ( ريهان ) بالفيلم .
كاجول تغض طرفها خجلا و تقول :
أشكرك على هذا المديح و الإطراء .
أمير : أنه لم يكن ليتخيل أو يتصور أن يحين له الوقت لمشاركة كاجول معه لعمل مثل هذا الفيلم الأسطوري و خاصة بعد ابتعاد كاجول عن الساحة الفنية بما يزيد عن الخمس سنوات حيث كان آخر أفلامها و الذي فعل ضربته هو ( كابي خوشي كابي غم ) ، فقد كان من غير المتوقع له أن تأتي كاجول مرة أخرى و بنفس القوة لتعمل فيلم تترك له بصمته بشهادة النقاد على النجاح الكاسح ، كما أنه من غير المترقب فانه قد تفاجأ بأن يشهد فيلم فنا أعلى حضور جماهيري بتاريخ السينما الهندية .
http://www.rreyhani.net/blog/upload/2006/05/khabi%20khushi.JPG
و هنا يعترف أمير خان بأحد أسراره التي ظل يكتمها في قلبه الدفين منذ سنين حيث يشير إلى كلام خطير :
أنه لم يكن يرغب بأن ينتج له فيلم يحكى عنه من قبل الناس و الجمهور أو يحقق أعلى الإيرادات في شباك التذاكر بدور السينما العالمية إلا مع النجمة كاجول .
http://www.up07.com/upload-9/wh_207559431.JPG
كاجول تتساءل و تستفسر منه : و لم ذلك ؟
و يكشف أمير خان سر أمنيته الدفينة هذه بقوله :
أنه قد توصل إلى هذا الاستنتاج من خلال متابعته لتاريخ الأفلام التي ظهرت فيها كاجول بدور البطولة ، و أنه من خلال ملاحظته الذاتية لها و تقييمه لدورها و تمثيلها لمختلف الأدوار و الشخصيات التي قامت بأدائها فإنه قد توصل إلى الحكم على مستوى فنها و موهبتها الفريدة و أنه قد أشاد منذ فترة بمقامها الرفيع في بولييود و مكانتها من بين الممثلات الأخريات فلم تستطع أي منهن أن تحقق مقدار ما حققته كاجول لنفسها ، فهي قد حازت على الجوائز بكل جدارة و إستحقاق كما أنها قد نالت بجهودها الفردية إعجاب الجمهور بل جميع النقاد و اكتسبت شعبية كبيرة من الناس بسبب أعمالها المتميزة و المشهودة .
كاجول : شكرا … شكرا … شكرا
أمير خان يعلن هنا بعد كل ما تحدث عنه في هذه المقابلة بأنه من دواعي سروره أن يكون له كل الشرف بمشاركة كاجول إياه في بطولة فيلم فنا و يقول :
أنني سعيد جدا و لا يمكنني أن أوصف لك مدى سعادتي لوقوفك أمامي أثناء التصوير لهذا الفيلم ، و كم شعرت للحظة بأنني قد بلغت أخيرا لتحقيق آمالي و أهدافي بالتمثيل معاك و خصوصا في فيلم متكامل من جميع الجهات و الجوانب كفيلم فنا خاصة طالما أنني دائما ما كنت أشيد بأدائك الممتاز و تمثيلك المتميز عن الآخرين .
كاجول : أشكرك كثيرا كثيرا جدا .. شكرا شكرا
http://www.up07.com/upload-9/wh_547497080.jpg
و الآن كاجول تمدح و تثني على أمير خان و على أداؤه الرائع في السينما الهندية و تتطرق في كلامها بالقول :
أنها كانت في السابق عندما تشاهد أي فيلم من أفلام أمير خان – و تؤكد بأنها أيضا من المتابعين المشغوفين بكل ما يستجد من أعمال لأمير خان بسبب شهرته العالية الصيت آنذاك – فقد كانت تلاحظ أن أمير خان – بدون مجاملة – و أعترف لك بأن أدائك كان ما يثير الدهشة بي منذ أول لقطة بظهورك في الفيلم و حتى آخر الفيلم و أؤكد لك بتعبير آخر بأن دورك كله عجيب و عجيب بكل ما تحمله الكلمة من معنى و بمعنى آخر أحب أن أبيّن لك و ألفت انتباهك إلى أن من يشاهدك في الأفلام لا ينفك أن يمل أو يشغل باله بشيء آخر من بداية الفيلم و حتى النهاية .
أمير : ممكن توضيح !! ما هو مبرر كلامك هذا ؟
كاجول : أعتقد يا أمير أن لديك عدة خواص مميزة و مهمة للممثل الناجح قلت ما وجدت في غيرك ، و أرى أنك تتصف بخاصية أولية تعتبر أساسية و هي عنصر جذبك للجمهور سواء كان من ناحية جمالك و وسامتك من جهة هذا بالإضافة إلى أسلوبك في التمثيل و التأثير على المشاهد في أدائك بمختلف الأدوار التي تلعبها من جهة أخرى و قصدي أن لديك مستوى عالي في تقمص الأدوار و إظهارها على أرض الواقع لتبدو كأنها حقيقية لا لبس فيها ، و هذا هو دليلي على أنك تجيد لعب مختلف الأدوار سواء كان تمثيلك أو أدائك كوميديا أو تراجيديا أو رومانسيا أو عاطفيا و ..... و ..... ألخ و كذلك لا أخفي عليك بأنه كثيرا ما شدتني مواقفك في الأكشن و الدراما و التي كانت في رأيي أكثر من رائعة و بمنتهى الكمال .
http://www.up07.com/upload-9/wh_800868786.jpg
أمير خان يشكر كاجول كثيرا على حسن حديثها و كلامها في حقه و الثناء عليه ، و يغيّر أمير خان مجرى الحديث فينتقل إلى طرح سؤال آخر على كاجول :
ــ في إعتقادك يا كاجول ماذا سيكون مستوى تأثير فيلم فنا على المشاهدين ؟
كاجول : ممكن توضيح أكثر ؟
أمير : ما هي الفكرة أو الخبرة التي يمكن أن نستلهمها من فيلم فنا و التي يمكن أن يستفيد منها الناس عند مشاهدتهم لفيلم من هذا النوع و هل سيؤثر ذلك على حياة المشاهدين ؟
كاجول : أود أن أعبر أولا عن شعوري تجاه الفيلم قبل أي إجابة فأقول بأن لدي الثقة الكاملة و المؤكدة بخصوص فيلم فنا و ما يمكن أن يحققه من نتائج مستقبلية إيجابية ، و أصرح بأنه لم يسبق لي من قبل أن بدأت في صنع فيلم بهذه الضخامة أو الأهمية ، و لدي إحساس عميق بأن فيلم فنا يمكنه أن يحقق إنجازات غير مسبوقة ، فان مثل هذا النوع من فيلم فنا قد تم العمل في إنتاجه لكي يخرج بإخراج متكامل جدا ، فانه من جانب التمثيل و الأداء من شأنه أن يصنع فيلما كبيرا و مؤثرا ، و هذا لأنه يضم في كادره أهم عمالقة الممثلين و النجوم في بولييود ، و إذا نظرنا إلى المنتج الذي يتمثل بشركة ياش راج شوبرا و المخرج كونال كاهيل كما لا ننسى المؤثرات الصوتية و الموسيقى و الأغاني الرومنسية و أيضا هناك المؤثرات البصرية و المشاهد و المناظر الخلابة التي تم اختيارها بكل عناية كما كانت عملية التصوير تجري بالاهتمام المطلوب و بدقة و بتركيز عالي من أجل تشويق المشاهدين ، فإذا كنا قد وضعنا هذه الأمور في الاعتبار أثناء تصوير الفيلم .. أمكننا ذلك أن نعطي صورة واقعية عما يمكنه أن يحققه ذلك كله من أهداف كثيرة كإيصال الفكرة المحورية التي تدور حولها أحداث الفيلم إلى أذهان الجمهور و كسب عواطفهم و تفاعلهم و اندماجهم مع أحداث الفيلم بكل تفاصيله و نتيجة لذلك فان الفيلم سيلاقي الترحيب و الإقبال المتزايد و بالتالي فاني أعتقد أن النجاح سيكون حليفا لجهودنا في سبيل عمل هذا الفيلم بشكله التكاملي .
أمير : ما هو أول انطباع حصل لك عندما شاهدتني معك أثناء تصوير فيلم فنا ؟
كاجول : اسمح لي ، لا يوجد هناك انطباع أول معين ، و لكن كل الذي حصل هناك هو أنني كنت أود أن أضع بصمتي في موقف العمل أو على أقل تقدير أن أصبغ المشهد بلوني الخاص و هذا لأني رغبت بأن أكافح كثيرا لكي أكون بمستواك أو على أقل تقدير عند حسن ظنك بي ، و هذا ما جعلني لكي أكون على استعداد دائما في العمل معك ليس فقط 100% بل 300% .
http://www.up07.com/upload-9/wh_740760724.jpg
هنا كل من أمير و كاجول يتبادلون الضحك لبرهة من الزمن ثم تستأنف كاجول تعليقها فتقول بابتسامة ساحرة :
ــ بالرغم من ذلك فقد كنت أشعر دائما بأن مجرد وجودك معي و بجانبي و أمامي في العمل الفني فإنني سأكون قادرة على التواصل المستمر بالتألق و بأنني أستطيع أن أبذل جهدي و نشاطي أكثر فأكثر .
أمير : الحقيقة أنا أيضا لقد تمتعت كثيرا بمشاركتك لي في العمل ، و صراحة أني قضيت أوقاتا ممتعة معك كانت من أجمل ساعاتي و لن أنساها في حياتي .
كاجول : عفوا .. العفو
أمير : لدي إيمان كبير بفيلم فنا ، فاني أؤمن بأن هذا النوع من الأفلام الذي قمنا بالعمل فيه سويا أنا و أنت هو المفضل لدى شريحة كبيرة من العامة أو الناس و جمهور المشاهدين سواء في بلدنا الأم الهند أو في خارجها من بلدان العالم .
كاجول : و ما نوع هذا الفيلم الذي صرحت لي الآن بأنه هو المفضل عند الأغلبية من المتابعين للأفلام ؟
أمير : هذه النوعية من الأفلام التي ما زلت للحين أؤكد بأنها هي المفضلة لدى الغالبية من الناس هي الأفلام التي تأتي على الشكل المتكامل أو الشامل في جميع عناصرها أو أجزاءها بحيث يجب أن لا يقتصر الفيلم الواحد على جانب واحد كالأكشن فقط أو أن يحتوي على جزء كبير من طول الفيلم على الرومانسية دون أن يتطرق في بعض أجزائه إلى الدراما أو الكوميديا ، فلابد أن نربط بين الأجزاء في تناسق بعضها البعض لكي يخرج الفيلم و هو يجمع بين كل العناصر و المشاعر التي تؤثر في النفس الإنسانية مثل الرقص و الموسيقى و التراجيديا و الأكشن و الكوميديا و غيرها .
يواصل أمير خان كلامه و كاجول تصغي إليه و هو يشير إلى :
أن هذه النوعية من الأفلام الجيدة و المتكاملة أي الشاملة بجميع عناصرها أو الهادفة مثل فيلم فنا هي التي يمكن المراهنة عليها لتحقيق أعلى الإيرادات بما يكفل لها النجاح الملموس على عكس الأفلام التجارية الأخرى غير الجادة التي يكون غرضها الوحيد هو مجرد الربح و لكنها دائما لا تحقق لأصحابها ما يطمحون إليه من الربح عن طريقها فلذلك فإنهم كثيرا ما عهدوا أن تتعرض أفلامهم إلى الفشل الذريع .
http://www.up07.com/upload-9/wh_209315130.gif
كاجول : عموما لقد تمتعت بالعمل معك ، و لن أنسى هذه التجربة الثمينة ما دمت على قيد الحياة ، و لكن ...... لكن !!
كاجول تبدي تذمرها بعد هذا النقاش الطويل الملل الذي بدأه أمير خان ، و بدت كأنها تريد أن تصب جام غضبها على أمير خان الذي أمطرها بوابل من الأسئلة السطحية السخيفة التي أضاعت وقت الحوار الهادف و الذي يهم الجمهور لمعرفته بالمقام الأول ...
أمير خان ينظر إلى كاجول بنظرة استغراب و لكن ملامح وجهه تظهر ضحكات سخرية يحاول أن يخفيها عن كاجول كأنه يستدرجها لكي تحاول هي أن تبادر إلى سؤاله بعدما كان هو السائل و هي المجيب ...
كاجول : و الله .. هناك علامة تعجب !! خلقت لي علامة استفهامية ( ؟ ) ، و أريد منك إعطائي إجابة تساعدني على كشف طلاسمها .
أمير : تفضلي . أنا حاضر ..
أمير يضحك و يسخر من كاجول بينما كاجول تبدو هادئة تحاول أن تستجمع قواها قبل أن تنبس شفاها بإطلاق آهاتها التي ستأتي على شكل تساؤلات موجهة إلى الخان الجالس مقابلها و هو يبدو واثقا من نفسه لإعطائها إجابات مقنعة تكشف همومها ...
كاجول : بربك قل لي ما الذي جعلك تصر على أنك تحطم نفسك على تحطيم نفسك فيني ؟؟
أمير يبتسم في وجه كاجول ، فالكلام مألوف لديه و قد سبق له إن سمعه و ردده أكثر من ألف قبل ما نقول مليون مرة في الفيلم ( الكلام مقتبس من أغنية chand sifarish ) ... كاجول تضحك
http://www.up07.com/upload-9/wh_860582122.jpg
أمير هنا كأنه يعلق على حالتها تلك – و لسان حاله يقول :
هذه البراءةُ ترتسمُ .... بمحيّاكِ
للحياة فابتسمي تبتسمُ .... لثناياكِ
http://www.up07.com/upload-9/wh_613928234.jpg
و كاجول تواصل من غير شعور و تقول :
ــ أنا مصدومة لأني تفاجأت بأنك رغبت أن أقوم بمشاركتك للعمل في فيلم فنا بالرغم من انقطاعي و ابتعادي عن الشاشة الفضية منذ سنوات ، فأنت كنت مصرا على أخذ موافقتي للتمثيل بدور ( زوني ) في فيلم فنا حيث أنك كنت تعلم بأن آخر فيلم لي كان ( كابي خوشي كابي غم ) منذ ما يقارب الخمس سنوات كنت فيها مشغولة بتربية ابنتي ، و كان من الصعب التكهن لفتاة بنفس حالتي أن ترجع إلى الوسط الفني بنفس المستوى و القوة مما يعني ذلك مجازفة كبيرة من قبلكم ، و بالنسبة بما يصب في مصلحة فيلم فنا فانك كنت مصرا على اختياري مهما كان الثمن غاليا هذا على الرغم من غيابي عن الساحة الفنية كما أن رفض زوجي ( أجاي ديغفان ) بشأن عودتي للفن كان يعتبر أمرا عائقا كبيرا لكم .
أمير خان يجيبها عن تساؤلها هذا المحيّر فعلا – لا تتخيلوا أنكم في فيلم هندي بل هذه هي الحقيقة سواء شئتم أو أبيتم – فأمير خان هنا يجيبها ليزيل عنها الهموم و كأنه يقول لها ( خير الكلام ما قل و دل ) و بنفس الوقت فإنه يفصح لها عن كلمة واحدة فقط و لكنها في عمقها .. تغني عن البيان ..
ترى ما هي هذه الكلمة الغامضة التي جعلتنا كلنا بلهلفة إلى سماعها و التي تشفي الغليل و العليل على حد سواء ، فكلنا نعرف جيدا
إنما أحلى المقال .. ما صدقته الفعال .. ليس حبر عالورق
حسنا .. حسنا ، آسف لأني طوّلت عليكم أيها القرّاء ، ربما ما تزالون تتساءلون مثلي عن تلك الكلمة التي أجاب بها أمير كاجول ..
أنها ..
أنها ..
تحت .. تحت
انزلوا انزلوا قليلا .. بارك الله فيكم
جواب أمير :
ــ إن كان للقمر أن يوصيني .. هذا ما كان يقوله لك .. أريد أن أسقط حجاب الحشمة .. أريد أن أعبر الخط معك
http://www.up07.com/upload-9/wh_382662911.jpg
يا سبحان الله
الآن تذكرنا جميعا أغنية ( سبحان الله ) بالفيلم
يا الله ، يا سلام ، ما شاء الله
كم أنت عبقري يا أمير خان
يا له من جواب ، يغني عن البيان
يفرّج عن المأمول ، و يكشف غم كاجول
و لكن للأسف بعدما تمتعنا بهذا السؤال الجوهري الذي طرحته كاجول على أمير خان و رأينا كيف أنه يحمل في طيّاته الكثير من الجواهر و الألغاز التي تبكي الإنسان تارة و تجعله يموت من الفرح تارة أخرى ، أي بعد برهة قصيرة جدا من الوناسة يعود أمير خان مرة أخرى ليطرح أسئلته المملة على كاجول :
يتساءل و يستفسر أمير من كاجول :
ــ كيف يمكننا أن نختار الفيلم الجيد من بين الأفلام التي تعرض علينا بين الحين و الآخر ؟
كاجول : بداية و قبل كل شي أي قبل أن أشرع بقراءة النصوص في السيناريو أو الحوار فانه يجب علي أن أنظر أو أستوعب مضمون الفكرة العامة للفيلم ، أي أنه يجب تنال القصة أولا على استحساني و إعجابي بها ثم ثانيا فانه من الأهمية بمكان و بالنسبة لي بعد ذلك أن يكون السينانور و الحوار قويا بما فيه الكفاية حتى أقبل به و إلا فاني سأعتذر دون تردد عن قبول هذا الدور ، فالمعيار الذي يجب أن يكون في الحسبان في مثل هذه الأمور التي تحصل لنا عادة بصفتنا عاملين أو متواجدين في الوسط الفني هو أن تجذبنا قصة الفيلم أولا لكي نوافق على التمثيل بهذا الفيلم .
أمير : و كيف تختاري الدور المناسب لك و الذي يتوافق و يتلاءم مع شخصيتك بعد قيامك بالموافقة على عمل بعض الأفلام ؟
كاجول : لدي الرغبة أيضا لسؤالك مثل هذا السؤال ، و ذلك لأنك على معرفة و إطلاع أكثر مني في هذا الموضوع و أود أن أعرف إجابة هذا السؤال منك .
أمير : اطمأني و أعدك بأني سأعطيك الإجابة على السؤال و لكني أريد منك لو سمحت أن تجيبي على هذا السؤال أولا ثم سأجيبك بعد أن تنتهي من ذلك ؟
كاجول : بالنسبة لي فاني غالبا ما أقوم أولا بقراءة النص جيدا أكثر من مرة حتى يمكنني أن أختار ما يناسب شخصيتي من الأدوار المختلفة ثم أقرر أن أتقمص دورا معينا ، و بعد تحديد الدور المناسب فاني أحاول قدر الامكان أن أجسد و أطبق ذلك بما يتأقلم مع شخصيتي في الأداء و لغة الجسد المناسبة لي .
http://www.up07.com/upload-9/wh_147674000.jpg
أمير خان يجيب عن كيفية اختياره للفيلم و للدور الذي يناسبه في الفيلم ، فيتحدث :
ــ بأنه أولا يبدأ بعملية اختيار المخرج القدير ثم يختار القصة المناسبة كما أنه بالاضافة لذلك فهو لا يغفل عن اختيار المنتج الصحيح للفيلم ، فهو يخضع هذه العملية وفقا لشروط و معايير خاصة لديه حيث يجب أن تنطبق هذه المعايير على المخرجين و المنتجين بل و نوعية القصة حتى يمكنه أنه يتوصل في النهاية و يقتنع بأنه يتعامل مع أناس جيدين و جديرين بحيث أنه يمكنه الاعتماد عليهم لإخراج الفيلم الذي سوف يأخذ طابع الجودة و الأصالة ، و بعد أن يتأكد بنفسه و يطمئن بأنه قد وضع القواعد الأساسية لإنتاج الفيلم فانه يواصل العمل معهم بدون كلل .
كاجول : ما الذي يجعلك دائما ما تتأخر في صناعة الأفلام على عكس النجوم الآخرين ، فلا تكاد تظهر في فيلم واحد فقط من ثلاث إلى خمس سنوات حتى تختفي مجددا و لا نجد لك أثرا يذكر و كأن الأرض قد انشقت و ابتلعتك ؟
أمير خان يبتسم قبل أن يجيب على سؤالها :
ــ هذا لأنني لا أعمل أكثر من فيلم واحد في الوقت الواحد ، كما أنني لا أحبذ فكرة أن يتم إرضائي من قبل الكتاب أو المؤلفين أو المخرجين أو المنتجين للحصول على موافقتي بالتمثيل في أي فيلم يعد من قبلهم ، فان أي فيلم يتم وضعه في قيد الإنشاء فهو لا يمكنه أن يحوز على استحساني أو قبولي إلا بعد طول تفكير و تأمل في محتوى قصته و مضمونه بجميع تفاصيله الصغيرة و الكبيرة بما يتناسب طرديا مع شخصيتي أو دوري ، و في أثناء التصوير فإنني أحاول أن أبذل كل طاقتي و جهدي و أحاول بكل ما بوسعي من قوة أن أقوم باستغلالها بأحسن وجه حتى يمكنني أن أصنع فيلما قويا بكل معنى الكلمة ، و يأتي كل ذلك بعد اختياري السليم للمنتج الجيد لصناعة الفيلم و كذلك المخرج المناسب للعمل و التمثيل تحت إشرافه .
و تتدخل كاجول مرة أخرى و تبدي إعجابها بأسلوب أمير خان و تثني على حسن تصرفه هذا و تشهد له بأن هذا الأسلوب الذي يتبعه في صناعة الأفلام قد كان له أكبر الأثر في حياته المهنية مما جعله ناجحا في جميع أعماله في سينما بولييود و هو أيضا ما رفعه إلى مصاف النجومية متربعا على عرش أشهر نجوم السينما الهندية .
كاجول تنعطف لمجرى آخر بالحديث في هذا الحوار و تبدأ بتوجيه أحد أسئلتها الجديدة نحو أمير خان فيما يتعلق بفيلم فنا فتسأله :
ــ لماذا تم إختيار بعض المشاهد و الألفاظ الأساسية في النص في حين تم تجاهل و حذف مقاطع أخرى قد تكون مهمة و مكملة للفيلم ؟
أمير : فيما يتعلق بواجبي و مسئوليتي تجاه فيلم فنا و من باب مساهمتي الفعالة في سبيل مصلحة الفيلم باعتباري من العناصر الرئيسية التي تقع على عاتقها تحمل مسئولية نجاح الفيلم فقد كنت أشاهد لقطات من الفيلم قبل اكتماله مرارا و تكرارا ، و كنت أعطي نفسي فرصة تمتد لمدة خمسة و عشرون يوما للمراجعة و التقييم ثم أبدي بعد ذلك اقتراحاتي و توصياتي إلى المخرج و المنتج بخصوص وضع مشاهد جديدة أو حذف مشاهد ربما لا تخدم الفيلم بدرجة كبيرة ، و لكن القرار النهائي يصبح بيد المخرج أو المنتج بما يرونه مناسبا ليخرج الفيلم بصورته اللائقة على حسب نظرتهم الناقدة .
http://www.up07.com/upload-9/wh_569938570.jpg
كاجول : ما هو الدافع الرئيسي الذي يوجهك لصناعة الأفلام ؟ هل هو للحصول على العمولة ( المال ) ؟ أم هو العمل من أجل حل المشكلات الاجتماعية في المجتمع ؟ أم هو السعي لتقديم فنون راقية في السينما ؟
http://www.bhopal.net/march/archives/00510020_small.JPG
أمير : لما أقوم بعمل أو صنع أي فيلم جديد فإنني إنما أفعل ذلك لعدة أسباب ، و لأتكلم بصراحة أقول :
الحقيقة أنني كثيرا ما كنت أعجب بالنص لدرجة أنني انجذب له بشدة و أتصور في خيالي كيف سيكون هذا الفيلم قويا و مؤثرا لدى المشاهدين مثل فيلم " LAGAAN " و قد نال هذا الفيلم على إعجاب و تقدير الكثير من الناس .
http://images-eu.amazon.com/images/P/B000069LG0.03.LZZZZZZZ.jpg
و يستطرد قائلا :
و هناك أفلاما أخرى كان لها الصدى الواسع الانتشار مثل فيلم : " SARFAROSH " ، " RANG DE BASANTI " ، و هي إن دلت على شي فإنما تدل على وجود المنتج الفعال الذي استطاع بفضل نظرته الثاقبة أن يظهرها إلى حيز الوجود بذلك الرونق الأخاذ لتسكن في قلوب الملايين .
http://img.indiaglitz.com/hindi/musicreviews/rang-de-basanti-1.jpg http://www.scuderiequirinale.it/resources/Mostre/India/SARFAROSH.gif
و يواصل الحديث :
و كذلك هناك " RAJA HINDUSTANI " و أذكر أنني عندما قمت بدور البطولة فيه كنت أتمنى من كل قلبي أن يراه الجميع و قد تحقق حلمي ذلك بالطبع مما انتابني شعور من السعادة البالغة , و قد كان لي اتصال مستمر مع شريحة كبيرة من المعجبين طوال مشواري و مسيرتي في العمل الفني ، و كان غرضي من إجراء هذه الاتصالات مع الناس هو من أجل معرفة آرائهم و وجهات نظرهم نحو أسلوبي في الفيلم أو طريقتي بالأداء حيث أن أدائي في الأفلام يؤثر علي بطريقة أو بأخرى في حياتي العادية فحينما أكون سعيدا أو حزينا أو غاضبا فان تأثير أدائي بالأفلام يستمر معي و يتحكم بانفعالاتي في الحياة مع الناس .
http://images-eu.amazon.com/images/P/B0000DCXXZ.02.LZZZZZZZ.jpg
و يعقب على كلامه بينما كاجول تحدق فيه بنظراتها فيقول :
ــ أنا لا أستطيع أن أقوم بالتمثيل في أي فيلم كان إلا إذا تملكتني القصة فيه بحيث يمكنني أن أغوص فيها حتى أستطيع أن أجاري أحداثها و أتماشى مع تفاعلاتها المختلفة على الأرضية التي تكون مناسبة لتفكيري بما يمكنني ذلك أن أخلفه لها أو أخلقه بفني من آثار جانبية تكون محسوسة فتحوز على رضاي و لكي تحصل لها على الزخم المادي المطلوب فلا بد لها إلى جانب التأثيرات المعنوية أن تكون مشبعة لطموحاتي و رؤياي الآنية أو المستقبلية .
كاجول : هل هذا يعني أنك يجب تعيش جميع لحظات الفيلم في حياتك العملية و الفنية ؟
أمير : أجيبك بصراحة بأنه لا يمكنني أبدا أن أختار الدور المناسب لي في أي فيلم إلا إذا أمكنني أن أعيش و أستوعب جميع لحظاته و ليس بعضها ، و دائما ما كنت أضع غايتي أمام نصب عيني و هي أنه لا بد للفيلم الذي أرغب في صنعه أن يكون جيدا و قويا بما فيه الكفاية لكي ينال على رضا و إعجاب و تقدير المشاهدين و النقاد .
كاجول تبدو مسرورة و تعلق على كلامه بابتسامة لطيفة :
ــ هذا صحيح ، لقد كنت محقا جدا في كلامك هذا .
أمير يضحك و هو يداعب كاجول بقوله :
ــ و أنا لا يمكنني أن أتخيل أبدا أو أتصور أي فنانة أخرى تستطيع أن تقوم لتؤدي دور ( زوني ) غير كاجول .
يصبح الموقف طريفا حيث تملأ المكان ضحكات أمير و كاجول في نفس الوقت ثم يأتي الرد من قبل كاجول أيضا فتقول :
ــ و كذلك دورك فاني لا أكاد أصدق كيف أمكنك أن تؤدي دور ( ريهان ) في فيلم فنا فقد كان أداؤك بصراحة ما يثير الدهشة فهو على درجة عالية الصدق و الجدية و التأثير الذي يزعزع النفس الإنسانية فكل من يشاهد دورك في هذا الفيلم فانه لا يستطيع إلا أن يشيد بموهبتك في تقمص هذا الدور ، و الحقيقة أنك بالرغم من هذا كله فقد كنت طبيعيا جدا و لم تكن متكلفا أو متصنعا ، و يمكنني أن أجزم بأن دور ( ريهان ) لم يكن من المقدور لأي فنان آخر أن يقوم بتجسيد هذا الدور بنفس القوة التي كنت عليها و الأدهى من ذلك فأنا لا أعتقد أنه يوجد أصلا فنان غيرك ليكون جديرا لتقلد هذا الدور .
أمير ينكس رأسه خجلا و كأن كاجول قد أفحمته بكلامها و تعليقها ، و كأنما هو لم يرد أن يؤيد كلامها أو ينفيه و لسان حاله يقول :
ــ لا أعرف أرد لك جميلك هذا ، لا أعرف كيف أشكرك على هذا المديح و الإطراء و الثناء الجميل !!
كاجول تفهم ما كان يدور في خاطره و يجول في أعماقه من خلال تعابير و ملامح وجهه المكشوفة و لذا فإنها تبادره قبل أن يرفع طرفه و يتكلم :
كاجول : بلى بلى .. هذا صحيح .. صدقني .. أنا لم أقل ذلك من فراغ ... و كل ما قلته لك كان نابعا من قلبي ... ثق بي .. و أؤكد لك على ذلك !!!
http://www.up07.com/upload-9/wh_810956733.jpg
أمير خان يظل صامتا و هو ينظر في عيني كاجول مما يضطر كاجول إلى كسر لحظات الصمت الرهيبة تلك ، فتبادر إلى طرح سؤال آخر عليه ، و هو سؤال جوهري و عميق كما هي عادة كاجول في اللجوء إلى الأسئلة الهادفة لإشباع شغف الجمهور بينما غالبا ما تتسم محاورات أمير خان بنوع من الفلسفة ، كاجول تكلم الخان :
ــ أود سؤالك .
أمير : ما عندي مشكلة ، و هل مانع ؟؟
أمير خان يضحك بطريقته الخاصة
كاجول : طيب ، لقد رأيتك جالسا هناك لوحدك أثناء العمل بتصوير فيلم فنا ، و لاحظت كثيرا بأنك كنت شارد الذهن و سارحا بعيدا في عالمك الخاص متخيلا و متفكرا ، و كان الأمر يبدو غريبا ليصدر منك في ذلك الموقف مما جلب لنفسي الحيرة ، و قد كنت أرغب في تلك اللحظة أن أخطو بضع خطوات لأصل إليك لكي أفهم مشاعرك و أدرك مشكلتك و لكن الجرأة لم تتملكني لأنني شعرت لوهلة بالهيبة تسري في عروقي و ظل بدني مقشعرا كلما حاولت أن أتقدم نحوك و لذا بقيت قابعة في مكاني أراقب سلوكك المثير ، و قد أخبرني آنذاك شخص ما بأنك مشغولا بالتخطيط لأحد أفلامك القادمة ، و عندما سنحت لي الفرصة لأتبادل معك أطراف الحديث ، اكتشفت بأني كم كنت مخطئة لأني كنت أظن بأنك شخص انفعالي و يمكن لأي مضايقة بسيطة أو أي فعل أن يثير غضبك بسهولة ، و قد سررت بالحديث معاك و عرفت كم أنت شخص متواضع و متفاهم و لطيف و كريم يتقبل آراء الآخرين و لا يفرض عليهم ما لا يطيقون بعصبيته .
http://www.up07.com/upload-9/wh_685180414.jpg
http://www.up07.com/upload-9/wh_363338283.jpg
و تضيف كاجول :
ــ و قد تصورت سابقا بأنني عندما أعمل معك في صنع فيلم معين فاني سأفكر من ناحية تجارية كصفقة ، في حين أن العمل معك في الوسط الفني قد غير كثيرا من مفاهيمي و أفكاري حول الأفلام لأول مرة ، و بدأت أدرك أن صناعة الأفلام هي فن قبل أن تكون نوع من الصفقات التجارية الرابحة .
أمير : و كيف حدث لك هذا التحول فجأة ؟
كاجول : صراحة من خلال عملي بجانبك و تفاعلي معك في فيلم فنا وجدت فيك خير مثال على ذلك ، فقد كنت أنت بمثابة قدوتي في احتذاء مثل هذه المبادىء الراقية الجديدة ، فقد اكتسبت منك الخبرة التي كان من شأنها أن تلعب دورا مهما لنشوء هذه الأفكار و تبنيها لدي ، كما أني قد وجدت أن مستوى تفكيرك كله كان منصبا في المقام الأول من أجل الرقي بالفن و إجادة الدور في التمثيل و لم يكن مركزا على الربح المادي أبدا مما كان لذلك أكبر الأثر في تغيير و تصحيح معلوماتي ، فقد كنت مرشدا لي بل و معلمي حقا .
أمير : و أنا مثلك كذلك ، فلست أقلل من شأنك و لا أرغب بذلك ، فاني أكن لك بالمزيد من الاحترام لفنك ، و أفيدك بأني أملك القدر الكافي من العلم فيما يتعلق بموهبتك و أخلاقك و أعلم ما هو حجم أهمية الدور الذي تتقمصين شخصيته في أفلامك الأخرى ، فأنا أعلم جيدا من هي كاجول ، و أنا أعرف من هي كاجول جيدا .
كاجول مصغية جيدا لأمير و يضيف الخان تعقيبا على كلامه :
ــ و عندما تم سؤالي إن كانت كاجول ستناسب دور ( زوني ) أم لا ! و هل أنه من اللائق أن يتم إسناد هذا الدور إليها أم لا !! فقبل الشروع أو البدء في فيلم فنا فقد كنت أعلم جيدا من هي كاجول ، و كنت أعلم أن كاجول وحدها هي من يمكنها أن تجيد دور ( زوني ) ، و لذا كنت أصر أنه لا يوجد أحدا يمكنه أن يتقلد شرف تجسيد هذا غيرك يا كاجول .
الخان يواصل القول و كاجول لا تزال مصغية لكلامه و تبدي له اهتمامها :
أمير : إن طبيعتك تعجبني كثيرا ، و لكني أحيانا لا أستطيع أن أفهمك جيدا ، فأحيانا أجدك عجولة جدا و أحيانا أخرى أراك عصبية بدون مبرر معقول و لكني لا أعير ذلك أي اهتمام ، حيث أن ما يهمني في المقام الأول هو التوفيق و النجاح في العمل الفني بأن نكون متوافقين و متجانسين دائما في فيلم فنا .
http://www.up07.com/upload-9/wh_325775442.jpg
و يتطرق أمير خان هنا إلى سؤال كاجول :
ــ ما هو أروع مشهد في فيلم فنا قد نال على إعجابك و جذبك إليه بشدة ؟
كاجول : أحب أن أوضح أولا إلى أن هناك اختلاف جوهري كبير بين المشهد الواحد عند قراءة النص و بين أداؤه ، كما أن هذا الأداء لا يكون حقيقيا أبدا بل هو مجرد تمثيل ، فانك عند قراءة النص فانك تعيش الدور في كيانك الداخلي ثم تعمل على أداؤه من خلال تقمصك لهذا الدور و تجسيدك له من خلال شعورك الخاص ، و هذا الشعور يختلف في درجة صدقه من ممثل إلى آخر وفقا لموهبة الفنان ، و لذا فانه لا بد للممثل أن يبذل جهده حتى يعجب المشاهدين ، و لذلك فان الحكم على أفضل المشاهد هو أمر متروك إلى قرار الجمهور و لكن بالنسبة لوجهة نظري الخاصة فاني أرى أن فيلم فنا ككل فهو يحتوي على العديد من المقاطع الرائعة التي قمنا بأدائها من عميق الشعور و هي جميعها تستحق المشاهدة .
أمير : و مَن مِن الممثلين قد أعجبك تمثيله ؟
كاجول : شخصية CARTOON NETWORK لأنها قد أعجبت أبنتي جدا .
كاجول تضحك على جوابها مما يدفع أمير خان للضحك أيضا ثم يواصل الخان في طرح أسئلته :
ــ و مَن هي شخصيتك المفضلة في السينما الهندية ؟
كاجول : ( سيريديفي ) فهي لديها كم كبير من المعرفة للعمل في السينما ، فهي تجيد مختلف الأدوار سواء كانت من ناحية الأداء أو التحدث أو الإقناع كما أنها لا تقتصر على مجرد الوقوف أمام الكاميرا كالممثلات العاديات بل هي قد أثبتت موهبتها في التمثيل و وجدت لها شعبيتها الكبيرة .
http://www.buikdans.be/dvd/sridevi1.jpg
أمير : و ما نوعية الأفلام التي تفضلين مشاهدتها ؟
كاجول : أحب مشاهدة الأفلام الكوميدية الخفيفة أكثر من غيرها و لدي ميول أيضا إلى أفلام الدراما و خاصة الأكشن التي أعشقها جدا .
و إلى هنا فان كاجول ترد على أمير خان لتجبره على التعبير أيضا عن هواياته و تفضيلاته لتجعل الصاع صاعين ، هيا دعونا الآن لنستمع إلى سؤالها :
ــ و أنت .... ماذا تفضل من الأفلام ؟
أمير : فبالنسبة لي فأنا أفضل عادة الأفلام التي لها طابع معين كالطابع الديني أو الطابع التاريخي أو الطابع الثقافي ، فأنا لا أشاهد أي فيلم عابر ، فمن عادتي قبل مشاهدتي لأي فيلم أن أنظر أولا إلى من هو المخرج و ما هو نوع هذا الفيلم الذي سأعكف على مشاهدته ، و بعد ذلك يمكنني أن أحكم إذا كنت سأشاهد هذا الفيلم أم لا ، و ذلك لأنني أرغب بمشاهدة الأفلام التي تجعلني أنفعل بمشاهدتها بحيث أتأثر مع مجريات أحداث الفيلم ، و هذا ما يخولني لأن أضحك في المواقف الكوميدية أو أن أحزن في مواقف الدراما التراجيدية و إذا ما استدعى الأمر فانه يمكنني أن أنهض لأصفق أيضا .
أمير خان يستحضر ذاكرته هنا على سبيل المثال فيذكر :
ــ أنه حين كان في لجنة التحكيم التي عقدت جلستها لإصدار تقييمها لأحد الأفلام حيث كان عدد الحضور لا يتجاوز السبعة أشخاص إلا أن ذلك لم يمنعهم من شدة الانفعال في سبيل تأييدهم و مساندتهم لهذا الفيلم .
كاجول : ما هي مشاريعك المستقبلية في الأشهر الستة القادمة ؟
أمير : في الوقت الحالي فإنني لا أزال معتكفا بقراءة بعض الكتب .
كاجول تبدو مستغربة أشد الاستغراب لجوابه و تستفسر منه عن ذلك بقولها :
ــ كل هذا الوقت في كل هذه المدة معتكفا في قراءة الكتب فقط !!! أخبرني عن شيء آخر تفعله !
أمير : أنا أقرأ بعض القصص و الروايات و أمارس التمارين الرياضية كما أقضي وقتا آخر مع الأطفال ، و من بين هذه القصص الكثيرة التي أقرأها بين الحين و الآخر فاني أفضل منها ثلاث روايات فقط .
http://www.telegraphindia.com/1060409/images/09aamir3.jpg
كاجول : و لماذا لا تفضل أفلام الحركة و الأكشن ؟
أمير : أنا حاليا أدرس لعمل فيلم أكشن ، و من أجل الاستعداد لذلك فانه يتطلب إجراء بعض التمارين الرياضية ، فمثلا عندما عملت فيلم MANGAL PANDEY قد تطلب مني الأمر أن أقوم بإطالة شعري لمدة سنة و نصف و ذلك لكي يناسب الدور الذي سأقوم به .
http://www1.yashrajfilms.com/images/therising/dist/mangal3.jpg
كاجول تبدي دهشتها و تقوم بالتعليق على ذلك بالقول :
ــ إذن هذا ما يجعلك متأخرا دائما عن باقي الممثلين في صناعة الأفلام كل هذه المدة الطويلة .
أمير : أوافقك الرأي ، و لكني أفعل ذلك حتى لا أفقد مصداقية الأداء أثناء عملي في الأفلام حيث أن الكثير من الأفلام تحتاج لعنصر المصداقية في إقناع الجمهور حتى يتسنى لها النجاح لمخاطبة الجمهور المستهدف من رسالة الفيلم ، فأنا أؤمن بالفكرة القائلة بوجوب التدقيق في كل شي و لزوم اتخاذ كافة التدابير قبل البدء بأي عمل سينمائي .
كاجول : حيث أنك حاليا تعمل على إنتاج ثلاثة من الأفلام ، فلماذا لا تفكر في الإخراج أيضا ؟ أما آن لك الأوان لكي تنتج و تخرج في نفس الوقت ؟
الخان يأخذ نفس عميق حتى يتمكن من الإجابة على هذا السؤال المحرج ثم يبدأ تصريحه بالقول :
ــ أود أن أكون مخرجا و لدي الرغبة و الاستعداد لذلك ، و لكن المشكلة العالقة هي أن عملي كممثل فمن أجل أن يكون أدائي عاليا و مقنعا في الوقت نفسه فان ذلك يتطلب مني بل و يحتم علي بأن أتفرع لشيء واحد فقط و أن أعطيه كل تركيزي و اهتمامي حتى لا يتشتت انتباهي مما يؤثر بالتالي بصورة سلبية على فني أو مستواي في التمثيل .
و يواصل الحديث :
ــ و كذلك فلربما لو كنت مخرجا و حالفني الحظ أن أقوم بإخراج ثلاثة أفلام فاني أعتقد بأن جمهور المشاهدين سوف يصيبه التململ من نوعية أفلامي و ربما قد لا يفضل أدائي فيها أيضا .
كاجول : و ما سبب اعتقادك هذا ؟
أمير : ذلك لأنني لو كنت مخرجا فان جل تفكيري و توجهي بالمقام الأول فانه سيتطرق دائما إلى التركيز على إخراج الأفلام الملحمية و البطولية و التاريخية التي طالما قرأت عنها و شغفت بها .
http://www.up07.com/upload-9/wh_560553147.jpg
كاجول : و بالمناسبة يجب علي أن أفيدك علما بأني قد توصلت إلى هذه الفكرة التي أقنعتني بأنك تجيد العمل الإخراجي ، و التي توصلت بها إلى أن أحكم بل و أعترف لك ببراعتك الفائقة في الإخراج ، و أنا على يقين تام بأنك تملك هذه القدرة أو الخبرة اللازمة للقيام بالأعمال الإخراجية ، حيث أن فيلم فنا يدلني على أنه قد حصل فيه موقف أثناء التصوير و قد صعب علي أداؤه و ما أمكنني أن أجتاز هذه العقبة و ما هوّن علي ذلك لو لا وقوفك بجانبي و مساعدتك و مساندتك لي من خلال تشجيعك إياي ، فبفضل توجيهاتك و إرشاداتك إلي فقد تمكنت من تجاوز هذه المشكلة بحيث استطعت أن أخرج منها بتأثير أقوى و بمستوى لم يكن ليخطر على البال أبدا .
أمير : معك حق بكلامك هذا ، فأنا أود أن أكون مخرجا ، و لكن يتملكني الخوف أحيانا ؟
كاجول : خوف من ماذا ؟
أمير : الخوف من النتيجة ، فان الإخراج يعتبر عملا يحتوي على نوع من الخطورة ، و يحتاج إلى جرأة و رباطة جأش ، و أبسط مثال على ذلك هو فيلم فنا .
كاجول : ما هو مشهدك المفضل في فيلم فنا ؟
أمير : هناك في فيلم فنا مشاهد كثيرة و متعددة و لا يمكنني حصرها و جميعها رائعة و جميلة في نظري ، و هذا هو سر الفيلم ، و هو ما يجعل من فيلم فنا فيلما ناجحا و قويا بكل ما تحمله الكلمة من معنى .
كاجول : أني أعتقد أن سبب نجاحك المنقطع النظير في فيلم فنا هو أنك تأتي أثناء التصوير إلى مكان العمل قبل ساعتين أو أكثر من ذلك بحيث يسمح لك ذلك بأن تقوم بقراءة النص أكثر من ثلاثة عشر مرة ، و مما ألفت انتباهي هو أنك لا تقرأ فقط المشهد المتعلق بك أنت فقط بل أنك تقوم أيضا بقراءة نصوص الآخرين حتى لو كان هذا الحوار لا يرتبط بأدائك لا من قريب و لا من بعيد ، و لذلك كله فأنا أعتقد بأنك حكيم و هذا ما يدل على أنك ممثل ناجح و ممتاز و هذه هي الميزة التي تميزك عن الآخرين ، و قد شعرت بأنك إنسان مختلف عندما قمت بالتمثيل معك في فيلم فنا .
ثم تطرح كاجول سؤال آخر على الخان و هو :
ــ و هل أعجبتك موسيقى و أغاني الفيلم ؟
أمير : طبعا ، و أنا فخور بمستوى أغاني الفيلم و بخاصة أغنيتي CHAND SIFARISH و MERE HATH MAIN .
http://www.up07.com/upload-9/wh_240993866.jpg
http://www.up07.com/upload-9/wh_440167208.jpg
ثم ينتقل أمير خان مباشرة إلى سؤال كاجول عن حياتها الزوجية ، عن طريق هذا السؤال :
ــ هل تعتقدين أن الزواج قد أحدث تغييرات في حياتك ؟
كاجول : ممكن أن أسألك أنت مثل هذا السؤال ؟
أمير : قبل أن أعمل في فيلم فنا فقد كنت متزوجا بزوجتي الثانية كما أني قد تزوجت أول مرة منذ فترة طويلة ، حيث أن نصف حياتي التي عشتها فقد كنت فيها متزوجا ، و لذلك فاني أعتقد أن الزواج لم يؤثر في حياتي ، فهو لم يغير أي شي بالنسبة لي .
كاجول : أما فاني على العكس حيث أعتقد أن الزواج قد غيرني بطريقة ما ، حيث كنت في السابق أنظر إلى الحياة و أرى العالم بنظرة متشائمة أو ضيقة ، و لكن بعد زواجي بدأت أدرك بعض الأمور التي كانت خافية علي كما بدأت أنظر إلى الأشياء أو الأمور بصورة أوسع فأستطيع أن أمير بين ما هو جيد و ما هو سيء ، كما يمكنني أن أعلم من هو معي و من هو ضدي .
كاجول تبادر هي أيضا إلى سؤال أمير خان عن أمور زواجه ، فتسأله :
ــ كم كان عمرك حين تزوجت أول مرة ؟
أمير : كان عمري 21 سنة ، و لكنني سعيد بذلك و لست نادما ، فزوجتي انسانة طيبة و متفهمة لظروفي و عملي ، و قد تعلمت منها كثيرا من الأمور أو الخبرات المفيدة ، كما أنني ما زلت أتذكر منها حتى هذه اللحظة ما جرى بيننا من ذكريات جميلة و عاطفية مع بعضننا البعض و لا يمكنني نسيانها .
كاجول : لِمَ فكرت في الزواج في وقت مبكر ؟ فمن يدري ؟ فلربما كنت اخترتك أنت لتكون زوجا لي من قبل ؟
و من هنا تعلو الضحكات و الابتسامات بين كل من أمير و كاجول على مداعبة كاجول لأمير و لكن بالرغم من ذلك فان كاجول كانت صادقة جدا و محقة بكلامها فلو لم يكن أمير متزوجا لكانت قد اختارته فعلا زوجا لها ، حيث أن كلامها هذا كان نابعا من قلبها .. و لكنه القدر .. هكذا شاء القدر ..
http://www.up07.com/upload-9/wh_500123418.jpg
و قبل ختام الحوار في هذه المقابلة التاريخية تتقدم كاجول إلى أمير خان بطلب حيث تقول له :
ــ قل لي ما هو الشيء الطيب و ما هو الشيء السيئ بصفاتي الشخصية ، و لكني أرجو منك مراعاتي فلا تطعني في كبريائي و لا تجرحني ، أريد منك أن توجز صفاتي السيئة قدر الامكان ، أما بالنسبة لصفاتي الايجابية التي تراها فأطلب منك شرح كامل بتفصيلها .
أمير : الشيء السيئ هو أنك انسانة عجولة و متسرعة و هذا ما يؤثر عليك سلبا ، أما الشيء الايجابي فهو أنك ذات مشاعر و أحاسيس طيبة نحو الناس و هذا ما يعجبني كثيرا في شخصيتك .
كاجول : أما أنت فان الشيء الجيد في شخصيتك هو أنك إنسان متواضع و تتقبل آراء الآخرين بروح رحبة ، أما الشيء السيئ أو السلبي الذي أنتقدك فيه هو التردد ، و عدم قبولك أو اقتناعك بالشيء إلا إذا وجدت فيه صفة الكمال .
و أخيرا تسألوني ماذا تعني كلمة فنا ؟
و أجيبكم بأن هذه الكلمة تحمل عدة معاني ، و من معانيها :
أولا : ما دل عليها اللفظ أي :
الفناء
http://www.up07.com/upload-9/wh_778989225.jpg
ثانيا : نعرف معناها من خلال اسم الفيلم أي :
الدمار
ثالثا : من خلال أغنية أصر على تحطيم نفسي أي :
الحطام
http://www.up07.com/upload-9/wh_543535818.jpg
رابعا : ما أطلقناه في عنوان هذه المقالة أي:
التحفة الخالدة
و أخيرا : ما توصلنا في ختام هذه الصفحة أي :
الـــــنـــــهـــــــــــ ـــــــــــــايــــــــة
http://www.up07.com/upload-9/wh_394590096.gif